انتشرت وزادت مؤخراً خاصة في فئة الشباب وحتى الأطفال


المحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة

استكمالا للحديث حول آلام الرقبة والكتفين وكما ذكرنا سابقاً فإن الغالبية العظمى تكون نتيجة إجهاد على منطقة الرقبة وأسفل الرأس وأعلى الكتفين نتيجة الجلوس لفترات طويلة بطريقة خاطئة عند الدراسة أو عند الكتابة أو عند استخدام الحاسب الآلي.. نتطرق اليوم الى الخطة العلاجية حيث تعتمد الخطة العلاجية على السبب الكامن وراء آلام الرقبة فمثلا إذا كانت هناك مشاكل جديدة مثل ضيق القناة الشوكية أو الانزلاق الغضروفي أو وجود التهابات جرثومية أو أورام فقد يكون التدخل الجراحي ضرورياً. أما في الحالات الناتجة عن الآلام الحميدة والتي تكون نتيجة الإجهاد والتهاب العضلات فإن الخطة العلاجية تبدأ بطرق علاجية تحفظية تتكون من التالي:

1- أخذ قسط كاف من الراحة وخصوصاً عند الناس الذين تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلي أو الكتابة لفترات طويلة.
2- المحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة أو عند استخدام الحاسب الآلي بحيث تكون المذاكرة على طاولة وباستخدام كرسي صحي وعدم المذاكرة على الأرض أو على الكنبة أو على السرير كما يفعل الكثير من الطلاب.
3- محاولة أخذ قسط من الراحة كل ربع ساعة أو كل نصف ساعة مع عمل تمرينات بسيطة لعضلات الرقبة.
4- عمل جلسات علاج طبيعي للتأهيل والتثقيف عن الوضعيات الصحيحة للمحافظة على سلامة الرقبة وكذلك عمل تمرينات إطالة لعضلات الرقبة وتمرينات تقوية لهذه العضلات مما يؤدي على المدى الطويل إلى إعادة تأهيلها وتقويتها ويجعلها قادرة لتحمل الضغوط اليومية.
5- استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة للآلام والأدوية المرخية للعضلات لفترات قصيرة وتحت وإشراف الطبيب.
6- استخدام الوسادة الطبية عند النوم والوسادة الطبية عند الجلوس لكي تحافظ على القوام الصحيح للفقرات العنقية وللظهر بصفة عامة.
7- استخدام المراهم والكمادات الساخنة أو الباردة كل حسب حالته عند اللزوم.
8- يجب على المريض أن يعرف الأشياء التي تؤثر على صحته وتزيد من حالته ويتجنبها مثل الضغوط النفسية والبرد والإجهاد.
9- في حال استمرار الآلام في منطقة محددة فإنه ممكن إعطاء حقن موضعية تحتوي على مادة الديبومدرول المضادة للالتهاب لكي تقضي على الالتهاب في العضلة.



من الملاحظ أن آلام الرقبة قد انتشرت وزادت بشكل كبير في السنوات الماضية


وفي الغالبية العظمى من المرضى فإن الخطة التي ذكرناها سابقاً تكون ناجحة بإذن الله في تخليصهم من الآلام المزمنة أو الحادة في منطقة العنق وأعلى الظهر والكتفين. ويجب التنبيه إلى أن العادات الجديدة والأجهزة المساعدة والتمارين التي يتعلمها المريض أو المريضة خلال فترة علاجه يجب أن تكون مستمرة ودائمة وتكون جزءاً من حياته وبرنامجه اليومي لكي يضمن عدم عودة هذه الآلام بإذن الله.
أما في الحالات التي تكون نتيجة انزلاق غضروفي أو ضيق على القناة الشوكية ولا تستجيب للخطة العلاجية السابقة فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً.

التدخل الجراحي
عندما تكون الآلام ناتجة عن انزلاقات غضروفية في الفقرات العنقية تضغط على الأعصاب وتؤثر على الذراع ولا تستجيب للعلاج التحفزي فإن التدخل الجراحي يصبح ضرورياً. هذا التدخل الجراحي يكون عن طريق عملية جراحية لاستئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وتحرير العصب ورفع الضغط عن النخاع الشوكي وهي عملية روتينية تجرى عادة عن طريق فتحة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات في مقدمة العنق ويتم خلالها استخدام الميكروسكوب الطبي وتستغرق حوالي الساعة أو الساعة والنصف وتبلغ نسبة نجاحها خمسة وتسعين في المئة بإذن الله تعالى. وبعد استئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية فإنه يمكن وضع طعم عظمي صناعي مكان الغضروف لدمج الفقرتين معاً أو يمكن استخدام ما يعرف بالغضروف الصناعي الذي يتم وضعه مكان الغضروف المريض الذي تم استئصاله. وفائدة الغضروف الصناعي هو أنه بدلاً من دمج الفقرتين وانعدام الحركة بينهما فإنه سوف يؤدي إلى المحافظة على الحركة بين الفقرتين التي تمت إزالة الغضروف المريض من بينهما. وفي الواقع أن الغضروف الصناعي في الفقرات العنقية هو أحدث التقنيات المتواجدة عند علاج هذه المشكلة وهو متوفر في المستشفيات الكبرى في المملكة العربية السعودية والحمد الله. وعلى الرغم من ارتفاع ثمن هذا الغضروف الصناعي نسبياً إلا أن كثيراً من المرضى يفضلونه لأنه كما ذكرنا سابقاً يحافظ على جميع الحركة في العنق وخصوصاً لدى فئة المرضى الصغار في السن نسبياً.
أما في الحالات التي تكون ناتجة عن التهابات جرثومية في الفقرات العنقية فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً لإزالة أي تجمعات صديدية ولعمل تنظيف الفقرات المتسوسة وتثبيتها إذا كان الالتهاب أدى إلى خلخلة في هذه الفقرات. ويتم بعد ذلك إعطاء المريض جرعات مركزة من المضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترة قد تستمر بضعة أسابيع بهدف القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب الجرثومي. وبالنسبة للحالات القليلة التي يكون فيها الألم ناتجا عن أورام حميدة أو أورام سرطانية فإن العلاج يعتمد على نوع الورم وشدته وشراسته ومكانه في الفقرة ويختلف من مريض إلى آخر.

الوقاية خير من العلاج
كما ذكرنا سابقاً فإنه من الملاحظ أن آلام الرقبة قد انتشرت وزادت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية وخصوصاً في فئة الشباب وحتى الأطفال. والمتتبع لحال المجتمع يشاهد ازدياد نسبة استخدام الكمبيوتر وازدياد نسبة استخدام ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية والإلكترونية لدى الأطفال حتى ان بعضهم أصبح مدمناً عليها ويجلس أمام التلفاز لعدة ساعات عندما يمارسها. وهذه الأنشطة تمثل ضغوطاً غير طبيعية على العظام والمفاصل الغضة الطرية التي تتكون منها رقبة الطفل أو الشاب مما يؤدي إلى ظهور المشاكل المبكرة لدى هؤلاء الشباب والأطفال. والواجب هو توعية المجتمع بكامله وتوعية الوالدين وتوعية الأطفال والشباب بضرورة الاعتدال في استخدام هذه الألعاب والأجهزة وبضرورة المحافظة على العادات الجيدة عند الجلوس والمذاكرة والقراءة واستخدام الكمبيوتر.



ضرورة المحافظة على العادات الجيدة عند الجلوس




أخذ قسط كاف من الراحة خصوصاً من تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلي




استخدام الوسادة الطبية عند النوم والوسادة الطبية عند الجلوس




التدخل الجراحي قد يصبح ضرورياً

المصدر جريدة الرياض