ماذا لو قصّر المسلمون تجاه إسلامهم؟


السؤال المُلِحّ: ماذا يحدث إن قصَّر المسلمون عن حمل رسالتهم، وتوضيح شريعتهم، وشرح أخلاق نبيهم ؟!


إن هذا التقصير يفتح الباب لقادة الأفكار المنحرفة، ولأئمة الضلال والغواية أن يشرحوا الإسلام من وجهة نظرهم، وأن يُلبِّسوا على الناس دينَهم.


إن الناس تحتاج إلى قائدٍ ودليل، فماذا يحدث إن تكاسل المؤمنون عن دورهم في تعريف الناس بديننا وبرسولنا وبأخلاقنا وقِيمنا؟!


يقول رسول الله : «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»[2].


ومن هنا نفهم المقولة الرائعة الموفَّقة التي نطق بها الصحابي الجليل ربعي بن عامر[3]وهو يشرح ببساطة دور المسلمين في الأرض، ومهمتهم في الحياة..


لقد قال في إيجاز حكيم: «الله ابتعثنا لنُخرِج مَن شاء مِن عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جَور الأديان إلى عَدل الإسلام»[4].


إنها المهمة الجليلة التي يجب أن يضعها المسلمون نُصب أعينهم على الدوام؛ إذ إنَّ جُلَّ من يُحاربنا لا يعرفنا، وغالب من يكرهنا لم يَطَّلِع على حقيقة أمرنا.


إننا نحتاج إلى إبراز مواطن العظمة والكمال في ديننا، وفي حياة نبينا .. نحتاج أن نتحدث عن أنفسنا بأنفسنا، وأن نكتب عن أخلاقنا بأقلامنا، وأن نتحدث عن رسولنا بألسنتنا.


لقد دخلتُ أكثر من مكتبة عملاقة في أوربا وأميركا لأرى الكتب التي تتحدث عن الإسلام أو عن رسولنا باللغة الإنجليزية، فوجدت العشرات بل المئات، ولكن -يا للأسف- معظمها كُتبت بأيدٍ غير مسلمة!..


فقليل أنصف ودافع، وكثيرٌ ظَلَمَ وجَحَدَ وكَذَّبَ وافترى..