السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أسرعت كفاح مهرولة لترتمي في حضن أمها الدافئ..

وجسدها النحيل يرتعد خوفامن تلك الطلقات النارية والانفجارات

التي سمعتها تدوي بالخارج..

أخذت الوالدة تهدئ من روع طفلتها وتحدثها بقولها:

لاتخافي ياصغيرتي..لن يحدث لنا أي مكروه باذن الله تعالى..

ثم أردفت قائلة:

اسمعي ياكفاح ..لاتهابي شيئا .. كوني دائما قوية صامدة..مؤمنة..

لاتجزعي ..بل واجهي واقعك..تصدي للأعداء من أجل استرداد وطنك..

كوني مكافحة ياكفاح.

======================

كان ذلك المشهد لازال ثابتا في ذاكرة كفاح ..

وصوت أمها وكلماتها ترن في أذنها برغم مرور 4سنوات عليها..

أربع سنوات تبدلت خلالها حياة كفاح..

فقدت أثنائها والدتها التي استشهدت أمام ناظريها...

أمام تلك العينين الصغيرتين اللتين تبثان حزنا عميقا مختلطا ببراءة طفلة لم تعش طفولتها..

- - - - - - - - - - -

سقطت دمعة على وجنتي كفاح ابنة الأحد عشر ربيعا وهي تتذكر كل ذاك

لكنها لم تلبث أن جففتها سريعا ...وأخذت تخاطب نفسها:

سأكون قوية كما طلبت أمي.

ثم نهضت مسرعة وتوجهت نحو مدرستها تنشد العلم برغم الدمار المحيط

= = = = = = = = = =

في مدرستها كانت معلمتها تردد على أسماع الصغيرات:

لابد من طلوع الفجر بعد ظلام الليل...ولابد من عودة الربيع بعد حلول الخريف..

- - -- - - - - - - -

في المنزل كانت الصغيرة تتذكر ماقالته معلمتها بالصف

وتردد قوله تعالى : ((ان مع العسر يسرا))

فيزداد قلبها يقينا بأنه ستشرق الشمس يوما على بلادها

مهنئة بهزيمة العدو ..

قطع تفكيرها صوت الدبابات والطلقات

لم ترتعد كفاح كالماضي..

ولم تهرول لأن الحضن الذي احتواها سابقا لم يعد موجودا..

فاكتفت باغماض عينيها..

واستسلمت للنوم علّها تجد في حلمها السلام الذي تفتقده

وتشتاق اليه.



=================
كفاح هي طفلة فلسطينية استلهمت منها قصتي

ولكم وافر التحية والاحترام

جــ أختكم ـودي