[ALIGN=CENTER]

-1-‏

- عند الفجر ... تطلع الشمس‏

فمتى تجيء أنت،‏

أيها الضيف الحار‏

أيها الزائر الذي‏

لايحمل هوية .. في جيبه؟‏

- أجيء حين تمحل الأرض‏

وتجف الينابيع..‏

وتعرى الأشجار من أوراقها‏

مثل روح يهزها الخوف..‏

وعندما يغدو صوت الليل‏

كصمت الوديان المهجورة ...‏

-2-‏

- ماذا يدعونك ...‏

أيها المسافر .. أبداً في البراري‏

وكيف ينادونك،‏

وأنت تخترق‏

غابات الإسمنت،‏

عاريا.. من كل سلاح؟‏

- أنا القمر الذي‏

يضيء مرة واحدة ..‏

كل عمر ...‏

الموجة الأقوى‏

من الجزر‏

والنهار الذي يقاتلُ الليل...‏

البريق .. الذي يعشق العيون،‏

والألق الذي يضيء في الخدود‏

مثل زهر الربيع..‏

بأناملي .. أغزل خيوط الصباح‏

وأضيء أحلام الشفق‏

وأكتب أسرارَ الفرح الأبديّ‏

-3-‏

-أين موطنك ...‏

أيها الطائر المجنح..؟‏

-هناك.. عند منابت الريح..‏

حيث تنمو الأمواج والأعاصير،‏

وتطلع أقواس قزح الكون..‏

... ربما أقمت‏

في خيمة .. تعانق الصحراء ...‏

فشربت من ندى الرمل،‏

وأكلت من طحالب الفيافي..‏

... وربما سكنتُ‏

في كوخ .. منسيٍّ‏

عند سفح تل..‏

فشربت من الينابيع المنسابة‏

من أعالي الجبال...‏

وأكلت من الأعشاب‏

عند أطراف البراري...‏

ربما .. أقمت‏

في زورق مركون‏

على طرف شاطئ مهجور..‏

أو فوق بساط مهترئ، لكنْ ملوَّن‏

في غرفة ... غائصة...‏

في عتمة الأحياء التي لا ترى الشمس..‏

-4-‏

-كيف تأتي...‏

أيها الزائر العجيب‏

الذي لايحمل ساعة في يده؟‏

- قد أقرع الأبواب.‏

فلا يفتحها أحد ...‏

وعند ذاك فإنني لاأنكص...‏

الانتظار يميتني...‏

والمفاجأة تحييني‏

وفي موعدي أعرف جيداً‏

كيف أقتحم النوافذ ...‏

وحين أعجز ...‏

أتسلل من الشقوق ..‏

وثقوب الأبواب...‏

مداهماً كالطوفان،‏

عاتياً كالعاصفة ..‏

أعمى كالقدر...‏

.. أهاجم من كل مكان...‏

أقتحم الخلايا ...‏

وأملأ العيون ...‏

ولكني .. لا أقدم كأسي‏

إلا للشفاه الحارة الندية ..‏

ولا أعطي كلمتي..‏

إلاّ للقلوب .. التي تحب أن تخفق‏

وتعرف جيداً...‏

كيف تصدح‏

بأغنيات الشرايين‏ .








تحياتي[/ALIGN]