كيف كان غضب النبي صلى الله عليه وسلم؟

النبي كان لا يغضب لنفسه قط، لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله، النبي الكريم ضرب وشج رأسه وكسرت رباعيته، وهو يقول: « اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (البخاري: 3477)، وهذا هو يوسف بعد الذي حدث من إخوته، وبعد ما عزموا على إبعاده عن أبيه، أو قتله، تخيلوا وبعد سنوات كثيرة التقى معهم قال لهم: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92]. ولنتدبر هذا الموقف في غزوة أحد خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقُتل في المعركة خيرة أصحاب النبي، وبعد انتهاء المعركة «قام أبو سفيان وقال: أفي القوم محمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه، وسأل عن ابن الخطاب، ثم قال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر بن الخطاب نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: أُعلُ هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزة لكم، قال النبي: أجيبوه، قالوا: ماذا نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال» (البخاري: 4043). والآن لنتأمل متى قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تكلموا، ومتى أمرهم ألا يجيبوه،
لنتعلم أن متى نغضب،
ولمن نغضب، لله، أم لأنفسنا؟