- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: القران

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    رقم العضوية : 48407
    الاقامة : الفاهرة مصر
    المشاركات : 141
    هواياتى : التعلم
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 31
    Array

    القران




    القرآن


    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯕ ﯖ ﯗ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯮ ﯯ ﯰ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ النور: ٣٥ - ٣٦

    أن لهذا الكون آله هو الله له ذات وأفعال وأسماء(الصفات فى حقه أسماء لا يشاركه فيها أحد) وانه وأحد احد صمد ليس كمثله شئ ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون والكون وما فيه فعله مما يوجب ذاته..واحد ليس له شريك فلو كان معه شريك لعلا بعضهم على بعض ولذهب كل آله بما خلق ولفسدت السموات والأرض وابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ..أحد ليس مركب من أجزاء لأنه لو كان مركبا لاحتاج إلى من يركبه..صمد يغير ولا يتغير ويفتقر الكل إليه ولا يفتقر لأحد..ليس كمثله شئ فلو كان له مثل لكان آله أو انفصل عنه وهذا محال..لا يسأل عما يفعل لأنه قدر الكون وما فيه من النشأة إلى الأزل مرة واحدة ثم يقول للشئ كن فيكون ولا يستطيع أنَ يحيط بذلك غيره وهم يسألون لأنه القيوم على أمور عباده بالعدل و الرحمة

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯷ ﯸ ﯹ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ البقرة: ٢٥٥
    الله لفظ الجلالة علم على الذات العلية أصله لام وهاء من له كل شئ وليس كمثله شئ فهو الأول ليس قبله شئ و الآخر ليس بعده شئ و الظاهر ليس فوقه شئ والباطن ليس دونه شئ وهو علي كل شئ قدير القائم بذاته ومنه حياة كل شئ فهو الحي والقائم بأمر كل شئ والقائم علي أمر كل شئ فهو القيوم والفعال لكل شئ ولا يُغيبه شئ من سنة أو نوم ولا يغيب عنه شئ له ما في السموات كل ما سما وما في الأرض كل ما أتضع ولا تصريف لشئ آلا بأذنه يعلم ما هو كائن وسيكون وما كان وعلمه مبسوط في الكون فخلقه علمه ولا يحيطون بشئ من علمه آلا بما شاء و السموات والأرض في كرسيه كحلقة ملقاة ٌ في فلاة وخلق الموت والحياة في كل شئ فهو لا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأعلي وأعظم مما قلنا

    قال تعالى:"الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)". الرحمن

    القرآن هو كلام الله المنزل بواسطة رسول الوحي جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بلغة العرب
    ويبين سنن الله تبارك وتعالي في الخلق والتشريع والمنهج

    تنزول القرآن نزل القرآن من رب العزة تبارك وتعالى إلى أم الكتاب (اللوح المحفوظ )ثم إلى رسول الوحي جبريل عليه السلام ثم إلى رسول الله حيث كان صلى الله عليه وسلم في غار حراء وجاءه رسول الوحي جبريل عليه السلام وقال له أقرأ فرد ما أنا بقرأ وواضح من الرد أنه رأى مكتوباً وقد ورد في الأثر إن رسول الله كان يملي الوحي على كتبة الوحي و يقول لهم في بعض الكلمات أرسموها هكذا و لا ترسموها هكذا.

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭚ ﭛ ﭜ البقرة: ١ – ٢


    للخبر ثلاثة أطراف الخبر والمُخبِر والمُخبَر فإذا كان عدم التصديق بسبب الخبر أو المُخبِر سمى ريبه,أما إذا كان بسبب المُخبَر سمى شك ,اى إذا كان عدم التصديق بسبب الخبر أو المرسل كانت الريبة,وإذا كان بسبب المستقبل فهو الشك,والهدى معنى يتعلق بالغاية ووسيلة الوصول إليها ويشمل البيان (التوضيح و الفصل والإظهار ) و التعريف (الأبعاد والخصائص) والدلالة (الحجة بالبرهان) والرشد (كمال نضج العقل والعقل لم يذكر فى القرآن كعضو ولكن ذكر كوظيفة من وظائف القلب وكذا الفقه ) والتقوى لغة الحذر من مواضع السوء وشرعيه إتباع أوامر الله وترك نواهيه.


    الإنسان خلقه بين الروحي الصرف (الملائكة والجن) والمادي الصرف (جماد ونبات وحيوان) ويتميز تركيب الإنسان فى القرآن إلى روح تتعلق بالقلب وظيفتها المعرفة والإرادة بإعمال وسائلها من تدبر وتعقل و تفقه وغيرها وهى مهبط الوحي والإلهام واتصال الملائكة و محل المشاعر وترشد النفس للخير والشر والنافع والضار وإذا علي القلب ران أو ختم أو طبع تشوش وسائلها أو تعطلت بالكلية والنفس تشبه النفس فى الحيوان و تتعلق بالصدر وهى محل الوساوس وتأثير الجن وتتلق الأحاسيس من وسائل الحس بالبدن وتحرك البدن والبدن ينمو ويتغذى من عناصر الأرض والبيان هو القدرة على المعرفة والتعبير عنها والتواصل

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ نوح: ١٧ – ١٨


    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ آل عمران: ١٥٤الأبنلاء للنفس والتمحيص للروح

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الآ وهى القلب)(متفق عليه)

    والفساد منع الشيء من أدء وظيفته أو تحويله عنها ويقول الله تبارك وتعالي(مضغة مخلقة وغير مخلقة) المخلقة الجسد والنفس على مراحل والغير مخلقة الروح ليس له مراحل و نفخها الله تبارك وتعالى في آدم ويرسل بها ملك ينفخها في ذريته وهم أجنة في الرحم.


