CENTER][SIZE="5"][COR="green"]أمـا بعـد..

فمَا الْعَبَراتُ ولا الدَّمَعَاتُ تُوفِّي حَقَّكِ أُمُّنَا ولَوْ مُلِئَتْ بِحَارُ الأرضِ كُلّهَا دَمْعُ
ولا الْكَلِمَاتُ أوِ السَّجع تَكْفِيِكِ وصْفَاً ولَوْ مَلَأُوا دَوَاوِيِنَ الأرضِ كُلّها وجَمَعُوَا

أماه عائشه.. يا أماه
يامن رضي بفضله عنك الإله
هي أمنا وحبيبة قلوبنا ... هي أمي التي أحبّها


هِيَ الحبيبَةُ التي فاضَتْ ... دُمـوعَ الْعَيْـنِ كُلَّمَـا ذُكِرَ اسمهَــا
والقلبُ يرجُفُ شَوْقــًا آمِلًا ... ورُوُدَ حَوْضِ حَبيِبٍ قَدْ أحَبَّهَا
صَلَّىَ عليهِ اللهُ رسُولُنَا الْهَادِي ... كَانَتْ لهُ أقْرَبَ مَنْ وَدَّهَا
هل تعرفونَ أُمّنَــا؛ بِمَ سُمِّيَتْ وكُنّيَتْ؟ ... هل تعرفون ألْقَابهَا؟
هي عَائِشَة بنتُ الصِّدِّيقِ أبو بكرٍ ... وذَاكَ الاسم هوَ اسمهَا
بــأُمِّ عبدِ اللهِ كَنَّاهَا النَّبيُ الْمُصْطَفَىَ ... كمَا طَلَبَتْ تَطْييِبـًا لهَا
ولُقِّبَتْ مِنَ الألْقَابِ هَذهِ الَّتي ... دَلَّتْ على عَظِيمِ شَرَفهَا
أُمُّ المؤمنينَ وذَاكَ لَقَبٌ ... شَرَّفَ اللهُ بهِ أزواج النَّبي مِثْلهَا
فَطِنَ الصَّحــابةَ فَلَّقَبوهَا ... حَبيِبَـةَ رَسُولِ اللهِ كَمَا أَحَبَّهَا
بَرَّأَهَا الرَّحمَنُ في قُرآنهِ ... فهي المُبرَّأةُ بالآياتِ تَكْريِمَاً لهَا
وبالقرآنِ وصَفَهَا الرَّحْمَنُ طَّيِّبَةً ... شهَادَةً مِنْهُ تَشْرِيفَاً لهَا
هيَ الصِّدِّيقَةُ لقَبٌ تَسَابَقَهُ الْعُلَمَاءُ ... كُلَّمَا وَرَدَ ذِكْرهَا
والْحُمَيْرَاءُ فيهِ خِلافٌ ... سِوىَ سَندٌ صَحِيحٌ يُثبِتُ لَقَبَهَا
مُوَفَّقَةٌ نَادَاهَا بهِ النَّبيُّ بالْحَديثِ ... فَصَارَ ذَاكَ مِنْ ألْقَابهَا
هَذهِ الألْقَابُ لَيْسَتْ كُلّها ... فقَدْ لُقِّبَتْ بمَا أَظْهَرَ فَضْلَهَا
كَنِدَاءِ النَّبي لهَا.. عَائِشَ و عُويَشُ ... هِيَ ألْقَابٌ خَاطَبَهَا بهَا
ونَادَاهَا يَا ابْنَةَ الصِّدِّيق ... وذَاكَ نَدَاء مُحِبّ لَهَاَ ولِأهَلهَا
يَا بِنْتَ أبي بَكْرٍ نَادَي أُمُّنَا ... حُبَّــًا لأبيِهَا ولأنَّه قَدْ أَحَبَّهَا
واللهِ لَوْ ظَلَلَنَا نَكْتُبُ أعْوَامَاً وأعْوَامَاً ... مَا وَفَّيَنَاهَا حَقَّهَا
هيَ الْحَبيِبةُ الَّتي تَعلَّمَتْ ... فَعَلَّمَتْ عِلمَاً أنَارَ لَنَا بفِقْههَا
رَضِيَ الإلَهُ عَنْهَا أُمُّنَا ... وعَن أبِيهَا وعَن الصَحَابةِ كُلّهَا
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ نَبِّيُنَا ... سَيْدُ الْآنَامِ والْوَرَىَ عَلَّمَنَا بِحُبِّهَا
وبُحُبِّ سَائِرِ أزواجِهِ ... مَعَنَىَ الْمَوَدةَ في القُرآنِ وفَضْلهَا

