- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 53

الموضوع: يـــــوم كنت ملكـــــــة / قصة على حلقات

  1. #31
    الصورة الرمزية ابو تركي 1976
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    رقم العضوية : 9660
    الاقامة : جدة
    المشاركات : 2,862
    هواياتى : الإنترنت + الهدوء والرومانسة
    My SMS : و إن حكمت جارت علي بحكمها =ولكن ذلك الجور أشهى مـن العـدل
    MMS :
    إم إم إس
    18
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 986
    Array



    ما شاء الله عليك وعلى قلمك
    تقبلي مروري

  2. #32
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو تركي 1976 مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله عليك وعلى قلمك


    تقبلي مروري

    شكرا لك أخى الكريم

    تشرفت بمرورك

    وتسعدنى متابعتك

    تحيتى
    عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح .. فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ..

    ولتبدأ من جديد .. فالحياة فرص مستمرة فلا تضيعها هباء ...
    *** أرجوكم إدعو لجدتى بالمغفرة والرحمة ***

  3. #33
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (14)

    ما أجمل العودة للحياة من جديد .. أنا الآن أفضل بكثير والحمد لله .. هناك بعض آثار من التعب على وجهى وقد هزل جسمى بعض الشىء .. حين تأملت نفسى فى المرآة لم تعجبنى كثيرا تلك القابعة بداخلها .. لابد من بعض العناية الخاصة سريعا حتى لا أفقد رونقى .. هذا المظهر لا يليق بملكة أبدا .. اتخذت قرارى سريعا .. اتصلت بحسام واستأذنت منه للخروج فى مشوار عاجل

    بالطبع ذهبت لمصففة الشعر التى أثق بها وقد قامت باللازم وأزالت أثر الإجهاد عن شعرى ووجهى أيضا حيث قامت بالعناية ببشرتى المرهقة
    وقامت كذلك بقص خصلات شعرى بعض الشىء وصففته بطريقه أنيقة .. الحق أننى قد عدت شهد التى أعرفها .. وشعرت بالرضا عن نفسى ومن ثم عادت الملكة فى ثوبها الجديد إلى مملكتها

    ورغم كونى ما زلت فى مرحلة النقاهة إلا أننى قمت بإعداد طعام الغذاء وأعددت كل شىء لاستقبال حسام عند عودته من العمل
    وحضرت المائدة أيضا حتى لا يشغلنى شىء عند وصوله

    وانتظرت فى صبر موعده وأنا أتخيل نظرة الإعجاب بعينيه حين يرانى وقد أصبحت عروس من جديد .. ستكون مفاجأة رائعة

    وأخيرا عاد زوجى العزيز .. جلست فى مقعدى بشموخ كملكة تعتلى عرشها وزينت وجهى بابتسامة مشرقة .. جلس على أريكته المفضلة وأرجع رأسه للخلف بعينين مغلقتين .. لا بأس لابد أنه مرهق من العمل .. خذ وقتك يا حسام .. وسأنتظرك

    مرت لحظات وأنا أراقبه .. ثم ما لبث أن فتح عينيه ونظر لى .. ابتسمت فى وجهه وقلبى يتواثب فى صدرى .. وأذناى على أهبة الاستعداد لتلقى ترددات كلماته وعقلى ينتظر ليحللها ويبعث دفقات السعادة لتصب فى أعصابى المتوترة

    - جميل .. جميل جدا

    تلك كانت كلمات زوجى .. وأخيرا يا حفيد (أبو الهول) شخصيا قد تعلمت كيف تتحدث لملكتك الجميلة .. كدت أقفز فرحا قبل أن يقول وهو يدور برأسه نحو مائدة الطعام

    - لقد حضرتِ طعام الغذاء .. كم أنا جائع جدا

    وقام متوجها لغرفة النوم ليبدل ثيابه .. وتركنى بقلب محبط وأذنين مندهشتين وعقل متوقف عن العمل وأعصاب متهاوية من الخذلان

    للحظات بدوت كعروس (ماريونيت) وقد تقطعت كل خيوطها وأصبحت مثار للشفقة .. كيف تجرؤ على فعل هذا بى يا حسام؟ .. كيف طاوعك قلبكِ يا زوجى؟ .. ما الذى غيرك هكذا بعد زواجنا؟ .. كيف تحول حسام خطيبى الرقيق المهذب الذى كان يعاملنى كملكة فى فترة خطوبتنا والذى لم يكن لتفوته أى تفصيلة صغيرة منى دون أن يلاحظها ويبدى رأيه فيها إلى ذلك الكائن الفظ .. ما الذى تغير يا حسام؟ .. أنا مازلت شهد .. بل وأصبحت زوجتك وشريكة حياتك ونصفك الآخر .. كيف بعد تقاربنا إلى هذا الحد تبتعد أنت عنى آلاف الأميال .. كيف تهجر دفء قلبى وتسكن جبل من جليد قد منحك برودته التى لا تُحتمل وأصاب حواسك كلها بالعطب .. ما الذى تغير يا حسام؟ .. أجبنى

    كان عقلى يصرخ به ولكن من قال أننى مهما تكلمت سأحصل على جواب من أبى الهول هذا .. لا يا حسام .. لست أنا من تظنها .. أنا لا أتهاون فى حقى ولا استسلم بسهولة لتحيلنى إلى قطعة أثاث لا فائدة منها ولا دور لها فى الحياة سوى ما تقرره أنت

    أفق يا عزيزى .. أنا الملكة هنا وسأظل كذلك برغمك

    إن كنت من صخر .. سأفتت قسوتك
    إن كنت من ثلج .. سأذيب برودتك

    إن كنت قدمت من القطب الشمالى .. فقد أتيت من قلب الشمس

    إنها الحرب بيننا يا حسام .. ولتستعد لها يا زوجى

    *******************
    حب عمرك الذى حلمت به سنوات ودعوت الله أن يجمعك به ويقربك منه .. هو ذاته الذى بين يديك الآن لم يتغير .. لا تعامله كشىء ملكته وألقيت به فى خزانتك ثم تنسى كل شىء عنه .. احفظ نعمة الله التى منحك إياها ولتعلم أن زوجتك كائن حى يزخر بالمشاعر ويختلف تماما عن كل ما تحويه خزانتك
    ***********************

  4. #34
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (15)

    بدأت العمل بهمة ونشاط .. ونزحت طبقات الثلج عنى وعن أرجاء مملكتى .. غيرت ترتيب قطع الأثاث .. وزينت أركانه بلمساتى الخاصة .. أثرت جوا من الألوان والبهجة على كل شىء .. وصرت أنا كذلك فراشة ملونة بألوان الربيع .. أتنقل بخفتها يتبعنى شذى الورود فى كل مكان .. لقد أطلقت طاقة من الحيوية لم أظنها فىّ يوما والفضل لشريك حياتى الجليدى .. لابد أنه سيذوب فور دخوله البيت .. تلك البهجة التى تنطق من كل ما حولى وذلك الدفء المنبعث من كل ركن سيقومان باللازم .. مهلا .. هذا ليس كل شىء .. فقد تعودت على عينى حسام الزجاجيتين اللتين لا تلتقطان فيما حولهما سوى الطعام الموضوع على المائدة .. لا يهم .. سيلحظ يوما ما أن هناك تغييرات عدة تدور حوله .. تغييرات جذرية

    وصل حسام وتعرفون كيف يصل إلى البيت عادة وبأية حالة .. المهم أننى لم أكن فى شرف استقباله ككل يوم .. كنت فى حجرتى أرتدى فستانى الجديد ذو اللون الأحمر النارى .. وأرتب اكسسواراتى الجميلة .. وأبتكر فى تصفيف شعرى بشكل مختلف .. وأجرب كل ألوان أدوات التجميل الخاصة بى .. وأفعل كل ما بإمكانه أن يستغرق كل يومى قبل أن أخرج لاستقبال زوجى العزيز .. وقد سمعته يهتف باسمى مرة أو مرتين وقد تعمدت تجاهله تماما حتى وجدته ماثلا أمامى وهو يقول

    - أنتِ هنا إذن .. لم لا تردى علىّ

    نظرت نحوه بابتسامة كبيرة وبراءة الأطفال فى عينىّ

    - أهلا حبيبى .. متى وصلت؟

    نظر نحوى قائلا

    - أنا هنا منذ عشر دقائق .. ألم تسمعينى وأنا أناديكِ؟

    تصنعت الدهشة وأنا أقول

    - حقا .. لم ألحظ ذلك .. فقد كنت مشغولة

    قلب عينيه فيما حولى قبل أن يسأل

    - ما الذى يشغلك؟

    لمست وجنته برقة وأنا أقول

    - هناك الكثير جدا .. لا ترهق نفسك به .. هيا بدل ملابسك وسأذهب لتحضير الغذاء

    تركته وخطوت للخارج فى خفة .. تاركة نظراته المندهشة خلفى ترتطم بالفراغ

    جلست على المائدة التى زينتها جيدا وتناولت الطعام وأنا أسرد على مسامع حسام بعض الأحاديث اللطيفة والابتسامة لا تفارق وجهى وكنت أصطدم بنظراته المندهشة أحيانا والغير مستوعبة أحيانا أخرى .. لابد أنه يتساءل بينه وبين نفسه عما أصابنى

    - هل شبعت يا حبيبى؟
    قلتها بابتسامة رقيقة

    قال بتوجس وهو يمسح فمه بالمنديل
    - هل هناك شىء؟

    - بالطبع
    قلتها بجدية كبيرة جعلت عيناه تلتصق بى وكأننى سأخبره عن سر الأسرار

    - هناك حلوى لذيذة .. سأحضرها فورا
    قلتها بشقاوة وأنا أحلق نحو المطبخ تاركة فمه مفتوحا وعيناه تحدقان فى مقعدى الشاغر وخلايا عقله قد أصيب بعطب جديد


    جلست جواره بعدما ناولته الطبق الخاص به .. وأخذت أتناول الحلوى من طبقى والابتسامة لا تفارق وجهى .. كنت أراه بطرف عينى وهو يلوك قطعة الحلوى ببطء وعيناه تحاصرانى وقد عرفت من طريقته الغير معتادة فى المضغ البطىء أنه يفكر بعمق

    هيا يا عزيزى .. قم بتنشيط تلك الخلايا التى يحتويها عقلك .. ووجهها نحو التفكير بملكتك بعض الشىء ..

