صَباحٌ ممطِرٌ جديد ..!
كئيبٌ ومظلم ...
صباحٌ يرتدي ثوب َ الحداد ..!!
ذلِكَ الثوبُ الذي أعشق..
يومٌ شتوي غريب , في قلبِ الربيع .
يستجدي الألم ...
وشجرةُ الكستناء العتيقة , أمام نافذتي
تذرفُ دموعَ المطر
السناجبُ تلهو وتلعب .
وتحيــا ..!
؟؟
تتقن فنَّ الحياة .. رغم قسوةِ الشتاء
ولا تأبه لشي
فقط تريدُ أن تعيش !
والعصافير ,, آهـٍ من تِلكَ العصافير
لم تعتزل الغناء في هذا الجو المجنون ..!
في البدايةِ كُنتُ أعتقِدُ انها تدّعي السعادة ..
ولكنني سَمِعتُ ألحانها وأدركتُ أنها حقآ سعيدة ..
أحسدهم جميعآ ..
العصافير, السناجب , وشجرة الكستناء ..!
يتنفسـون , رَغمَ اختِناقِ الهواء .!
..
انه الخامِسَ والعشرون من نيسان ...
حيثُ انقلَبَت كُل الفصول ..!
وتلعثمت الغيوم ..
لتتوارى الشمسُ في سأم.
ويعمَّ السكون...
الطرقات خاليةٌ هذا اليوم , والجو بارِدٌ وشاحب ..
في عُمقِ الربيع ..
أيُّ ربيعٍ أنتَ .. يا ربيعَ الغُربة ..!
ويالَ المصادفة ... ففي مِثلِ هذا التاريخ تحديدآ , عرفتني الحياة !
استَقبَلتُها , او استقبَلتني ,, لا فرق ..!
نازلنا بعضنـا مِرارآ .. حتى نسينا أولَ لِقاءٍ لنـا .!
لا أخجلُ من هزائمي المتكررة .. فقد ألِفتُها .
بيدَ أنني صِرتُ أشبه هذه الحياةَ كثيرآ
مُستَحيلةٌ .. وغريبة
وحيدةٌ , زاهِدَةٌ في ماهو آتٍ
فَصلٌ جديد من فصولِ عمري .. يكادُ يبدأ .!
أهلآ بِك ...
سترى العجبَ في عالمي ..
أرجو أن تستعِدّ للكثير الكثير من الكتابة
سَتَزدَحِمُ باللاشئ المُمتلئ بِكُلِ شئ ..!
كُن مستعدآ لملايينِ علامات ِ التعجّب..
وخذ الحذر .. فهنالِك الكثير من الدموع ..
الكثير من الدموع الباردة ... !
سَتغزوكَ قَبائِلُ الأشواقِ التي لا ترحم ..!
ستعيشُ معي سنةً مليئةً بالتخطّي ..!
بالهروب ..
بالصمتِ الصارخ ..!
وقَبلَ أن نبدأ بكتابةِ أولِ دمعة ..!
عفوآ ,.. أولَ حرف
سَنَحرِقُ كُلَّ ما مضـَى ..
!
لِيَكونَ نيسان... مَهداً للنِسيان !
// ميلادي و أنـــا //