    خصائص القرآن
    ا
    مهيمن على ما قبله من الكتب وما فرط من شيء وتفصيل وتبين لكل شيء وما سبقه من كتب جزؤه أو جزء معناه ولا يبطل ما فيه شئ سابق أو لاحق له وعطائه متجدد وهدى و رحمه وشفاء لمن صدق به وله جمال وجلال وما تتوقف فيه العقول يبينه ويفصله وما تتفق فيه أو تستنبطه يشير إليه وقد جعله الله آيات بيانات في صدور الذين آتوا العلم وتبنى أحكامه على اليسر ورفع الحرج وتنوع الإنسان بتنوع الزمان والمكان والعرف وهو ميسر فهمه حسب إجادة العربية ولله أن يفيض من معانيه على من يشاء وكل ملزم بفهمه ولا يلزم غيره إلا فهما لرسول الله أو أجماع أمة لا يخالف قرآن ولا سنة وفصل فى أحكام الزواج والميراث بما لا يدع اجتهاد وهما قوام حياة الإنسان(استمرار النوع وإعادة توزيع الثروة ) وربط الآيات الكونية بالتشريعية بما يحقق وحدة المنهج والعظة والاعتبار والتسليم لله فى الخلق والآمر وبين أن للخلق ميزانا وللتعامل بين الخلق ميزانا ولاستخراج الأحكام ميزانا وللحساب والجزاء فى الآخرة ميزانا ويمكن تأسيس الفروض النظرية على حقائقه العلمية وعرض نتائج تجارب هذه الفروض عليه فما كان منها مطابقا كان صحيحا وموثقا ويستند إلى حق وهو ضابط للغة ويبين أخلاق العلماء والمتعلمين وسبب فساد العلم والعلماء والأمم

    الفاتحة

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ الفاتحة: ١ - ٧

    الفاتحة آول سورة في المصحف كتابتا وهى أفضل ذكر لله وكل كلمة منها تمثل موضوع من موضوعات القرآن وهى أفضل الدعاء وبينت آداب الدعاء والطلب بالثناء على الله (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) وحيثيات الطلب (إياك نعبد وإياك نستعين) والطلب (أهدنا الصراط المستقيم)


    ومن كان له الحمد والربوبية والرحمة والملك والعبادة والإعانة والنعمة والهدى والإضلال والغضب وليس لأحد غيرة منها شئ أحرى أن يجيب من دعاه
    (بسم الله الرحمن الرحيم)
    أول آية فى المصحف كتابتا و تعنى أن ما سوف يتلى هو كلام الله
    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ النمل: ٢٨ - ٣٢


    كاتب هذا الكلام سليمان بلاغا عن الله الرحمن الرحيم

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ النمل: ٤٤
    طلب التسليم كان لله ولذلك جاءت الإجابة أسلمت مع سليمان لله رب العالمين

    وضع سيدنا عثمان البسملة فى أول كل سورة للفصل بين السور

    عن ابن عباس قال (قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى والى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الرحمن الرحيم ووضعتموها فى السبع الطوال.........)(ابوداود والترمذي واحمد)(ارجع تفسير الطبري)


    الحمد لله رب العالمين هي أول آية فى سورة الحمد(الفاتحة) وعند ترقيم المصحف وضعوا لبسم الله الرحمن الرحيم رقم واحد و للحمد لله رب العالمين رقم اثنان وهذا سبب الخلاف على البسملة

    والحمد تعديد صفات الجمال والجلال والغاية النظرية للإنسان فى خلافته ومحمد صلى الله عليه وسلم الأسوة العملية

    والله علم على الذات العلية (غير مشتق أساسه ل ه من له كل شيء)

    ورب من التربية وهى الزيادة والنمو وهنا إكساب الشيء سلوكه [خلقاً (إيجاد من عدم) وتصويرا(شكل خارجى) وهداً ( وظيفة الشئ) وجعلا(علاقة) وتكويناُ (مخلوقات تتكامل وظيفيا) وسنتاً (قانون لا يخالف) وتشريعاً (قانون يطاع ويعصى) ومنهجاً ( طريقة أو خطوات عمل) ] .

    والعالمين جمع عالم (كل طائفة له اشترك) (كل ما سوى الله)

    آخر دعاء أهل الجنة (أن الحمد لله رب العالمين) فهي المبتدأ والغاية

    الرحمة ( ما يحفظ ويقي ) الرحمن خالق الرحمة والأرحام ومالكها والرحيم هو من يفيض بالرحمة على غيره


    (مالك) ملك من له حرية كامل التصريف ويوم فترة من الزمن(أطلقها العرب على النهار) ( الدين) الحساب والشأن والسلطان والجزاء وغير ذلك (عمل يرتبط بجزاء وفق شريعة ومنهج ) .


    إياك( نخصك)
    نعبد (العبادة مظهر العبودية وهى علاقة بين طرفين أحدهما له حرية كامل التصريف والأخر ليس له وتسليم القلب فيما هو خارج مقدور العبد)
    نستعين (طلب العون وهو مد بقوة فيما هو داخل مقدور العبد)
    أهدنا(حدد لنا الغاية ووسيلتها) (الهدى تحديد الغاية ووسيلة الوصول إليها ويشمل التعريف والتبيين والرشد والدلالة
    وكل منها يرتبط بالأخر ويؤدى إلي الهدي
    الصراط (مادي: طريق, معنوي: سبيل)
    والمستقيم الشيء لاعوج فيه ولا انحراف
    والمنعم عليهم(النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ورفقائهم) النعمة(اليد والصنيعة وما انعم به ومدح وتصديق وجواب ... وغير ذلك)
    وقد بدأت دولة الإسلام بالنبي ثم الصديق أبى بكر والشهداء عمر وعثمان وعلى

    والمغضوب عليهم استحبوا الحياة الدنيا فخرجوا عن تكليفات الدين فكفروا بعد إسلامهم وإيمانهم فطبع على قلوبهم
    ( والغضب استثارة نوازع العقاب فإذا كان الغضب لله فهو عباده وإذا كان للنفس فهو كبر وأنانية ونفث للشيطان)
    ويستوجب غضب الله إنكار حق من حقوق الربوبية جحدا (الجحود إنكار دليل موجود أو التكذيب بغير دليل)

    ولا الضالين(الضلال يكون فى الفكر والغواية فى العمل وهو فقد الغاية أو وسيلتها أو الاثنين معا أو خلط حقوق الربوبية بالعبودية وذلك بنسبة ما لله للعباد أو العكس)
    والضال وسط بين المنعم عليه والكافر ويزول ضلاله بالهدى ويكون كفرا بالإصرار

    تعليق:
    حقوق الإلوهية (تشمل الذات) لله الحمد والربوبية والرحمة والملك والدين والعبادة والاستعانة والهدى والنعمة والغضب والإضلال
    وواجبات العبودية العبادة والاستعانة و طلب الهدى وطوائف المكلفين الإنس والجن وينقسمون إلى منعم عليهم ومغضوب عليهم وضالين وهذا يدل على حرية الاعتقاد وتربية الله للخلق بالرحمة وهذا ما يجب أن يسود بينهم وتشريع العمل والجزاء لله وهو بشرى للطائعين وإنذار للمخالفين فمالك يوم الدين وهو سلطة تحديد الجزاء له حق تقرير شريعة ومنهج الفكر و العمل

    ويبين الحق تبارك وتعالى صفات حمده كي يقتدي بها الإنسان فى خلافته فعلى الإنسان أن يسعى كي يكون المسلم والمؤمن والمحسن والبار والتقى والصادق والأمين وغير ذلك من الأسماء الحسنة ولا يكون المشرك والكافر والمنافق والفاسق والفاجر والضال والمغضوب عليه والزاني والشاذ وغيرها من الأسماء القبيحة.