    كنت أشاهد التلفاز الذى يعرض برنامجا طريفا وقد تعالت ضحكاتى منى حتى دمعت عيناى وجعلت حسام يغص بقطعة الحلوى ويسعل عدة مرات .. فأسرعت بجلب كوب ماء له وأنا أقول بقلق مصطنع

    - ما بك يا حبيبى؟
    نظر نحوى لحظات بعدما جرع الماء وقد احمر وجهه وهو يقول

    - لا شىء .. أنتِ ...........

    وهنا دق هاتفى الجوال فأسرعت نحوه وأجبت عليه كانت ابنة خالتى وصديقتى العزيزة التى انشغلت عنها منذ زواجى وكانت تريد منى مساعدتها بشأن ترتيبات زواجها القريب والذهاب معها لبعض المشاوير الهامة لكل عروس

    أنهيت مكالمتى معها وأنا أقول بصوت مرتفع بلغ مسامع حسام
    - بالطبع يا حبيبتى .. يسرنى ذلك .. ولكن سأستأذن حسام أولا

    توجهت نحوه وأنا أقول بلطف
    - هل أنت بخير الآن يا حبيبى؟

    هز رأسه فى صمت فابتسمت فى وجهه وأنا أقول
    - لقد كانت هناء ابنة خالتى تحدثنى الآن وطلبت منى مساعدتها فى بعض التجهيزات فقد اقترب موعد زفافها

    ولمست وجهه برقة وأنا أقول بنعومة
    - هل تسمح لى بالذهاب إليها يا حبيبى

    نظر لعينى لحظات قبل أن يهز رأسه موافقة كالمسحور فطبعت قبلة على خده وأنا أقول بمرح
    - شكرا لك يا حبيبى

    تباطأت وأنا أخطو نحو غرفتى ولعله أفاق فجأة فقد استوقفنى سؤاله بعدما ابتعدت عنه بضع خطوات
    - كيف ستذهبين إلى هناك؟

    التفت نحوه وقلت
    - سأستقل سيارة أجرة

    هز رأسه بصمت ثم سألنى مجددا
    - وهل ستذهبان لمكان ما معا؟

    - بالطبع يا حبيبى هناك الكثير من المشاوير الهامة كما تعرف

    - وكيف ستتنقلان إذن .. بسيارات أجرة أيضا؟

    - لا يا حبيبى .. سيكون ذلك صعبا .. سنحتاج سيارة خاصة بالتأكيد

    نظر نحوى بتساؤل فأجبته بسرعة
    - سيقوم أخوها هشام بتوصيلنا

    انتفض من مكانه فجأة وهو يهتف باستنكار
    - مــــن؟

    قلت ببراءة
    - هشام

    - أليس هو ... هذا ....

    وأخذ يطوح يده فى الهواء ويضيق عينيه كمن يريد تذكر شيئا ما فأسرعت أجيبه

    - نعم هو هشام ابن خالتى .. لقد رأيته عدة مرات .. ألا تذكره؟

    لمعت عيناه بنظرة جديدة علىّ وهو يقول من بين أسنانه

    - بلى أذكره جيدا .. جيدا جدا

    كتمت ضحكة كادت تفلت منى فأنا أعرف تأثير هشام الوسيم جيدا وتصنعت الدهشة وأنا أقول
    - ماذا بك يا حسام؟

    نظر لى بغضب مكتوم وهو يقول
    - لن يوصلك ابن خالتك هذا إلى أى مكان

    قلت بعدم فهم
    - ماذا تعنى؟

    أجاب بنبرة غاضبة أكثر
    - كما سمعتى

    قلت برجاء
    - ولكن هناء بحاجتى وأنا صديقتها الوحيدة .. لا يمكننى التخلى عنها

    أجابنى بنظرة رفض

    قلت برجاء
    - أرجوك يا هشام .. أنا ......

    تغيرت ملامح وجهه وهو ينظر لى نظرة مرعبة وأمسك بذراعى وهو يقول بغضب
    - ماذا قلتِ؟

    تصنعت الاضطراب وأنا أردد
    - أنا آسفة حقا .. لا أدرى ماذا أصابنى؟ .. لكن اسميكما متشابهين كثيرا

    هتف قائلا بحنق وهو يضغط على ذراعى أكثر
    - لا يا شهد .. لسنا متشابهين ولا حتى اسمينا .. يوجد اختلاف جوهرى بيننا وهو أننى زوجكِ يا شهد

    رسمت نظرة خوف فى عينى وانكمشت فى نفسى وأنا أردد
    - آسفة يا حسام

    زفر بقوة ثم أفلت ذراعى وأغمض عينيه للحظات قبل أن يقول
    - سأقوم بتوصيلكما بنفسى

    أخفيت سعادتى وأنا أسأله
    - هل تعنى أنك ستتخلى عن النوم بعد الغذاء؟

    أجابنى من بين أسنانه
    - نعم

    أعدت سؤاله بدهشة أكبر
    - وستتخلى أيضا عن خروجك المسائى اليوم

    أجابنى بنفاذ صبر
    - نعم .. نعم يا شهد

    ثم توجه نحو الغرفة قائلا
    - سأبدل ملابسى

    وتوقف فجأة والتفت نحوى قائلا
    - بدلى ثيابكِ أنتِ أيضا .. أو تودين الذهاب بفستانكِ الأحمر هذا؟

    أجبته بسرعة
    - بالطبع سأبدل ثيابى .. هذا الفستان الأحمر من أجل عينيك فقط يا حبيبى

    نظر نحوى قليلا قبل أن يمضى فى طريقه نحو الغرفة ثم توقف مجددا وهو يلتفت نحوى قائلا
    - وأيضا أزيلى كل تلك الألوان عن وجهكِ .. أم تريدين الخروج بها؟

    أجبته بابتسامة
    - ومنذ متى كنت أخرج متبرجة يا زوجى

    نظر نحوى كطفل غاضب قبل أن يمضى نحو الغرفة
    ثم التفت لى مجددا قائلا بنبرة غاضبة
    - شهد .. إياكِ أن تخطئى فى نطق اسمى مجددا .. وتلك آخر مرة تقارنين فيها بينى وبين هذا الهشام أو حتى بين اسمينا .. مفهوم

    ثم صفق الباب بغضب أشعل سعادتى وأضاء وجهى وأيقظ كل حواسى وأعاد كل مشاعرى للحياة من جديد

    توهجى يا نار الغيرة واسكبى حرارتكِ فى قلبه وأذيبى الثلج عن مشاعره وأصلحى عطب حواسه وأعيديه لى زوجا من لحم ودم

    الآن فقط انتبهت لزينتى وفستانى

    آه يا زوجى الغيور

    **************

    غيرتك الطبيعية على زوجتك تشعرها بالسعادة والأمان إلى جوارك
    **************

  5. #35
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (16)

    استغرقت مشاويرى مع هناء عدة أيام .. كانت سعادتى كبيرة بمرافقة حسام لنا وتغييره لروتين حياته من أجلى .. رغم كونى كنت ألمح نظرات الغيظ المكتوم فى عينيه ناهيك عن نظرات الغيرة القاتلة التى تقفز من عينيه بشراسة كلما طلبت منه هناء أن يستريح قليلا وأخبرته أن بإمكان هشام أن يقوم بمرافقتنا بدلا منه .. كانت هى تشعر بالحرج لا أكثر وخشيت أن ينفجر بها حسام ويصب عليها جام غضبه فكنت ألاحق حديثها بأن حسام يسعده جدا مرافقتنا وكنت أوجه بعدها ابتسامة كبيرة لوجهه العابس علها تخفف من وطء مشاعره الملتهبة ..

    أعترف أننى اقتربت من منطقة خطرة جدا .. وأن علىّ أن أحذر جيدا وأتجنب إثارة غيرة حسام مرة أخرى

    لم أعرف أن جبل الجليد هذا سيذوب بتلك السرعة بل ويتحول لبركان يصب الحمم دون توقف .. لقد تغير حسام كثيرا .. وكم أخشى من تغيره المفاجئ هذا .. هناك جوانب جديدة لم أتعرفها فيه من قبل .. أخشى أننى قد قمت بإيقاظ المارد من سباته الطويل وهو الآن طليق ولا يكف عن ملاحقتى ومحاصرتى بنظراته وأفكاره التى لا أعرف كنهها بعد والتى لا أشك فى أنها تدور حول محور واحد يدعى شهد

    أى عقاب جلبته على نفسى!!

