من أجمل المشاعر التي استشعرها في هذه الأيام خاصة عند الحج أو العمرة هي رابطة لا إله إلا الله ومدى جمعيتها للخلق ، المعنى العملي للولاء والبراء

رجل تركي لا يعرف حرف واحد عربي تجده رافع يده ويبكي .

وامرأة بلغت من الكبر عتيا جالسة على كرسي أظنها هندية تنتحب وتشكو بصوت عالٍ بلغة لم أفهمها والله يفهمها ، وأظن أن دموعها أفهمتني مرادها.

ورجل من بلاد ما وراء النهر نحيف جسده دقيق عظمه منحي ظهره كثيف شعر لحيته تجده واضع يديه كما يأخذ المسكين الصدقة بذل وقابضها قبضا يسيرا ويبكي .

ورجل بلغ الخامسعة والسبعين إذا وقف للصلاة لم يتحمل فوقع على ركبتيه لضعف قوته ومع ذلك هو أشد جلدا للعبادة وتكبد الشمس والمشاق من كثير من أبناء العشرين ، وإن حدثته لم يتماك دموعه من الرضا .

وشباب أوربي يحب أن يكون وجهه حسن وثوبه حسن وشعره مهندم ، فيأتي يتجرد من ثيابه ويحلق شعره -بعد ما بلغ كتفه- ثم يبكي .

أمام هذه المشاعر لا يمكنك أبدا -ما دام قلبك لم يمت- إلا أن تحب من كل قلبك هؤلاء البشر الذين لا تعرفهم حبا جما يفوق حبك لأُناس أخرين تراهم كل يوم .

(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)

( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )

من أعظم النعم -والله- نعمة حب المؤمنين وخفض الجناح لهم إرضاءً لله وإن لم يقابلوا المعروف بمعروف.

قال رسول الله (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)

ومن جميل هذا الحب أنه حب غير كل الحب ، فلا يزيد بزيادة اللقاءات ولا ينقص ببعد المسافات ولا يتعلق بالصور والمَلَاحَات بل هو خالص لله عز وجل

وإن فقد شرطا واحدا من هذه الشروط فنعوذ بالله من الخذلان وكم في قصص العشاق من أأشجان ...

وكم نعلم من أمراض قلوب وأدواء نفوس وحزازات في النفوس للتخلي عن المنهج الرباني في ولاية المؤمنين وانتهاج منهاج الشيطان اللعين ... فاللهم أعصمنا

اللهم أدّم علينا حب المؤمنين وخفض الجناح لهم ،وبغض الكافرين ومن تبغضهم