آحبك ياآمنا الغالية عائشه


أنقل إليكم أيها الكرام الأفاضل من موسوعة
عائشة أم المؤمنين
الفصل الأول الذي قرأته وتأثرت بما فيه؛ فمنَّ الله علىّ بكتابة ما سبق من كلمات هي أشبه بالنظم لكنها لا ترقى لذلك،
هي كلمات فقط خرجت من قلب محب لأمنا الغالية عائشة رضى الله عنها وأرضاها،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أحبها، وبحبه لها زدا حبنا لها
هذا الفصل بعنوان:
التعريف بأُمِّ المؤمنين عائشة رضى الله عنها *

اسمهـا ونسبهـا

هي أُمُّ المؤمنين، حبيبة خليل الله صلَّى الله عليه وسلم، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، عائشة بنت الإمام الأكبر،
خليفة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أبي بكر الصِّدِّيق
القرشية، التيميِّة، المكيَّة، ثمَّ المدنيَّة، زوجة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم.

آحبك ياآمنا الغالية عائشه

كُنيتـهــا

هي أُمُّ عبد الله، كنَّاها بتلك الكنية النَّبي صلَّى الله عليه وسلم، وذلك عندما طلبت منه أن يكون لها كنية،
فكنَّاها بابن أختها أسماء؛ تطييبًا لخاطرها،
فعن عروة، عن عائشة ا أنَّا قالت: يا رسول الله، كلُّ صواحبي لهنَّ كنًى،
قال:" فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير" -يعني ابن أختها أسماء- فكانت تُدعى بأُمِّ عبد الله حتى ماتت.
و قيــل: كنيت بذلك؛
لأنَّها أسقطت من النَّبي صلَّى الله عليه وسلم سقطًا، فسمَّاه النَّبي صلَّى الله عليه وسلم عبد الله فاكتنت به، وهذا لم يثبت، والأوَّل أصحُّ.

آحبك ياآمنا الغالية عائشه

القـابهـا

كان لعائشة ا عدد من الألقاب، ومضامين هذه الألقاب دالَّة على عظيم فضلها وشرفها، وكثرتها تؤكِّد على هذا الفضل والشرف،
فمن أهمِّ هذه الألقاب:
أمُّ المؤمنين
وهو أشهر ألقابها، وقد لقَّبها الله تبارك وتعالى به؛ حيث يقول سبحانه، وهو أصدق القائلين:
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } الاحزاب: 6
وهذا اللقب الدالُّ على شرفها، مما يشاركها فيه بقية أزواج النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، فكلهنَّ نَّ من أُمَّهات المؤمنين.
حبيبة رسول الله
صلَّى الله عليه وسلم:
وهو لقب مستنبط من اختصاصها بمزيد المحبة منه صلَّى الله عليه وسلم، فقد سُئل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: أيُّ النَّاس أحبُّ إليك؟
قال: "عائشة ".
فقلت: من الرجال؟
فقال: " أبوها ".
قلت: ثمَّ من؟
قال: " عمر بن الخطاب ".
واختصاصها بمحبة زائدة من النَّبي صلَّى الله عليه وسلم كان معلومًا عند الصحابة، ولذا لما قدم دُرْج من العراق فيه جَوهر،
قال عمر للصحابة:
تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا. ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: تأذنون أن أبعث به إلى عائشة؛ لحبِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إيَّاها؟
فقالوا: نعم. فبعث به إليها. وفرض عمر لأُمَّهات المؤمنين ن عشرة آلاف، وزاد عائشة ا ألفين،
وقال: إنَّها حبيبة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.
الْمُبرَّأة
وهو لقب أُطلق عليها؛ لنزول القرآن ببراءتها مما رماها به المنافقون من الإفك، فهي عائشة المبرَّأة من فوق سبع سماوات ا وأرضاها،
وقد كان مسروق إذا حدَّث عن أُمِّ المؤمنين عائشة ا يقول: حدَّثتني الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيب الله، المبرَّأة.
الطَّيِّبة
فقد شهد الله لها بأنَّها طيِّبة؛ ف تعقيبًا على حادثة الإفك:
{ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِ*يمٌ }
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
(فهذه كلمة عامة، وحصر لا يخرج منه شيء، من أعظم مفرداته أنَّ الأنبياء -خصوصًا أولي العزم منهم، خصوصًا سيدهم محمد صلَّى الله عليه وسلم، الَّذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق- لا يناسبهم إلا كلُّ طيب من النساء، فالقدح في عائشة ا بهذا الأمر قدحٌ في النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، وهو المقصود بهذا الإفك، من قصد المنافقين، فمجرد كونها زوجة للرسول صلَّى الله عليه وسلم، يُعلم أنَّها لا تكون إلا طيِّبة طاهرة من هذا الأمر القبيح، فكيف وهي هي؟! صِدِّيقة النساء وأفضلهنَّ وأعلمهنَّ وأطيبهنَّ، حبيبة رسول رب العالمين)