    مضت الأيام سريعا وجاء يوم زفاف هناء والذى كنت أخشاه لأسباب تعرفونها .. فقد نجحت فى أن أتحاشى لقائى بهشام الفترة الماضية ولكن بالتأكيد لا مفر من أن أقابله اليوم فى زفاف شقيقته .. وكم أخشى تلك المقابلة التى لا أعرف ما قد تسفر عنه .. فجأة انحصر العالم عن كل البشر فلم يعد فى مجال رؤية حسام سوى ابن خالتى المسكين الذى لا يدرى أى مصيبة جلبتها على رأسه والذى كان يعتبرنى شقيقته الثانية وأعده أنا أخى الأكبر

    عذرا منك يا هشام على تلك الورطة ... سامحنى أرجوك

    ذهبنا إلى الحفل بعدما تفقد حسام كل شبر وكل تفصيلة فىّ من أعلى رأسى حتى كعب حذائى .. ألم أخبركم أنه تغير كثيرا .. ووصلنا إلى قاعة الاحتفال وقمت بتحية أفراد العائلة الذين كانوا فى استقبالنا وحمدت الله كثيرا كون هشام لم يكن معهم .. وجلست جوار حسام بالقرب من مكان العروسين

    كانت عيناه تدوران فى القاعة بحثا عن شخصا ما وكانت عيناى تختلسان النظر فيمن حولى بحثا عن ذات الشخص .. ويبدو أنه أحس بشوقنا الكبير له فقد وجدته عند رأسى وابتسامته المشرقة تضىء وجهه الوسيم وهو يرحب بنا بتهذيبه المعهود

    انكمشت مكانى وقد نسيت تماما ما يجب أن يقال واكتفيت بابتسامة بلهاء على وجهى ابتلعتها فورا حين وجدت حسام يقوم من مكانه ببطء وتعبير عجيب يكسو ملامحه وهو يمد يده نحو هشام وللحظات ظننت أنه سينقض عليه ليمزقه أربا ولكنه لدهشتى قد مد يده إليه ليصافحه .. نظرت لكفه بفزع وخشيت أن يطحن عظام هشام المسكين بقبضته القوية .. ولكنه أطلق سراح يده وتأكدت أنها سليمة ولله الحمد وأطلقت تنهيدة ارتياح خافته حين غادرنا بهدوء .. التفت نحوى حسام ودفنت أنا نظراتى تحت المائدة حتى لا أرى ذلك التعبير المرعب على وجهه

    لا أطيق ذلك الاحساس الجارح بكونى متهمة .. لا أحتمل تلك السهام القاتلة التى تصوبهما عينى حسام إلى قلبى .. لا أقبل تلك التلميحات المخيفة التى تختبىء خلف ملامحه الجامدة

    يجب أن تتوقف تلك المهزلة يا شهد .. تبا لحماقتكِ

    *********************
    خيط رفيع بين غيرتك على زوجتك وشكك بها .. قد تُسعد زوجتك بالأولى وقد تخسرها بالثانية .. انتبه أيها الزوج الحكيم
    ********************

  6. #36
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (17)

    آتون مشتعل .. حمم بركان .. قطعة من الجحيم .. هذه هى مملكتى الجديدة .. يا إلهى كيف انقلب رجل الثلج إلى ذلك المارد النارى بتلك السرعة .. كيف اشتعلت النيران التى دُفنت تحت الرماد منذ زمن فجأة .. كيف ثار البركان الخامد منذ دهور وصب جام غضبه فوق رأسى بلا سابق إنذار .. هذا الرجل لا توجد عنده منطقة وسطى لأى شىء .. فقد انتقل فجأة من القطب الشمالى إلى خط الاستواء بل إلى حدود الشمس أو عله قلب الجحيم ذاته .. صرت أتصبب عرقا إذا ما جلست جواره للحظات .. كيف تنبعث تلك الحرارة منه وكأنه تحول إلى مدفئة بشرية

    انسوا حسام القديم فقد اختفى للأبد وحلت محله قاذفة لهب

    وقد تبدل كل شىء فيه وكل تفاصيل حياته قد انقلبت رأسا على عقب
    لم يعد لحسام هواية أخرى خلاف مراقبتى طيلة اليوم .. أشعر أنه يعد علىّ أنفاسى .. يتسلل داخل أفكارى .. يفتش حجرات قلبى ويستجوب كل خلية فىّ .. ما الذى تبحث عنه يا حسام بربك؟ .. لقد أتعبتنى كثيرا

    كنت غارقة فى أفكارى تلك حين شعرت بلسعة النار قربى .. رفعت عينى ووجدته أمامى يتفحصنى بصمت قبل أن يقول
    - فيم أنتِ شاردة؟

    لقد مللت هذا السؤال العجيب الذى يطرحه علىّ حسام مائة مرة فى اليوم كلما جلست صامتة بضع ثوان .. هذا لا يطاق

    ابتلعت ضيقى وأجبته بابتسامة زائفة
    - لا شىء يا حبيبى

    ظل ماثلا أمامى كبرج مراقبة .. ابتعدت بعينى عنه وتشاغلت بمشاهدة التلفاز قبل أن يدق هاتفى وقبل أن أمد يدى إليه كانت يد حسام قد سبقتنى إليه على غير عادته ونظر لشاشته قليلا قبل أن يناولنى إياه

    أخذته من بين يديه بنظرة دهشة ثم أجبت عليه دون أن أعرف المتصل لتشتت ذهنى وقد فوجئت بكونها هناء قد اتصلت لتطمئننى عليها كما وعدتنى .. مكالمتها أزاحت بعض توترى وأشغلتنى عن حسام الذى يراقبى كالصقر .. ولكن ما لبث توترى أن عاد بقوة فور حديثها عن هشام والذى ذكرته بعفوية ولكن يبدو أن شيئا ما قد لفت انتباه زوجى لارتباكى .. فقد فوجئت به يشير لى بأن أقوم بتشغيل مكبر الصوت من هاتفى .. نظرت له بذهول بينما اشتعلت عيناه بنظرة مخيفة وهو يشير لى بصرامة لأفعل ما يريد .. ولحرجى الشديد لردة فعل غير مناسبة قد تصل لمسامع هناء فقد قمت بفتح مكبر الصوت فعلا وقلبى يتواثب فى صدرى خشية أن يسمع حسام حديثها عن أخيها ويترجمه بطريقته الخاصة
    ولكنها كانت قد تجاوزت عن هذا الحديث لحسن الحظ ثم أنهت محادثتها معى

    ظل الهاتف يرقد فى كفى ونظراتى الذاهلة فوقه وشعور بالخزى والمهانة يجثم على روحى حد الاختناق .. تجمدت على حالتى تلك للحظات قبل أن أرفع عينين غاضبتين نحوه لتصطدم بنظرة لا أعرف لها معنى ترقد بين عينيه قبل أن يقوم من مكانه ويتجاوزنى نحو الغرفة بصمت

    ********************

    إن بعض الظن إثم
    ********************

  7. #37
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (18)

    هناك شىء ما قد كسر فى أعماقى .. هناك صفعة خفية قد هوت على كرامتى .. هناك نصل سكين مغمود بقلبى الذى بدأ ينزف حب حسام من أعماقه .. إلى هنا وقف مكانك يا زوجى .. لو وصل الأمر بك إلى أن تشك بشهد .. فشهد لن تقبل ذلك .. لن تقبله أبدا

    عاد الصمت المخيف يلفنا .. كلا منا يسبح فى أفكاره الخاصة التى لا مجال للحديث عنها .. وكلا منا يراقب الآخر كجبهتى حرب .. كيف وصل الأمر إلى هنا؟ .. كيف تتخطى الحدود الحمراء يا حسام؟ .. كيف تسحب منى ثقتك بى وتعاملنى كمذنبة؟ .. كيف ترسلك أفكارك السوداء إلى الجحيم وتود أن تجذبنى إليه معك؟ .. أى حياة جعلت لنا معا يا حسام .. بل أى موت هذا

    نعم أنا أفضل الموت عشرات المرات على أن أحيا لأرى نظرتك تلك لى .. أنا هى شهد يا حسام التى لم تعرف أحد قبلك ولم تحب سواك .. تلك هى الحقيقة التى يجب أن تعرفها وتعترف بها ولتكف عن جنونك هذا الذى سيودى بحياتنا معا إلى طريق مسدود

    دقات الهاتف أخرجتنا معا من أفكارنا ومد كلا منا يده إلى جهازه .. لقد كان هاتف حسام .. نظر لى للحظات قبل أن يرد عليه وتشاغلت أنا بالعبث فى هاتفى لأفرغ به توترى .. لم يكن من عادتى أن أنصت لمحادثات حسام على الهاتف حيث أنه يتحدث فى العادة بصوت عال يسمعه الجيران .. ولكن نبرته تلك المرة لم تريح أذنى كثيرا .. كما أن كلماته كانت مبعثرة ومرتبكة بطريقة أثارت انتباهى ودفعتنى للتظاهر بالانشغال الشديد بالهاتف بينما شحذت كل قواى فى أذنى التى تستقبل كلماته ويحاول عقلى فهمها ويعمل على ذلك بسرعة كبيرة قبل أن يتوقف تماما وكأنه أصابه عطب ما فور ما نقلت إذنى تلك الكلمة إليه (شيرين) .. هل قال شيرين؟ .. لابد أننى سمعت خطأ .. قد يكون قال حسين أو أمين .. ولكن كيف قفز حرف الـ (ش) هذا إلى أذنى؟ .. لا ما قاله هو شيرين .. أنا متأكدة من ذلك .. راقبته بطرف عينى بعدما أنهى المكالمة وقد رفع حاجبيه ومط شفتيه بطريقة من أدهشه أمر ما .. ثم ألقى بالهاتف وانشغل بالجريدة