    محمد رسول الله
    ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة المكرمة بشبه جزيرة العرب في 12ربيع أول عام الفيل والموافق 20أبريل عام 571 م ونسبه هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن ألياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويتصل نسبه ب إسماعيل بن أبراهيم عليهما السلام
    قال تعالى:" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا". الكهف

    قال تعالى:"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ". فصلت: ٦

    قال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا". الأحزاب: ٢١

    تقوم خصائص المصطفى صلوات الله عليه وسلامه على آمرين الأول أنه بشر يجرى عليه ما يجرى عليهم وثانيهما أنه يوحى إليه برسالة من الله يبلغها للبشر ويجب اتخاذ المصطفى أسوة ومن بشريته أنه من نسل إبراهيم عليه السلام آبى الأنبياء وأنه ولد يتيم الأب وتربى يتيم الأم وكفله جده ثم عمه وكان يرعى لعمه الغنم ويلقب فى قومه بالصادق الأمين وكان يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق وكان له أزواج وذرية وفجاه الوحي فى سن الأربعين فظل يدور بأرجاء مكة ثلاثة عشر سنة يقول لهم قولوا لا اله إلا الله تفلحوا ويتلو عليهم ما نزل من القرآن فيلقى منهم العنت والسفه والإيذاء وما صدقه إلا قليل وفى عام واحد مات عمه هو من كان يصدعنه سفهاء قريش وماتت زوجه خديجة رضي الله عنها فحزن واشتد عليه البلاء فخرج إلى الطائف ليجد السلوى ويدعوا أهلها إلى الإسلام فقابلوه اسواء استقبال وماتت بناته فى حياته إلا السيدة فاطمة الزهراء ومات له ثلاثة من الولد وكان العرب يفتخرون بذكورهم فكان يصبر ويحتسب

    ويقول(إنَ العين لتدمع وانَ القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا)البخاري وكان حين يشتد عليه الأذى يقول (ما من احد اصبر على الأذى من الله فقد جعلوا له الشركاء وادعوا له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم)البخاري ويقول(إنَ آخى موسى اوذى بأكثر من هذا فصبر)البخاري وكان فى كرمه وحلمه وشجاعته لا يبارى ولا يدانيه احد وكذا سائر شمائله وأخلاقه وأما فى مقامه بين الرسل و الأنبياء فان الله تبارك وتعالى جعل أول شرط للخروج من الكفر إلى الإيمان شهادة لا اله إلا الله محمد رسول الله فهو صلوات الله عليه وسلامه حبيبه واقسم بحياته(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) وزاده تبجيلا وتشريف فلم يناديه باسمه(يا ايها النبي يا ايها الرسول) ونهى عن أنَ ينادى اسمه مجردا من وصف النبوة أو الرسالة

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ النور: ٦٣

    هاء آمره قد تكون عائده على الله أو الرسول أو الاثنين ويكون المعنى أنَ من يخالف أمره يعرض نفسه للفتن فى الدنيا أو العذاب الأليم فى الآخرة أو الاثنين

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮘ ﮙ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ الحجرات: ١ – ٤

    الحبط نوع من العشب تأكله البهائم فتنتفخ و يظن صاحبها أنها تسمن ولكنه مرض تموت منه وقد جعل الله أمته شهداء على سائر الأمم وجعل الرسول عليهم شهيدا وأرسل الله تبارك وتعالى رسوله للناس كافة بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا وأوجب على المؤمنين طاعته ظاهرا وباطنا
    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ النساء: ٦٥
    الحرج ضيق فى الصدر مظنة تضيق دائرة الفعل

    ويبين الحق تبارك وتعالى قدر عنايته برسوله
    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ الطور: ٤٨ - ٤٩

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ الأحزاب: ٥٦

    وزكاه في علمه ولسانه وبصره وفؤاده وعرج به إلى سدرت المنتهى حيث منتهى كل شيء وحضرة من ليس كمثله شئ ورأى من آيات ربه الكبرى فانطبق ما رأى مع ما فى فؤاده (ذاكرته)

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ النجم: ١١
    واختلاف الناس فى رسول الله مؤمنهم وكافرهم يأتي من أنهم يخلطون بين أمور بشريته وأحوالها وأمور الرسالة وأحوالها فمن يغلوا يرفع من بشريته بما لا يجوز ومن لا يؤمن مكذب برسالته ناظرا إلى بشريته ومن العجيب أنَ اليهود والنصارى يرفعون عزير وعيسى عليهما السلام إلى درجة الإلوهية رغم خروجهما من حيث يولد البشر ويأكلان الطعام ويمشون فى الأسواق ليستجلبا حاجتهما ومن يأكل الطعام يتبرز ويتبول ويتمخط وهذا لا يجوز على الله فضلا عن ان ينفصل عنه شئ فهو احد تبارك فى علاه

    والبشرية سنة فى رسل الله من أبنا آدم فنجد موسى عليه السلام عندما يغضب يضيق صدره و يثقل لسانه وأخوه هارون أفصح منه كما أنَ السحرة سحروا عينيه و أوجس فى نفسه خيفة وكذا يوسف عليه السلام حينما خشي على نفسه

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ يوسف: ٣٣


    جمع القرآن

    كان لرسول الله عدد من كتاب الوحي فى مكة والمدينة يملى عليهم ما أوحي اليه من قرأن فيكتبوه علي زعاف النخل والرقاع ( مفردها رق وهي جلود حيوانات مدبوغة ومرققه) واللخاف وهوحجر خفيف وبعض عظام الحيوانات وغيرها ويجمع رسول الله ما كتب عنده ويسمح للصحابة بنسخه وتوفي رسول الله والقران مجموعا عنده مكتوبا علي صحائف من مواد مختلفة يصعب ترتيبها وبعض الصحابة يحفظ القران بالكامل أوبعضه وعندهم بعض سور وآيات القرأن مكتوبة وفي خلافة سيدنا آبوبكر الصديق إتفق مع سيدنا عمر بن الخطاب علي جمع القرآن وترتيبه وفق آخر ترتيب لرسول الله وكلفا الصحابى زيد بن ثابت بجمع القرا ن وترتبيه وكتابته وفي خلافة سيدنا عمر بن الخطاب قام سيدناعمر بن الخطاب بنسخ مصحف له من هذا المصحف ولما أستشهد احتفظة به بنته أم المؤمنين حفصة وفي خلافة سيدنا عثمان بن عفان أستاذن أمنا حفصة في أن يأخذ مصحف عمر ينسخ منه ثم يعيده اليها فكلف الصحابي زيد بن ثابت ويعاونه بعض الصحابة بعمل عدد من النسخ هى ما يعرف بالمصحف العثماني أوالمصاحف بالرسم العثماني والتي بين آيدنا الان


