[ALIGN=CENTER]
بناتنا .....والإعجاب [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
لقد لوحظ في الآونة الأخيـرة انتشـار ظاهـرة عجيبة غريبة بين الفتيات وعلى جميع المراحل سواء في المدارس أو المعاهد أو الكليات .. ألا وهي ظاهرة الإعجاب بين الفتيات ، وذلك بأن تعجب فتاة بفتاة مثلها وتفرط في محبتها ، حتى أن بعض هذا الإعجاب قد يتجاوز الحد المشروع بأن تصبح محبتها لها محبة شركية، بمعنى محبة مع الله، فلا تسلو إلا وتذكر اسمها ، ولا تغيب محبوبتها عن ذهنها، ويخفق قلبها لرؤيتها ، هذا بالإضافة إلى تبادل الرسائل الغراميـة وعبارات العشق وفعل الحركات التي لا تليق بها كطالبة أتت لطلب العلم ، وإذا فارقتها فالقلب يحزن والعين تدمع، بل وقد تصاب الفتاة المعجبة بالمرض والوهن لذلك. [/ALIGN]
هنا توضيح مختصر عن حقيقة الإعجاب والعشق ، والفرق بينه وبين المحبة في الله ، وخطره ونتائجه الوخيمه ..
الذي أعده ونصبه الشيطان تحت ستار المحبة في الله ..ليصد فتياتنا عن ذكر الله وعن طاعته ومحبته ، ويشغلهن بالتوافه من الأمـور ، بل وقد يؤثر على عقيدتهن وسلوكهن وأخلاقهن ..
ما هو الإعجــاب ؟!!
وضح ابن القيّــم- رحمه الله – حقيقة الإعجاب أو العشق فقال :
" إن العشق هـو الإفراط في المحبـة بحيث يستولي على القلب من العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والتفكير به، بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية ، فتتعطل تلك القـوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يعسر دواؤه ، فيعجز البشر عن إصلاحـه " .
أسباب الإعـجاب :
أولا : الفـراغ الـروحي وخـلو النفـس من ذكـر الله ومحبـــته :
وإلا فمن ملأ قلبه بالله وتقواه وذكره ما وجد في قلبه مكاناً لمحبة غيره، بل قلبه وكيانه كله لله ، ولسانه لا يذكر إلا مولاه ، وتفكيره مشغول بالتأمل في عظيم صنع الله.
وكما قال ابن القيم – رحمه الله - : " القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق ، فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ".
ثانياً: انتشـار الدعـاة إلى الحب والحرية:
هذا السبب أدى إلى حصول تحطم نفسي لدى الفتاة ، فهي تعيش في مجتمع مسلم محافظ تتأثر به وتراه يأمرها بالتحشم والبعد عن الرجـال، وفي نفس الوقت تجد أمامها من يدعوها للحب والتفتح على الدنيا – على حد زعمهم – فأصبحت الفتاة المسلمة مشتتة بين مجتمع تحترم أوامره، وبين دعاة يزيفون لها الحب في قوالب من فضة ؛ وبالتالي ونتيجة لهذا التنازع النفسي والفكري لجأت الفتاة إلى حل عادل- في نظرها- وهو الإعجاب.
ثالثاً: أثر الإعلام في سلوك الفتاة المنحرفة :
نجد أن بعض الوسائل الإعلامية لا تكلّ ولا تمل في محاربة الفضيلة ونشر الرذيلة؛ بالتلميح مرة ، وبالتصريح أخرى ، ليلاً ونهاراً ، ومن ذلك الوسائل المرئية والمجلات والقصص والروايات الماجنة.
· فالفيديو. وما ظهر الآن بما يسمى ( الدش ) يبث سمومه من خلال الشاشة الصغيرة، إن هذه الأجهزة لا يكـاد بيت يخلو منها، فتشد انتباه المشاهدين بمختلف وسائل الإغراء والجذب.
· فتعرض هذه الأجـهزة أفلاماً خبيثة خليعة ماجنة وقصصاً غرامية مثيرة ذات أثر مفسد تؤدي إلى الانحراف والانحلال وهدم الفضيلة وشيوع الرذيلة !!