    من شيرين هذه؟ .. ولماذا تحادث زوجى فى هذا الوقت؟ .. وما علاقتها به؟ .. أسئلة لابد من إجابة لها .. وبأقصى سرعة .. يبدو أن تلك العدوى انتقلت إلىّ من حسام .. ولكن يحق لى أن أعرف وأتبين الأمر قبل أن تنبت بذرة شك فى قلبى تجاه حسام

    كان يمكن أن أنسى الأمر تماما .. لولا أن اتصال آخر قد أصاب هاتف حسام برنين مزعج وأصاب حسام ذاته بالارتباك وقد قام لأول مرة بالابتعاد عنى قليلا ليجيب عليه بذات الكلمات المبعثرة وبالطبع ذات (الشيرين) .. هل مازلتم تشكون بشىء؟ .. لا أنا لا أشك أبدا .. أنا تأكدت تماما

    مرحبا بكِ شيرين .. لقد جئت فى موعدكِ تماما .. ولا أدرى أى حظ عثر هذا الذى أوقعكِ فى طريقى الآن .. فشحنة الغضب المكبوتة داخلى قادرة على نسف عشرة من أمثالكِ.. لا تلومى سوى نفسكِ التى سولت لكِ الاقتراب من زوجى

    عاد زوجى وتعبيرات الدهشة تغزو ملامحه وقد شرد بعينيه بعيدا .. وقد أتقنت أنا رسم اللامبالاة على وجهى وكأن شيئا من هذا لا يعنينى بالمرة .. لحظات وغادرنى وتوجه للغرفة .. لحظات كانت كافية لأفكر وأقرر وأنفذ ما لم أتخيل أن باستطاعتى فعله .. لحظات كانت كافية لانتقال آخر رقم متصل من هاتف حسام إلى هاتفى .. لحظات وكان رقم تلك الشيرين يرقد فى هاتفى بسلام لن تعرفه صاحبته بعد اليوم .. ولحسن حظك يا حسام أن الرقم غير مسجل بهاتفك .. تلك نقطة لصالحك .. لتدرى كم أنا عادلة معك

    أما أنتِ يا شيرين فاستعدى جيدا .. فلحسام ملكة لا تتهاون مع من يمسون مملكتها بسوء فما بالكِ بمليكها ذاته

    ********************
    غيرة المرأة قاتلة .. فاحذرى أيتها الدخيلة
    *********************

  8. #38
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (19)

    صفارات الإنذار تدوى فى عقلى .. انتبهى يا شهد .. احذرى يا شهد .. هناك خطر يتربص بنا .. يجب أن تنحى كل خلافاتكِ ومشاكلكِ مع حسام جانبا .. يجب أن تختفى كل مشاعركِ السلبية نحو حسام قبل أن يختفى حسام نفسه من حياتكِ

    لا تشردوا بأذهانكم بعيدا .. أعرف زوجى جيدا وأثق به .. ولكن الأمر لا يتعلق به .. الأمر يتعلق بأخرى لا أثق بها بالتأكيد .. وهى من علىّ مواجهتها وإيقافها عند حدودها التى لا تعرفها هى كما يجب

    وهذا ما كان

    لقد ابتعت خطا جديدا لهاتفى .. فما سأفعله لا يجب أن يظهر به رقم هاتفى الذى يحفظه حسام عن ظهر قلب .. وبدأت العمل بعد خروج حسام بفترة مناسبة

    صوت الاتصال الرتيب ينبعث من الهاتف يطن فى أذنى ويدفع دقات قلبى لمنافسته بخفقاتها المتسارعة وأخيرا أجابنى صوت أنثوى غنوج
    - آلو

    تلك النبرة وتلك الطريقة فى الرد على رقم غريب قد يكون لرجل قد أثارا غضبى تماما ولكنى ابتلعته فورا وأنا أجيب لأطيل الحديث

    - السلام عليكم

    - وعليكم السلام

    بذات النبرة المائعة ردت علىّ .. أى إمرأة تلك

    - عفوا أليس هذا هاتف مدام شيرين صبرى؟

    - لا .. لقد أخطئتِ الرقم عزيزتى

    أسرعت لأقول قبل أن تغلق الهاتف

    - آسفة ولكن صوتكِ يشبه صوتها كثيرا يا مدام

    ضحكت بدلال وهى تقول

    - ليس صوتى فقط بل اسمى أيضا

    أجبتها بدهشة مصطنعة

    - أحقا اسمكِ أنتِ أيضا مدام شيرين صبرى

    - لا يا عزيزتى فقط اسم شيرين لكن أنا شيرين عادل وأنا آنسة لست مدام

    أجبتها بضحكة مفتعلة

    - عفوا آنسة شيرين .. تشرفت بمعرفتكِ .. مع السلامة
    وأغلقت الهاتف فورا وصدى كلماتها وضحكتها يتردد فى أذنى .. أكاد أحترق وأنا أتخيلها تتحدث لزوجى بتلك الطريقة وتصب ضحكاتها المائعة فى أذنيه .. يجب أن أتصرف سريعا

    أين يمكن لزوجى أن يقابل تلك المرأة .. قد تكون إحدى عميلاته ولكن لو كان حديث عمل لم يبدو عليه الارتباك والدهشة لاتصالها به؟ .. علها إحدى زميلاته فى العمل .. فكرت قليلا ثم قمت بالاتصال برقم الشركة التى يعمل بها زوجى .. سألت من أجاب اتصالى عن الآنسة شيرين عادل .. فأخبرنى أنها موجودة وقام بتحويل الخط إليها وانتظرت حتى اقتحم صوتها أذنى وتأكدت من كونه يخصها ثم أغلقت الهاتف بهدوء .. حسنا يا عزيزتى .. لقد وفرتِ علىّ جهدا كبيرا فى البحث عنكِ .. ماذا تظنون أننى سأفعل الآن؟

    بالطبع تحدونى رغبة كبيرة فى زيارة مقر عمل حسام .. ولابد من سبب مقنع لذلك .. لا تقلقوا كثيرا .. سأجد واحد حتما

    ********************
    الدهـــــــــــــــــاء أنثى
    *********************

  9. #39
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (20)

    بعد تفكير قصير اتصلت بحسام واستأذنته فى الذهاب لرؤية أمى بعض الوقت .. أغلقت الهاتف بعد الحصول على موافقته .. وقمت بالاستعداد للخروج وذهبت لأمى طبعا .. هل تظنونى أكذب على زوجى .. لست أنا من تفعلها .. جلست معها بعض الوقت فقد كنت افتقدها فعلا ولكن عقلى ظل منشغلا بأمور أخرى .. بعد انتهاء زيارتى لها قمت بالتوجه مباشرة لعمل حسام .. كانت شركة كبيرة تعج بالموظفين .. سألت عن مكتب حسام .. ومضيت فى الطريق الذى وصفه لى أحد العاملين حتى وجدته .. نظرت له من خلال النافذة الكبيرة .. كان مكتب كبير نوعا ما يشاركه فيه أربعة موظفين .. رجل فى العقد الخامس من عمره تقريبا , وشاب من نفس عمر حسام وسيدة تكبرنى بسنوات عشر على أقل تقدير وشابة تكبرنى قليلا .. يصعب عليك تعرف سنها من الأصباغ التى تطلى وجهها بها بشكل مبالغ فيه ناهيك عن شعرها المصبوغ وملابسها اللافتة للنظر .. لا ينقصها سوى لافتة تعلقها على صدرها تدعو فيها أحدهم للزواج منها .. لابد أنكم عرفتموها جيدا كما عرفتها أنا من الوهلة الأولى .. كان حسام منشغل بالحديث مع عميل ما وكانت هى تختلس النظر إليه من حين لآخر .. ماذا تظن نفسها تلك الأفعى .. هل أصابها العمى حتى لا ترى تلك الدبلة الفضية التى تعانق إصبعه والتى نُحت عليها اسم شهد .. كفى عن النظر إلى ما لا يخصكِ يا أنتِ حتى لا أقوم باقتلاع عينيكِ الوقحتين هاتين بنفسى .. لم أكن وحدى التى تصب نظراتها الغاضبة عليها فقد كانت تلك السيدة زميلتها ترميها بنظرات كالشرر .. إنها تفهمها جيدا على ما يبدو .. تلك نقطة لابد من أخذها فى الاعتبار

    انتظرت حتى خرج ذلك العميل من المكتب .. وابتعدت قليلا وراقبت حسام الذى دفن وجهه بين الأوراق وتأكدت أنه لم يختلس تظرة واحدة نحو تلك الأفعى .. شكرا يا حسام .. لقد سهلت مهمتى كثيرا .. كم كان قاتلا بالنسبة لى أن أحارب فى جبهتين .. اتسعت ابتسامتى وأصلحت من هندامى وخطوت بثقة للداخل .. ما أن رآنى حسام حتى قام من مكانه وارتسمت نظرة دهشة فى عينيه .. تقدمت نحوه وسلمت عليه بابتسامة كبيرة وأبقيت يدى فى يده وأنا أراقبها بطرف عينى وقد تحول وجهها إلى لون أحمر فاق كل أصباغ وجهها .. وجلست بشموخ أمامه قائلة

