تاريخ التسجيل :
Apr 2007
رقم العضوية : 22864
الاقامة : أرض الله
المشاركات : 3,739
هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
My SMS :
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 209
Array
الدعاء:
ا لحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الله، أما بعد؛
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وصدق الشافعي -رحمه الله- حين قال:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكـن لها أمد وللأمد انقضاء
لقد نسينا المسبِّب وتعاملنا مع الأسباب فقط فلم تأتِ النتائج كما نحب؛ فتعلمنا أن: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال:17).
وكم من مرات ظن البعض أنه يستطيع بما يحفظ أن يقنع فلانـًا من الناس فإذا به يُخلف ظنه ولا يستجيب له ويُحال بينه وبين الوصول إلى قلبه، وعند هذه اللحظة يتذكر الداعي ضعفه وقلة حيلته، وذله وحقارته، وأنه ما هو إلا ستار لقدر الله، وأن الله جعله سببًا في توصيل دعوته إلى الناس، فيهرع إلى الله ويطلب منه باستكانة وضعف أن يفتح له مغاليق القلوب بحوله -تعالى- وقوته؛ فعلينا أن نلزم الدعاء طيلة حياتنا، ونلزمه على الخصوص بعد أن وقع اختيارنا على من ندعوه.
علينا أن ندعو الله دعاء الذليل الخائف، ونلح عليه في الدعاء أن يفتح علينا ويفتح بنا، وأن نكون سببًا في توصيل الخير إلى الناس، وأن ندعو لمن سندعوه باسمه عسى الله أن يفتح قلبه علينا.
إن الدعاء هو سر النجاح؛ فمن عرفه وعمل به فقد فاز وانفتحت أمامه القلوب؛ لذلك فإن مرحلة الدعاء مرحلة أساسية نضعها بمفردها حتى لا ننساها في طريق الدعوة، وهي لا تتوقف باستجابة المدعو، بل تستمر حتى موتي وموتك.
علينا أن ندعو في البداية أن ييسر الله لنا من نختاره، ثم ندعو بعد أن وقع اختيارنا بأن ييسر الله لنا ويفتح علينا في دعوة هذا المسلم، ثم ندعو الله بعد ذلك أن يثبتنا وإياه على طريق الحق حتى الموت.
إن الدعاء يجعلنا دائمًا نردد: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال:17).
ولا يجعلنا ندَّعي بأنه: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) (القصص:78).
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "أنا لا أحمل هم الإجابة، ولكني أحمل هم الدعاء".
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "من أدمن قرع الباب
يوشك أن يُفتح له".