المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يفكر تشومسكي



الوجيه
23-12-2003, 02:28 PM
كيف يفكر تشومسكي بعد 11 سبتمبر سينمائيا http://www.mafhoum.com/press4/131C34_fichiers/art_fichiers/art.150098.jpg

هوليوود: كينث توران


كان من الأجدر أن يسمى الفيلم الوثائقي الذي مدته 74 دقيقة والذي يدعى: «القوة والإرهاب.. نعوم تشومسكي في عصرنا» باسم آخر هو: «ما يفكر به نعوم تشومسكي الآن»، لكن ما يفكر به تشومسكي دائما مثار اهتمام الآخرين، كذلك هي الحال مع هذا الفيلم المختصر والتبجيلي.
فتشومسكي، كما هو معروف، واحد من المفكرين الأميركيين الأكثر إثارة للجدل، وهو أكثر هجوماً على المؤسسات التقليدية وتحريضا عليها، وهو غالبا ما يلقى، في وقت واحد، الكثير من المديح والكثير من اللعنات لوجهات نظره السياسة المتطرفة غير المهادنة. فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه «قد يكون المثقف الحي الأكثر أهمية لكنه في الوقت نفسه ذو عقل بسيط بشكل خارق للمألوف».
يستحق تشومسكي، إذن، فيلما وثائقيا أكثر عمقا من «السلطة والإرهاب». وفي الحقيقة تحقق له ذلك في فيلم أنتج سنة 1993 بعنوان: «صناعة القبول العام.. نعوم تشومسكي والإعلام». ومدة ذلك الفيلم ساعتان و47 دقيقة وهو عمل ملحمي تطلب إنجازه أربعة أعوام، بالعكس من الفيلم الحالي.
وفكرة الفيلم، الذي عنوانه «السلطة والإرهاب»، خطرت لجون جنكرمان، السينمائي الذي يعيش في اليابان، بعد الهجوم على المركز التجاري الدولي. وكان الهدف منه نقل رؤية تشومسكي تجاه هجمات 11 سبتمبر لجمهور واسع في اليابان ولهذا السبب كانت هناك موسيقى روك يابانية كخلفية للفيلم. وبعض تعليقات تشومسكي لها صلة باليابان أيضا. والعنصر الأساسي فيه مقابلة مع تشومسكي تقاطعها من وقت إلى آخر مشاهد أخرى يظهر فيها تشومسكي ملقيا خطابا أو مستمعاً إلى ردود فعل إيجابية من جمهور يحبه كثيرا أثناء حديثه عن هجمات 11 سبتمبر. وبالرغم من أن تشومسكي أدان الهجمات، لكنه يؤمن بأنها «تاريخية» ليس «لحجمها بل لطبيعة خلفية الضحايا المهنية». فالمراكز الإمبريالية من وجهة نظره كانت دائما محصنة. ولأنه يعتبر أي عمل عنيف ضد المدنيين هو نشاط إرهابي، يجد تشومسكي «أن الولايات المتحدة هي واحدة من أسوأ الدول الإرهابية في العالم». وهو يرى أن الهجوم على المركز التجاري الدولي «أشبه بعودة الدجاج إلى بيته كي يبيت ليلته». ويضيف بقدر من اللامبالاة: «نحن لا نستطيع أن نتقبل تطبيق المعايير التي نفرضها على الآخرين كي تطبَّق علينا أيضا».
ومع وضوح تشومسكي في التعبير عن أفكاره، يمكن اعتبار فيلم «السلطة والإرهاب» فرصة مناسبة لحثنا على التعرف على آرائه بشكل واضح، ومنها رأيه في السلطة التي يعتبر التحدث إليها تضييعا للوقت لأنها تعتقد أنها وحدها تعرف الحقيقة. مع ذلك يبقى الجزء الأكثر تأثيرا في الفيلم هو ذلك الذي يظهر تشومسكي محاورا أولئك الذين استمعوا إلى خطاب له ألقاه بعد هجمات 11 سبتمبر. لكن ينقص الفيلم هو غياب وجهة نظر مخالفة، كما أن الجمع بين تشومسكي والمنتج روبرت إيفانز شيء يبعث على الاستغراب، إذ ليس هناك شيء يجمع بينهما ولعل الفضيلة الوحيدة لهذا الفيلم إنه قد يحفز شخصا آخر لإنتاج فيلم آخر عن تشومسكي. ومن وجهة النظر السينمائية طرح وجهتي نظر في قضية ما أفضل دائما من واحدة.

* الموضوع اصله من «لوس أنجليس تايمز»