تطلعات من فوق الرأس الجنائزي
ــــــــــــــ ( التطلع الثالث ) ـــــــــــــــ
( 1 )
على استحياء
ــ في مقلتيها ــ
كان يجلس
يستدر من بعض الصبابة
نوعاً جديداً من الحزن الأبيض
يخالط ذلك الموءود بين جنباته
ــ . . . . . . . . . . . ــ
( 2 )
سعيداً
شارداً
ببقايا الخبز الأخضر
كان يرسم
فوق رقاع الأناجيل
صورة رغيف أسمر
لا تسكنه
( فرجينيا ) . . . .
( 3 )
وحيداً
( أزرق )
ببعض الفتور الناتئ
يحلم
( يهوذا يبعث من جديد ) . .
ينادي
( اقتلوا الخائن ) . .
وفي مساء ضحل
تصدق النوارس على الوثيقة الممزقة
ــ ( وهكذا سقطت لويز ) ــ . .
سقطت
وفي كفيها كان يقبع كل الدفء العذب
المقتلع عنوة
من تحت الأظافر الرخيصة
وفي تؤدة .. يموت الظفر
ــ ( رب هبني القدرة على الصبر ) ــ . . !
( 4 )
على ذاته الاستحياء
ــ أيضاً في مقلتيها ــ
كان يسبح
يبحث وحده عن عرق الخوف المطلي بالذهب والياسمين
يرتاب فيمن حوله
كان يعلم جيداً
أن رأس المسيح لن تباع بثلاثين قطعة من الفضة
كان يدرك أن ( جميلة الجميلات ) ليست له
وأن النوارس إنما صمتها . . إباء . .
أن النوارس لن تطعم ديدان الأرض
ولهذا سقطت ( لويز )
. . . ( ولكنكم تحرقون أغصان الزيتون ) . . .
عندما سقطت
سكنت
سقطت . . !
( 5 )
في مساء عميق
سقط
. . ( والي عكا ) . .
. . . . .
. . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
مدينة القاهرة ، شتاء 1999م
ــــ من ديوان حول الخنادق ــــ