أشارت التقارير التي نشرها مؤخراً موقع فيريس www.ferris.com إلى أن أكثر من 45% من رسائل البريد الإلكتروني ما هي إلا عبارة عن رسائل دعائية spam يتم إرسالها إلى مستخدمي البريد الإلكتروني حول العالم دون استئذان. وتتسبب هذه الرسائل حسب الموقع بخسائر سنوية بمئات الملايين من الدولارات رغم كافة المحاولات للتصدي لها وووضع العقبات في طريق وصولها إلى صناديق البريد. والمشكلة الأكبر هي أن تلك الرسائل تصل أيضاً إلى الأطفال والكثير منها يضم محتوىً له ضرر كبير على الأطفال واليافعين.

في هذا الإطار قامت شركة سيمانتك العاملة في ميدان حماية البيانات بإجراء استطلاع للرأي بغية التعرف على مدى الأخطار التي تشكلها تلك الرسائل على الأطفال وموقف الأطفال من تلك الرسائل وكيفية التعامل معها. وقد أظهر الاستطلاع أن مانسبته 80% من الأطفال الذين يستخدمون البريد الإلكتروني يستقبلون رسائل بريد إلكتروني دعائية كل يوم وبخاصة خلال فترات العطلة حيث يقضي الأطفال الكثير من الوقت في تصفح الإنترنت. وبعض تلك الرسائل تتضمن محتوىً لا ينبغي عليهم أن يطلعوا عليه في أي حال من الأحوال.
شمل الاستطلاع 1000 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 7 و18 عاماً وتطرق لبعض المواضيع التي تتعلق بتجارب الأطفال مع الرسائل الدعائية وموقفهم من من تلك الرسائل.

عندما سئل من شملهم الاستطلاع عن طبيعة الرسائل التي تصلهم، أشار 80% منهم إلى أنهم يستقبلون رسائل تدعو للمشاركة بمسابقات وسحوبات معنونة بعناوين رنانة مثل ''اربح وحدة بلاي ستيشن2'' أو ''اربح رحلة إلى هاواي مدفوعة التكاليف''. و62% منهم يتلقون رسائل تتعلق ببناء علاقات الصداقة والدردشة عبر الإنترنت تحمل عناوين مثل ''تعرف على أجمل الفتيات عبر شبكة الإنترنت''. أما 61% منهم فأشاروا إلى تلقيهم رسائل تروّج لبضائع وسلع تجارية و55% تلقوا رسائل دعائية لمنتجات التخسيس والحمية تحمل عناوين مثل ''تخلص من 15 باوند من وزنك خلال يومين فقط''.

51% أيضاً تلقوا رسائل تروّج لمنتجات ومستحضرات دوائية كالفياغرا وغيرها. و47% تلقوا رسائل تحمل وصلات إلى مواقع إباحية تضم صوراً وأفلاماً لا يجب أن يطّلع عليها من هم تحت 18 عاماً. والمشكلة تكمن في أن معظم الأطفال لا يتجاهلون تلك الرسائل ويفتحونها مدفوعين بالفضول الذي تحركه لديهم العناوين الرنانة لتلك الرسائل، فوفقاً للاستطلاع يقوم واحد من كل خمسة من هؤلاء الأطفال (ما يقارب 21%) بفتح تلك الرسائل والقيام بقراءتها.

الكثير من هؤلاء الأطفال بالطبع ينزعجون من تلك الرسائل ولا يناقشون الموضوع مع أهاليهم، وقد أشار 51% من هؤلاء في الاستطلاع إلى أن هذه الرسائل تزعجهم، إلا أن 13% منهم أشاروا إلى أن مثل تلك الرسائل تثير فضولهم ويطلعون عليها، وحتى عندما يطلعون على محتوى تلك الرسائل فإن 38% منهم لا يطلعون أهاليهم على ذلك.

ومن ناحية أخرى أشار الاستطلاع المذكور إلى أن الكثير من الأطفال ليس لديهم فكرة وافية عن ماهية تلك الرسائل، كما أن واحد من كل ثلاثة لا يعلمون ما إذا كانت تلك الرسائل مفيدة لهم أم لا، وما إذا كان ينبغي عليهم فتحها أم لا. إضافة لذلك، هناك 22 % من المشاركين في الاستطلاع أشاروا إلى أن أهاليهم لم يناقشوا معهم مسألة البريد الإلكتروني أو أية تعليمات مرتبطة بتلك الرسائل فيما يتعلق بطرق التعامل مع الرسائل الدعائية غير المرغوبة.

أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن معظم الأطفال يملكون عناوين بريد إلكتروني خاصة بهم، كما أن أكثر من 50 % منهم يتفقدون بريدهم الإلكتروني باستمرار دون أي رقابة من أهاليهم، حتى أن 76% من هؤلاء يملكون أكثر من عنوان بريد إلكتروني واحد. وعندما سئل هؤلاء الأطفال الذين شاركوا في الاستطلاع عن عدد المرات التي يتفقدون فيها بريدهم أشار 72 % منهم إلى أنهم يتفقدونه عدة مرات كل يوم. وعندما سئلوا عما إذا كانوا يتفقدونه بحضور أحد الوالدين، أشار أكثر من 30% منهم إلى أنهم لا يولون ذلك أي اهتمام، كما أن 16% منهم أعربوا عن عدم رغبتهم في إطلاع أهاليهم على الرسائل التي تصل إلى بريدهم الإلكتروني. ولما تم سؤالهم ما إذا كانوا يستأذنون أهاليهم عندما يريدون إعطاء عنوان بريدهم الإلكتروني لأحد الأصدقاء أو أحد مواقع الإنترنت فقد أجاب 46% منهم بـ''لا''.

