المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على لائحة الانتظار



الوجيه
21-12-2003, 10:58 PM
(على لائحة الانتظار) د.فارس الحاج جمعة:


هذا الكتاب حائز على جائزة دار الفكر للإبداع و النقد الأدبي في دورتها
الخامسة،

خلفية الكتاب:
لم يكن ثمة مقعد شاغر حين صعدت امرأة حامل. ولما يئست كالوطن من نخوة
الرجال؛ إذ لم يفسح لها أحد مجلسه - فقد كان كل منهم قدحبل بهمومه أيضاً -

استنجدت المرأة:- يا إلهي لا رجال هنا البتة .. الرجال هناك في فلسطين..
نهضتُ أقدم لها مقعدي تقديراً لمشاعرها النبيلة راحت تلهج بشكري ..
أخبرتها أنني من ذلك الوطن.. أغمضت عينيها الجميلتين و هتفت:
ألم أقل لكم: إن الرجال هناك !

لمحة عنها:
رواية تعبر عن العذابات و الآلام النفسية و العاطفية للفلسطينيين.
و قد اختيرت هذه الرواية لما وجد فيها من أفكار هامّة تؤرق المجتمع
العربي كله و تعيش في وجدانه و ضميره.
و قد اعتمد المؤلف تقانات روائية استطاعت أن تحرك آلات الإدراك عند
المتلقي أضاف إليها حبكة قوية تشد القارىء و تدفعه إلى الاستنتاج و الكشف
كل ذلك بلغة شعرية صافية مبسطة ، تمكنت من توصيل مراد الكاتب ، و إحداث
التخييل لديه.
بطل الرواية مطرود من بلده يافا ألى القاهرة بعدما أمضى في المعتقل عشر
سنوات تحت العذاب .. ثم حط به التطواف في العصمة الفرنسية
ليعيش فيها عشر سنوات أخرى حاملاً كل أحلامه و آماله و جروحه المتمثلة
بتركه أسرته ..زوجه و أولاده ..وأمه التي قدمت للوطن ثلاثة شهداء...
يحكي خلجاته و إحساساته من بداية التغرب و حتى العودة و هو لا يعلم ما
ينتظره من مصير لدى عودته.
رأيي الشخصي في الرواية:
راقية الأسلوب و أشير إلى أن كاتبها لا يعمل في حقل الكتابة فهو طبيب
أسنان له عدة أعمال شعرية و روائية غير منشورة .
تستحق الاهتمام و القراءة جداً حتى أنني كنت أعيد بعض الصفحات لما حملته
من صنعة أدبية مدهشة شديدة الإتقان ، تجعل القارىء يغوص مع إحساسات البطل
حين يبدأ بسردها دون أن يمل .
هذه بعض المقاطع التي أحببتها:
حين تعشق يافا..
- فهي إما أن تحرق أجنحة من تحب ، حتى لا يرتحل بعيداً عن ناظريها..أو
تدفنه تحت جفنيها حتى مطلع الفجر ..لا ترضى أن يقاسمها في غرامها أحد..
لكنها تشاطر الجميع الملح و الذاكرة.

- لم يزل هذا المشهد المخزي.. في ضمير البشر ، يأسرني بنعاله القاسية..
حين راحت حراب الصهاينة تسلخ لحم أبوتي.
ما أقسى أن تعرّى من كبدك حيّاً . أن تمزّق أطرافك الملتحمة بعويل صغارك ..
لتطحن بالغربة و تعجن بالوحل..

- كان جرمي الفظيع عشق الأرض ، اتهمت بالتحريض على عشق الأرض.. بالذود عن
أسنة السنابل و جذور الزيتون..

- أخفقت الذئاب المتضورة أن تركعني دون وضوء.. أن تجذّ من شاربي غير
الحشائش المتيبسة..
أليس إذعان الصهاينة حتف أنفهم .. هو ثمرة لعذاباتي..و عذابات آلاف
الجذور الشعرية..!
فلأشمخ بأشقائي شتلات البرتقال الشهيدة ..بكل الزنابق البيضاء في المقبرة
المترامية ، على مساحة الجرح.
سأعجن المستحيل بأقدامي المتشققة للقاء صغاري.


---

مع تحياتي