حكي عن مجير الدين الخياط الدمشقي قيل: إنه كان يهوى غلاماً من أولاد الجند فشرب مجير الدين في بعض الليالي وسكر فوقع في الطريق فمر الغلام عليه بشمعة وهو راكب فرآه في الليل مطروحاً على الطريق فوقع عليه بالشمعة ونزل فأقعده ومسح وجهه فسقط من الشمعة نقطة على وجهه ففتح عينيه فرأى محبوبه على رأسه فاستيقظ وأنشد:


أخفى الهوى ومدامعي تبديـه../ وأميــته وصبـابتي تـحييـه

ومعذبي حلو الشمائـل أهيـف/ .. قد جمعت كل المـحـاسن فيـه

فكأنه في الحسن صورة يوسـف ../ وكأنني في الحزن مثـل أبيه

يا محرقاً بالنار وجه محبـه / .. مهـلاً فـإن مـدامعـي تطفيـه

أحرق بها جسدي وكل جوارحـي.. / و احـذر على قلبي فإنك فيـه

إن أنكر العشاق فيك صبابتي/ .. فأنا الهوى و ابن الهوى و أبيه


.
.

زاد ( ... )