الدراسة التي أجرتها سيمانتك أظهرت أن الأطفال يدخلون إلى الإنترنت بكثافة أكبر خلال أشهر الصيف بعد أن تغلق المدارس أبوابها. وعندما تم سؤالهم عن عدد الساعات التي يقضونها في تصفح الإنترنت، أشار 44% منهم إلى أنهم يستخدمون الإنترنت لمدة ساعتين تقريباً كل يوم. أما الذين يستخدمون الإنترنت لأكثر من ساعتين في اليوم فوصلت نسبتهم إلى 23%. وأشار 75% من هؤلاء الذين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم في استخدام الإنترنت إلى أن معظم هذا الوقت يقضونه في قراءة وإرسال البريد الإلكتروني.

لمّا كانت شبكة الإنترنت اليوم تدخل كل بيت فيه كمبيوتر تقريباً، فقد بات من الواجب على الأهالي أن يتخذوا إجراءات صارمة للحد من تعرض الأطفال لاستقبال تلك الرسائل. وفي هذا الإطار واستجابة لرغبات الآباء قدم الخبراء في شركة سيمانتيك بعص النصائح التي نشدد على ضرورة اتباعها من قبل الآباء لحماية أبنائهم من الوصول إلى تلك الرسائل والاطلاع على محتواها:

1- يجب تعزيز الحوار بين الأباء والأبناء ورفع سوية الوعي لدى الأطفال تجاه ما يمكن أن يصلهم من محتوىً وصور إباحية. ودعوة هؤلاء الأطفال إلى العودة إلى آبائهم عندما يجدون في بريدهم مثل تلك الرسائل.
2- توعية الأطفال إلى أهمية عدم ذكر أي معلومات شخصية تطلب منهم من عبر الرسائل الدعائية، سيما أن الكثير من الشركات تستغل الأطفال للحصول على معلومات شخصية مثل أسمائهم وعناوينهم واهتمامات عائلاتهم.
3- تدعيم الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء، والتأكد من تفهّم الأطفال للهدف من وراء حمايتهم من تلك الرسائل ومناقشة محتواها بكل شفافية معهم.
4- يجب على الآباء معرفة نوعية الأصدقاء الذين يقضي الأبناء أوقاتهم معهم، فربما تسهل المهمة إذا كان الطفل يتصفح الإنترنت في المنزل، ولكن ماذا لو كان الطفل يقضي ساعات أمام شاشة الكمبيوتر عند أحد أصدقائه دون رقابة من الأهل. وينبغي على الآباء الاتصال بأهالي أصدقاء أبنائهم والتأكد من التزام كافة الآباء بتوفير البيئة الآمنة لأبنائهم داخل وخارج المنزل.

لم تقف الشركات العاملة في ميدان الحماية مكتوفة الأيدي ولطالما أنتجت برامج وأجهزة لمكافحة تلك الرسائل المزعجة والحد من وصولها إلى صناديق البريد الإلكتروني. وعلى الرغم من أن هذه الحلول والوسائل لا تقدم في معظم الأحيان حماية كافية، إلا أن من الأهمية بمكان تنصيب واحد من تلك البرامج التي تحد من تلك الرسائل، وتتوفر في السوق عدة برامج تؤدي هذه المهمة حيث تقدم شركة سيمانتك مجموعة Norton Internet Security 2003 التي تتضمن برنامج Norton Spam Alert والذي من شأنه حجب مثل تلك الرسائل ومنع وصولها. كما أن شركة ''كمبيوتر أسوسييتس'' طرحت مؤخراً حلاً تدعي أن متكامل من شأنه أن يتصدى لفيروسات الكمبيوتر وأن يقف في وجه البريد الالكتروني غير المرغوب فيه والتحكم بمحتوى الرسائل الإلكترونية ومواقع الإنترنت، إلا أنه موجه للشركات والمؤسسات.

حل eTrust الذي طرحته ''كمبيوتر أسوسييتس'' من شأنه التصدي لجميع التهديدات التي تتعرض لها شبكات المؤسسات والشركات على الإنترنت. وتتضمن تلك المزايا تفحص كافة رسائل البريد الإلكتروني ومحتواها على الشبكة لسد الطريق أمام الرسائل التي تضم محتوى غير مرغوب به كالمحتويات الإباحية والدعائية المزعجة. ويقدم الحل إمكانيات البحث عن الكلمات أو العبارات وتوليد رسائل تنبيهية لتجنب خروج المعلومات الحساسة والسرية من المؤسسة.

http://www.itp.net/arabic/features/106050197043920.htm