[ALIGN=CENTER]
أحبائي : لكم يسعدني أن أتكلم اليوم معكم في موضوع
مهم للغاية, وأتمنى من الجميع مناقشته. وإعطاء الرأي
فيه.
قال تعالى" إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون"
إن لكل إنسان بداية ونهاية , ولكل قوة ضعف, ولكل حياة
موت. قال تعالى " إنك ميت وإنهم ميتون "
الموت...وما أدراك ما الموت ...إنه لحدث عظيم مخيف
مرعب وهو كأس لابد من أن يشربه الجميع .
فيا ليتنا نصحى من رقدتنا ونتفكر في أمورنا قبل
فوات الآوان.. قبل أن لا ينفع مال ولا بنون .
أما علمتم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
كان إذا وقف على القبر بكى حتى يبل لحيته , فقيل له:
تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا ؟؟ فقال :
إن رسول الله [ص] قال "القبر أول منازل الآخرة فإن
نجا منه فما بعده أيسر منه , وإن لم ينج منه فما بعده أشد
منه"
الله الله ترى ما حالنا إذا صرنا إليه؟
ما حالنا إذا نزعت الروح من غير أن نتوب إلى بارئنا؟
والله ما لنا عليها صبرا ,
لهذا يا إخوتي أقدم لنفسي وأهلي وأبنائي وللمسلمين الغافلين
نداءا لعله يفيد ويوقظنا من غفلتنا .
إلى كل من يتساهل بالصلاة أو يفرط فيها .
إلى كل من يعق والديه ويتناسى أفضالهما.
إلى كل من يدور في الأسواق ركضا وراء محارم المسلمين.
إلى كل من يدنس فمه الذي يذكر الشهادة .. يدنسه بسيجارة
أو بشيشة قبيحة الرائحة .
إلى كل من إستقدم عمالة من غير المسلمين ولم يدعهم للإسلام.
إلى كل من نادى بالتبرج والسفور وخروج المرأة المسلمة .
إلى كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين الكفرة .
إلى كل من يغش في البيع والشراء أو يرشي أو يرتشي.
إلى كل من يقطع أرحامهم وينسوهم .

[ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب
غريب اللحد والكفن ] [اه] لو نعلم يا إخوتي أن
هذا القبر هو بيت الوحشة , بيت الغربة , بيت
الدود في اللحود , هذا هو القبر الذي نحن نسيناه
والذي أبكى العلماء والصالحين والمجتهدين وقبلهم
الأنبياء والرسل .
وهذا رسولنا الكريم يصف لنا القبر وصفا دقيقا ويقول
" ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه "
ترى ما حالنا لا نبكي ؟ ولا أ ن يخيفنا ما تكون نهايتنا؟
ما حالنا إذا مشت الجنازة وكانت صالحة قالت: قدموني
قدموني.... وإن كانت غير ذلك قالت يا ويلها أين تذهبون
بها ؟؟[ وحملوني على الأكتاف أربعة.... من الرجال
وخلفي من يشيعني ]
والله يا إخوتي لو أننا حسبنا حسابا بسيطا وتذكرنا أن
القبر أول منازل الآخرة لتفكرنا في أحوالنا ودنيانا .
أعرف أني قد أطلت عليكم ولكن يشهد الله أني أذُكر
نفسي وإياكم لعل الذكرى تنفعنا .
" ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا ويصلح
من أحوالنا ويستر عوراتنا إنه سميع مجيب الدعاء .
ودمتم(F)
[/ALIGN]