    4561) ــ حدَّثنا أبو اليمانِ أخبرنا شعيبٌ عن الزُّهريِّ قال: أخبرَني ابنُ السَّبّاق «أنَّ زيدَ بن ثابتٍ الأنصاريَّ رضيَ الله عنه ـ وكان ممَّن يكتبُ الوَحيَ ـ قال: أرسلَ إِليَّ أبو بكرٍ مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ وعندَهُ عمرُ فقال أبو بكرٍ: إِنَّ عمرَ أتاني فقال: إِنَ القتلَ قَدِ استحرَّ يوم اليمامةِ بالناس، وإِني أخشى أن يَستحرَّ القتلُ بالقُراءِ في المَواطِن فيذهب كثيرٌ منَ القرآنِ إلاّ أن تجمَعوهُ، وإني لأرَى أن تجمعَ القُرآنَ. قال أبو بكرٍ: قلتُ لعمرَ كيفَ أفعلُ شيئاً لم يَفعلهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمرُ: هو واللهِ خيرٌ. فلم يَزَل عمرُ يُراجِعُني فيه حتىٰ شرحَ الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأىٰ عمرُ ـ قال زيدُ بن ثابتٍ: وعمرُ عندَهُ جالسٌ لا يتكلم ـ فقال أبو بكر: إنكَ رجلٌ شابٌ عاقل، ولانَتهِمُك، وكنتَ تكتبُ الوحيَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبَّع القرآنَ فاجمَعْه. فواللهِ لو كَلّفَني نقلَ جبلٍ منَ الجبال ماكان أثقلَ عليَّ مما أمرَني به من جَمْع القرآن. قلتُ كيفَ تَفعَلانِ شيئاً لم يَفْعَلْهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيرٌ فلم أَزَلْ أُراجعُهُ حتى شرحَ اللهُ صدري للذي شرحَ اللهُ له صدرَ أبي بكرٍ وعمر، فقمتُ فتتبَّعتُ القرآنَ أجمعُهُ منَ الرِّقاع والأكتاف والعُسُب وصُدورِ الرجال، حتىٰ وَجدتُ من سورةِ التوبةِ آيَتين مَعَ خُزَيمةَ الأنصاريِّ لم أجدْهما مَعَ أحدٍ غيره {لقد جاءكم رسولٌ من أنفُسِكم عزيزٌ عليه ما عنتم حَريصٌ عليكم} إلى آخِرِهما. وكانتِ الصُحُفُ التي جُمعَ فيها القرآن عندَ أبي بكرٍ حتى تَوَفّاهُ الله، ثم عندَ عمرَ حتى توفاه الله، ثم عند حفصةَ بنتِ عمر
    ((وقد كان القرآن كله كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور،

    فلم يأمر أبو بكر إلا بكتابة ما كان مكتوبا، ولذلك توقف عن كتابة الآية من آخر سورة براءة حتى وجدها مكتوبة، مع أنه كان يستحضرها هو ومن ذكر معه،

    في ” موطأ ابن وهب ” عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر قال ” جمع أبو بكر القرآن في قراطيس، وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ففعل وعند ” موسى بن عقبة في المغازي ” عن ابن شهاب قال ” لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يهلك من القراء طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف
    (حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ)

    قال ابن التين وغيره: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك ببعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره كما سيأتي في ” باب تأليف القرآن ” واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك انتهت فاقتصر على لغة واحدة، وكانت لغة قريش أرجح اللغات فاقتصر عليها، وسيأتي مزيد بيان لذلك بعد باب واحد،)) (فتح البارئ)

    التفسير

    الاجتزاء من نص ووضعه فى سياق نص آخر قد يغير دلالته فالألفاظ فى اللغة يكون له حياة اى مولد وعمر واندثار وتعتريها تغيرات سوء من ناحية مادتها اى حروفها أو من ناحية معناها ومقصودها أو رسمها وقد تعبر عن شئ يدرك بالحواس أو شئ يفهم اى مادي ومعنوي وينقسم المعنى إلى معجمي وهو المعنى الذي يقصد بمادته و يتداول الناس ومعنى أصطلاحى وهو ما يتفق عليه طائفة ومعنى شرعي وهو المعنى الذي قصد فى الكتاب والسنة وحين يستخدم اللفظ فى نص فقد يقصد به بعض معانيه أو كله والكلام لا يفهم إلا فى سياق وإذا اجتزئ منه فأن ذلك قد يؤدى إلى عدم الفهم أو الخطأ . ---- مثال قال أ (خبر) لـ ب قال ج هذا كذب(صدق) لهذا الحدث خمسة أطراف (أ والخبر وب وج وكذب اوصدق) وصف الكذب أو الصدق يصدق على اى واحد منهم أو بعضهم أو كلهم (15إحتمال للمعنى المقصود يتحدد ممابعده وقبله )
    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ النجم: ٢
    و ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ الضحى: ٧

    الضلال هو فقد الغاية أو وسيلتها أو الاثنين والكلام فى الآية الأولى لقوم الرسول بعد البعثة والكلام فى الآية الثانية تعبرعن حال الرسول قبل البعثة فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ضلال قومه فاعتزله ولكنه لم يعرف الهدى ووسيلته حتى جاءه الوحي.
    قال تعالى:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". النمل: ٧٦ نحن نأخذ هذه الاية على ظاهرها ولانعرف الاختلافات ولكن بنى أسرئيل يعرفونها

    أحكام ألقرآن
    قال الشيخ أحمد زروق في كتاب مختصر النصيحة الكافية مكتبة النجاح ليبيا (( يشتمل القرآن على أمر ونهى وخبر والأمر(وجوبي وندبي) ويطلب إتباعه والنهى (تحريمي وتنزيهي) ويطلب اجتنابه والخبر(تقريري و إعلامي) ويطلب صدقه واعتقاده....والتقريري يشمل ما وقع فيه من التوحيد وذكر ما يوجب العقل إذ ليس للشرع فى ذلك إلا التقرير..و الإعلامي يشمل الإعلام بما يوجب اعتقادا كالعلم باسم الله والذي لا سبيل للقياس فيه (اى اشتقاق ) إلى غير ذلك كما يشمل الإعلامي الإعلام بما يوجب اتعاظا كأخبار الأمم السابقة وما وقع لها ولهذه الأمة))اه

    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ الكهف: ١٠٩ – ١١٠


    ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ لقمان: ٢٦ – ٢٧

    القرآن كلام الله و لا تتنها معانيه ومقاصده وأحكامه فهى تسع كل الخلائق والزمان والمكان فى الحياة الدنيا والآخرة وما بينها ولله أنً يفيض منها على من يشاء من عباده وكلا ملزم بفهمه ولا يلزم غيره إلا ما كان فهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع أمة غير مخالف لقرآن ولا سنة .