    - مكتبك أنيق يا حسام .. تلك أول مرة أراه

    أجابنى بقلق

    - خير يا شهد .. هل حدث شىء؟

    أجبته بابتسامة

    - لا تقلق يا حبيبى .. لكنى نسيت المفتاح فى البيت قبل أن أذهب لأمى فجئت آخذ مفتاحك إذا سمحت حتى أقوم بإعداد الغذاء قبل عودتك

    تنهد فى ارتياح ثم أمسك بسلسلة مفاتيحه ونزع منها مفتاح البيت وناولنى إياه .. تناولته من يده وشكرته لكنه أمسك بيدى وسألنى بابتسامة أن أبقى قليلا وطلب لى كوب من العصير .. فعدت لمقعدى بسعادة واسترخيت فيه مرسلة نظرة من الطراز القادر على إذابة كتلة الابتذال الملونة تلك ومزج كل أصباغها معا بحيث لا يمكنك تمييز شىء منها


    هل رأيتم تلك الوقاحة من قبل .. الآنسة تبرج تُظهر الغيرة على زوجى دون خجل كما لو كان يخصها .. فقد ظلت ترمقنى بنظرات حارقة ولما لم تجد ذلك مجديا فقد قامت من مكانها وظلت تمر من أمامنا باستفزاز.. كأنها تود أن تستعرض نفسها أمامى بملابسها الفاضحة .. يا لها من بلهاء .. ترى هل يمكننى تجاهلها بتلك البساطة .. لابد من درس صغير يعيد لها عقلها فى رأسها الأجوف هذا

    أطلقت ضحكة خافتة من حديث حسام الذى لا يستدعى الضحك أبدا .. ثم قمت من مكانى بطريقة تبدو عفوية فى لحظة مدروسة وكوب العصير فى يدى وأنا أتحدث بحماس وأشير بيدى الحاملة للكوب فقط ليطير ما بداخله فى الهواء ويسقط فوق الهدف تماما .. لقد كانت ضربة صائبة حقا .. لم أكن أعرف أننى أجيد التصويب إلى هذه الدرجة .. ما أجمل قطراته وهى تسيل عليها من خصلات شعرها الملونة إلى وجهها المصبوغ إلى ملابسها المشينة وحتى حذاءها ذو الكعب العالى .. كان منظرها مروعا وقد أطلقت صرخة هستيرية بينما انفجر كل من بالمكتب فى نوبة ضحك هستيرية أيضا دون إبداء أى تعاطف معها .. تلك الفتاة لا تحظى بأى شعبية هنا .. تصنعت بعض الارتباك وأنا أحاول أن أزيل قطرات العصير عنها بطريقة تجعلها أكثر بشاعة وأنا أجاهد حتى لا أشارك الجميع ضحكاتهم الساخرة .. ويبدو أنها لم تحتمل فقد لاذت بالفرار من المكتب وهى ترغى وتزبد

    تصنعت البراءة وأنا أوجه حديثى لتلك السيدة زميلتها
    - يبدو أن المدام قد غضبت منى .. لم أكن أقصد أبدا

    قالت لى بعدما هدأت قليلا من نوبة الضحك
    - لا عليكِ منها .. ستأخذ باقى اليوم أجازة .. محظوظة الآنسة شيرين

    التفت نحو حسام وقلت بابتسامة كبيرة
    - لو علمت أن هذا الأمر يمنح أجازة .. لقمت بصب العصير عليك أنت حتى نعود للبيت سويا

    انفجر زملائه بالضحك ثانية وعلى ما يبدو أنهم لن يتوقفوا أبدا .. وأسرعت أنا بالخروج وأنا احتضن مفتاح مملكتى بيدى .. وابتسامة كبيرة تعلو وجهى .. وشعور بالسعادة يغمر قلبى

    مهلا يا شيرين .. لم انتهى منكِ بعد .. صبرا أيتها الوقحة

    *********************
    قد تدهشك قدرة زوجتك على الدفاع بشراسة نمرة إذا ما تعلق الأمر بامرأة أخرى لا مجال لوجودها قرب حدودك
    *********************

  10. #40
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (21)

    عليكم تخيل الأمر .. آنسة تقترب من الثلاثين سن الرعب لكل فتاة لم تحمل لقب (مدام ) بعد .. ويبدو أنها تحاول أن تحظى باللقب بأى شكل كان .. حتى لو جعلت من نفسها سلعة تُعرض على الجميع دون حياء بتبرجها وتصرفاتها المبتذلة .. وقد وجدت صيدها فى المكتب الذى يجاورها والذى صادف بكون من يحتله هو حسام زوجى .. وقد سولت لها نفسها المريضة بأن بإمكانها استمالة حسام لها بل وبلغت بها أحلامها بأن تتخيله زوج المستقبل وربما قد أقنعت نفسها بكون منصب زوجة ثانية ليس بهذا السوء .. وربما أيضا بدأت بوضع الخطط التى تتيح لها أن تقوض أرجاء مملكتى وتنتزع منى عرشى لتكون هى الملكة الوحيدة

    يالأحلامكِ التى تفوقكِ وقاحة .. من تظنين نفسكِ يا هذه .. لقد اقتربت من حقل ألغام سينفجر بوجهكِ لينسفكِ وأحلامكِ نسفا .. لست أنا تلك الملكة الغافلة التى يمكنكِ العبث فوق حدود مملكتها دون أن تلحظ ذلك .. لقد أخطأتِ كثيرا وستدفعين ثمن فعلتكِ غاليا

    لم يعد لى عمل آخر خلاف التفكير بعمق ووضع الخطط المتوالية ودراستها جيدا .. تحولت إلى قائد فى إحدى الثكنات العسكرية لا هم له سوى الدفاع عن حدوده ضد الأعداء .. وقد أدهشتنى مقدرتى تلك على التخطيط التى لم أكن أعرف أننى أمتلكها .. تلك الغريزة بداخلى التى كانت نائمة بأمان بفعل ثقتى فى حسام وفى نفسى قد استيقظت فجأة فور إحساسها بالخطر وبدأت فى العمل سريعا لتذود عن مملكتى ضد تلك الدخيلة

    نعم يجب ألا استهين بها أبدا مهما كان حجم ثقتى بزوجى .. فهى ماثلة أمامه كل يوم فى عمله ويقضى معها وقتا أكبر مما يقضيه معى ناهيك عن تبرجها وملابسها وتصرفاتها الخالية من الحياء ورغبتها فى الحصول على رجل يؤمن لها الحياة التى تتمناها ويمنحها لقب عمرها .. فقد نسجت خيوطها كعنكبوت ماهر ولا ينقصها سوى أن تدفعه إليها ليشتبك بها ولن يمكنه الفكاك من براثنها أبدا .. ومهما كان فهو رجل قد يسقط فى لحظة ضعف ووقتها لن يتمكن من النهوض ثانية .. لذا كان على الاستعداد جيدا

    اختفت كل الأشياء التى من شأنها أن توتر أجواء مملكتى .. ونحيت جانبا كل ما يثير الضيق والغضب وبالطبع الغيرة أيضا .. وأغدقت شلالا من الحب والاهتمام والحنان فوق قلب حسام ومشاعره التى تشبعت تماما ولا مجال لها للاستزادة من الآخرين ولاسيما الدخلاء المبتذلين

    هناك مكالمات دورية للاطمئنان على زوجى الحبيب فى عمله .. هناك رسائل يومية تدق هاتف حسام تصف اشتياقى له منذ غادرنى وحتى عودته .. هناك وريقات صغيرة أخفيتها فى جيوب بذلته كتبتها بمداد قلبى العاشق .. هناك تفصيلات صغيرة تلاحق حسام طوال اليوم بحيث لم يعد يرى مما حوله سوى شهد .. وشهد فقط

    وقد نجحت تماما والحمد لله فى ما فعلت واستعنت بالله عليه وقد عاد لى حسام زوجى كما أريد .. أصبحت أرى اللهفة فى عينيه فور دخوله للبيت .. أصبح هاتفى يدق عدة مرات فى اليوم ليطمئن هو علىّ من عمله .. أصبحت هناك عدة باقات من الورود تُهدى إلىّ فى أوقات مختلفة .. أتصدقون ذلك؟! .. والأهم من ذلك أصبح حسام يتجاهل الهاتف إذا ما أصابه اتصال من رقم أعرفه كما تعرفونه أيضا .. بل أنه يهرب منه ويأتى قربى كأنه يحتمى بى من ذلك الصياد المجنون الذى يطارده .. كنت أضمه بحنان وأمرر أصابعى فى خصلات شعره كأنه طفلى المدلل .. وقد سألته فى إحدى المرات عن ذلك المتصل السخيف .. فزفر بضيق وهو يخبرنى بكونه شخص لا يُطاق .. أطلق قلبى تنهيدة عميقة .. وضممته بحنان أكبر وقد وعدته بقلبى أن أحميه وأذود عنه كما لم يحلم من قبل

    لا تخف يا حسام .. لن تجرؤ تلك الوقحة على مضايقتك بعد اليوم .. لن تجرؤ أبدا

    *************************
    الحب المتبادل بينك وبين زوجتك هو حارس خاص على باب قلبك يحميه من الوقوع فى شباك الصيادين
    *************************

  11. #41
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (22)

    حان وقت تلقين تلك الأفعى درسا لن تنساه .. درسا يعيدها لجحرها مدى الحياة .. يعلمها ألا تحاول أن تبنى بيتا فوق الأنقاض .. وألا تشترى سعادتها بشقاء أخريات .. وألا تنصب الشراك للإيقاع بأزواج ملكات لا ذنب لهن سوى أنهن قد سبقنها فى حمل اللقب .. لا أدرى أى نوع من البشر هذه التى تبلغ بها الأنانية إلى محاولة هدم حياة كاملة وتمزيق قلب أخرى لم تصنع بها سوءا وربما لم تقابلها يوما .. أى طباع وحشية تملكين أنتِ وأمثالكِ ممن يعشقن خراب البيوت وهدمها على رؤوس ساكنيها الأبرياء