وجاء عن أُمِّ المؤمنين عائشة ا أنَّها قالت:
( وإنِّي لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عُذري من السماء، ولقد خُلِقت طَيِّبةً وعند طيِّب، ولقد وُعِدت مغفرةً ورزقًا كريمً ) [1]

ولما دخل ابن عباس ما عليها، وهي في مرض الوفاة، قال لها:
( كنتِ أَحبَّ نساء رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحبُّ إلا طيِّبًا )
الصِّدِّيقة
كان مسروق رحمه الله إذا حدَّث عن أُمِّ المؤمنين عائشة ا يقول:
حدَّثتني الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيب الله، المبرَّأة
وقال الحاكم (وهو محمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، الإمام الحافظ، شيخ المحدثين):
ذِكر الصحابيات من أزوج رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وغيرهنَّ، رضي الله تعالى عنهنَّ، فأوَّل من نبدأ بهنَّ
الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق؛ عائشة بنت أبي بكر ما
الْحُمَيْرَاء
الحُميراء تصغير حمراء، قال الذهبي: والحمراء في خطاب أهل الحجاز هي البيضاء بشُقْرة، وهذا نادرٌ فيهم.
وجاء ذكر هذا اللقب في غير ما حديث، لكنها أحاديث متكلَّم فيها، حتى قال الإمام الذهبي:
و قد قيل: إنَّ كلَّ حديث فيه يا حميراء لم يصحَّ.
بل ذهب بعض أهل العلم -كالإمام ابن القيم - أنَّ كلَّ حديث جاء فيه ذكر الحميراء فهو موضوع،
قال عليه رحمة الله:
وكلُّ حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق؛ مثل: يا حميراء، لا تأكلي الطين؛ فإنَّه يُورث كذا وكذا،
وحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء.

لكـــن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في (الفتح) حديث:
دخل الحبشة يلعبون، فقال لي النَّبي صلَّى الله عليه وسلم:" يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟" فقلت: نعم.
ثمَّ قال معقبًا: إسناده صحيح، ولم أرَ في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا. [2]
مُوَفَّقة
من الألقاب التي لُقِّبت بها عائشة: موفَّقة ، لقَّبها به النَّبي صلَّى الله عليه وسلم،
فعن ابن عباس ما قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول:
" من كان له فَرَطان من أُمَّتي دخل الجنة ". [3]
فقالت عائشة: بأبي، فمن كان له فَرَط؟ فقال: " ومن كان له فَرَط يا موفَّقَة "،
قالت: فمن لم يكن له فَرَط من أمتك؟ قال: " فأنا فرط أُمَّتي، لم يصابوا بمثلي ".

آحبك ياآمنا الغالية عائشه

وهذه الألقاب جميعًا دالَّة على فضل أُمِّ المؤمنين ا، كما سبق، وما لقَّبها به النَّبي صلَّى الله عليه وسلم منها فيدلُّ أيضًا على شدة حبِّه صلَّى الله عليه وسلم لها واهتمامه بها، وقد كان صلَّى الله عليه وسلم يناديها بقوله: يـا ( عائش ) على الترخيم، وهي من عادات العرب مع مَن يحبون، فعن عائشة ا زوج النَّبي صلَّى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:
" يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام ". قلت: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: وهو يرى ما لا نرى.
وقال الحافظ ابن حجر: ( عويش )خاطب بها النَّبي صلَّى الله عليه وسلم عائشة أُمَّ المؤمنين، أورده الطبراني في العشرة من طريق مسلم بن يسار، قال: بلغني أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم دخل على عائشة فقال: يا عويش...

وكان أيضًا يناديها بقوله صلَّى الله عليه وسلم: يـا ( بنت الصديق )، يـا ( بنت أبي بكر )، وغير ذلك.

وقد عدَّ بعضهم في ألقابها خليلة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، على اعتبار أنَّ الخُلَّة أعلى درجات المحبة،
واحتجوا بقول حسَّان بن ثابت يمدح أُمَّ المؤمنين عائشة ا:

خليلة خير النَّاس دينًا ومنصبًا ... نبي الهدى والمَكرُمات الفَواضل

وهو تصحيف، صوابه حَليلة خير الناس، كما في ديوانه.
وجاء في سير أعلام النبلاء أنَّه جرى ذكر أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند علي فقال: خليلة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.
وهو أيضًا تصحيف صوابه حليلة، ومعلوم أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم قال:
" إنِّي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ".


[/COLOR][/SR]