    ورد في الأثر (ما وسعني سمواتي و لا أرضى ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن )

    إنَ الله تبارك وتعالى لا يحدَه شئ ولا يحيط به شئ ذاتا أو صفاتا أو أفعالا أو كلاما فليس كمثله شئ وهو خالق كل شئ وهو فوق كل تخيل وتصور والمؤمن يؤمن بذلك و يعتقده ويسلم به ومن هنا تكون سعة القلب .

    قال تعالى:" إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا". النساء

    كلام الله حاكم و لا يحكمه شئ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ الحكم لمسألة ثم ينز ل القرآن
    فيصوب له وكان صلوات الله عليه وسلامه يسأل المسألة الوحدة فيجيب بأجوبة مختلفة تناسب حال السائل

    وكان الصحابة رضوان الله عليهم وسلامه يصوبون بعضهم لبعض وهم ما هم من فهم العربية والصحبة و التقوى .
    قال تعالى:" وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً". النساء: ٨٣

    قال تعالى:"
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ".
    المائدة: ٩٥
    قال تعالى:" وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ". التوبة: ١٢٢

    تبين الآيات شرعية الاجتهاد والحض عليه و ما وضع المجتهدون و اصطلحوا على تسميته علم العربية(النحو والصرف و خلافه) وعلم أصول الفقه وقواعده وشققوا فيها وزادوا وأقلوا واختلفوا ليست حاكمة لنصوص القرآن والسنة وهى أمور يسترشد بها المجتهد فى فهم معاني ومقاصد و استنباط أحكام القرآن و السنة ولترجيح معنى على معنى أو مقصد على مقصد أو حكم على حكم عند الاستواء أو لمراعاة المبادئ العامة للإسلام مثل الرحمة والتيسير ورفع الحرج وغيرها .
    قال تعالى:" إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". البقرة: ١٧٣
    الاضطرار و بغير بغي ولا اعتداء أو اعتياد هذه الآية بها حكمين الأول تحريم والثاني أباحة بشرط
    ويلزم هنا تعريف كل من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله وهل المحرم الأكل فقط أو الأكل و اى استخدام آخر وهل يسرى على الأربعة أو على البعض فقط ويلزم وضع حد لكلا من الاضطرار و البغي و الاعتداء أو الاعتياد والآمر هنا يقوم علي فهم المجتهد لمعاني ومقاصد الآية وبالتالي استنباط الحكم العام ثم تنزيل هذا الحكم على شخص أو زمان أو مكان أو واقعة أو عرف وهو ما يعرف بالحكم الخاص أو الفتوى ويتبين لنا أنه لا يستطيع الاجتهاد ألا من ملك أدواته .

    اللغة العربية
    من المعلوم أنه كانت هناك لغة بين الله تبارك وتعالى وآدم وذرته وزوجه وبينهم وبين الملائكة والجن وأبليس وعندما نزل آدم وزوجه إلى الارض و كثرة ذريتهما وانتشروا فى الارض تغيرة حركات السناتهم فنشاة لغات جديدة لكل منها نمط يشمل مفرداتها واسلوب إستخدامها وأنها تلاقحت وتغيرة عبر العصور وأندثر بضعها بالكامل أوصوتا أورسما وبقى بعضها الى يومنا هذا وجاء فى بعض إبحاث المستشرقين أن اللغة العربية أصل اللغات وجاء فى الاثر أنها لغة آهل الجنة

    واللغة العربية تمتاز بخصائص فى ألفاظها وأساليبها قانونها الدقة (الألفاظ تعبر المعاني بالضبط) والوضوح (يسر فهم المقصود) والإيجاز (اقل حروف فى الكلمة وكلمات فى العبارة لتعبير المعنى) والتوافق ( تماثل الصورة الصوتية فى حروفها وكلماتها مع المعاني) وذلك للخفة علي اللسان والأذن والتأثير فى فهم ومشاعر وأحاسيس المتلقي وكأنه يرى صورة وكانت العرب تسمى ذلك أذا كان على مستوى الحرف والكلمة فصاحة وإذا كان على مستوى العبارة والموضوع بلاغة وقد استخدم القرآن قانون العربية للتعبير عن حقائق الخلق والتشريع والمنهج بما اعجز العرب عن أن يأتوا بمثله في الأبحاث التي تمت على اللغات لم يهتدي الباحثون إلى رأى قاطع ودلائل يقينية على اللغة إلام للبشر حيث أنَ الهجرة البشرية من مكان لآخر مستمرة عبر التاريخ والي يومنا هذا مما يتبعه تلاقح بين اللغات البشرية وتغير و اختلاف ولكن يحدث شئ عجيب وهو أن يترك قوم لغتهم الأصلية إلى لغة آخري إلي حد أن تندثر لغتهم الأصلية وخاصة في أزمنة الاحتلال والغزو ولا يشترط أن يترك المحتل لغته إلي لغة القائم بالاحتلال وإن كان هذا هو الغالب ولكن قد يحدث العكس وكذلك قد يحدث أن تنتقل ألفاظ لغة إلي لغة آخري ثم تندثر هذه الألفاظ في لغتها الأصلية ثم يأتي زمن تستعيد اللغة الأصلية هذه الألفاظ فيظن البعض أنها ليست منها فإذا آخذنا لفظ القرآن علي ظاهره بأنه بلسان عربيا مبين وبالاستعمال الدارج لمعنى كلمة عربي وأراء بعض المستشرقين يكون ليس هناك أي لفظ غير عربي في القرآن وكذا لا يوجد أي لفظ معرب

    لا يجوز رسم القرآن بغير الرسم العثماني لأنه يغير المعنى
    رسم القرآن

    م/شملول

    إن القرآن الكريم الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقرأه أناء الليل وأطراف النهار ونتدبر كلماته ومعانيها هو نفسه الكتاب الذي أنزل من اللوح المحفوظ في شهر رمضان دون زيادة أو نقصان, حيث أنزله الله سبحانه وتعالى من اللوح المحفوظ جملة واحدة في ليلة القدر المباركة, قال الله عزّ وجل: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر{1}﴾[سورة القدر]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿حم{1} والكتاب المبين{2} إنا أنزلناه في ليلة مباركة{3}﴾[الدخان].