    وبدأت العمل فى غير وجود حسام

    أعدت تركيب الخط الجديد وقمت بإرسال رسالة إلى هاتفها

    " أعرف كل ما تفعلينه وأراقبكِ جيدا ولن أظل صامتة إذا لم تكفى عن محاولاتكِ الرخيصة وتصرفاتكِ الوقحة فسأعمل بنفسى على فضح ما تفعلين عند أسرتكِ أولا وعند زوجة زميلكِ ثانيا وأظن وقتها لن يروقكِ الأمر كثيرا وستنالين ما يستحقه أمثالكِ وأنا أتشوق لذلك أكثر ولكن شيئا ما دفعنى لتحذيركِ أولا لتتحملى وحدكِ وزر ما تقرريه بعد ذلك .. هذا تحذيرى الأول والأخير لكِ"

    أعدت قراءة الرسالة مرارا ثم توكلت على الله وقمت بإرسالها
    ظل الهاتف يرقد فى كفى وعيناى فوق شاشته حتى وصل اتصالها .. لم يخب ظنى فى تلك الفتاة .. وقاحتها فاقت الحدود .. أتملكين الجرأة للاتصال بعد ما قرأتِ؟

    ضغطت على زر إلغاء الاتصال وقمت بإرسال رسالة أخرى

    " لا تحاولى الاتصال بى .. فأنا لن أرد على أمثالكِ ولن ألوث أذنى بصوتكِ .. واعلمى أننى جادة تماما فى ما قلت وأنا أراقبكِ جيدا وسأعرف إذا ما تماديتِ فى أفعالكِ .. لا تلومى سوى نفسكِ وقتها "

    قمت بإرسال الرسالة وبعدها نزعت الخط من الهاتف وأعدت تركيب الخط القديم وأنا أدعو الله أن يعيننى ويمنحنى القوة لإبعاد تلك الأفعى عن زوجى ولحمايته من الوقوع فى شراكها الخبيثة

    ساعدنى يا رب

    أفقت على صوت أذان العشاء يصب فى روحى .. توجهت للنافذة وروحى ترحل للسماء وقلبى يناجى خالقه وعيناى تدمع خشوعا للمولى

    أعلم أنك لن تخذلنى يا إلهى .. يقينى بك يمدنى بالقوة ويغمرنى بالطمأنينة

    فرغت من الصلاة وغبت فى ملكوت ربى وكأن روحى تسبح هنالك ولم يعد يربطها بى شىء .. شعور عجيب يتسلل لقلبى .. وشفافية تكسو روحى .. لم أعد أخاف شيئا .. حقا لم يعد هناك ما يخيف

    مرت عدة أيام قمت خلالها بفحص دورى لهاتف حسام والذى لم يصبه اتصال واحد منها خلال تلك المدة .. تلك نقطة جيدة .. لكنها تظل لا تكفى
    يجب أن أطمئن بنفسى .. فهى مازالت أمامه كل يوم وربما محاولاتها معه لازالت مستمرة .. اتصلت برقم شركة حسام وسألت عنها فقام من رد علىّ بتحويل المكالمة لها وانتظرت حتى سمعت صوتها الغنوج .. تصنعت الوقار وأنا أحادثها كسكرتيرة محترفة وطلبت منها بلهجة رسمية أن تنتظر قليلا على الهاتف .. استمعت للحظات لما يدور حولها كانت ضجة عادية لمكتب عمل .. لا أدرى ما الذى دفعنى لإبقائها على الهاتف كل هذا الوقت .. لكنى فوجئت بكلماتها تخترق أذنى

    - ألن تفطر معى يا حسام؟

    أصابنى الذهول واعتصرت سماعة الهاتف بيدى وأنا أكاد أنفذ من خلالها إلى حيث هى لأهديها صفعة على سبيل فتح الشهية

    لم أتمكن من سماع صوت حسام جيدا لكنى سمعت كلماتها له
    - ولكن لطعامى مذاق آخر

    يا ثلوج القطبين .. أفرغا كل ما تحويان فوقى لتطفئا بركان الحمم الذى يتدفق بأعصابى الآن ويكاد يسيل عبر سماعة الهاتف ليمحو كتلة الوقاحة تلك من فوق وجه الحياة

    لم أسمع رد حسام أيضا ولكنى استنتجته من تلك التنهيدة الغاضبة التى أطلقتها هى ثم أتبعتها بهتاف حانق

    - آلو .. إلى أين ذهبتِ؟

    نظرت لسماعة الهاتف للحظات قبل أن أغلقها بقوة قادرة على إصابتها بالصمم

    اللهم أفرغ علىّ صبرا قبل أن أفرغ جام غضبى عليها

    لابد من حل آخر

    قمت بالاتصال بالشركة ثانية وسألت من أجابنى عما إذا كانت لشركتهم فروع أخرى .. فأجابنى بأن هناك فرع آخر للشركة بالفعل .. شكرته وأنهيت المكالمة

    حسنا أعتقد أن الوقت قد آن لانتقال الآنسة إلى الفرع الآخر علها تجد به ضالتها بعيدا عن زوجى أو أى زوج آخر

    أعدت تركيب الخط الجديد وبدأت فى كتابة رسالة جديدة وأخيرة

    " يبدو أنكِ لم تأخذى كلامى بجدية .. لقد فعلت ما علىّ وأنذرتكِ ولكنكِ لم تكترثى كثيرا .. هناك رسالة مفصلة سيتسلمها والدك بعد يومين من الآن وأخرى ستتسلمها زوجة زميلكِ فى ذات الوقت إن لم تقومى بتقديم طلب لانتقالكِ إلى فرع الشركة الآخر .. ارحلى بهدوء بدلا من إثارة فضائح لا داع لها وإن كنتِ تستحقينها فأنا أشفق على أسرتكِ المسكينة التى ابتليت بابنة مثلكِ .. تلك رسالتى الأخيرة"

    يومين فقط يا شيرين .. ابتعدى بهدوء وإلا فتحت عليكِ أبواب جهنم .. وسأجعلكِ تندمين كثيرا أيتها الوقحة

    ***********************
    ذودى عنه بكل أسلحتكِ والله المستعان
    ************************

  12. #42
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (23)

    أشعر أن حياتى باتت معلقة بين هذين اليومين .. عيناى تتابع دقات الساعة كأنى أخشى أن تستنزف ما بقى منهما قبل أن أفكر فيما علىّ فعله بعدها .. أنا لا أعرف شيئا عن تلك (الشيرين) ولا عن أهلها .. لا أعرف حتى عنوان منزلها .. لقد أطلقت تهديدى دون أن يستند إلى أى دعامات تجعله واقعا ملموسا ومؤثرا .. وراهنت فقط على بقايا المشاعر الإنسانية التى قد تكون لازالت هى تحمل بعضا منها وبالأخص الخوف من الفضائح وإثارة الأقاويل التى تهدد سمعتها

    حاولت قدر الإمكان أن أخفى انفعالاتى عن حسام ولكنى ما زلت أفحص هاتفه وأسأله بعفوية عن عمله والذى أصبح من عاداتى كلما عاد إلى البيت

    لم يحدث شىء فى اليوم الأول

    وانتظرت فى ترقب اليوم الثانى والأخير .. وقد بدأت بالفعل فى التفكير بخطتى القادمة .. لن تأخذنى الشفقة بها .. فهى تستحق ما سأفعله
    ولكن لابد من تحريك الأمور قليلا .. لابد من نفخة صغيرة لتتوهج النيران وتنذر بالويل

    ووجدت فكرة

    اتصلت بالشركة وتأكدت من كون شيرين بمكتبها

    قمت برفع سماعة الهاتف الأرضى وأبقيتها جواره وبعدها اتصلت بحسام على هاتفه من هاتفى الخاص وأنا أتصنع التأثر والبكاء

    - حسام

    أجابنى صوته
    - نعم يا شهد ماذا بكِ؟

    - ...........

