المثقفون كانو ا يعولون على هذه التظاهرة
نواكشوط - سكينة اصنيب
أعلنت وزيرة الثقافة الموريتانية تخلي بلادها عن تنظيم "نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011"، مما أثار موجة من الغضب والسخط في أوساط المثقفين الذين اعتبروا القرار مسيئاً لسمعة "بلاد المليون شاعر" ومكانته الأدبية في العالم الإسلامي والعربي.

وأكدت وزيرة الثقافة سيسه بنت الشيخ تخلي موريتانيا رسميا عن تنظيم الاحتفالية بسبب عجز الوزارة، والمرافق الحكومية عموما، عن استضافة الحدث ولعدم جاهزية اللجان الحكومية التي اختيرت لإدارة المشروع.

وقالت وزيرة الثقافة والشباب والرياضة في مؤتمر صحفي بنواكشوط إن قرار تأجيل احتضان انواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية 2011، عائد إلى عدم استعداد موريتانيا للحدث بشكل عام، وغياب بنى ثقافية أو منشآت عامة قادرة على احتضان الاحتفالية.

وأوضحت أن هذا القرار اتخذ بعد دراسة معمقة لنتائج ثمانية أشهر من التحضير على مستوى اللجنة الفنية التي صادقت عليه بالإجماع مع موافقة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الاسيسكو"، وأضافت أن هذه اللجنة تضم شخصيات مرجعية ثقافية تمثل معظم قطاعات الدولة.

وأشارت الوزيرة أن القرار باتخاذ انواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية صودق عليه في اجتماع وزراء الثقافة في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بالجزائر سنة 2004، وتم التأكيد عليه في مؤتمر الوزراء بطرابلس في ليبيا 2007، إلا أن الشروط الواردة في دفتر الالتزامات لم يبدأ العمل فيها إلا سنة 2010 حيث قامت الدولة بوضع آليات لتحضير هذا الحدث الهام.

وقالت إن التحضيرات لاحتضان موريتانيا لهذه التظاهرة ستظل متواصلة في انتظار توفر المنشآت والبنى التحتية لاستضافتها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر لوزراء الثقافة في منظمة الدول الإسلامية.

ويقول مراقبون إن القرار كان متوقعا بسبب ضعف التحضير للتظاهرة والمشاكل المطروحة التي تعاني منها الوزارة، ومن المتوقع أن يؤثر القرار على علاقة المثقفين الموريتانيين بالقطاعات الحكومية لاسيما وزارة الثقافة التي يتهمونها بأنها السبب وراء التخلي عن تنظيم هذه التظاهرة التي كانوا يعولون عليها للرفع من شأن الثقافة الموريتانية.

وقد أنقذ اختيار مدينة تلمسان الجزائرية عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 الى جانب نواكشوط، المنظمة من الحرج الذي كان سيسببه تخلي نواكشوط عن التظاهرة قبل فترة قصيرة من انطلاقته.

وقد أثار حينها اختيار مدينة تلمسان الجزائرية عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 استياء كبيرا في موريتانيا التي سبق أن اختيرت عاصمتها نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية لنفس العام، واتهمت أوساط ثقافية وإعلامية موريتانية السلطات بالتراخي في الإعداد للحدث والإعلان عن إجراءات تنظيمية ومالية للاحتفاء بنواكشوط لأول مرة عاصمة للثقافة، مما حدا بالمسؤولين عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) إلى البحث عن مدينة أخرى واختيار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية.

وأثار الموضوع جدلا واسعا وسط تبادل التهم بين الأوساط الحكومية والثقافية.

ويأتي تخلي نواكشوط عن الاحتفال بها كعاصمة للثقافة الإسلامية بعد أيام من إعلان موريتانيا عن انسحابها من تصفيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لأسباب مادية بعد رفض الوزارة تسديد المستحقات المترتبة عليها للاتحادية الوطنية لكرة القدم وعجز الأخيرة عن توفير أموال من شأنها ضمان توفير النقل للاعبين المشاركين في التصفيات.

ويقول المراقبون إن وزارة الثقافة والشباب والرياضة التي أعلنت تخليها عن تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية وانسحابها من تصفيات أمم إفريقيا، تعاني من مشاكل متراكمة تجعلها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها.

وأضاعت فرصة موريتانيا في التأهل للنهائيات لاسيما أن مجموعتها تضم منتخبات متواضعة، حيث تضم المجموعة كل من بوركينافاسو وناميبيا وغامبيا. ومن المتوقع أن تواجه موريتانيا عقوبات من الاتحاد الإفريقي بعد انسحابها المفاجئ وغير المبرر.


http://www.alarabiya.net/articles/20...28/117829.html