إغلاق المسجد الأقصى تُعد المرة الثانية منذ هزيمة 1967 التى اصطلحنا على تسميتها بالنكسة، و قد تزامن إغلاق المسجد مع أحداث سيناء، حتى اعتبرها بعض المحللين تغطية على فعل اليهود بينما خالفهم البعض الآخر و قال بل أحداث رفح و تهجير أهلها تغطية على إغلاق المسجد أمام المصلين بعد سلسلة مناوشات جرت معهم و مما لا شك فيه أن فعلنا فى أنفسنا، و العنف الذى نواجه به المسلمين و المواطنين بزعم محاربة الإرهاب يعطى الذريعة و المبرر للكيان الصهيونى فى ممارساته الإجرامية و إن كان لا يحتاج لذريعة و مبرر، بل أحياناً يبدو الكيان الصهيونى أقل قسوة من بنى جلدتنا و ممن يتكلمون بلساننا، و قد وردت الأخبار توضح أنه لا يسلط علينا عدو من غيرنا حتى يكون بعضنا يقتل بعضاً و يسبى بعضنا بعضاً، و ها هى الإنتهاكات و الإغتصابات تطال الرجال و النساء و الكبار و الصغار بزعم مصلحة الوطن و أمن الوطن!!!
وبالفعل فنكايتنا فى أنفسنا لا تقل عن نكاية الأعداء فينا بل تزيد، و لو شئت لقلت حصار فى الداخل و الخارج و توزيع أدوار، و تواطؤ و تآمر بين صور الكفر و النفاق قال تعالى " وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ" و قال " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " و ذكر سبحانه عن المنافقين أنهم " الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً" ، و ما يفعله يهود بالمسجد الأقصى نذير هلاك و دمار و إذلال لهم " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِين" و قد ذكرت صفحات التاريخ منذ أيام ما يدل على ذلك.
الأحداث لا تدعو ليأس و لقنوط بقدر ما تدعو لمواصلة الطريق بصبر و يقين و عمل بطاعة الله مع تنقية الصفوف من المعاصى و الذنوب فالإمامة فى الدين لا ننالها إلا بذلك "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ"، النصر عقبى الصابرين و الرب لا يضيع أجر المحسنين و العاقبة للمتقين، أرى بشائر النصر تلوح فى الأفق و أن الأمة تولد من جديد و الشجاعة صبر ساعة.