    جاءنى صوته متوترا

    - شهد لماذا تبكى؟

    أجبته بتأثر
    - الرسالة يا حسام

    - أية رسالة؟

    - الرسالة .. الرسالة أنا لا أسمعك يا حسام ارفع صوتك أكثر

    أجابنى بصوت مرتفع سمعته الشركة كلها على ما أظن

    - عن أى رسالة تتحدثين؟ .. أنا لا أفهم شيئا

    - حسام أنا لا أسمعك أبدا .. آلو

    ثم أغلقت الخط والهاتف وأنا أدعو الله أن يحقق لى ما أرجوه


    عاد حسام إلى البيت واستقبلته بابتسامة كبيرة وأنا أحاول أن أستشف من وجهه أية أخبار جديدة

    سألنى بعد فترة
    - لقد حاولت الاتصال بكِ كثيرا

    أجبته ببراءة
    - وأنا أيضا يبدو أن الاتصالات كانت سيئة اليوم

    هز رأسه بصمت ثم عاد يسألنى
    - عن أية رسالة كنتِ تتحدثين؟

    تنهدت فى تأثر وأنا أمسك بهاتفى وأقربه منه
    - اقرأ بنفسك

    تناول الهاتف وقرأ الرسالة التى أرسلتها لى إحدى صديقاتى بناء على طلبى قبل أن يقول
    - مؤثرة فعلا

    ثم أضاف بابتسامة
    - لم أعلم أن قلبكِ بهذه الرقة حتى تبكيكِ تلك الرسالة

    أجبت برقة
    - ها قد علمت الآن

    قام من مكانه وتوجه للغرفة قبل أن يتوقف قرب الهاتف ويقول
    - لم تكن سماعة الهاتف فى موضعها

    أجبته ببراءة
    - حقا لم ألحظ ذلك .. لا أدرى ماذا بى .. سأذهب لأعد الطعام

    على مائدة الطعام وكالعادة سألته عن يومه فى العمل .. فوجئت به يضحك بشدة وكأنه يستعيد فى ذهنه ما يستدعى ذلك

    نظرت له بدهشة حتى فرغ من الضحك وقد دمعت عيناه وكاد يغص بالطعام الذى فى فمه ثم سألته

    - ما الذى يضحك هكذا يا حبيبى؟

    أجابنى بعدما هدأ قليلا

    - لقد تذكرت تلك المشاجرة فى المكتب

    - أية مشاجرة؟

    - لقد تشاجرت زميلتاى فى المكتب معا وقد كانت الفرجة مجانية لكل الشركة

    أخفيت توترى وأنا أسأله

    - من تقصد تلك السيدة والأخرى التى ...........

    انفجر بالضحك ثانية وهو يقول
    - نعم تلك التى صببت العصير فوقها ذلك اليوم

    سألته ببراءة
    - وهل المشاجرات تستدعى كل هذا الضحك؟

    أجابنى بعدما هدأ قليلا

    - نعم حين تكون بين امرأتين .. يا إلهى لقد كانت مباراة للمصارعة النسائية .. لم يتمكن أى منا من فض الاشتباك بينهما

    شهقت وأنا أقول
    - إلى هذه الدرجة .. وما سبب تلك المشاجرة يا ترى؟

    - لا أدرى فكل منهما تلقى الاتهامات على الأخرى والحق أن كل منهما لا تطيق الأخرى .. الجميع يعرف ذلك

    سألته وقلبى يتواثب فى صدرى
    - وماذا حدث بعد ذلك؟ .. أعنى ما نتيجة ذلك الشجار؟

    - واحد – صفر

    وانفجر فى الضحك مجددا .. ضغطت على اسنانى ومنحته ابتسامة صفراء .. هذا ليس وقت دعاباتك السمجة يا حسام

    - أعنى .. ربما وقع عليهما عقاب ما من الشركة .. أليس كذلك؟

    مط شفتيه قائلا
    - لا أظن .. ما لم تتقدم إحداهما بشكوى ضد الأخرى

    سألته مجددا
    - وهل فعلت إحداهما هذا؟

    رفع عينين متسائلتين نحوى وهو يقول
    - ولماذا تهتمين بأمرهما؟

    ابتسمت ببراءة وأنا أجيب
    - لا شىء .. ولكن يضايقنى أن تثار الضغائن بين زملاء العمل فالأفضل أن تكون العلاقة بينهم جيدة

    أجابنى بهدوء
    - لن تحدث المزيد من المشكلات بعد اليوم

    اقتربت منه بكل كيانى وأنا أسأله
    - ماذا تعنى؟

    أشاح بيده وهو يقول بلا اهتمام
    - لقد تقدمت شيرين بطلب نقل لفرع الشركة الآخر وأظنه قد تم قبوله


    هل سمعتم ما سمعته أم أننى أهذى من فرط أحلام اليقظة .. ظللت أنظر له ببلاهة وفم مفتوح حتى لاحظ ذلك أخيرا وقال

    - ماذا بكِ يا شهد .. لم تنظرين إلىّ هكذا؟

    - ......................

    - شهد

    أفقت على نداءه وحاولت استعادة نفسى من بين فكىّ الذهول الذى اعترانى ويطبق على نفسى دون أى رغبة منه فى تحريرها

    هل تحلمين يا شهد؟ .. لا بل هى الحقيقة .. لقد اختفت شيرين كفقاعة صابون .. هكذا ببساطة .. أية بساطة لقد كدت احترق .. كنت فى طريق لأصبح رماد امرأة إذا ما انتصرت علىّ تلك الخبيثة وسلبتنى مليك حياتى .. حمد لك يا إلهى

    ذهب حسام للنوم .. وقمت أنا بسجدة شكر لله على مساعدته لى لتخطى تلك المحنة الصعبة .. كان لسانى يلهج بالشكر والحمد وقلبى يتقافز من السعادة والفخر لانتصارى بعون الله فى الحرب التى دارت رحاها بقوة دون حتى أن يعلم حسام بها

    لم يبق سوى خطوة واحدة

    دخلت إلى حيث كان حسام نائما وقمت بالتقاط هاتفه وفككته وانتزعت منه الخط الخاص به وأخفيته جيدا .. ثم بعثرت أجزاءه على الأرض وأنا أُحدث جلبة من شأنها أن توقظه

    قام بفزع وهو يقول

    - ماذا هناك ؟

    رسمت نظرة أسف فى عينى وأنا أقول
    - آسفة يا حسام لقد كنت أريد وضع هاتفك على الشاحن ولكنه سقط من يدى

    تنهد وهو يقول
    - لا عليك .. لم يحدث شىء

    أجبته بحزن وأنا أتصنع البحث فيما حولى بحيرة
    - ولكنى لا أجد الخط الخاص بك .. لقد بحثت عنه فى كل مكان .. يا إلهى يبدو كما لو كان تبخر

    صمت قليلا ثم قال
    - لا يهم سأبتاع خط جديد

    ونظر للهاتف بشرود وهو يضيف
    - كنت أود ذلك منذ فترة

    وضع الهاتف جواره ثم عاد للنوم وخرجت أنا من الحجرة وابتسامة كبيرة تعلو وجهى ويدى تطبق على خط الهاتف

    هناك زوجين من خطوط الهاتف علىّ التخلص منهما الآن .. وهناك مكالمة واحدة وأخيرة لمقر عمل حسام فقط ليطمئن قلبى وبعدها فلنقل

    وداعــــــا أيتها الأفعــــى

    *****************
    إن كيــــدكن عظيــــم
    *****************

  13. #43
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (24)

    أحتاج الآن إلى فترة نقاهة بكل تأكيد .. أقنعت حسام بالحصول على إجازة قصيرة من العمل وقمنا بالسفر بعيدا عن كل المشكلات والمضايقات بعدما اختفت شيرين من فوق حدود مملكتى وأيضا بعدما سافر هشام ابن خالتى للعمل فى إحدى الدول العربية .. الأمر الذى أراح زوجى الغيور والذى فشلت فى إزاحة تلك الفكرة عن رأسه للأسف .. لا يهم ذلك الآن .. المهم أننى أقضى أجمل أيام حياتى مع حسام .. وأننى سعيدة بحق

    كنت أجلس مغلقة العينين استمع إلى صوت البحر وتلاطم أمواجه بانسيابية وهى تنثر رائحته الذكية حولى .. كم أحب تلك الرائحة كثيرا

    شعر بشيئا ما يمس قدمى .. فتحت عينى فلامست وجه جميل وبرىء لطفل صغير لا يتجاوز الثلاث سنوات .. ابتسم لى ببراءة وهو يلتقط الكرة الصغيرة التى مست قدمى .. داعبت خصلات شعره بأناملى وأنا أمنحه ابتسامة بدورى قبل أن يعدو مبتعدا عنى وهو يطلق ضحكاته الصافية التى عانقت صوت البحر فى أذنى

    كم أشتاق ليكون لى طفل جميل .. كيف انشغلت عن هذا الحلم؟ .. كيف أخذتنى دوامة الحياة ومشاكلها عن التفكير فى تلك الأمنية الغالية؟ .. يا إلهى كم أتمنى أن أصير أم إنه لقب أغلى وأهم من كونى ملكة
    يا رب كم كنت كريما معى .. أسألك من فيض كرمك وعطائك أن تهبنى طفلا يملأ علىّ حياتى ويكون لى ولحسام قرة عين

    غرقت فى أحلام يقظة وأنا أتخيل أطفالى حولى يلهون ويتشاكسون ويأتى كلا منهم يشكو لى الآخر وأنا أقوم بفض شجار لينشب آخر من جديد .. يا لها من حياة

    أفقت على صوت حسام ينادينى

    - شهد .. فيم أنتِ شاردة هكذا؟

    أجبته بشرود لم يفارقنى بعد

    - كنت أراقب طفلنا

    اتسعت عينا حسام وهو يقول
    - ماذا؟

    أشرت بيدى نحو البحر وأنا أقول
    - انه يسبح هناك يا حسام .. ألا تراه؟

    مد حسام يده يتحسس جبينى وهو يقول
    - حرارتكِ ليست مرتفعة .. ماذا بكِ إذن .. هل أصبتِ بدوار البحر وأنتِ تجلسين على الشاطئ؟

    نظرت له وأنا أحاول أن أستفيق قبل أن يتهمنى بالجنون
    - لا عليك يا حسام .. لقد كنت أحلم فقط

    - تحلمين!!

