مدخل

فقدت طعم اللقمة وتحجرت في حلقي فاختفت شهيتي امام طفل يأكل الورق جوعا
لم اعد اشعر بالسعادة ترفرف بقلبي وأم ثكلى في كل مكان تندب ابنها الشهيد
لم أعد اتمتع بالجديد وارثي دائما عصر قديم كان فيه الخير كثير والايمان وفير
وأصبحت ارسم الابتسامة على شفتي بألوان جافة يبست من ألم الحنين
فكيف لي بأن اسعد والأطفال يُؤكًلون أحياء
كيف أسعد وأنا ارتجف حزنا على بشر عراة يغتالهم البرد القارص تحت
الجليد....
والإنسانية تهان تارة وتغتال تارة في العراق وسوريا
ومصر وليبيا وبورما وفلسطين والإسلام يحارب في كل مكان ؟!!!!
هنا أضع صرخة مدوية كامنة في قلبي ....
*********
وقضى النهار نحبه .....
توسدت الحزن دون غطاء
فقد عصف الوجع قلبي وتمزقت اجنحة الأمان
أرى من بعيد شرفات لقلوب مهجورة مظلمة
ورؤى من الأوهام تعبث بالفتيان
ترفعهم فوق الغيوم فيرون الجمال مغمور
فقد قضى النهار نحبه
بين خريف البساتين وعم الظلام متنهدا انفاسه
فوق أوراق زهر وورد دامي أغتال تفتحه العابثين
وارتعش نسيم الفجر من قبلات قاتلة بشفاه كدرٍ
وجدولٍ ظننته في الظلام ماءً عذباً لمسه منقار طائر جريح
وجده أحمرا لزجاً
خيمت على أغصان الشجر حياة صماء عمها سكوتا ابديا
وأناشيد الموت تعصف بربيع طفل لفظ انفاسه الأخيرة
بين أحضان البراءة
لتزف الدموع نعش الطهر نحو مقبرة الإثم
وترقص اشباح الغدر فوق القبور رقصة الموت
.....هناك ...
صراخ وعويل واستنجاد وتوسل بتر لسانه الجبروت......
والكفر واقفا متأهلا لبتر جديد...
ثغور زرقاء كالزمرد رغم انها خرساء !!
وصدى اصواتها تردد بنغمة أحلام
تشبه غمد سيف ملقى على قارعة الكوابيس
تتمايل خصلات شعر اشعث فوق جبين
قد جف عرقه وبقي ملحه

ويحي ......
أبراءة تغتال ليحل محلها قرون شيطان ؟!!!!!!
وعبق عرق طفل طاهر يغيب بين روائح
جيف وجرائم نكراء؟!!!!
قلوب مترعة بالحسرة والقهر وعيون حمراء

لا تعلم أصبغة نزع ام نزف قهرٍ
ام انها استدرت دما !

لتضرب الكنائس اجراس النصر
فوق اشلاء الطهر والعفاف
وتصنع من هياكل الأطهار
صلبانا تعبده من دون الاله
ولتتبرز اليهود نفاقا من عين وقحة
ودموعا تبرأ منها التماسيح وكفرت بها
وليشهد حائط يدعى المبكى على جرائم
قد نسجت خيوطها من شعر ابليس
تحتج من نسجه عنكبوت دؤوب

فلقد نعى الايمانُ موت نخوة وشهامة ورجولة خائبة
وبكي قهرا من ذكور راقصين
تقودهم نساء من اعناقهم بأغلالٍ إلى الاذقانٍ مُقمْحون
توابيت تساق للأجداث تندب من وراءها
مشيعون النخوة والشهامة والعفة والرجولة والطهر
توسدت الحزن بلا غطاء
فلا دفء يفي بوعده
ولا صيف يذيبُ دموعا تجمدت من شتاء قارص



كراميل نور