اغفري خطيئتي

[طلال]

شكراً جزيلاً لكل من "رنيم الريح" و "الرماد الآدمي" على تكرمكما بقراءة المشاركة والرد على الموضوع.

أطلب الله ألا يحرمني من طلتكم البهية, وأن يجعلني عند حسن ظنكم دوماً.

أما الأخر الكريم "مغامر" فيستحق مني أن أخصص له رد منفصل.

لكم مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,|325||325||325|

[طلال]

شكراً جزيلاً أخي الكريم "مغامر" على مواصلتك هذا النقاش الذي أغنيته بفكرك, وكم أفرحني ذلك لأنه ليس دليلاً إلا على شديد أهتمامك فكيف لي أن أرد معروفك؟

دعنا من رد الجميل والمعروف الآن, فهذه مسألة سنتفق عليها لاحقاً;), واسمح لي أن أواصل الرد على مناقشتك.

في البداية, كلامك قد يكون سليم وقد أتفق معك إلى مرحلة ما, إلا أن في الواقع أنك لم تفهمني جيداً, وهذا ليس تقصيراً منك بالضرورة بقدر ما كان هذا دليلاً على خيانة التعبير لي.
فأنا كما وضحت في ردي, هو لم يقل ذلك رغبة في الإنقلاب, بل مجرد التهديد ومحاولة الدفاع عن الكبرياء - رغم أنه لا كبرياء في الحب إلا أن عندما يغضب شخصٌ ما قد يلجأ إلى الكبرياء وما إلى ذلك- كردة فعل على الحادث الذي حدث -أياً كان هذا الحادث- وليس كلاماً حقيقاً أو بوسعه أن ينفذه, لذلك وضح خطاياه التي تفوه بها وما إلى ذلك.

بالنسبة للحياة أخرى, ليس بالضرورة عندما يعيش إنسان ما حياة أخرى أن يلغي سابقتها, ولأن الإنسان لا يعيش حياة اخرى في الدنيا, فإن إنتقاله من عالم إلى آخر, من حياة إلى أخرى لا يلغي السابقة, وإلا لما هناك عمل وحساب وعذاب؟

"تقول أن الخطيئة تظل خطيئة مهما كبرت أم صغرت ..
وأختلف معك فهناك أخطاء يمكن أن تستمر معها العلاقة لأنها لا تخل بمصداقية الحب ، ولكن على سبيل المثال لو وجد الحبيب حبيبته في أحضان آخر ، فسنقول خيانة وليست مجرد خطيئة ، والخيانة سبب مشروع لفسخ العقود ."

أنا لم أتكلم عن خطايا تستمر معها العلاقة أم لا, أنا تكلمت إن الخطيئة كبرت أم صغرت تظل خطيئة.

بالنسبة للفراق,
أولاً كيف حدث الفراق بينهم؟ أليس بفعل خطيئة هو أرتكبها؟ أو أحد العشيقين وما تلاها من ردات فعل؟
إذاً فراقهما لم يكن طبيعياً إيجابياً -مع إني أرى أن الفراق طبيعياً هو أمر سلبي وجهة نظر لا أكثر ولا أقل- بل كان بفعل فاعل وبحادثٍ قد حدث, بالتالي فإن الفراقين الذي تكلمت عنهما يتوجب أخذهما منحيث أن فراقهما يأتي من ناحية فعل فاعل وليس طبيعياً.

بالنسبة لهدم الذوات, أنت تتكلم الصبر والوفاء والتضحية, كيف لك تصبر وتوفي وتضحي ما دامت بينك وبين الآخر قطيعة؟
ثم أن تدرج لاحقاً إلى المبدا الأفلاطوني من حيث الحبب المكمل والتوأمة الروحية, لو أخذنا هذا من نفس الاتجاه والمبدأ سنصل إن الفراق والقطيعة سيهدمهما لأنهما تفرقا.
كذلك هدم الذوات نتيجة للفراق, فهذا دليل على شدة الحب التي تربط بين الحبيبين.

بالنسبة للروح أنها جوهر الإنسان, فشكراً للتوضيح.

"الحب لا يموت ولكن يقبض .. أنا لا أرى فرقا بين الموت والقبض لآن كليهما يعني الانتقال من عالم إلى عالم . والأرواح تلتقى حتى خارج حدود الجسد ."