فالفتاة تحاكي ما تراه في الفيلم مع فتيات مثلها فتقوم بمراسلتها ، ومكالمتها واتخاذ أسلوب الحب والغرام معها، وهذا هو الأعجب.
ومن ذلك المجلة العارية التي تعرض الأجسام عارية فتلتهمها الفتاة صفحة صفحة وكلمة كلمة وصورة صورة، وإنما تلتهم حرقة قلب وإثارة حب.
رابعاً: ضعف القدوة:
فالفتاة اليوم تعيش مرحلة عصبية جداً- والله المستعان- فهي كطفلة أو مراهقة تعيش في مجتمع نساء همه تتبع الموضة وملاحقة آخر الصيحات الغربية، فترى أن أفضل قدوة لديها هي الفتاة التي تملك كل مقومات الأناقة في آخر الصيحات الغربية ، فترى أن أفضل قدوة لديها هي الفتاة التي تملك مقومات الأناقة في آخر صيحاتها، فإن تلك التي تملك الأناقة والموضة هي محط الأنظار وموضع الإحترام- في فكرهم- والكل يسعى إلى تقليدها للوصول إلى مكانتها، فترى المراهقة ذلك فتستحسنه منها، وتعجب برشاقتها وأناقتها وجمالها، وتسعى جاهدة إلى تقليدها- ولا بد من القرب منها- فتجعل إعجابها بها ستاراً يوصلها إليها.
ومن هنا نرى أن القدوة الحسنة قد اضمحلّــت ولم يعد الحبّ في الله هو نبراس علاقة بين اثنتين إلا من رحم الله فتلك لا تتقرب إلى الأخرى لوجه الله، بل لأجل جمالها ورشاقتها وغير ذلك، كما أننا اليوم نرى ندرة المرأة الداعية القدوة التي تملك شخصية فذة، وإن حصل ورأينا قدوة لم نقتد بها في دينها وأخلاقها وترفعها عن السفاسف والأراذل.
خامساً :
الخلط بين المحبة في الله والإعجاب:
فيتلبس على الأخت في الله حقيقة المحبة في الله ، فتحب أخرى؛ إما لجمالها، أو لرشاقتها، أو حسبها، أو نسبها وثرائها، وتقول عندما تواجه بذلك إنني أحبها في الله! وهي في الحقيقة لا تعرف ماهية المحبة في الله، ودليل ذلك أنها قد تعجب بفتاة مقصرة في حقوق الله أو سيئة الأخلاق ، وهذا لا يعد محبة في الله .
سادساً:
تجمل بعض الطالبات أو المعلمات التجمل الزائد عن الحد المعقول ( بلبس الضيق أو المفتوح أو القصة الغربية ونحو ذلك) مما يؤدي إلى الافتتان بهن أو الخضوع بالكلام ، والتلفظ ببعض العبارات التي فيها تكسر وتقنج وميوعة ، وكذلك النظرات المائعة التي تنبئ عن إعجـاب تلك بالأخرى، وحتى وإن كانت هذه الأمور تع من فتاة لمثلها، فإنه قد يؤثر على قلب تلك فتميل إليها ويقع الإعجاب.
وبعض الفتيات بسبب حركات الترجل من بعض الفتيات الأخريات، إما لخشونة صوتها أو تعمد تخشينه أو لنظراتها الصبيانية، وكذلك المشي والحركة التي فيها تقليد للرجال، فتتصورها الأخرى بأنها رجل أمامها ، فيميل قلبها لها، وهذا ينبئ عن حكمة النبي صلى الله عليه وسلم عندما نهى عن تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، ولعن من يفعل ذلك ففــي الحديث " لعن رسـول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهيـن من الرجـال بالنسـاء والمتشبـهات من النسـاء بالرجـــال"
ومن أساليب الإعجاب : الرسائل الغرامية ، أسلوب الوسطاء والملاحة ( بعض المعجبات لا تجرؤ على محادثة من تحب ولا حتى النظر إليها فتكاد تموت خجلاً وحياء من المعجبة إذا رأتها أمامها؛ فتتخذ أسلوب الوسائط بأن ترسل زميلاتها والمقربات إليها إلى تلك المعجبة بها ليخبرنها عن مشاعر تلك اتجاهها ..ولا ندري مالفائدة من هذه الحركات التي لا نفع منها !! ) والمكالمات الهاتفيـــة ، والصور التذكارية وكاتبة اسم المعجب بها على الجدران ونحوها، فتاة وقعت في شباك ذئب من البشر بسبب من أعجبت بها، شريط كاسيت تسجل فيها المعجبة صوتها من شعر ونحوه وتهديه لها .
