[glint][right]تأملوا معي دقائق[/glint]
قال تعالى)انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللأخرة أكبردرجات وأكبر تفضيلا)المتأمل في هذه الآيه يجد انها تدعوا الناس الى ان ينظروا ويتفكروا وهذا من ديدن كتاب الله الذي
يدعوا دائما الى التفكر والتدبر
اذا كان يذهلك في حياتك ان تنظر ان العباد في الارض بعضا قد اعطي من التمكين حتى ان الله قد
مكنه انه بكلمه واحده يموت مئات الالاف قنبلة هورشيما كانت بكلمة واحدة وضغطت زر واحد
فمات مئات الالاف فالله يعطي بعض العباد من القوة والتمكين الى ان يصل الى هذا الحد
وتنظر من عباد الله من هو مسكين قد يكون لديه قوة جسديه وذهنيه ولكن لايمكنه ان يخرج نفسه
من غرفه هو مسجون فيها(انظر كيف فظلنا بعضهم على بعض)
ولكن هذا التفضيل ليس مربوط بالايمان وانما هو كما هو معلوم ان توزيع الهبات والنعم في الدنيا
توزيع ابتلا وتوزيع الهبات والنعم في الاخرة توزيع جزاء
فقد يعطي الله من يحب ومن لا يحب لكن الدين لايعطيه إلا من يحب
اذا كان يذهلك هذا في الحياة اناس قد بلغوا من القوة ما بلغوا وتنظر الى الطرف المقابل ان اناس
غير قادر ان يقوم بحاجاته الشخصيه الضروريه
فالله يقول أكمل الآيه واسمع مابعدها(وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)
سترون من التفضيل والتفاوت شيء يذهلكم أكثر من هذا
والناظر ايظا في المجتمع يجد ان كل مجتمع يقيمك من خلال القيم التي تميز بها هذا المجتمع وكل بيئه وكل شريحه
من شرئح الجتمع لديها قيم تقيم الناس من خلالها مثلا لو ذهبت الى مجتمع التجار اي قيمه يقيمونك بها قيمة المال فلو قلت لهم فلان وزير لقالوا كم عنده من المال لو ذهبت الى مجتمع الاطباء لقالوا ماذا عندك من الطب ,مجتمع المشاهير
مثلا كم بلغت شهرتك
لكن تجد ان هذه كلها مقاييس وقيم ارضيه فلذالك يقول الله سبحانه وتعالى (انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا)هذه عندكم في الارض قيموا بعضكم كيفما شئتم لكي تتعارفوا
لكن التقييم عند الله(ان أكرمكم عند الله أتقاكم)
أنا اريد كيف نستطيع ان ننزع انفسنا من القيم التي في الارض لكي نقيم الناس بتقييم السماء قيم الله سبحانه وتعالى قيم
نبيه صلى الله عليه وسلم وهي التقوى والايمان ومقدار تمسكك بهذا الدين
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا خيرمن ملىء الارض من هذا ذالك الرجل الفاجر الذي ظنه الناس انه اذا طلب
اعطي واذا أدخل المجلس تقدم وصدر بالمجلس وذاك ضعيف لو استفتح الباب ما فتح له ولما قدم ولما استجيب طلبه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لهذا خير من ملىء الارض من هذا أو كما قل النبي صلى الله عليه وسلم
فمحمد هذه معاييره وهذه قيمه
انت لو جذبت في هذه القيم الارضيه ستتعب كثيرا
كيف أنت الآن قد تتميز في جانب من جوانب الحياة لكن تذهب للمجتمعات الاخرى لا ينظرون اليك شيئا
ولا يهبئون بك البته
وايظا عندما تقيم بهذه القيمه سيكون هذا مقياسك ويصبح هذا عندك ذو مكانه عاليه وذاك ذو مكانه نازله
لكن لما تقيم بمعايير السماء وهو التقوى سيختلف عندك الوضع تماما لماذا لان معايير التقوى معايير غير معروفه
وهي مستوره عنا لا نراها وهي عند الله ولا يوجد نسبه فلان عنده خمسين بالمئه من التقوى وهذه علمه عند الله لا
نطلع عليه
وبالتالي نحن عندما نسير بالشارع ثم ننظر الى زبال والذي هو أقل مهنه في الارض اذا نظرت اليه تسأل نفسك
سؤال وتقول أنا لا أعلم ربما هذا الزبال هو عند الله سبحانه وتعالى ذو إيمان وتقوى ربما يكون من أهل الجنة
ربما يكون من أهل الفردوس الاعلى اذا رأيت الرجل الصالح الذي أكبر منك سنا قلت سبقني الطاعه واذا
رأيت الى من هو أصغر منك تقول سبقته الى المعصية فأنت في كلا الحالتين تتهم نفسك ولاترى نفسك شيئا
لان القيمة التي تقيم الناس بها هي قيمة التقوى
