صرح رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي أن روسيا لا تريد أن تكون في العالم العربي أنظمة موالية لها، وأكد أن وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر يستجيب لمصالح واشنطن.

وفي حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء يوم 25 يونيو/حزيران قال: "إن النظامين السابقين (في مصر) أيام مبارك والسادات كانا مواليين لأمريكا. وكانت العلاقات الروسية المصرية على أحسن حال أيام جمال عبد الناصر. لكننا لم نستفد من ذلك كثيرا، إذ أننا ضيعنا الكثير من الجهود والأموال وأزعجنا الغرب، مثلما كان ذلك في حال كوريا الشمالية".

وأوضح أن روسيا لذلك لا تريد أن تكون أية أنظمة موالية لها في الشرق الأوسط. وقال إن هذه الأنظمة "ستنتظر مساعدات من روسيا، وستنفق روسيا عليها أموالا زائدة". وتابع: "نريد مصر حيادية".

وأضاف أنه إذا فرضت السلطات المصرية في عهد الرئيس الجديد قيودا على السياح الأجانب "فيما يتعلق بتعاطي الكحول مثلا، سيكون ذلك من المرحب به".

ولم يتوقع أن يأتي وصول محمد مرسي إلى الحكم بأية تغييرات في العلاقات الروسية المصرية، ومع ذلك لم يستبعد أن تكون لفوز الإسلاميين في مصر علاقة بتدخل من الغرب وقال: "ليس من المستبعد أن يكون الغرب قد لعب دوره، وهو يريد إثارة التوتر في شمال إفريقيا وفي الشرق الأوسط".

وأوضح أن واشنطن قد تسعى في محاولاتها هذه إلى تحقيق عدد من الأهداف "وهي: أولا إثارة الحرب العالمية الثالثة في حال الضرورة، والثاني هو بسط السيطرة على النفط والغاز، لا سيما في الشرق الأوسط والعالم العربي وإيران، إضافة إلى آذربيجان وتركمانستان إلى حد ما".

وثالث هذه الأهداف هو، حسب رأي جيرينوفسكي، مرتبط بخطط إثارة النزاعات ضد الصين عبر أفغانستان وتأجيج العنف في الأقاليم الغربية من الصين التي تقطنها الغالبية الإسلامية. وقال: "إن قوميات الأيغور والكاشغر والدونج شيانغ تحلم في الانضمام إلى العالم الإسلامي، وبالتحديد إلى الشعوب الناطقة باللغات التركية وهي القرغيز والأزبك والكازاخ".

وافترض جيرينوفسكي أن الغرب قد يستفيد من تدمير سورية وإيران عبر إقامة سيطرته على آذربيجان وأرمينيا وجورجيا، الأمر الذي سيمكنه من إثارة الاضطرابات في شمال القوقاز بأكمله وجنوب روسيا، على حد قوله، إضافة إلى أن بسط السيطرة على أسعار النفط العالمية سيسمح للأمريكيين بتخريب اقتصاد الصين والاتحاد الأوروبي، إذ أنه سيمكنها من رفع أسعار البترول بشكل مفاجئ. وقال: "إن الرابح هو الولايات المتحدة وكل ذلك جزء من مؤامرتها الاستراتيجية وهي تنشر الإرهاب والعنف والتعسف تحت غطاء الديموقراطية".

وفي ضوء ذلك أشار إلى أهمية "تعزيز الاتجاه الجنوبي" لروسيا، مشيرا إلى أن الأنظمة التي كانت محايدة أو متعاطفة مع روسيا ستبدل بانظمة موالية لأمريكا، أو انظمة اسلامية وهي في الغالب معادية لروسيا، على حد تعبيره.

ودعا جيرينوفسكي إلى استخراج العبر من التجربة الروسية مع العالم العربي وقال: "لن نغذي أحدا ولن ندرب أحدا مجانا، إذ أنهم فيما بعد يتركون دباباتنا ويطردون من أراضيهم الطيارين الروس".

وتابع: "إن أمريكا تحاول أن تبتلع لقمة كبيرة، لكنها لن تفعل ذلك وستغص مثلما غص نابليون منذ 200 عام، ومثلما غص هتلر منذ 67 عاما".

المصدر: وكالة الأنباء "إنترفاكس".

.
.

زاد ( ... )