لن أرد على هذه النقطة, فقط سأذكرك بما سبق لك وأن قلت:
"الحب هو الروح وليس كالروح ، والحب لا يموت لأن الروح لا تموت ."

بالنسبة لتطرق العاشق إلى الجمال, فدعني اقتبس مما قلت:
"العشق وهو أعلى درجات الحب يعني اتحاد الجسد والذوبان الأرواح"

فلأن اتحاد الأجساد وذوبان الأرواح هو أعلى مراتب الحب, فالعاشق أدرج الأمرين, فهو قد لا يكون جيد بما فيه الكفاية ولا وسيم بما فيه الكفاية.

بالنسلة لقولك:
"كما أنه أخذ يقارن نفسه بمرتكبي الخطايا , أنه بذلك يضع لذاته خط رجعة وتكريس واقع .."

القصد هنا بمرتكبي الخطايا هم البشر, فمن طبيعة البشر أنهم يخطؤون وهذه نقطة أيضاً في مصلة استعطافه لعشيقته.

عسى كلماتي تكون مقنعة, إلا أني بانتظر ردك على أحر من الجمر, ولا تحرمني فائدة نقاشك,
لك مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,|325||325||325|

[مغامر]

الأخ طلال
تحية أخوية


الزوايا الحادة في الحوار بدت منفرجة الآن ، ربما لن تصل للتطابق ، لكن قد يكون التوقيت ملائما لرصد النتائج وهي مهمة أتركها لك بوصفك كاتب النص ...

أما أنا فأواصل استنطاق النص بهدف إلى الاثراء من جانب ومن جانب آخر الفضح ، فالكاتب قد كتب بمشاعره وما يظهر لنا هو الحروف والكلمات ومنها نحاول الغوص إلى الأعماق للجزء المخفي الذي لم يبح به .. وهو الأهم ..
لذا جاءت قراءتي لبطل العشق في النص بأنه انقلابي ومع توضيحك الأخير ، احترت في وصفه هل نصفه ( المتقلب ) المزاجي الضعيف الإرادة أم ( التائب ) إذ بدا كالعاصي المعترف بالذنب المتوسل العائد ( المنيب ) المتطلع لعالم آخر .
بالنسبة للخطيئة ما يهمنا هو تتبع أثرها على العلاقة من حيث الهدم ففي علاقة العبد بالخالق هناك الذنوب الموبقات التي لا تغفر كالشرك ، والزنى ، والقتل العمد وهناك من الذنوب التي تحجب الدعاء وأخرى تمنع النعم وأخرى توجب الطرد من رحمة الله ،وأخرى تحبس المطر فكل خطيئة لها أثرعلى العلاقة .
ما أخشاه حينما نقول أن الخطايا كانت صغيرة أو كبيرة تظل خطيئة أن نستتصغر الخطايا بما يؤثر على الوعي . أما سمعت بطلاق الهازل ؟



هناك فرق بين الفراق والقطيعة ، أنا أعتقد أن الحب إن كان حقيقيا وصادقا يبقى حتى مع الفراق طبيعيا كالسفر أو قسريا كالوفاة ، تفنى الأجساد وتبقى الأرواح ،
فراق الورق للأشجار ظاهرة طبيعية لكنها قسرية . وكذلك قبض الأرواح وكذلك أفول الشمس .. أما الفراق بين البشر نتيجة اشكال في العلاقة فهو صنيعة إرادتهم
أما القطيعة فتأتي نتاج اضطراب في المشاعر واختلال في السلوك بعوامل بشرية أي مع سبق الإصرار والترصد ، مضى حتى دون كلمة وداع أو اعتذار .

أما عن الحياة الأخرى فهو برجوعه إلى الحبيبة لم ينتقل لحياة أخرى بل عاد إلى ذات الأخر ومجرياته ، والعودة إلى الآخر تعني المشاركة والتقولب مما تقتضي ضبط الإيقاع المشترك ، أما انتقال الروح إلى العالم الآخر فيتم بالتحرر من الجسد لتنطلق إلى رحاب أوسع في رحمة الله وهي أوسع من رحمة أي حبيب أو بشر .