أضف إلى ذالك حتى اذا رايت انسان فاجر في مظهره أو سيءفي مظهره أنت لاتعلم ربما هذا الانسان قد عمل عملا
في حياته قال الله ماضر فلان مافعل بعد اليوم ربما الله تقبل منه حسنه من الحسنات وغفر الله ماتقدم من ذنبه وهذا
وارد كما قصة سيبويه عندما رؤيا في المنام قالوا مافعل الله بك قال غفر الله لي قالوا بماذا؟ قال قلت عند اسمه ان
الله سبحانه وتغالى أعرف المعارف وأحد العلماء قيل له عندما رؤيا في المنام ماذا فعل الله بك قال غفر لي بماذا؟
قال بأمرأة عجوز علمتها سورة الفاتحه أنت لا تعلم ماذا سيقبل الله منك؟و قبلهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه
عندما قال لو علمت ان الله تقبل مني سجدة واحدة لتكلت قالوا لماذا؟قال لان الله سبحانه وتعالى يقول(انما يتقبل الله
من المتقين) فأنا معناها اني وصلت الى مرتبة التقوى
الامام مالك رحمه الله قالوا له الى متى تطلب العلم؟قال لعل الكلمه التي تنجيني من النار وتدخلني الجنة لم أكتبها بعد
وامر آخر أنت لازلت حيا ومادام نفسك يخرج ويدخل لا تأمن على نفسك كما قال ابن مسعود رضي الله عنه الحي
لا تؤمن عليه فتنه
وأنت لا تأمن على نفسك وتخاف قد تبدر منك زله أو شهوة من الشهوات فتزل بها وتقع في إغضاب الله
فأنت بين جناحي خوف ورجاء
وايظا هذا الانسان الذي ظاهره فسق وضلال قد الله كتب له في اخر حياته انه سيتوب عليه ويموت في حسن خاتمه
وهي امور غيبيه لا نطلع عليها
اذن ستتهم نفسك في كل الحالات لا ترى نفسك شيئا لانك تشتغل مع الناس بمعايير السماء
يقوا الله في الحديث يوم القيامة اليوم نسبي ما هو نسب الله (التقوى)
اذا اشتغلنا بتلك المعايير ستتغير عندنا نظرتنا للحياة وستتقزم عندنا كثيرا من امور الحياة التي نراها ولا نأبه بها
لاننا علقنا قلبنا بالله ومرضاته واستغلنا على المعايير التي يريدها الله والتي أصلها نبينا صلى الله عليه وسلم
يقول أحد المشائخ انه اتاه شاب عليه سمات العصيان يقول عندما رأيته قلت مالذي عند هذا الشاب وظاهره ليس عليه
ظاهر الاستقامه
الشاهد انه جاء يستشيرني في امر قال والله عندما استشارني وهو يريد استشارتي ويريد ان أعظه قال فوعظني بكلامه
بختصار شديد ماهي قصته قال ياشيخ عندي موضوع كذا وكذا وياشيخ الحمد لله أبشرك اني بخير وان فينا خير وان الوالده توفيت وهي راضيه عني قال الشيخ كيف عرفت ان الوالده راضيه عنك؟قال انا لا أدري لكن انا كلما دخلت على امي لا أقبل رأسها ولا يدها لكن أقبل قدمها من تحت واني كلما قبلتها قالت الله يرضى عنك كما انا راضيه عنك وايظا
انا كلما استلمت الراتب في اخر الشهر اصرفه كاملا وانثره بين يديها وأقول ياأمي خذي منه ما تريدين فتأخذ 500أو1000ثم تدعوا لي ان الله يفتح علي وان يرزقني وأبشرك ياشيخ ان عندي اموال بمئات الملايين
يقول الشيخ انه بهذا الكلام وعظني وهو يريد استشارتي فقلت والله ماتكمل بعد كلامك هذا
انظر ظاهره لا يدل على انه يعمل هذه الاعمال لكن كثير من الصالحين لا يعملون هذا الاسلوب مع أهليهم ومع ابائهم و
امهاتهم هذا النوع من الانكسار والذل بين يدى ابويهم
أخير
نعلم أنفسنا ألا نحكم على أحد في إيمانه وأنت أصلا في الشريعه لست مطالب بأن تحكم على عباد الله ولا تظن بالناس
إلاخيرا ان استطعت ان تعيش بهذه الروح وهذه المعايير كما ذكرت فأن الحياة سيتغير طعمها وتنظر للحياة بنظره
أخرى وستحتقر نفسك دائما وتنظر لنفسك انك ضعيف بين يدي الله سبحانه وتعالى وتنتظر اللحظه التي يرضى الله
فيها عنك
دائما ربي نفسك على معايير محمد صلى الله عليه وسلم وليس على معايير الارض
اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك سبحانك انت كما اثني على نفسك وصلي اللهم على حبيبنا محمد عليه أفضل صلاة وأفضل تسليم ومن اتبعه باحسان الى يوم الدين
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الشيخ ياسر بن راشد الدوسري-حفظه الله-[/right]