نصــح الشيـخ أحمـد الرفـاعــي أحد تلامذته

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله خالق الأكوان، الموجود أزلاً وأبدًا بلا مكان، والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد

يــــا ولـدي ، إن ملكـتَ عقلا حقيقيــا ما ملـتَ الـى الدنيـا و اٍن مالـت لك لأنـّها خائنـة كذابة تضحـكُ على أهلهـا ، مَن مالَ عنها سلمَ منـــها ، و مَن مالَ إليـها بـُلـيَ فيــــها . هي كالحيـّة ليـــّن لمسُها قاتـل سُمـّها ، لذاتــُها سريعـة الزوال و أيّامُــها تمضــــــي كالخيـــال ، فاشغـــل نفسـك فيهــــــــا بتقـــوى اللـــــــــه و لا تغفــــــل عن ذِكــره تعالـــــــــى.


يــــا ولـدي ، إن تعلــــّمتَ و سمعـــتَ نقلا حســنا فاعمـل بــهِ و لا تكـــــن من الذيــن يعلمـــون و لا يعـملـــــــون .


و العـجبُ ممَّــــن يعلمُ أنـــّه يموتُ كيف ينســــى الموت ، و العجبُ ممَّــــن يعلمُ أنه مفــارق الدنيــا كيــف ينكــبُّ عليها و يقطــعُ أيــــّامـــَه بمحـَبّــتـــها .


ضيَّعتــمُ الأوقــات بالـلَّــهـو و النسيـــان و قطعتـــمُ الأيــــامَ بالغفلـــةِ و العصيـــان ،


مـِزاحكـم مزاح مَن أمـِنَ النّـدامـة و لهـوكُــــم لهـوُ من لم يسمـــع بيـوم القيامـــة


كأنــــّكم إلـــى القبــــورِ لا تنظــــرون و بمَـن سكنَــــها لا تعتـــبرُون.


يــــا ولـدي ، مــا أكلتــَه تـُفـنيـه و مـا لبستَــهُ تـُبليـه و الرجــوعُ إلـى اللـــهِ حتم مقضـــي وفراقُ الأحبـــةِ وعد مأتـــيٌ، الدنيـــــــــــا أوّلـــُــــــــــهـا ضعــــــف و فتـــــــــور و آخِـــــــرُهــــــا مَــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــوت و قبـــــــــــــور