تعرضت مدينة بوسطن الأمريكية لتفجيرين أثناء الماراثون العالمي الذي تقيمه مقاطعة بوسطن الأمريكية كل عام، هذين التفجيرين أديا إلى مقتل شخصين وجرح العشرات، الجهة المدبرة للتفجيرين انتقت المكان والوقت بدقة في مسعى لها لإعطاء الحدث تغطية وزخم إعلامي كبير.

والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا: من الذي يقف وراء هذين التفجيرين ، وما القصد منهما، وهل هو إرهاب أم تطرف؟!
بعد أحداث 11سبتمبر أصبح الإسلام بنظر الغرب الدين الأكثر إرهاباً على مستوى العالم، ليس لبشاعة التفجير الذي الحق الدمار ببرجي التجارة العالمي في ولاية نيويورك ولكن لان هذين التفجيرين حدثا في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الحدث بلا شك أُعطي حجماً اكبر من حجمه الطبيعي لحساسية الدولة التي حدث فيها مع العلم أن هناك أبشع وافضع من تفجير مبنيين فهناك مدن وقرى تباد وأشخاص بمئات الآلاف قتلوا على أيدي القوات الأمريكية في أماكن مختلفة من العالم ولكن لم يقال إن الديني المسيحي إرهابي.

"الإسلام أصبح دين القتل والإرهاب" هذا المفهوم كرست الإدارات الأمريكية جل قوتها من أجل إلصاقه بالمسلمين وبالدين الإسلامي دون غيره من الأديان الأخرى ولو قارنا ما يقوم به البوذيين في بورما من جرائم قتل بحق المسلمين العزل لفاقت ما قام به بعض المتشددين المحسوبين على الدين الإسلامي بإضعاف مضاعفة ، ولو عُدنا بالذاكرة إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي واستذكرنا المجازر التي قام بها الصرب المسيحيين بحق مسلمي البوسنة والهرسك لوجدنا المقارنة مجحفة بما ارتكبه المتشددين الإسلاميين وحتى لا نذهب بعيداً دعونا نلق نظرة بسيطة عما يرتكبه الكيان الصهيوني اليهودي من قتل للشعب الفلسطيني ومجزرة غزة لم يمض عليها سوأ بضع سنوات والمجاز التي سبقتها كثيرة ومتعددة بحق الشعب الفلسطيني المسلم ولكن العالم أصبح لا يرى إلا ما تراه الإدارة الأمريكية وحلفائها ويدين ما تدينه الولايات الأمريكية ونحن ننجر وننساق بل نؤمن بما يملى علينا بل نجيد تصديقه لدرجة إننا بتنا نستنكر قتل أي مواطن أمريكي بينما نتساهل عند مقتل ملايين من المسلمين على أيدي معتنقي الأديان الأخرى كالمسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم.

من الواضح حتى الساعة أن تفجيري بوسطن، لم يكن الهدف منهما القتل أو استهداف منشات حيوية بقدر ما كانت رسالة موجهه لإدارة اوباما، وهذه الرسالة قد تكون من الجماعات اليمينية الأمريكية المتطرفة التي سجلت في عام 2012 رقماً قياسياً مع إعادة انتخاب الرئيس باراك أوبانا، ففي عام2011 كان هناك ما يقرب من 1280 جماعة يمينية متطرفة،وهذه الجماعات تعارض حرمان المواطن الأمريكية من حقه في حمل السلاح، بالإضافة إلى أن كثير من هذه الجماعات المحافظة ترى التغييرات الاجتماعية التي قامت بها إدارة أوباما، من بينها حقوق مثليي الجنس، وتزايد السكان من أصول لاتينية وآسيوية ومقترحات إصلاح نظام الهجرة التي يمكن أن تؤدي إلى منح حق المواطنة للملايين من المقيمين بصورة غير قانونية، أخطاراً تهدد القيم الأمريكية التقليدية.

إذا التساؤل الذي يطرحه البعض: هل تفجيري بوسطن إرهاب أم تطرف؟ الجدير بالذكر أن هناك جماعات يسارية أو يمينية متطرفة تسعى لمحاولة أحداث تغييرات سياسية أو اجتماعية معينة . وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لجدول أعمال معين. وهذا يؤكد إن ما حدث في بوسطن يعتبر من الأعمال المتطرف لهذه الجماعات أو أشخاص متطرفين وقد سبق آن نفذت أعمال (مجاز) مماثلة في أميركا ومنها حادثة إطلاق نار بمدرسة ساندي هوك الابتدائية، يوم 14 ديسمبر2012، تسببت في مقتل 27 ضحية، منهم 20 طفلا في قرية ساندي هوك التابعة لمدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت الأمريكية.

وفي 20 يوليو 2012، أطلق المواطن الامريكي جيمس هولمز النار بشكل عشوائي على مشاهدين كانوا يحضرون العرض الأول لفيلم باتمان في قاعة للسينما في مدينة أورورا في ولاية كولاردو الأمريكية نتج عنه قتل اثني عشر شخصاً و إصابة ثمانية وخمسين آخرين بجروح . وهناك الكثير من جرائم القتل التي يقوم بها المتطرفون الأمريكيون ولكنها لا تأخذ على إنها إرهاب ولا يصنف دين هؤلاء على انه درين إرهابي وتظل أمريكا ومواطنيها منزهين عن الخطأ وكأنهم شعب الله المختار.