مقتطفات واقعيـــة تنبئ عمّــا وصل الإعجاب ببناتنا المســلمات :
فتاة معجبة بمعلمة فتقوم ( بمرابطة ) يوم كامل وحراسة مشددة على المدخل المؤدي لغرفة المدرسات
مراهقة تعجب بالجميـلات، وتأخذ صوراً لهن وتريها شقيقها
المعلمة تواعد معجبتها الطالبة في إحدى المنتزهات النسائية للألعاب
معلمة أعجبت بطالبة فكانت دائماً تستدعيها، حتى خلال الحصص بل وفي الفسح ، والطالبة تستجيب لمعلمتها وهي محرجة ؛ فتحرمها من استيعاب الدروس ومن فطورها أيضاً.
تمشيان مع بعضهما على استحياء، وقد علت الحمرة وجنتيهما حتى لا تستطيع الواحدة منها أن ترفع نظرها إلى الأخرى كأنهما عروسان يزفان.
تقتــرب منها على خفــاء ثم ترمي الرقــم وتسرع بالهـرب
تبعث برسـالة إلى من تحبها وكلها رقة وحب وحنان، والرسالة مزينة في آخرها بقبلة حانية مرسومة بحمرة الشفاه ، هذا غير القلوب التي تخترقها السـهام وعلى جنبي السـهم حرف كلا المتحابتين
معجبة وصل بها الحد إلى درجة أنها لا تجيب والدتها عندما تناديها وهي تهاتف من أعجبت بها، وإذا ألحّـت أمّــها في مناداتها، فإنها تنفعل وتصرخ في وجه والدتها لتسكتها ، ثم بعد ذلك تعود إلى معجبتها وبكل رقة وأدب وحنان تكلمها.
معجبة أهدت سوراة ذهب إلى محبوبتها، وعندما قامت بتقديم الهدية إليها طلبت منها أن تعطيها يدها لتضع الأسورة بها ، ووافقتها الأخرى فألبستها ( الشبـ .. ) وقالت : هذا رباط بيني وبينك مدى الحياة فلا تخلعيه أبداً !!!!
طالبة أعجبت بأخرى فقالت لها أريد أن أتزوجك !! فلما دهشت الأخرى منها ، قال: عفواً أقصد أصادقك.
فتاة سـرقت من أهلها مبلغاً من المال كي تشتري به هدية لمن تحب
طالبة أعجبت بمعلمتها ( وكانت المعلّمــة على مذهب الصوفيّــة ) فاستغلت المعلمة الفرصة وأخذت تلقنها كثيراً من العقائد والأفكار الفاسدة التي عندها ، والطالبة لشدة محبتها لمعلمتها قررت أن تكون من الصوفية إرضاء لمعلمتها وأصبحت الطالبة فيما بعد من الداعيات إلى الصوفية
طالبتين في مرحلة الثانوية أحبا بعضهما محبة عظيمة وأسرفوا فيها، وكانتا قد اتفقتا على السير معاً في هذه الحياة ، وكأنهما نسيا قدرة الله في الفراق والموت ، وبعد تخرجهما من الثانوية قررتا دخول الكلية ، قبلت الكلية أحداهما ورفضت الأخرى ، فلم تتحمل إحداهما قوة الصدمة فأصبحت طريحة الفراش، وفي مرضها هذا ماتت !!! ( هي لم تحبها في الله وإنما أحبتها مع الله )
طالبة في الكلية كانت مغرمة بأخـرى والعجيب أن هذه الطالبة كانت متزوجـة وحـامل ، ولكن الأخـرى لم تكن مباليـة بها، ولسبب ردة فعل تلك الفتاة المعجبة بها أثر ذلك في صحتها مما سبب ذلك في سوط حملها.