    فَوضِعَ في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم كان جبريل عليه السلام يَنزل به منجماً بالأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. [1].

    وأقسم الله سبحانه وتعالى بالكتاب المبين الذي أنزله بلسان عربي متحدياً البلغاء والشعراء أن يأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض عوناً وظهيراً,
    قال الله تبارك وتعالى: ﴿حم{1} والكتاب المبين{2} إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون{3}﴾.[الزخرف].


    و(جعلناه) أي سميناه ووصفناه, ولذلك تعدى الفعل جعل إلى مفعولين.
    و(قرآناً عربياً) أي أنزلناه بلسان العرب لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه, وقال مقاتل: لأن لسان أهل السماء عربي.[2].

    والقرآن الكريم ليس أمر ونهي وكلمات ومعاني فقط بل ورسم أيضاً

    والمقصود بالرسم القرآني هو رسم الكلمات القرآنية من حيث نوعية حروف كل كلمة وردت في القرآن الكريم وعدد حروفها.
    وليس المقصود منه نوعية خط الكتابة سواء نسخ أو كوفي أو غيره, فقد أجمع معظم العلماء أن رسم المصحف هو توقيفي لا يجوز مخالفته واستدلوا على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى:

    ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5}﴾[سورة النجم].

    وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان له كتّاب يكتبون الوحي كلما نزل شيء من القرآن أمرهم بكتابته, مبالغة في تسجيله وتقييده, وزيادة في التوثيق والضبط والاحتياط في كتاب الله تعالى, حتى تظاهر الكتابة الحفظ ويعاضد النقش اللفظ.
    وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم وأقرهم الرسول على كتابتهم, وكان هؤلاء الكتاب من خيرة الصحابة, فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وأبان بن سعيد وخالد بن الوليد وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وثابت بن قيس.

    ثم جاء الصديق أبو بكر رضي الله عنه فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف, ثم حذا حذوه عثمان بن عفان رضي الله في خلافته فاستنسخ تلك الصحف في مصاحف وأقرَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. وانتهى الأمر إلى التابعين وتابعي التابعين فلم يخالف أحد منهم في هذا الرسم.{3}.

    وبالرسم القرآني حروف كثيرة جاء رسمها مخالفا لأداء النطق, وكلمات تأتي في آيات قرآنية برسم مختلف, وكلمات أخرى تأتي برسم يختلف عن الرسم المعتاد. وكلمات تنقص أو تزيد حروفها. وكلّ ذلك لأغراض شريفة وهي من الأسرار التي خصّ الله بها كتابه العزيز.

    وذكر العلامة ابن المبارك نقلا عن العارف بالله شيخه عبد العزيز الدباغ, إذ يقول في كتابه(( الإبريز)) ما نصه: ( رسم القرآن سرٌّ من أسرار الله المشاهدة وكمال الرفعة وهو صادرٌ من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمر الكُّتاب من الصحابة أن يكتبوه على هذه الهيئة فما نقصوا ولا زادوا على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي صلوات الله وسلامه عليه وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على هذه الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول, وهو سر من الأسرار خصَّ الله تعالى به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية, وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه معجز, وكل ذلك لأسرار إلهية وأغراض نبوية, وإنما خفيت على الناس, لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني فهي بمنزلة الألفاظ والحروف المقطعة التي في أوائل السور فإن لها أسراراً عظيمة ومعاني كثيرة, وأكثر الناس لا يهتدون إلى أسرارها, ولا يدركون شيئاً من المعاني الإلهية التي أُشيرَ إليها, فكذلك أمرُ الرسم الذي في القرءان حرفاً بحرف.
    وقال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله): تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف, أو غير ذلك.
    وإنه لممّا يطمئن له القلب ويرتاح له الفكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أملى كتابة الرسم القرآني على كتّاب الوحي حسب الرسم المنزل عليه والذي نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام, ومما يؤيد ذلك أن أول كلمة قرآنية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت (اقرأ) وهي تعني اقرأ القرآن من الكتاب, حتى إنَّ الرسول الأكرم ردّ على جبريل عليه السلام قائلا: ما أنا بقارئ.


    ولو كان قرءانا فقط لكانت أول كلمة هي: قل.
    وقد ورد في السيرة النبوية لابن هشام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فجاءني جبريل وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ. قلت: ما أقرأ..... الخ. وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين{2}﴾.[سورة البقرة].

    إنها إشارة على الكتاب الذي جاء به جبريل حين قال له: اقرأ. كذلك فإن ما يؤيّد ذلك أيضاً قول الله تعالى: ﴿رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة, فيها كتب قيمة{2}﴾[البينة]. وقوله تعالى: ﴿بل هو قرآن مجيد{21} في لوح محفوظ{22}﴾[سورةالبروج].

    وفي هذه الدراسة نتعرض لبعض هذه الكلمات القرآنية التي جاء رسمها مخالفاً للقواعد الإملائية ونحاول أن نتلمس الحكمة في ذلك لأننا نعتقد كما قال الإمام الرازي إن كل حرف وكل كلمة وكل حركة في القرآن الكريم لها فائدة, ونحاول في هذه الدراسة أن نلتمس الحكمة وبالطبع لن نصل إليها كاملة فهناك متسع لمزيد من الاجتهادات والتدبر في معاني هذه الكلمات القرآنية وأسرارها.

    ونضرب هنا أمثلة لبعض الكلمات القرآنية التي جاءت على رسم مختلف.

    - لماذا جاءت (بسم) بدون ألف حينما نسبت إلى لفظ الجلالة(الله) وجاءت برسمها المعتاد(باسم) حين نسبت إلى ربك.

