الرياض : أحمد رشوان
تصاعد الجدل من جديد حول فتوى رضاعة المرأة للرجل الأجنبي مع إصرار الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي على فتواه بجواز ذلك لضرورة ملحة، حيث يؤكد الكثيرون أن ذلك ليس من الدين وأن الرواية التي جعلت من هذا الجواز هي في قصة معينة ولا يجوز تعميمها.. وفضل غالبية مشايخ الفقه في السعودية عدم المبادرة لمناقشة مثل هذا الموضوع والخوض في هكذا مسائل وأمور يرون أنها تخل بالدين ومفاهيمه لدى الناس، مفضلين الصمت وعدم التعليق مع الوقوف منها موقف المعارض والضد.. فيما تجمع النساء على أنها غير منطقية ومن الصعب العمل بها وإن كانت لحاجة ملحة.. متسائلات بدهشة واستنكار كيف تعطي المرأة حليبها لرجل بالغ لا يحل لها.
ومع الاختلاف والضجيج حول الفتوى إلا ان الشيخ العبيكان لم يتراجع عنها، مؤكدا صحتها.. وقال في حديث له أمس إن هناك الكثير من الأمور الفقهية التي يجهلها الناس ولا يعرفون عنها شيئا، ومن هنا يأتي الاستغراب والرفض لأن هناك الكثير من المسائل الفقهية الغائبة من عقول الناس، مشيرا إلى مقولة «الناس أعداء ما جهلوا».. مضيفا أن من تلك المسائل جواز إرضاع المرأة لرجل أجنبي وذلك لضرورة ملحة مثل سكنى الشاب في محيط أسرة بحيث يتكرر دخوله إلى بيت تلك الأسرة فيشق الاحتجاب عنه، ومن هنا يجوز للمرأة أن ترضعه بمقدار خمس رضعات كما الصغير شريطة أن يكون الإرضاع بطرق غير مباشرة من الثدي ويستتبع ذلك أن تكون محرمة عليه.
ويؤكد العبيكان أن هذه المسألة ليست بجديدة وهي موجودة عند أهل العلم، وأن هذا القول اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، والإمام الشوكاني.. مضيفا بأن ذلك الأمر معروف في المملكة منذ زمن قديم، وهناك من يفعل هذا بناءً على هذه الفتوى التي لم يتم إنكارها إلا حين كبر الجهل بين الناس في أحكام الشريعة.
وأوضح العبيكان أنه لم يتكلم في هذا الموضوع إلا بعد أن تم سؤاله في برنامج تلفزيوني وكان عليه أن يبين الحكم الشرعي ولا يكتم العلم، وأنه لم يذكر ذلك إلا في إطار إجابة عن سؤال من أحد المشاهدين.. وشدد على أنه لا علاقة لهذه الفتوى بما سبق وتم الحديث عنه في فتوى سابقة لأحد المشايخ الذي أجاز إرضاع الكبير في العمل مباشرة.. مشدداً على أن مثل هذا القول «خطير ولا يصح».