أُسائِلُ عنك الركب في كل ليلةٍ
أحدث عنك الصحب والقلب يرقبُ
أقلِّبُ طرف العين في كل وجهةٍ
أهلّ هلالٌ منك أم لاح مرقبُ!!!
فكم ليلةً بات الفوادُ بلهفةٍ
وكم ليلةٍ دمعُ العيون تَسَكبُ
أيا قادماً رفقاً بقلبٍ متيمٍ
من الوجدِ قد أضناه شوقاً تَصبّبُ
أيا قادماً في القلب حباً ولوعةً
رويدك إن النفسَ تهفو وتطربُ
أيا قادماً في العين دمعٌ وحرقةٌ
عليك ومنك فالفراقِ معذِبُ
أيا قادماً رفقاً فلقياكَ عِندنا
لأحلى من الشهدِ المُصَفَّى وأعذبُ
أيا قادماً هلت بشائرُ قُربِه
نسائمهُ فاحت فيا سُعْدُهُ قربُ
لعمرك ما ضيفٌ يحلُّ بدارنا
بأكرم من ضيفٍ له الفضل والرحبُ
يسائلني صَحْبِي أتخشى فراقهُ
فقلت بلى إني أخافُ وأرْقبُ
كأمٍ رؤومٍ أمسكت في صغيرها
يُشدُ بأيدي الغاصبين ويُجذبُ
وتصرخُ في روعٍ دعوه ودونكم
فؤادي فداءً ثم يؤخذ ويسلبُ
رموها بسهم قد أقضّ ضجيعُها
تنوح عليه الدهر تبكي وتنحبُ
ألا ليت شعري هل أمتع ناظري
بيومٍ من الشهر فياله مطلبُ
فيا رب سلِّمه إلينا مباركاً
وسلِّم إليه العقل والروح والقلبُ
تقر عيون المخبتين لربهم
وتفرح أقواماً إلى الله ترغبُ
فطوبى لمن أمسى وأصبح همّه
يسارع في الرضوان لله يرهبُ
فيا رفقتي جِدُوا إلى الله سيركم
بعزم على نهجِ محمدَ والصحبُ
فيا لذةَ الأسماعِ بالوحي والهدى
ويا لذة الأرواح بالأنس والقربُ
هنيئاً لمن كان القبول أنيسه
وتعساً لمحروم من الخير ينضبُ