محمد المحيا
27-12-2003, 05:05 PM
أميـر سعيـد
العلماء في الإسلام هم من الأمة بمنزلة السمع والبصر , في ظلمة الطريق وهدأة الوحشة يستهدي بهم الناس ؛ كشِعرى يضيء في ليل ضن فيه القمر بنوره .
ويوم تخلو الأمة الإسلامية من قيادة لائقة ؛ ترنو الأبصار جميعها إلى حملة الرسالة , وحراس الشريعة .. أنوار لهم العيون شاخصة , ومشاعل لها السواعد رافعة .
وحين تداهمنا الملمات في إثر بعضها , نفيء إلى ظلال علمائنا الوارفة نتقي بها حر الهجير.
ونحن بذلك , لا نصدر لهم مشكلات الأمة الإسلامية وجراحها لنفرغ لذواتنا ومشاكلها الشخصية ؛ إذ الحق أن علاقة علماء الأمة الإسلامية بطليعتها الشبابية ـ وبقية أفراد الأمة من ورائها ـ هي علاقة تبادلية , أو لنقل هكذا ينبغي أن تكون .. فلا يعفي العلماء ثقلة التابعين , ولا تتذرع طليعة الأمة الفاعلة بما يرونه ـ أحيانا ـ من تأخر بعض العلماء عن التحرك المكافئ لجلالة الحدث.
قبل أيام تجاسر الرئيس الفرنسي جاك شيراك على حجاب الصغيرات من مسلمات فرنسا وأبناء الأقليات المسلمة . نظر إليه ـ ومن ورائه معظم أبناء الشعب الفرنسي [65%] ـ على أن ارتداءه في المدارس هو تعبير عن موقف ديني لا يجوز السماح به في دولة علمانية. قائلا : 'مهما اختلفت مسمياته والكيبا [القبعة اليهودية] والصليب كبير الحجم، لا مكان لها في المحيط المدرسي' .
رأت دولة 'الحرية والعدل والمساواة' أن الحجاب يعد تهديدا لعلمانية الدولة الفرنسية !!
وإذ تناهت إلى أسماع معظم علماء الأمة الإسلامية أنباء هذا الحيف الفرنسي بحق الفتيات الصغيرات ؛ فقد تمنيت لَمَا عمد وفد من علمائنا الأفاضل إلى طرق أبواب قصر الأليزيه , ناقلين إلى ردهاته وإلى ساكنيه غضبة هذه الأمة لكشف ضفائر المخدًّرات العفيفات.
تمنيت , وأنا أعلم أن علماء الأمة تكبلهم قيود كثيرة , ليس أقلها التضييق الممارس على تحركاتهم وانطلاقاتهم , لا أقلها رجاء كثير من أنظمة حكمهم أن 'يستلهموا حكمة شيراك' في دولهم المسلمة.
تمنيت , ونحن نجتر ذكريات وفد العلماء إلى طالبان لبحث قضية تمثال بوذا العملاق في إمارة أفغانستان , يومها كان للوفد الذي قطع آلاف الأميال رؤيته التي لم نطمئن إليها , ولكننا ما أسأنا بهم الظنون.
واليوم , ألا تستأهل فجيعة ثلث مسلمي أوروبا [5 مليون مسلم مقيم في فرنسا من بين 15 مليونا يقيمون في أوروبا كلها] تشكيل وفد كبير من علماء الحجاز ومصر والشام والعراق والمغرب العربي وغيرهم لقطع مسافة تقل كثيرا عن مشقة السفر إلى أفغانستان لإيصال احتجاجنا القوي على الفعلة الفرنسية النكراء ؟
وقد يستجيب شيراك وشيعته أو لا .. لا غرو ؛ لكن هذا الوفد لاشك سيزلزل قصر الأليزيه .. أو سيردع غيره .. أو لا , فتكفينا منه حينئذ كرامة المحاولة . وما العيب إذن , ألم تفشل وساطة 'بوذا' من قبل ؟ فلم الخوف من إخفاق غيرها ؟!
