علماء الأزهر الشريف.. وقضية تطبيق الشريعة

يصر البعض على تصوير قضية الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على أنها معركة خاصة بطائفة معينة، وكأنها مطلب فئوي خاص بفريق من الناس ذوي أيديولوجية معينة، وكأنها ليست قضية كل مسلم رضي بالله –عز وجل- ربًّا فأقر أنه وحده من له حق الأمر والنهي والتشريع، ورضي بالإسلام دينًا والإسلام هو الاستسلام لأمر الله –عز وجل-، ورضي بمحمد –صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً.
ونتيجة هذا التشويه المستمر لم ينتبه الكثيرون إلى أن قضية تعظيم الشريعة ووجوب تحكيمها من أهم القضايا التي تكلم فيها عدد كبير من علماء الأزهر الشريف وعلى رأسهم شيوخ الأزهر.

فمن شيوخ الأزهر الشريف:
1- شيخ الأزهر الإمام محمد الخضر حسين –رحمه الله- (1293-1377هـ): من كتابه "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم"، ومما قاله: المعروف أن الأُمة الحرة هي التي تُساس بقوانين ونُظم تألفها، وتكون على وفق إرادتها أو إرادة جمهورها، فالشعوب الإسلامية لا تبلغ حريتها إلا أن تُساس بقوانين ونظم يُراعَى فيها أصول شريعتها.
2- شيخ الأزهر محمود شلتوت –رحمه الله- (1893-1963م): من تفسيره للقرآن الكريم، وقد قرَّر أن التحاكم إلى غير ما أنزل الله تعاقد باطل يحرم الوفاء به ويجب نقضه.
3- شيخ الأزهر عبد الحليم محمود –رحمه الله- (المتوفى 1977م): من فتاواه، وقد عقد مقارنة بين القانون الإلهي والقانون الوضعي، ومما ذكره من الفروق أن القانون الإلهي يكفُّ الإنسان تمامًا عن الخروج عنه، بخلاف القانون الوضعي الذي قال فيه الفيلسوف نيتشه: "إذا أمكنك أن تخرق القانون الوضعي فاهدمه إذا استطعت هدمه إذا كان ذلك في مصلحتك بشرط أن تكون ذكيًّا لا تقع تحت طائلته!".
4- شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق –رحمه الله- (1917-1996م): والذي أرسل خطابًا إلى رئيس مجلس الشعب المصري يحمِّله فيه مسئولية التقاعس عن تطبيق الشريعة الإسلامية وذلك بعدم عرض القوانين الخاصة بها على مجلس الشعب، وندَّد بالمماطلة والتسويف في هذا الموضوع.