طالبة تعلقت بأخرى وأحبتها ، وكان عشقها لها كبيـر جدا ، ولكن الأخـرى أعرضت عنها وعن مثل هذه العلاقة المقيتة ولكثرة مضايقة تلك لها .. اشتكتها إلى إدارة المدرسة وعندما علمت المعجبة غضبت عليها وجاءتها حالة هستيرية وضربت المعجبة بها ضربا مبــرحاً نقلت على أثرها للمستشـفى .
طالبة متفوقـــة أعجبت بطالبــة أخــرى مما أدى ذلك إلى تدنّــي مستوى الطالبة العلمي وأصبحت في صفوف الطالبات المهمــلات.!!
فتاة مراهقة أعجبت بفتاة جميــلة وكانت سيئة الخلق ، حاولت الاقتراب منها والاقتران مما أدى إلى ندم الفتاة ، فقد أغرتها بالسير في طريق الرذائل والمعاصي ومكالمة الشباب.
فتاة لشدة إعجابها بمعلمة لها ، ووصل بها الأمر إلى أن تقول: أحياناً عندما أدخل في الصلاة بدل أن تقول : " الحمدلله .. " أقول : " الحمد لفلانـة" !! وهذا لشدة تعلق قلبها بها، وهذا من الشـرك أعاذنا الله من ذلك.
فتاة قامت بنقش حرف فتاة أعجبت بها إعجاباً شديداً على يدها بالنار مما أدى ذلك إلى أن تشوهت يدها.
وأصبح منتشراً بين فئة من الطالبات نقش حرف من تحبها بالإبرة على جلدها، ويتفاخرن بهذا الفعل ويعتبرنه من علامات الإخلاص والوفاء لمن تحب!!!!.
بعض آثـار الإعجاب :
1- الاشتغال بحب المعجب بها وبذكرها عن حبّ الرب وذكره، فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما صاحبه.
2- عذاب قلب المعجبة بمن أعجبتها ، وفعلاً من أحب شيئا غير الله عُــذّب به ولابد.
3- أن تشتغل عن مصالح دينها ودنياها بمثل هذه التفاهات- الإعجاب وتوابعه- وليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من العشق والإعجاب.
4- ذوبان شخصية المعجبة في المعجب بها أو بالعكس فيحصل التقليد الأعمى للمحبوبة في حركاتها وتسريحات شعرها، وحتى طريقة كلامها وهذا يجعل المعجبة مسلوبة الشخصية ضعيفة التمييز بين الحق والباطل سهلة الانقياد سريعة التمرد على أوامر دينها.
5- ضعف علاقة المعجبة بكثير من زميلاتها أو قريباتها؛ لأنها تصرف جل اهتمامها ووقتها لمن أعجبت بها، وهذا يسبب لها كثيراً من الإحراج من قبل زميلاتها.
6- فساد أخلاق المعجبة مادام الإعجاب كان لأجل الجمال أو المال ونحو ذلك من عروض الدنيا.
7- ضياع وقت المعجبة؛ وذلك بالتفكيـر بمن أعجب بها وكثرة محادثتها لغير فائدة ترجى ونحو ذلك.
8- ضعف التحصيل العلمي والثقافي لدى كل من المعجبة أو المعجب بها.
9- سقوط المعجبـة من أعيـن كثير من صويحباتها إذا رأوا تعلقها الشديد بها واستكانتها لها واهتمامها الزائد عن الحد بها.
حقيقة الحب في الله:
الحب في الله من لـوازم محبة ما يحبه الله، وإلا تستقيم محبة ما يحبه الله إلا بالحب فيه وله إخلاص المحبة لله لا للبشر.
ومن علاماته ، إخلاص الفرد لله وحده ، فمن اختار صحبة أحد من الناس لا بد أن يتأدب بآداب ذلك؛ وهو أن يكون حبه لأخيـه خالصاً لوجه الله تعالى، كما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم إذا قال: " أن تحب المرء لا تحبه إلا لله" فإن هذا الحب إنما يراد للآخـرة.
أما الإعجاب فنجد أن محبتها لزميلتها ليست خالصة لله، وإن كانت تدعي ذلك لفظاً، لكن نجد من خلال فلتات لسانها وتصرفاتها أنها ما أحبتها إلا لجمالها أو هيئتها أو لفصاحتها ونحو ذلك وهذه ليست لله.