وإذا كان هو يريد حياة أخرى فلماذا ينطلق من ذات الصورة السلبية ، لماذا لا ينطلق من صور أخرى إيجابية ؟ كنت أظنه هاربا من هواجس الخطيئة فإذابه مدندنا بها .

هو يبشر بحياة أخرى دون أن يبين أيا من ملامحها أو التغيير الذي حدث فيه ،فهو أظهر ما يريده من الآخر .. اغفري ، فرصة جديدة ، يحملها الخطيئة ، ولكن ماذا يقدم فقط كلمة حب غامضة الملامح لم يترجمها لم يبشر بشيء سوى أنه سيكون أفضل من أصحاب الخطايا
قل مثلا أنك ستطوف بها العالم ، ستزرع الورد تحت قدميها ، ستحافظ عليها كما الزهرة ، ستحميها من برد الشتاء ، ستكون الصديق وستعوضها حنانا عن كل لحظة ألم ، ستكونان حديث كل العاشقين .. تريد أن تأخذ فماذا ستعطي أليس الحب هو العطاء ؟

الملاحظة الأخيرة .. قلت تخاطبها قد لا أليق بحسنك بما فيه الكفاية .. وحاطلك صورة تطفش أعضاء المنتدى بأكمله .. أي حب أي فرصة جديدة ..عسى الموت يفرقنا ..

ختاما ..

أخي طلال .. قضيت معك وقتا سعيدا ..
ربما كنت قاسيا ولكن أعطني فرصة أخرى وسألوذ بالصمت .
وبانتظار النتائج ..

سلمت اناملك وإلى اللقاء

مغامر

[طلال]

يطيب لي أخي الكريم "المغامر" أن أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك, كما عليك أن تدرك جيداً بأن لن أمنحك فرصة للصمت!':':':

بالنسبة للتبع أثر الخطيئة, فالمشكلة أخي الكريم إنك إلى الآن لم تفهم ما الذي أرمي إليه. أنا أتحدث عن "تصنيف" بينما أنت تتحدث عن "تعريف" الخطيئة.
أنا لم أساوي بين الخطايا, أنا قلت بأنه يظل تعريفها خطيئة, بينما أنت تجد في طرحي ذاك مساواة للخطايا والدليل هو ما ذكرته من تتبع لأثر الخطيئة على العلاقة.
فمثلاً, المربع بظل مربعاً, كبرت أبعاده أم صغرت... أعتقد أن الصورة اتضحت لك أكثر؟

بالنسبة للفراق والقطيعة,
أنا أختلف معك في هذه النقطة, فأنا أرى الفراق في صورة عامة, أما القطيعة فهي مجرد حالة خاصة من الفراق.
فراق الحبيب لحبيبته, مهما كان سببه أو نوعه, هو فراق, لكنه يختلف من حيث سببه ونوع هذا السبب واثره ونتيجته.
فمثلاً في حالة العاشق بالنص, كان السبب حادثة ما, وأثره هو القطيعة بين هذين الحبيبين, ونتيجته قد تكون مثل ما وضحها العاشق في قوله:
"فما يضرنا أن نمنح أنفسنا فرصة أخرى,
حياة أخرى,
إن كان سيشهد فراقنا انهيار ذواتنا؟
وحينها ستدركين,
أمام رفات حبنا,
وبعد فوات الأوان,
بأن الخطيئة استحالت خطيئتك!"

بالنسبة لموضوع الحياة الجديدة,
فهو قد يعود إلى نفس الذات الأخرى التي تتكلم عنها, ولكن هذا لا يعني أنه سيعيش معها نفس الحياة, بل قد يتعزز شعوره أكثر اتجاهها وسيعاملها بالتالي بصورة أفضل بعدما قدر قيمتها, كذلك سيكون هذا ردة فعلها.
إنه أشبه بشخص تعلم من خطأ ما, فاستفاد من تجربته.

بالنسبة لانطلاق الروح إلى رحاب أوسع فأجد نفسي أؤيدك, لكن دعني أرجع إلى ما ذكرته أنت مسبقاً
"البدء بحياة أخرى فيعني إلغاء التاريخ"
أنت تكلمت عن إن الحياة الأخرى تلغي سابقتها, أما الآن فأنت تتكلم في مسار آخر!