    نظرت نحوه وأنا أحاول أن أغوص فى أعماقه قبل أن أسأله
    - ألا تحلم أنت أيضا بطفل جميل يملأ علينا حياتنا

    ابتسم بمرح وهو يقول
    - ألا يكفيكِ ذلك الطفل الكبير بجانبكِ .. أتريدين آخر ليصرفكِ عنى وعن تدليلى

    ابتسمت له وأنا أجيب
    - وهل يمكنك الغيرة من قطعة منك .. ربما ستنافسنى فى تدليله وقتها

    ونظرت فى عينيه وأنا أضيف
    - أعلم أن هذا هو حلمك أيضا

    هز رأسه بصمت ولم يجب وقد مد يده وتناول النظارة الشمسية ليحجب بها عينيه عن نظراتى

    ما الذى تحاول أن تخفيه عنى يا حسام؟ .. أعلم جيدا مدى اشتياقك لطفل مثلى تماما .. رغم كونك لم تتحدث إلىّ بهذا الشأن أبدا .. هذا هو حلمنا المشترك الذى لم يتحقق بعد .. والذى لا أتمنى سواه الآن .. لا شىء يجلب السعادة كما يفعل ذلك الكائن الصغير الصاخب .. تلك الرغبة التى تكبر بداخلى منذ كنت طفلة تدلل عرائسها وتهتم بها كأم ترعى صغارها قد فاضت من خلايا جسدى وتطالبنى بتحقيقها

    تنهدت فى صمت وتعلقت عيناى بالسماء وقلبى يدعو خالقه

    "ربى لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين"

    وحين هوت عيناى على صفحة المياه الزرقاء خُيل إلىّ أن ذاك الطفل الذى بزغ فجأة من بين الأمواج يبتسم لى

    ********************
    النساء أمهات منذ ميلادهن يتحملن مسؤولية كل من حولهن
    والرجال أطفال منذ ميلادهم ويظلوا كذلك طوال عمرهم
    ********************

  14. #44
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    (25)

    الأيام تمضى بى .. والزمن يخطو فى طريقه الأبدى دون أن يلتفت خلفه .. وكل يوم يُنزع من صفحات العمر لا يمكن إرجاعه بأى ثمن .. لم يعد لى سوى حلم واحد أتضرع لله كل يوم أن يحققه لى .. أريد طفلا يملأ حياتى .. يكمل كيانى .. يشبع روحى .. يسعد قلبى .. يقر عينى .. يفعل كل ما بإمكانه أن يُشعرنى بالحياة تسرى بعروقى وتنساب بأوردتى وتعلن لقلبى أنه ما زال ينبض

    حنين يتدفق بى دون توقف .. أصبحت أراقب الأطفال أينما ذهبت وأتخيل طفلى أو طفلتى بينهم .. ترى كيف سيكون شكلهما؟ .. ما لون بشرتهما؟ .. أيرث عينى حسام؟ .. أم تُمنح خصلات شعرى؟ .. أيوهب طول أبيه؟ .. أم تُهدى قوام أمها؟

    أفكار صاخبة تحتشد برأسى لن تكف عن الضجيج .. وأطياف صغيرة لن تفارق مخيلتى حتى تصبح واقعا ملموسا .. أشعر بها تنادينى .. تتعلق بثوبى .. تمد أيديها الصغيرة لى وتطالبنى بحملها .. وأمد يدى لها فتعانق الفراغ .. تحتشد الدموع فى عينى وتهطل لتغسل ما حولى وتمحو كل أثر لأطيافى الحبيبة

    سأجن حتما إذا ما بقيت على تلك الحالة التى بدأ حسام فى الانتباه لها ولشرودى المستمر والذى ألمح فى عينيه ملامح الضيق منه .. ولكن لم يعد هناك مكان للتفكير بذلك .. كل خلايا عقلى تتجه معا فى صوب واحد وتلتحم فى فكرة واحدة باتت تسيطر علىّ بجنون أخشى عواقبه

    ماذا لو لم يمن علىّ الله بتلك النعمة الغالية؟ .. ماذا لو كنت ممن يشاء الله أن يجعله عقيما؟ .. ماذا سأفعل وقتها أمام مشيئة مولاى وخالقى؟ .. يا إلهى لطفا بى وبقلبى .. لطالما ساعدتنى وأعنتنى فى شدتى .. وأبعدت عنى كل سوء وصنت بيتى من كل شر .. تلك هى دعوتى ورجائى منك .. يا رب امنحنى أغلى نعمك وسأسكنها قلبى وأحفظها بروحى وأجعلها مثلما تحب وترضى

    يـــــــــــا رب

    أفقت من شرودى على صوت الهاتف .. أجبته بصوت واهن بلا تركيز لكن ما لبثت أن عدت للوعى بقوة حين سمعت صوت أمى الحنون وهى تخبرنى بسعادة أن هناء ابنة خالتى العزيزة قد رزقها الله بمولود اليوم وأنها والمولود فى خير حال .. شعرت بدقات قلبى تعلو كالطبل وقلبى يتراقص بين ضلوعى كطفل صغير يود الخروج من جسدى ويطير حيث هى هناء وملاكها الصغير

    أخبرت أمى أننى سأستأذن حسام فى الذهاب معها إلى هناء للاطمئنان عليها .. وبالفعل دقائق معدودة وكنت فى طريقى إليها أنا وأمى .. ياااه كيف مر الوقت بتلك السرعة .. هناء عروس الأمس القريب باتت أم ووهبها الله نعمته الغالية .. كم أشعر بالسعادة لها وكم أدعو لنفسى بمثلها

    وجدت قلبى الذى سبقنى إليها هناك كان يحط على مهد صغير يحوى ملاك برىء جميل كزهرة .. رقيق كقطرة ندى .. نقى كنسمة فجر
    ما أجملك يا صغيرى .. حملته بحنان بين يدى وأنا أتأمله عن قرب .. تلك هى المرة الأولى التى يتسنى لى فيها الاقتراب من ملاك مثله إلى تلك الدرجة .. شعور عجيب يتملكنى بأنى ملكت الدنيا كلها ما بين يدى .. سعادة كبيرة تغمر كيانى وتكسونى بلون الفرح وكأنه طفلى أنا .. أنا من حملته فى أحشائى .. أنا من سعدت به وتألمت منه وأحببته قبل أن أراه

    هناك خيط خفى قد رُبط ما بين قلبى وقلبه الصغير .. هناك شيئا فى أعماقى قد تحرك برؤيته وتشبث به ويأبى أن يدعه يبتعد .. لقد وقعت فى حب هذا الصغير من اللحظة الأولى .. حب عميق وكبير وقوى وقادر على أن ينتزعى من عالم الأطياف الذى أسكنه ويجذبنى لعالم الواقع حيث ما زالت الأحلام تتحقق

    أتعلم يا صغيرى كم أنت محظوظ .. سيكون لك وحدك زوج من الأمهات .. نعم سأكون أنا أمك الثانية .. فقط عليك أن تخبرنى إذا ما ضايقتك تلك الهناء فى شىء

    قاطع حديث قلبى للصغير صوت هناء وهى تهتف بى
    - جميل جدا .. لقد استحوذ عليكِ بالكامل هذا الصغير وأنساكِ حتى أن تطمئنى علىّ

    نظرت نحوها وأنا أقول
    - عذرا هناء لم ألحظ وجودكِ

    رفعت حاجبيها فى دهشة وهى تقول
    - حقا .. وهل تحولت لطيف حتى لا تريننى

    أجبتها بسرعة
    - لا تتحدثى عن الأطياف الآن أرجوكِ

    ونظرت للطفل بابتسامة وأنا أضيف
    - فالواقع أكثر جمالا بكثير


    أشارت نحوى وهى تسأل أمى
    - ما بها ابنتكِ هذه يا خالتى؟

    ابتسمت لها أمى قبل أن ترمينى بتلك النظرة التى لم تترك فى نفسى ذات الأثر ككل مرة فقد كانت سعادتى بذلك الصغير تفوق أى إحساس آخر الآن

    تصنعت الغضب وأنا أهتف بهناء
    - هلا صمتى قليلا .. أريد أن أحادث الصغير بهدوء

    قربته منى وأنا أهمس له
    - ملاكى الصغير أود أن أعترف لك بشىء

    (
    أنا أحبــــــــك
    )

    ********************
    حب إلهى ذلك الذى يحيط بتلك الكائنات النقية ليصب فى القلب مباشرة دون استئذان
    **********************

  15. #45
    الصورة الرمزية كهينة
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    رقم العضوية : 73690
    الاقامة : بين الأرض والسماء
    المشاركات : 180
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 75
    Array



    أسلوب رائع


    وقصة مشوقة

    تابعي فأنا اكتشف هنا كاتبة مميزة

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قبــــــــح وجمـــــــال / أول قصة طويلة على حلقات
    بواسطة رشا محمود في المنتدى درة الإبداع الذاتي
    مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 26-07-2010, 12:44 PM
  2. [نشيد] [ برنامج بك أصبحنا ] .. إستمع لجميع حلقات الأسبوعين الماضيين .. ( من 24 / 5 إلى 5 / 6
    بواسطة يوسف العييري في المنتدى درة التسجيلات والمرئيات الإسلامية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 06:37 PM
  3. موسوعة وجبات المطاعم السريعة ووصفاتها السرية
    بواسطة قرص العسل في المنتدى مطبخ حواء الدرر
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 13-02-2010, 02:49 AM
  4. [فلم] حلقات كارتون قناة المجد :) .. متجدد بإذن الله
    بواسطة Abu.ja3far في المنتدى درة التسجيلات والمرئيات الإسلامية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-04-2009, 10:54 AM
  5. حلقات باسمك نحيا كلها لعمرو خالد
    بواسطة Islam Attack في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-2006, 08:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط