الحمد لله : أولا الأصل في إستخدام الأدوية الحسية والأعشاب في طرد الجن الجواز ، لأن ذلك من جنس الطب ، والطب مبني على التجربة ، ولأن الجن كما قال شيخنا سليمان الرحيلي لما عرضنا عليه بعض أسئلتكم "كالإنسان يتأذى ببعض الأشياء" فقد تخنقه أو تقتله بعض الأعشاب
ولعل في الحديث في صحيح مسلم باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ج4/ص1727(2200 عن عوف بن مالك الأشجعي قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" إشارة الى ذلك .
فعلى ذلك فإستخدام المسك في المواضع التي ينفر منها الشيطان أو وضعه في الرحم – وقد أجازه العلامة الشيخ العباد عند عرض السؤال عليه - والملح الصخري والسدر والزيت والشب والقسط والخروع سواء استخدمت هذه الأمور شربا أو أكلا أو إدهانا إلا التبخر ببعض الأدوية فقد أجازه الشيخ العباد – موافقا الامام ابن باز - وقال إذا كان دواء عاديا لامحذور فيه ولابأس به " لكنه قال بعدم جواز إستخدام الضرب ومعروف أن بعض العلماء كشيخ الإسلام يرى إستخدامه وبعضهم يستدل بحديث سهل بن حنيف وفيه " وكان أحدنا يستحي أن يغتسل وأحد يراه فاستتر مني حتى إذا رأى أن قد فعل نزع جبة عليه من كساء ثم دخل الماء فنظرت إليه نظرة فأعجبني خلقه فأصبته بعيني فأخذته قعقعة وهو في الماء فدعوته فلم يجبني فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا بنا فأتاه فرفع عن ساقه فدخل الماء فلما أتاه ضرب صدره وقال اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها ثم قال قم فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه فليدع له بالبركة فإن العين حق مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص50(23594 والأحاديث المختارة ج8/ص187
وحديث الوازع قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والأشج المنذر بن ابن عاصم أو عامر بن المنذر ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وثبوا عن رواحلهم فقبلوا يده ثم نزل الأشج فعقل رواحلهم وأخرج عيبته ففتحها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا اشج إن فيك خلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة قال يا رسول الله أنا أتخلقهما أو جبلني الله عليهما قال بل جبلك الله عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله فقال الوازع يا رسول الله إن معي خالا مصابا فادع الله له قال أين هو إئتني به قال فصنعت به مثل ما صنع الأشج ألبسته ثوبيه فأتيته فأخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطه ثم ضرب بظهره قال اخرج عدو الله فولى وجهه وهو ينظر نظر رجل صحيح قال الهيثمي رواه أحمد وفيه هند بنت الوازع ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات أنظر مجمع الزوائد ج9/ص2و لم أجد للإمام الألباني كلاما حول الحديثين بهذين اللفظين
وأما الشيخ سليمان الرحيلي فقد أجاز الأمور الماضية إلا البخور فقال بتركه لما فيه مشابهة للسحرة - موافقا للشيخ النجمي – ولعله الأولى ، لكن لابد للإخوة من ملاحظة ضبط هذه الأعشاب والأدوية قدرا ووقتا ونوعا وتركيبا والمرض العضوي الذ ي يعاني منه المريض الذي قد لايتناسب مع بعض هذه الأعشاب فيؤدي ذلك الى تضررالمريض ، فالأولى إجراء فحوصات وكشف طبي على المريض قبل إعطائه هذه الأدوية والأعشاب فقد قرأنا قصصا عن موت بعض المرضى بسبب وصفات خاطئه ذات مقادير أعلى مما ينبغي كما في السنا فهو علاج ، لكن تناوله بكميات كبيرة ادى لموت أحد المرضى .وكذا إستخدام الكهرباء الموضعية الخفيفة فقد أجازه بعض المشايخ كما ذكرتم عن الشيخ النجمي لكن لابد فيه من الحذر.
ثانيا : أما تخصيص آيات معينة قال شيخنا العباد لما عرضنا عليه السؤال بأن التخصيص للآيات تركه أحسن ؛ فكل القرآن شفاء " وكذا قال الشيخ سليمان الرحيلى بعدم التخصيص لكن يقرأ على المريض عموما فالآيات التي يلاحظ تأثرالمريض بها أكثر من غيرها تكرر عليه ؛ لأن الجن – كما مر - كالإنس قد يتأثر ببعض الآيات دون بعض .خاصة وأن هذا التخصيص لبعض الآيات لم يرد في الكتاب والسنة أو عن الصحابةأما ماورد تخصيصه في الكتاب أو فيما صح من السنة وآثار الصحابة فيجوز تخصيصه كقراءة البقرة وطردها للشيطان من البيت كما في الحديث المعروف .
ثالثا :أما النظر في عيني المريضة أو وضع اليد على رأسها بحائل فأفتى الشيخان العباد وسليمان الرحيلي بعدم الجواز ومعروف لديكم النصوص المحرمة لهذا ، لكن المشايخ لم يعتبروا هذه الحالة ضرورة ـ، وأنتم نقلتم فتوى عن الشيخ محمد المدخلى بجواز وضع اليد على المريضة بحائل لكن الافضل لكم البعد عن الفتن ومواضع الشبهات والتهم " ومن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام " والنساء فتنة ، والقلوب ضعيفة .
وسؤال المريض عن أعراضه لدراستهاوتشخيصهاومعرفة هل هي أعراض عضوية أو نفسية أو مرتبطة بمس الجن وبناء على ذلك يتم العلاج لا أعلم أحدا منعه من أهل العلم، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا على ما تقومون به من علاج المرضى بلا أجر ، ودعوتهم للحق ، لكن عليكم ألا يشغلكم ذلك عن طلب العلم الشرعي ، والواجبات الشرعية الأخرى ، وعليكم بالحذر الشديد في هذا الباب من مكايد الشيطان . )

http://www.alathar.net/fatawa/index....ge=shan&qid=27