شعار قناة الجزيرة القطرية
غزة - إبراهيم أحمد، دبي - رويترز
قالت شبكة تلفزيون الجزيرة القطرية إن مصدر التشويش على تغطيتها لمباريات كأس العالم لكرة القدم في حزيران (يونيو) الماضي جاء من الأردن، متراجعة عن اتهامها السابق لمصر بأن التشويش حصل على أراضيها، وتسببت تلك الاتهامات في أزمة بين البلدين على المستوى الإعلامي.

وواجهت الجزيرة، الحاصلة على الحقوق الحصرية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لبث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشويشاً على بعض المباريات التي بثتها عبر قنواتها الرياضية، ومن بينها اللقاء الافتتاحي بين جنوب إفريقيا والمكسيك.

وقالت الشبكة القطرية: "الجزيرة تؤكد أن مصدر التشويش على بث (كأس العالم) 2010 جاء من الأردن". وأضافت "سنطالب الحكومة الأردنية بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة".

ويأتي تأكيد الجزيرة، التي لم تعط المزيد من التفاصيل حول المسألة، بعدما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية أول من أمس أن التشويش على القناة القطرية تم تعقبه واكتشف أن مصدره في الأردن.

ووفقاً للصحيفة البريطانية التي قالت إنها حصلت على هذه المعلومات من مصادر سرية، فإنها اطلعت على وثائق تدل على أن مصدر التشويش كان من منطقة السلط القريبة من العاصمة عمّان.
نفي أردني
ونفت السلطات الأردنية في وقت سابق الخميس مزاعم الصحيفة البريطانية. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مصدر حكومي قوله: "هذه الادعاءات باطلة وغير مقبولة.. والحكومة مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق، وواثقة من أن مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات".

كما نقلت صحيفة "الدستور" الأردنية في عددها الصادر الخميس عن مصدر حكومي رفيع المستوى تأكيده أن الأردن ليس في وارد التشويش على أي محطة تلفزة عربية أو أجنبية، وليس من سياساته ذلك، كما أنه لا يملك مثل هذه الإمكانات، وليس في وارد الأردن مناكفة أي وسيلة إعلام، لأنه يؤمن بحرية الإعلام في الداخل والخارج.

وتساءل المصدر عن سبب إثارة هذا الموضوع بعد ثلاثة أشهر على انتهاء المونديال الذي احتضنته جنوب إفريقيا، وتوقف خلاله بث الجزيرة الرياضية، التي كانت تملك الحقوق في منطقة الشرق الأوسط، أكثر من مرة، وهو ما أثار حفيظة الكثير من مشاهديها الذين أخذوا عليها عدم قدرتها على تأمين التغطية المستمرة وبشكل طبيعي، رغم ارتفاع ثمن البطاقات التي طرحتها القناة في الأسواق.
وثائق وأدلة
واستندت الصحيفة في تقريرها الذي أعده محرر الشرق الأوسط إيان بلاك، على مصادر وصفتها بالموثوقة. وقالت إن لديها وثائق تدل على أن مصدر التشويش كان من منطقة السلط الأردنية قرب العاصمة عمّان، وذلك اعتماداً على تحليلات فريق تقني يعتمد تكنولوجيا خاصة بتحديد الأماكن الجغرافية.

وحدّد الفريق التقني المكون من مجموعة خبراء كما ذكرت الصحيفة، موقع التشويش بالإحداثيات التالية: 32.125 درجة شمالاً و35.766 درجة شرقاً. وطبقاً للصحيفة فإنه من غير المرجح أن يكون التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات الأردنية.

ومن المعروف أن التشويش الفضائي هو عبارة عن إرسال إشارات تعمل على تعطيل الإشارة الأصلية لمنع استقبالها على الأرض من القمر الصناعي. وهو من الأعمال غير القانونية بموجب المعاهدات الدولية.

وفي مقابلة تلفزيونية بُثت في وقت لاحق، أكد محرر التحقيق الصحافي المختص في شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك، أن الصحيفة لها مصادرها وهي لن تكشف عنها في الوقت الحالي، لكن تلك المصادر ذات مصداقية تامة وأن المعلومات التي لديها مؤكدة.

ويرى المراقبون أن الاتهامات الموجهة للأردن قد تثير عاصفة من ردود الفعل، وربما يكون لها انعكاسات سياسية.

واتهمت الشبكة القطرية خلال أحداث المونديال بشكل غير مباشر الشركة المصرية للقنوات الفضائية "نايل سات" بالتشويش على بثها، وهو ما نفته الشبكة المصرية بشكل قاطع، وحثت الجزيرة الرياضية مشاهديها على متابعة المباريات بشكل أفضل على ترددات القمر الصناعي "عرب سات"، في إشارة إلى تدخلات ومحاولات تشويش من جانب "نايل سات".






http://www.alarabiya.net/articles/20...30/120819.html