إننا حين نلتحف بالعجز تتطامن قرائحنا , وتتبدد طموحاتنا كزبد البحر من دون فائدة , ولذا كان حقيق علينا أن نبحث عن ألف حل وحل للحؤول دون وصول سهام الضيم والذل والتغريب إلى صدورنا.
ويقينا , فلست أكتب لألمز علماءنا الكرام من قناة .. لا أجرؤ ولا أسعى , معاذ الله , بل لعل صوتي الضعيف يصل إلى مسامع العلماء والوجهاء فتتضافر جهودهم المشكورة في صد الهجمة الفرنسية على الحجاب , ولعل صوتي ـ وغيري ـ يصل إلى طليعة الأمة لتقف بكل صدق خلف علمائها , وتشد على أيديهم , لتتصل رسائلهم وتتلاحق عبر كل وسائل الاتصال بعلمائهم 'أن المسلمين يرجون منكم أكثر من ذلك , يطمعون بأكثر من بيانات وتصريحات مبعثرة , يلتمسون منكم مواقف ترقى إلى هذا فداحة الحدث وغيره من الأحداث المتوالية , يتطلعون إلى وحدتكم في وجه الأعداء , يأملون في أن يأتي اليوم الذي تجمعكم هيئة مرهوبة المقام ..مسموعة الكلمة ..قوية البيان , بحيث لا تنهشنا الذئاب الجائعة وأنتم رعاتنا ...' .
هذه والله الحالقة , تحلق ديننا شعرة شعرة , وحين يكون الأمر كذلك .. حين تصاب الأمة بسهام مسومة لأكبادها فلا حنابلة ولا حنفية , ولا إخوان ولا سلفية , ولا مشرقية ولا مغربية ؛ بل الدين دين الله تنتقص عراه عروة عروة , فكلنا جميعا فداؤه .. كلنا جميعا أبناؤه .. كلنا جميعا حماته .. الأكتاف بالأكتاف كبنيان يشد بعضه بعضا ..جنود ظهورهم بظهور بعض وأفئدتهم بشغاف واحدة.
http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDnews=415
العلماء في الإسلام هم من الأمة بمنزلة السمع والبصر , في ظلمة الطريق وهدأة الوحشة يستهدي بهم الناس ؛ كشِعرى يضيء في ليل ضن فيه القمر بنوره .
ويوم تخلو الأمة الإسلامية من قيادة لائقة ؛ ترنو الأبصار جميعها إلى حملة الرسالة , وحراس الشريعة .. أنوار لهم العيون شاخصة , ومشاعل لها السواعد رافعة .
وحين تداهمنا الملمات في إثر بعضها , نفيء إلى ظلال علمائنا الوارفة نتقي بها حر الهجير.
ونحن بذلك , لا نصدر لهم مشكلات الأمة الإسلامية وجراحها لنفرغ لذواتنا ومشاكلها الشخصية ؛ إذ الحق أن علاقة علماء الأمة الإسلامية بطليعتها الشبابية ـ وبقية أفراد الأمة من ورائها ـ هي علاقة تبادلية , أو لنقل هكذا ينبغي أن تكون .. فلا يعفي العلماء ثقلة التابعين , ولا تتذرع طليعة الأمة الفاعلة بما يرونه ـ أحيانا ـ من تأخر بعض العلماء عن التحرك المكافئ لجلالة الحدث.
قبل أيام تجاسر الرئيس الفرنسي جاك شيراك على حجاب الصغيرات من مسلمات فرنسا وأبناء الأقليات المسلمة . نظر إليه ـ ومن ورائه معظم أبناء الشعب الفرنسي [65%] ـ على أن ارتداءه في المدارس هو تعبير عن موقف ديني لا يجوز السماح به في دولة علمانية. قائلا : 'مهما اختلفت مسمياته والكيبا [القبعة اليهودية] والصليب كبير الحجم، لا مكان لها في المحيط المدرسي' .
رأت دولة 'الحرية والعدل والمساواة' أن الحجاب يعد تهديدا لعلمانية الدولة الفرنسية !!
