أحبتي في الله



للتقوى منزلة عظيمة في الإسلام فقد جاء ذكرها مكررا في آيات كثيرة في كتاب الله بل نجد أن الله قد أمر عباده بها في

أكثر من آية في كتاب الله

ولهذا نجد أن الشريعة في أمرها ونهيها قد أكدت على هذا المعنى وجعلت أعمال القلب والجوارح تدور حول هذا المعنى

العظيم وقد صور القرآن الكريم التقوى بأنها لباس يلبسه المؤمن قال تعالى :





{يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }(الأعراف : 26)

،فكما أن اللباس كان زينة الظاهر فإن التقوى زينة الباطن ولا تكمل الزينة إلا بوجود الزينتين





ولهذا ختم الله آية الصيام بالتقوى فهي مقياس لأثر الصيام على المسلم ، فمن صام صياما صحيحا فإن صيامه سيقوده إلى تقوى الله
إذا يحسن بكل واحد منا أن يراجع نفسه في هذا الشهر الكريم هل مقياس التقوى في قلبك يزيد ام انك في رمضان وفي غيره سواء


يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله

" أي: إنَّ المقصد من الصِّيام؛ هو أنْ يكون هذا الصِّيامُ وسيلةً ليزدادالصَّائم تقوًى لله -عزَّ وجلَّ- وتقربًا إليه، فإذا ما صام الصَّائم، ولم يتطوروضعه عمَّا كان عليه من قبل -أي: قبل رمضان-؛ فمعنى ذلك أنَّ هذا الصَّائم لميحقِّق الغاية المرجوَّة مِن فريضة هذا الصِّيام."






قال الله تعالى في سورة البقرة في آية الصيام :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ]

قال الرازي في تفسير قوله تعالى : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }(البقرة : 183) : « الصوم يورث التقوى ؛ لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى ؛ فإنه يردع عن الأشَر والبطَر والفواحش ، ويهوِّن لذّات الدنيا ورياستها ؛وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج ، وإنما يسعى الناس لهذين ؛ فمن أكثرَ الصوم هان عليه أمر هذين وخفَّت عليه مؤنتهما ، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحارم والفواحش ، ومهوِّناً عليه أمر الرياسة في الدنيا ، وذلك جامع لأسباب التقوى ، فيكون معنى الآية : فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي ، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم »



ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, فَلَيْسَلِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )


أخيرا حري بنا أن نتمثل هذا المعنى العظيم في صيامنا وحياتنا