والمحبة في الله : تكون لأناس أحبوا الله، أي أناس أتقياء صالحون مطيعون لله خاضعون له.
أما الإعجاب: فلا يهم المعجبة إذا كانت محبوبتها صالحة تقية أو مقصرة في حق من حقوق الله تعالى، ومع هذا تحبها! وقد تعجب بفتاة تكون من مرتكبات ما حرّم الله.
قال سفيان الثوري- رحمه الله- : " إذا أحببت الرجل في الله ثم أحدث حدثاً في الإسلام تبغضه عليه لم تحبه في الله".
المحبة في الله سعادة في الدنيا والآخـرة ، والإعجاب عذاب في الدنيا عداوة في الآخرة:
فالمحبة في الله يجد المحب في ظلها السعادة العظمـى ، ويتذوق في إطارها حلاوة الإيمان، كما وعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، أن يحـب المـرء لا يحبه إلا لله .. "
وليعلم أن مجالسة الصالحات انبسـاط للأسارير وشـعور بلذات عظيـمة ، هذه اللذة التي قال عنها ابن المنكدر: " ما بي من لذات الدنيـا إلا ثلاث: قيام الليل، ولـقاء الإخـوان ، والصــلاة في الجمــاعة "
أما في الأخـــرة:
المحبة في الله توجب الجنّــة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا الجنّــة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشــوا الســلام بيــنكم ".
والمتحابون في جلال الله يغبطهم كل شيء يوم القيامة : النبيون ، والصديقون ، والشـهداء ، والصالحون، وهم على منابر من نور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يقول الله تعالــى في الحديث القــدسي: المتــحابون في جـلالي لهم منــابر من نور يغبطهـــم النبيون والشــهداء.
والمتحابون في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..ومنهم ..رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" وهذا يعم النساء أيضاً.
وقال عليه الصلاة والسـلام : " إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجــلالي ؟ اليـوم أظلــهم في ظلّــي يوم لا ظل إلا ظــلي".
فــي الآخــرة " الإعجــاب" :
فيــقول الله تعـــالي : " الإخـــلاء يومئذ بعضــهم لبعض عدوّ إلا المتقيــن" فهذه حال كل خلة ومحبة كانت في الدنيا على غير طاعة الله ، فإنها تعود عداوة وندامة يوم القيامة ، بخلاف المحبة والخلة على طاعة الله فإنها من أعظم القربات إلى الله .
قال الله تعالى : " يوم يعضّ الظالم على يديه يـقول ياليـتني اتخذت مع الرسـول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا * لقد أضلني عن الذكــر بعد إذ جـاءني وكـان الشيـطان للإنسـان خذولاً*
العـلاج من الإعجــاب:
أولاً : شغل القلب بحب الله عـز وجل:
فالقلب إذا امتلأ بحب الله لا يمكن أن يمتلئ بشيء سواه. فيا من يطلبون الجنة، عجباً للجنة كيف ينام طالبها، وعجبا للنار كيف ينام هاربها. إنها دعوة صادقة أن نملأ قلوبنا بحب الله عـز وجل. فنشغله بكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمــال وبذلك لا يكون هناك فراغ نشغله بتفاهات الأمور كالإعجاب ونحوه.
قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " .
واعلمي أخيه أنك لن تشعري بلذة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما.
في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وحد بهنّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسـوله أحب إليه مما سـواهما ، وأن يـحب المـرء لا يحبه إلا لله " .
وفي صحيح البــخاري عن أبي هـريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقـول الله تعالى : ولا يـزال عبـدي يتقرب إلي بالنـوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئــن سألني لأعطينه ، ولئــن استعاذني لأعيذنه " .
فانـظري أخيّــتي المسـلمة جزاء من يحب خالقــه ويتقــرب إليه ، فهــو يسـعد في الدارين ، يجد القــبول في الدنيا والآخــرة. فهلــم بنا ندعو الله أن يرزقنا حبه حتى تنال خير الجزاء ، ولنكثـر من قوله : اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك" ..
من كتيّـب : فتياتنا والإعجاب
بقلـــم : نــوال بنت عبــدالله
تصل الرسائل بواسـطة :
دار الصميعي للنشر والتوزيع
ص. ب 4967 الرياض 11412