وإذ تناهت إلى أسماع معظم علماء الأمة الإسلامية أنباء هذا الحيف الفرنسي بحق الفتيات الصغيرات ؛ فقد تمنيت لَمَا عمد وفد من علمائنا الأفاضل إلى طرق أبواب قصر الأليزيه , ناقلين إلى ردهاته وإلى ساكنيه غضبة هذه الأمة لكشف ضفائر المخدًّرات العفيفات.
تمنيت , وأنا أعلم أن علماء الأمة تكبلهم قيود كثيرة , ليس أقلها التضييق الممارس على تحركاتهم وانطلاقاتهم , لا أقلها رجاء كثير من أنظمة حكمهم أن 'يستلهموا حكمة شيراك' في دولهم المسلمة.
تمنيت , ونحن نجتر ذكريات وفد العلماء إلى طالبان لبحث قضية تمثال بوذا العملاق في إمارة أفغانستان , يومها كان للوفد الذي قطع آلاف الأميال رؤيته التي لم نطمئن إليها , ولكننا ما أسأنا بهم الظنون.
واليوم , ألا تستأهل فجيعة ثلث مسلمي أوروبا [5 مليون مسلم مقيم في فرنسا من بين 15 مليونا يقيمون في أوروبا كلها] تشكيل وفد كبير من علماء الحجاز ومصر والشام والعراق والمغرب العربي وغيرهم لقطع مسافة تقل كثيرا عن مشقة السفر إلى أفغانستان لإيصال احتجاجنا القوي على الفعلة الفرنسية النكراء ؟
وقد يستجيب شيراك وشيعته أو لا .. لا غرو ؛ لكن هذا الوفد لاشك سيزلزل قصر الأليزيه .. أو سيردع غيره .. أو لا , فتكفينا منه حينئذ كرامة المحاولة . وما العيب إذن , ألم تفشل وساطة 'بوذا' من قبل ؟ فلم الخوف من إخفاق غيرها ؟!
إننا حين نلتحف بالعجز تتطامن قرائحنا , وتتبدد طموحاتنا كزبد البحر من دون فائدة , ولذا كان حقيق علينا أن نبحث عن ألف حل وحل للحؤول دون وصول سهام الضيم والذل والتغريب إلى صدورنا.
ويقينا , فلست أكتب لألمز علماءنا الكرام من قناة .. لا أجرؤ ولا أسعى , معاذ الله , بل لعل صوتي الضعيف يصل إلى مسامع العلماء والوجهاء فتتضافر جهودهم المشكورة في صد الهجمة الفرنسية على الحجاب , ولعل صوتي ـ وغيري ـ يصل إلى طليعة الأمة لتقف بكل صدق خلف علمائها , وتشد على أيديهم , لتتصل رسائلهم وتتلاحق عبر كل وسائل الاتصال بعلمائهم 'أن المسلمين يرجون منكم أكثر من ذلك , يطمعون بأكثر من بيانات وتصريحات مبعثرة , يلتمسون منكم مواقف ترقى إلى هذا فداحة الحدث وغيره من الأحداث المتوالية , يتطلعون إلى وحدتكم في وجه الأعداء , يأملون في أن يأتي اليوم الذي تجمعكم هيئة مرهوبة المقام ..مسموعة الكلمة ..قوية البيان , بحيث لا تنهشنا الذئاب الجائعة وأنتم رعاتنا ...' .
هذه والله الحالقة , تحلق ديننا شعرة شعرة , وحين يكون الأمر كذلك .. حين تصاب الأمة بسهام مسومة لأكبادها فلا حنابلة ولا حنفية , ولا إخوان ولا سلفية , ولا مشرقية ولا مغربية ؛ بل الدين دين الله تنتقص عراه عروة عروة , فكلنا جميعا فداؤه .. كلنا جميعا أبناؤه .. كلنا جميعا حماته .. الأكتاف بالأكتاف كبنيان يشد بعضه بعضا ..جنود ظهورهم بظهور بعض وأفئدتهم بشغاف واحدة.
http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDnews=415