______________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الجزء الثالث من سلسلة ذكرياتي بمكة , نتواصل في سرد نشاط أهل الحارة صغار وكبار في كافة مواسم مكة الله يعمرها ,,,
أولاً , كان من المرجلة ( يعني من الرجولة ) إن كل واحد يكون عنده شغل وباب رزق يترزق الله فيه , إما شغلات بيع وشرا أو وظيفة حكومة وقليل جداً من كان يشتغل في القطاع الخاص كموظف لأن كانت سمعة الوظيفة في القطاع الخاص إنو مالها أمان ,,,
في حارتنا كان فيه ناس موظفين في المعارف ( التربية والتعليم دحين ) وفي المالية ( مؤسسة النقد الآن ) وفي البرق والبريد والهاتف ( إللي هي شركة الإتصالات الآن وقبل كانت وزارة البرق والبريد والهاتف ) والمدرسين في مدارس زي الحجون الإبتدائية والرحمانية وعمرو بن العاص وأبي هريرة ,,, وكان عندنا برضو ناس شغالة في وظائف عليا في الدولة مثلاً في وزارة الخارجية اذكر يحي حسن ملاح والسيد هاشم علوي جفري وطارق محمد علي بحة ,,, وكمان فيه ناس كانت تشتغل في الخطوط السعودية ويداومو من مكة لجدة وأشهرهم حسن عجب نور إللي كان يبهرني بأناقة البدلة حقت السعودية زمان ,,, وطبعاً في طبقة الكادحين في الأرض زي الكدادة إللي يشتغلو على سياراتهم الخاصة أو الأوتوبيسات خط البلدة أو يشتغل بعضهم في ( الحجر والطين ) يعني مع مقاولين البناء بمفهوم دي الأيام ,,, أما إحنا الصغار ,,, فما كنا نعدي موسم إلا ونشتغل فيه ,,, يعني رمضان له أشغاله ( بسطات مثلاً ) الحج له أشغاله ( مع الحجاج ) ,,, إحنا بيوتنا كانت ولازالت مطلة على مقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها ,,, فا , دا كان مصدر وباب رزق واسع ,,, كنا في الحج عندنا ثلاث خيارات للشغل في المقبرة ,,, وعلى فكرة المقبرة تمتد من مقابر السليمانية ( جنة المعلا ) إلى جبل السيدة ,,, يعني ملعب كبير هههههههههههههههه الخيار الأول إنك تشتغل ( مزور ) حجاج و أول ماتصيد بشكة الحجاج من ناحية مدخل المعلا , تاخدهم تزورهم على قبور كانت معروفة مثل عبد الله إبن الزبير وعبد الرحمن إبن أبي بكر الصديق وأسماء بنت ابي بكر الصديق وصولاً إلى مقبرة السيدة خديجة ومقام السيدة آمنة والدة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقام سيدنا بلال ثم قبر أبي طالب وعبد مناف وعبد المطلب جد رسول الله .
كن نقوم بدور المزور للحجاج على هذه القبور ويعطوننا الحجاج مبالغ إكرامية مقابل هذا العمل ,,,
الخيار الثاني ,,, إنك تتشارك مع واحد من اصحابك وتحط شرشف على قبر من القبور إللي ذكرناها فوق ولما يجو الحجاج يزورو القبر وبعد الدعاء ينقحوك بمبلغ ممكن يكون ريالات أو هلل ,,, على قد مايطلع من الحاجي , وهذي الشغلة حلوة والله فيها ورق على كيف كيفك ,,,
الخيار الثالث , ودا من أفضل وأقوى الخيارات ( القرنقش فيه كتيير ) إنك تسوي بسطة صغيرة سواء تحت كوبري الحجون أو في مدخل الحارة , يعني في أماكن أستراتيجية ,,, وممكن تسويها في منى أو عرفة وربك الرزاق ,,,
بالنسبة لي , الحمد لله أشتغلت فيها كلها , يعني مزور في المقبرة أشتغلت ,,, راعي بسطة تحت كبري الحجون أشتغلت 3 سنوات ,,, راعي بسطة في منى وطباخ عشا في مزدلفة وبياع موية وبيبسي في عرفة أشتغلت ,,, الحمد لله ,,,
على فكرة , ترا طريق الحجون الطالع من الحرم الغزة مروراً بكبري الحجون للمعابدة للششة والعزيزية , هذا الطريق الرئيسي للحج , والطريق الثاني إللي هو شارع الحج أو ماكان يسمى ( خريق أبو العشر ) ,,,
الآن جا الدور نتكلم على أو عن بعض الحجاج إللي كانوا يجو مكة ,,,
أولاً , مكة كانت صغيرة وسكن الحجاج كان حول الحرم وفي الحارات القريبة , وكان الحجاج يستأجرو البيوت من أهل مكة ويقاسموهم السكن فيها يعني أهل البيت يسكنوا المبيت والحجاج تحت في الأدوار إللي تحت ,,, ما أبغى أقولكم على الألفة والمحبة والعلاقات الروعة إللي كانت تربط بين الحجاج وأهل البيت ,,, شيئ لايوصف ,,, توصل لدرجة التصاهر واسألو أهل مكة القدام عن دا الكلام ,,,
ثانياً , خلينا نتكلم عن كرم الحجاج ,,, من واقع تجربة وإحتكاك بهم , كان أكرم حجاج هم حجاج إيران !!! قبل الثورة وقبل الخميني الله لايبارك فيه , كانو شعب مرفه , كانوا ياخدو أحسن بيوت وكانو يغدو الحارة إللي ساكنين فيها لأنه كنا نجي وقت الغدا واحنا صغار بقدورنا يعبولنا فيها الرز الإيراني بالزعفران وقشر البرتكان والله ياجماعة ريحته وطعمه في فمي لحد الآن ,,, وكان الإيراني إللي اليوم تشوفه شكله غضب ومايبتسم وتحس فيه الحقد والكره بسبب الثورة حقتهم ,,, والله كان مايمشي غير وفي جيبه الفستق والبرتقال أو الأفندي و وكان يعطينا وإحنا صغار ويكون سعيد ومبسوط ويضحك ,,, مو زي دحين مساكين يجيبو معاهم خواتم وفصوص عقيق عشان يبيعوها هنا ويشترو لأهلم هدايا ,,,
في المرتبة الثانية كانو حجاج نيجيريا ,,, كانو الفقيان كرماء كثير ,,, وبعضهم والله مايعرف قيمة الفلوس ويغرف ويعطيك ,,,
بعد كدا يجو الحجاج الجاوة ,,, كمان كرماء ماشاء الله عليهم ,,,
وكان بصراحة أبخل حجاج إللي من جد تغسل يدك منهم حجاج اليمن هههههههههههههههههههه من يومهم غلابا ,,,
الآن أستودعكم الله ورمضان كريم ومبارك علينا وعليكم ,,, ولنا عودة إن شاء الله .
رد مع اقتباس