    - لماذا جاءت (رءى) في القرآن الكريم كلّه ما عدا موضعين اثنين فقط جاءت برسم (رأى).
    - لماذا جاءت (تشاء) برسمها المعتاد في جميع القرآن الكريم ما عدا مرة واحدة فقط جاءت برسم مختلف( نشؤا).
    - لماذا جاءت كلمة (تسطع) مرة واحدة ناقصة حرف تاء بهذا الرسم وكلمات أخرى كثيرة جاءت بشكل مختلف نتعرض لها في هذا القسم ذلك بعد دراسة الآيات الكريمة التي أحاطت بهذه الكلمات وتدبر المعاني التي احتوتها والغاية من ذلك. ومن خلال الدراسة لهذه الكلمات فقد تبين على وجه العموم الآتي:
    - إن وجود كلمة قرآنية برسم مختلف في آية يلفت النظر إلى أن هناك أمراً عظيماً يجب تدبره.
    - في حالة زيادة أحرف الكلمة عن الكلمة المعتادة فإن هذا يعني زيادة في المبنى يتبعه زيادة في المعنى.

    - كذلك فإن زيادة المبنى يمكن أن يؤدي إلى معنى التراخي أو التمهل أو التأمل والتفكر أو انفصال أجزاءه.
    - في حالة نقص حروف الكلمة فإن هذا يعني إما سرعة الحدث أو انكماش المعنى وضغطه أو تلاحم أجزائه.{5}.
    هذا هو كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا, وأنزله الروح الأمين على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجماً, وتكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف بالزيادة أو النقصان.

    قال الله سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}﴾.[سورة الحجر].

    الإعجاز في حذف بعض الأحرف من بعض الكلمات

    أ- حذف الألف
    بسم – باسم

    وردت كلمة (بسم) ثلاث مرات في القرآن (بخلاف فواصل السور):
    { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة: 1].
    { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا } [هود: 41].
    { إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [النمل: 30].
    كما وردت كلمة (باسم) أربع مرات في القرآن:
    قال الله تعالى: { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة: 73-74].
    { إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة: 95-96].

    { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق: 1].

    { وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الحاقة: 51-52].

    لماذا وردت كلمة (بسم) في الحالات الأولى مقصورة بدون ألف ووردت في الحالات الأخرى كلمة (باسم) كاملة بدون قصر.

    إن حذف الألف من كلمة (بسم) والتي جاء بعدها لفظ الجلالة (الله) يدل ويوحي بأنه يجب علينا الوصول إلى الله سبحانه وتعالى وعمل الصلاة معه بأقصر الطرق وأسرع الوسائل وهو ما يدل عليه { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة: 6]، وهو الذي يوصل بأسرع وأقصر الطرق... والحرف الوحيد الذي يمكن حذفه من كلمة (باسم) دون تغيير نطق الكلمة هو حرف الألف.. لذا فقد تم حذفه للتوجه إلى الله وأخذ البركة منه في أي عمل نعمله بأسرع ما يمكن وبأقصر طريق... ولفظ الجلالة (الله) هو العلم على الذات الإلهية ولا يشاركه فيه أحد.. أما في الحالات الأخرى والتي ورد فيها (باسم) فإن كلمة (ربك) تأتي مشتركة بين الله سبحانه وتعالى وخلقه فقد جاء في الآية 42 من سورة يوسف قوله للساقي: { اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ } [يوسف: 42]...

    إن حذف حرف من الكلمة يضغط مبناها ويسرع من واقعها فتؤدي المعنى المطلوب وهو السرعة على خير وجه وهذا إعجاز القرآن الكريم والرسم القرآني...
    سموات – سموات
    وردت كلمة (سموات) بهذا الرسم بدون ألف صريحة 189 مرة في القرآن الكريم كله... ووردت مرة واحدة فقط بألف صريحة بعد حرف (و) بالرسم القرآني (سموات) وذلك في الآية الكريمة رقم 12 من سورة فصلت والتي يقول سبحانه فيها: { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ }...

    وحين نتدبر هذه الآية الكريمة وما قبلها من آيات نجد أن القرآن الكريم يتعرض لقضية كبرى هي قضية خلق السماوات والأرض وترتيب هذا الخلق ومدته وتقدير الأقوات في الأرض لذا فإن القضية مهمة جداً وتحتاج إلى تدبر وتفكر وعليه فقد جاءت كلمة (سموات) بالرسم الغير عادي هذه المرة لتفت النظر إلى ضرورة الوقوف وتدبر المعاني الجليلة لهذه الآيات والتي صعب فهمها على بعض الناس خاصة في حساب أيام الخلق الستة حيث لم يقدّر لهم فهم جملة (أربعة أيام سواء) بأن هذه الأيام تشمل يومي خلق الأرض والتي قول فيها سبحانه: { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [فصلت: 9-12].
    الميعاد – الميعـد

    وردت كلمة (الميعاد) وذلك بألف صريحة في وسط الكلمة 5 مرات في القرآن الكريم كله... وكلها تتكلم عن الميعاد الذي وعده الله.. لذلك جاء هذا الميعاد واضحاً وصريحاً ولا ريب فيه..
    ونذكر فيما يلي الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة (الميعاد):

    قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 9].
    { إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [آل عمران: 194].

    { إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [الرعد: 31].

    { { قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ } [سبأ: 30].

    { لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ } [الزمر: 20].

    غير أن هذه الكلمة وردت مرة واحدة فقط وذلك برسم يختلف بدون ألف صريحة على شكل (الميعـد) وذلك حين نسب هذا الميعاد إلى البشر حيث قال تعالى: { وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَـدِ } [الأنفال: 42].

    سعوا – سعو
    وردت (سعوا) بشكلها العادي مرة واحدة، ووردت (سعو) بشكلها الغير عادي بدون ألف في آخرها مرة واحدة أيضاً في القرآن الكريم كله، وتوحي كلمة (سعو) بنقص الألف في آخرها أن هذا السعي سريع جداً وكله نشاط وهو حسب الآية الكريمة سعي في إنكار آيات الله وهو ما جلب على الكافرين عذاب من رجز أليم في الدنيا... بالإضافة إلى عذاب جهنم في الآخرة..
    - { وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [الحج: 51].

    - { وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ } [سبأ: 5]. أي في الدنيا بالإضافة إلى عذاب الآخرة.

