الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء

والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:

قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعا أيُّه المؤمنون لعلكم تفلحون}

ماذا ننتظر؟

باب التوبة مفتوح,ابدأ بتوبة صادقةمع الله عز وجل, وانطرح بين يديه , ومرغ جبينك ساجدا بين
يديه...

وقل((اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنتفاغفر لي مغفرة من عندك و
ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم))

أخي الحبيب: بادر بترك الذنوب. . . قال الإمام عبد الله بن مبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب...وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب...وخير لنفسك عصيانها

وصح في حديث القدسي أن الله عز وجل يقول( يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك
على ما كان منك ولاأبالي, يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء,ثم استغفرتني غفرت لك, يا ابن آدم!
إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) [رواه الترمذي
وقال:حديث حسنٌ صحيح ]

أيها التائب. .

أبشر.. رحمة الله واسعة.

قال الله تعالى : {قل ياعبادىَ الذين أسرفواعلى أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) [الزمر:53]

واسمع إلى قصةقاتل مائة نفس, فهل له من توبة؟
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل
عن أعلم أهل الأرض, فدل على راهب فأتاه . فقال:إنه قتل تسعةً وتسعين فهل له من توبة؟ فقال:لا,
فقتله فكمل به مائة, ثم سأل عن أعلم أهل الأرض, فدل على رجلٍ عالم. فقال: نعم... ومن يحول بينه
وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا, فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى
أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق , أتاه الموت, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و
ملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى . وقالت ملائكة العذاب:إنه
لم يعمل خيرا قط. فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم -أي حكما- فقال: قيسوا ما بين الأرضين
فإلى أيتها كان أدنى فهو له. فقاسوا فوجدو ه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة)) [متفق عليه]

أيها التائب ..

هل تعلم أن الله تعالى يفرح بتوبتك؟

روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لله أشد فرحا بتوبتة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة, فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها
فالتقى شجرة فاضدجع في ظلها, وقد أيس من راحلته, فبينما هو كذلك إذا هوبها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح)).

وإليك أخي الحبيب شروط التوبة:

قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب, فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق
بحق الآدمي, فلها ثلاثة شروط :

1-أن يقلع عن المعصية
2- أن يندم على فعلها
3-أن يعزم أن لايعود إليها أبدا

وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي زيد شرط رابع وهو رد المظالم و الحقوق إلى أهلها.
أيها العائد إلى طريق السعادةإلى طريق النجاح في الدنيا والآخرة:

هنيئا لك التوبة


اللهم يا هادي المضلين ويا أرحم المذنبين نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين, وأن
تقبل توبتنا, وتغفر لنا ذنوبنا وزلاتنا, يا أرحم الراحمين.آمين يا رب العالمين

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

لا تنسونا من صالح دعواتكم