أحييك على ملاحظتك الجيدة بشأن لماذا لم يوضح ما قد يحصل في هذه الحياة الجديدة التي بشر لها, لكن ربما, انشغاله بطلب الغفران أهم من الانشغال بكيفية الحياة الجديدة... كما أن الحياة الجديدة بحد ذاته كفكرة, أكثر إغراءً من القطيعة وهدم الذوات!
هذا لا يعني إن ملاحظتك ليس في محلها, بالعكس لقد أصبت.

بالنسبة للملاحظة الأخيرة هههههههههههههه أضحكتني كثيرة!
تعلم؟ أحمد الله أن لم أضع صورتي وهي غاضبة كما رسمني صديقي, والتي لم أضعها بسبب الالتباس الذي أصابني, وسأحاول أن أرفقها بهذا الرد.
كما أحب أن أضيف, بأن أي شخصية من شخصيات كتاباتي ليس لها علاقة بشخصيتي, لذلك لا تنظر إليّ كأني أنا العاشق...

يبقى لي أن أحييك على قدرتك الهائلة في التفكير والتحليل, وأنا لست إلا بانتظار ردك على أحر من الجمر,,,

لك مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

[مغامر]

الأخ طلال
تحية أخوية ..


أحسنت على ما أوردته من توضيحات كنت أود أن تبلورها على شكل نتائج ، ومع ذلك نتواصل بالحوار ..

لم تتناول الخطيئة من خلال عنوان محدد ( للخطيئة أن تغفر ) وهو بهذا الشكل مغالط لآن الخطيئة قد تغفر وقد لا تغفر ، حسب درجة الخطيئة ، فالخالق يغفر الذنوب ألا أن يشرك به ....
إلا إذا قصدت أن لفظ خطيئة ينصرف فقط لدرجة من الأخطاء التي تغفر، ومن هنا كان حديثي هل البحث عن حب آخر ، واستبدال الحبيبة مجرد خطأ . ولو فرضنا أن الحبيبة لم تغفر هل في ذلك زيف لعواطفها أو وفائها ؟

بالنسبة للحياة الأخرى ، عندما نتحدث عن انتقال الروح للعالم الآخر فهنا يتعطل عنصر الزمن
( المادي ) وتتوقف عجلة تلك الحياة ( الإنسان ) وأعمال الإنسان هي ستحدد ملامح الحياة القادمة .
أما انتقال الإنسان من حال إلى في الدنيا فهو ضمن زمن ممتد ، وتدافع بين الطبع والتطبع .لذا كانت ملاحظتي على الحياة الأخرى التي ينادي بها ، فهو يصر على أنه كان يحبها حتى في اللحظة التي تفوه بها بتلك الكلمات ، يعني يقصد مجرد زلة لسان ، فما الحياة الأخرى وهل ستقوم على غير أسس الحب والإخلاص والحنان ؟
وقد بدر إلى ذهنى تساؤل عن العلاقة بين الصفح بمعنى التسامح ، وبين الصفحة ونحن نعبرفنقول عن البداية الجديدة .. لنطوي الصفحة القديمة أي بحيث لا نراها ، أو لنبدأ صفحة جديدة ، بيضاء أي من الصفر .

كان مهما لدي في تناول هذا النص الكشف عن واقع هذا الحب ، ووعي التجربة ( النضج ) لدى هذا المحب وقد توقفت أيضا عند قوله في بداية كل فقرة .. سيدتي .. فهل كان مشغولا بإظهار حالة الخضوع وانكسار حالة التمرد أكثر من الجانب الرومانسي فلم يقل حبيبتي ، حياتي ، عمري ، على سبيل المثال ؟

وقد توقف أيضا عند هذه العبارة ( قد لا أكون جيدا ) في ماذا ؟ في السلوك ، في الفهم ؟ في الميزانية ؟ وهل على طول الخط غير جيد ؟

ويقول ( ولكني أدرك جيدا )
مع أن غير الجيد لا يدرك جيدا .
مرة أخرى يظهر مفارقات في الذات والوعي .


ختاما ..
نتمنى أن نرى النتائج ولو كانت أقل من جيد جدا فاكتب اسقالتك من المنتدى .

تحياتي
مغامر