    صحب – صاحب

    في الآية 34 من سورة الكهف يقول القرآن الكريم على لسان مالك الجنين: { فَقَالَ لِصَـحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ }. حيث جاءت كلمة (صـحبه) بألف متروكة لتبين ما كان يظنه مالك الجنتين من أن صاحبه ملتصق به التصاقاً كاملاً سواء في الرفقة أو الإيمان...
    غير أن الرد يأتيه من صاحبه المؤمن في الآية 37 من نفس السورة: { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } حيث جاءت كلمة (صاحبه) بألف صريحة فارقة لتوضح لقارئ القرآن أن هذه الصحبة في الرفقة فقط وأما في الإيمان فهناك افتراق ومسافة بينهما.. وقد جاء هذا المعنى أيضاً واضحاً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما نُسب إلى قومه فجاءت كلمة (صاحبكم) بالألف الصريحة مفرقة بينه وبين قومه في الإيمان بالرغم من مصاحبته لهم في المكان والزمان.. وذلك في الآيات الكريمة الآتية:

    { مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ } [سبأ: 46].
    { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم: 2].

    { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير: 22].
    { مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ } [الأعراف: 184].
    غير أنه حين يتكلم القرآن الكريم عن سيدنا أبي بكر صاحب رسول الله تأتي (صـحبه) بألف متروكة لتبين مدى الالتصاق بينهما وتوضح الصحبة الحقيقية في الرفقة والإيمان:
    { إِذْ يَقُولُ لِصَـحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40]، وهذا يبين جزءاً من الحكمة في كتابة الكلمة القرآنية باستخدام الألف الصريحة والمد بالألف المتروكة كما سبق أن أوضحنا...

    حذف حرف الواو

    من بعض الأفعال
    ورد في كتاب (مناهل العرفان) للزرقاني: أنه تم كتابة هذه الأفعال الأربعة بحذف الواو وهي:
    (ويدعو الإنسان – ويمحو الله الباطل – يوم يدعو الداع – سندع الزبانية) ولكن من غير نقط ولا شكل في الجميع.
    قالوا: والسر في حذفها من (ويدع الإنسان) هو الدلالة على أن هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير....
    والسر في حذفها من (ويمح الله الباطل) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله...
    والسر في حذفها من (يوم يدع الإنسان) الإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة إجابة الداعين...
    والسر في حذفها من (سندع الزبانية) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش.. ويجمع هذه الأسرار قول المراكشي: (والسر في حذفها سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود).
    وسئل – فسئل
    ورد في القرآن الكريم كله فعل الأمر من (سأل) ناقصاً حرف (ا) في البداية... ونذكر فيما يلي نماذجاً من الآيات الكريمة التي ورد فيها هذا الفعل:
    قال تعالى: { فَسْئلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ } [يونس: 94].
    - وقال تعالى: { وَسْئلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } [يوسف: 82].
    - وقال تعالى: { وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء: 32].
    - وقال تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } [النحل: 43].
    ويدل حذف حرف (ا) من مبنى الكلمة الأصلية وهو (اسئل) أو (اسأل) على أن الكلمة القرآنية في رسمها تعبر عن المعنى أصدق تعبير إذ أن السؤال دائماً يأتي في عجلة وسرعة فقلما ينتظر الإنسان فهو دائماً يريد سرعة الإجابة.. لذلك جاءت كلمة (سئل) في فعل الأمر ناقصة حرفاً لتحض على سرعة السؤال انتظاراً لسرعة الإجابة.
    وكما ذكرنا فإن نقص مبنى الكلمة يدل على العجلة والسرعة وعدم الصبر....
    أيد – أييد
    وردت كلمة (أيد) وهي جمع (يد) مرتين في القرآن الكريم كله بهذا الرسم العادي وذلك في الآيتين التاليتين:
    قال تعالى: { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا } [الأعراف: 195].
    وقال تعالى: { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص: 17].
    غير أنها وردت مرة واحدة برسم مختلف يزيد حرف (ي) في منتصفها وذلك في الآية الكريمة الآتية:
    قال تعالى: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [الذاريات: 47].
    وكما سبق أن ذكرنا فإن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى فهل هناك أشد من خلق السماء...؟
    { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا } [النازعات: 27]، إن زيادة حرف (ي) في كلمة (أيد) يوضح قوة وشدة السماء ومتانة سمكها وبنائها...
    إن شاء الله تعالى سوف نعرض المزيد من الدراسات في مقالات أخرى
    المراجع:
    القرآن الكريم
    1 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ج2 في تفسير الآية 185 من سورة البقرة.
    2 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي في تفسير الآيات الثلاث الأولى من سورة الزخرف.
    3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني.
    4- ((كتاب تأملات في إعجاز الرسم القرآني وإعجاز التلاوة والبيان )) للمهندس: محمد شملول

  2. #2
    الصورة الرمزية يحيى الفقير
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    رقم العضوية : 71834
    الاقامة : الاردن / عمان
    المشاركات : 630
    هواياتى : التصميم / السباحة / ركوب الخيل
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 200
    Array



    ممتاز والله يعطيك الف عافيه

    موضوع قيم سلمت يمناك
    سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


  3. #3
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    رقم العضوية : 17227



    موضوع رائع جدا

    جزاك الله خير

    وجعلها في ميزان حسناتك يارب
    [align=center][/align]


    <اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات>

  4. #4
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    رقم العضوية : 73674
    الاقامة : الفجيرة
    المشاركات : 32
    هواياتى : السفروالسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array



    يا لله : عليك لقد إست شرقت الأرض بنور ربها :
    (( كذلك فإن زيادة المبنى يمكن أن يؤدي إلى معنى التراخي أو التمهل أو التأمل والتفكر أو انفصال أجزاءه.
    - في حالة نقص حروف الكلمة فإن هذا يعني إما سرعة الحدث أو انكماش المعنى وضغطه أو تلاحم أجزائه.{5}.


    كيف جررت محبرتك التراثية والسياحية : ومن : عهد زرقاء أليمامه :
    لك : طرح ( سر ) حديث الركبان :

    اندمجت اندماج في سحر بعض شطحات المحرر يا لها من أعجوبة لك : لا يقبل القسمة على 2 :

    مع تحيات : المعقب :
    التعديل الأخير تم بواسطة عشق الفجيرة ; 07-10-2010 الساعة 07:42 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    رقم العضوية : 61554



    الموضوع ممتاز وبارك الله فيك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. [عاجل] مستر كيف) O.o°¨ مقابلة مع القسيس الذي يريد ان يحرق القران ( فيديو )‎
    بواسطة ابو تركي 1976 في المنتدى الأخبار
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-09-2010, 04:07 AM
  2. بث مباشر على سطح مكتبك
    بواسطة طائر الدرر في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-09-2010, 02:45 AM
  3. " يوم من رمضان "الدرري يحيى الفقير
    بواسطة يحيى الفقير في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 29-08-2010, 11:23 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط