[ALIGN=CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الكتاب:أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنّة والجماعة
المؤلف: د.عمر الأشقر[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]كلمة الافتتاح
الحمد لله الذي هدانا إليه صراطا مستقيما, وأحيا قلوبنا بمعرفته والايمان به, وأنار نفوسنا بما أنزله في كتابه من أنوار الهداية, والصلاة والسلام على الرسول المجتبى, والنبي المصطفى, الذي كشف الله به الغمة, وأقام به الملة، وجعله حجة وبرهانا على الخلق، من سلك سبيله نجا، ومن تنكّب طريقه هلك، وعلى صحابته الأعلام وآله الكرام الذين ساروا سيرته واهتدوا بهداه، فامتلأت قلوبهم بالإيمان والعلم والحكمة، فرضي الله عنهم ورضوا عنه، وعلى من سار مسارهم وسلك سبيلهم الى يوم الدين وبعد:
فإن مباحث أسماء الله وصفاته من أهم مباحث الاعتقاد، وقد سلكت فيها الفرق الاسلامية مذاهب شتى، ونشأ عن الضلال فيها معتقدات باطلة، وتصورات خاطئة، وهدى الله سلفنا الصالح من الصحابة وتابعيهم على إثرهم الى الحق فيما اختلف فيه.
وقد أحببت أن أدون في هذا الموضوع مؤلّفا أوضح فيهمذهب أهل السنة والجماعة، مبينا الأسس التي يقوم عليها مذهبهم، والخصائص التي تميزهم عن غيرهم، وتُجلّي في الوقت نفسه معالم المنهج القرآني الإيماني النبوي في هذا الموضوع، وهو المنهج الذي سلكه سلفنا الصالح واعتمدوه.
واتباع هذا المنهج هو السفينة التي ينجو من ركبها، ويغرق من تركها، فقد شهد الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم أكرم شهادة وأخبر برضاه عنهم {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} ]التوبة: 100[
فمن سلك سبيلهم فإنه ينال مثل مانالوه من الإكرام والرضوان كما قال تعالى} والذين آمنوا واتبعتهم ذُرّيتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيتهم{ ]الطور: 21[
وكان من دعاء ابراهيم عليه السلام}فمن تبعني فإنه مني{ ]ابراهيم:36[
ومخالفة القوم وسلوك طريق غير طريقهم تباعد بين الفريقين والحزبين }ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا{ ]النساء:115[
وقد حكمت النصوص على من تولى قوما في هديهم وطريقتهم بأنه منهم }ياأيّها الذين آمنوا لاتتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يَتولّهم منكم فإنه منهم{ ]المائدة:51[
والذي كان يتبع في الدنيا قادة الضلال، وأهل الزيغ والتحريف، فإنه يحشر معهم، فقوم فرعون الذين تابعوه في الدنيا على ضلاله يوردهم يوم القيامة النار}فاتَّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد* يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار{ ]هود:97،98[
وجاء في الأحاديث أن الله يمثّل يوم القيامة لكل أمة ماكانوا يعبدونه في الدنيا من حجر أو شجر أو بشر أو قمر أو غير ذلك، فيتابعونها حتى تهوي بهم في النار، إلا الذين أخلصوا دينهم لله الواحد المعبود.
وكذلك كل من اتبع في الدنيا إماما في سنّة أو بدعة، أو خير أو شر، كان معه في الآخرة، فمن أحب أن يكون مع السلف الصالح في الآخرة وأن يصاحبهم في المحشر والجنات فعليه أن يسلك سبيلهم وينهج نهجهم.
والذي عظم الرغبة في تدوين هذا المؤلف أنني لم أجد كتابا منهجيا وافيا بالغرض يصلح مرجعا لمن يدرسون هذا العلم، والمأمول أن يحقق هذا الكتاب الهدف الذي أُلّف من أجله، والله المستعان.
وقد تمت هذه الدراسة في مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
وقد جاءت المقدمة في أربعة مباحث.
حدّد المبحث الأول موضوع هذه الدراسة وغايتها.
والمبحث الثاني أوضح الطريق إلى معرفة أسماء الله وصفاته.
والمبحث الثالث ألقى أضواء على أهمية العلم بأسماء الله وصفاته.
وأما المبحث الرابع فإنه يتحدث عن فوائد مزعومة لمعرفة أسماء الله وصفاته.
والفصل الأول مخصص للبحث في الأسماء الحسنى، وقد بلغت مباحثه خمسة مباحث.
حققت في المبحث الأول منه القول في عدد أسماء الله الحسنى.
وخصصت المبحث الثاني لتعيين هذه الأسماء.
وبينت في المبحث الثالث الضوابط والقواعد التي اعتمدتها في تحديد ماهو من أسماء الباري مما ليس من أسمائه، وقد بلغت هذه القواعد والضوابط أربعة عشر ضابطا، عقدت للحديث عنها وبيانها ثلاثة عشر ضابطا.
والمبحث الرابع عقدته لتحديد أسماء الله الحسنى في ضوء الضوابط والقواعد التي تحدثت عنها في المبحث السابق.
والمبحث الخامس بيّنت فيه أقسام أسماء الله وصفاته ودلالاتها.
وفي هذا المبحث بيان لعدة قضايا منها تحقيق القول في تفاضل أسماء الباري، والبحث في النصوص المتحدثة عن اسم الله الأعظم، وعلاقة صفات الله بذاته، والحقيقة والمجاز في أسماء الله تعالى.
وعرّفت في المبحث الأول والثاني من الفصل الثاني أهل السنة والجماعة، كما توسّعت بتعريف معتقدهم في اسماء الله وصفاته، وبينت الاسس التي يقوم عليها معتقدهم في هذا الباب وبلغت تسعة أسس، وتجد تحت كل أساس من هذه الأسس مباحث كثيرة لها علاقة بهذه الأسس.
ثم عقدت في هذا الفصل مبحثين آخرين، أولهما: للتدليل على أن ما ذكرناه يمثل مذهب السلف الصالح، والثاني : لإبراز خصائص المنهج السلفي.
والفصل الثالث بمباحثه الثلاثة مخصص للتعرف على الذين انحرف بهم المسار في باب أسماء الله وصفاته على اختلاف توجهاتهم، وكشف الشبهات التي سببت لهم ذلك الانحراف، وايراد الأدلة التي تزيل اللبس الذي خالط أدلتهم.
وبينت في الفصل الرابع الأسباب التي أدت الى الاختلاف في باب الاسماء والصفات.
والفصل الخامس والأخير يتحدث عن مذهب السلف في معترك الصراع، وفي المبحث الأول منه بينت مدى مزاحمة المناهج الباطلة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوسعت في المبحث الثاني في ايراد الأدلة الدالة على أن مذهب السلف هو الأسلم والأحكم، وأوردت في هذا المبحث نقولا كثيرة تدل على مدى تنا قض علماء الكلام وتضارب أقوالهم وحيرتهم في أمرهم.
والمبحث الثالث بينت فيه موقف علماء السلف من مخالفيهم.
والمبحث الرابع بينت فيه عدة أنماط قصد بها أصحابها تشويه مذهب السلف الصالح.
ودعوت في الخاتمة إلى المحافظة على منهج أهل السنة والجماعة متميزا عن غيره كي يبقى منارة تهدي السالكين وتنير الدرب الذي دلّ عليه رب العالمين.
آمل أن أكون وفقت في عرض هذا الموضوع الذي هو في غاية الأهمية وفق طريقة منهجية مرتبة مبوّبة مفصلة، ومن الله تعالى أسأل المثوبة، واليه أتوجه بطلب المغفرة عما وقعت فيه من تقصير، وعذري أني بذلت جهدي وفق قواعد البحث التي اعتمدها علماؤنا، والحمد لله رب العالمين.[/ALIGN]
[ALIGN=LEFT]د.عمر سليمان عبدالله الأشقر
كلية الشريعة-الجامعة الأردنية
الكتاب من توزيع:
دار النفائس للنشر والتوزيع-الأردن
[/ALIGN]
أختكم.. اشراقة أمل
[/align]