لقد كان العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ـ رغم ما كانوا فيه من جاهلية ـ كانوا يعرفون لرجب حرمته ، فقد روت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن رجب شهر الله ، ويدعى الأصم ، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها ، وكان الناس ينامون ، وتأمن السبل ، ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي »
وقال الأزرقي في كتابه " أخبار مكة " كانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من المحارم أو يعدوا بعضهم على بعض في الأشهر الحرم وفي الحرم

وقال مهدي بن ميمون : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : كنا في الجاهلية إذا دخل رجب نقول : جاء منصل الأسنة فلا ندع حديدة في سهم و لا حديدة في رمح إلا انتزعناها فألقيناها

فإذا كان هذا حال المسلمين الذين آمنوا بالله عزو وجل وحال العرب في الجاهلية الذين لم يكن لهم إله يعبدونه ولا رسول يتبعونه ، الكل يعظم رجب ويعرف له حرمته ! فما بالنا نحن ، وقد هل علينا رجب والدماء تسيل منا ليلا ونهارا ، فلا نكاد يمر علينا يوم إلا ونسمع عن عشرات القتلى في اليمن وسوريا ولبييا