صباح الخير
أستميحكم العذر مسبقا على بعض الألفاظ القليله التي ربما يعتبرها البعض "غير مناسبه" والتي سترد في بعض السطور القادمه من الموضوع ..
ولا أعني بها أبدا جهلا .. أو نقصا من احترامكم فأنتم أرفع شأنا ومكانة من أن أفعل.
صديق لي اكتشف مؤخرا وقد أكدت له على ذلك كما فعل الكثير من الزملاء هنا في "المنفى" أن أكبر متعه تجدها في القراءة عندما تتصفح الصحف والمجلات وأنت في بيت الراحة كما نحب أن نسميه مجازا من باب الأدب والترفع عن الألفاظ البذيئه .. ولكن لا مفر من أن أوضح ( وأذكر أيضا) على أن بيت الراحه للذين لم يسمعوا بهذا المصطلح هو الحمام أو التواليت تماشيا مع المستثقفين أمثالي.
والمتعة التي أتحدث عنها تشترط أن تأخذ راحتك وأنت جالس على كرسي "الراحه" .. أي وداعا للعربي ومرحا مرحا للغربي .. ولا أعلم السبب الذي جعل من محبي التراث عندنا أكثر تمسكا با "المتلقي والمصرف الصحي" العربي في بيوت الراحة في الخليج العربي طوال هذه السنين رغم علمهم بالإختراع الكبير بالكرسي الغربي أو الإفرنجي كما نحب أن نسميه وتداوله في الأسواق منذ سنة الطبعه ..( نسمع كثيرا بهذه السنه وهي تلك السنه التي غرق فيها الكثيرين من غواصة الخليج العربي حينما تعرضت سفنهم لعاصفه قويه .. تحديدا في أوائل الخمسينات الميلاديه) ..
وشخصيا أتمنى لو أعرف من هو هذا المتشدد جدا بما هو كل تراثي حتى أقاضيه في المحاكم على ما تسبب لي وللكثير من ألام في الركب جراء "الكرفسه" التي جبرنا عليها كل يوم في بيوت راحتنا لسنوات عديده قبل أن نكتشف الراحه والمتعه قبل سنوات قليله فقط.
ولكن ما علاقة عنوان الموضوع بكل ما سبق؟ من حقك أن تتسائل عزيزي القارئ .. ولا تنسى أمرا آخرا وهو أيضا من حقي أن أجيب!! ومن حقي أيضا أن أسترخي بعض الشيئ أسترجع أفكاري فيما كنت أنوي كتابته لأني أصدقكم القول أن "سالفة" بيت الراحه لم تكن عالخاطر.
لم لا أجيب فورا من دون تأخير ... وخر عنه عكاشه باشا
ولكن قبل أن أجيب أود منكم في عجاله أن تستذكروا ما سمعتم أو قرأتم أو حتى شاهدتم تلك العلاقه الوطيده بين النساء والبحر الأبيض المتوسط .. ليس هناك علاقه بايولوجيه .. هذا صحيح .. والشيئ المشترك بين هذا البحر وبين معظم النساء في العالم هو اللون "الأبيض" .. البحر الأبيض مقابل اللحم الأبيض.
ومن باب الدعابه تغنى الفنان سعيد صالح في مسرحية "العيال كبروا" عن البيضاوات ولحمهم الأبيض المغري .. وتطبيقا لهذا الإغراء المؤثر جدا تستغل قنوات دول البحر الأبيض المتوسط ومنها بالتأكيد لبنان االشقيق في إبراز كل ما هو أبيض من لحوم مديعاتها .. كما تفعل فرنسا وسوريا ومصر مع الأخذ بعين الإعتبار أن الأخيرات العربيات من أحرص القنوات على التحفظ في عدم إبراز جزء كبير من اللحم الأبيض من مديعاتهم الفضائيه وتعير البسمات الجميلات والمتحدثات اللبقات اهتماما أكبرا.
(استرخاء وانشكاح على كرسيي الدوار أسترجع ما كان عالبال من الكلام المأثور في اللحم الأبيض).
ولماذا الإسترخاء .. ليس وقته الآن .. الأفضل أن أسترسل.
لا أعلم لماذا لم تعجبني كلمة "اللحم" لأنني لا أحب أن أتصور المرأة على أنها لحم فقط كما يفعل المسترزقين من توافه رجال المال في شتى العالم عندما يبرزونها على أنها كذلك ويصرفون على ما ترتديه نسب عاليه من إيراداتهم كي يتلألأ لحمها أكثر وأجمل لتكون أكبر وأضخم اسثمارات المواد المستهلكه .. والزبون العربي هذه الأيام له النصيب الأكبر في التمتع "مجانا" بالنظر والتغزل في صاحبات اللحم الأبيض.
لا .. فالمرأة بالنسبة لي عقلا وروحا .. ولحما وعظما ونظرتي للحمها وبشرتها تختلف عن ذلك المتاجر به في كرنفلات استعراض الفتنه البيضاء .. المرأه هي إنسان يجب أن تبقى كذلك.
عندما تستصفح في بيت الراحه تبحث عن أي شيئ يثريك ويروي شغفك من القرائة وحب الإستطلاع .. وآخر تجربه بالنسبة لي كانت إبحارا في معلومات جديره بالوقوف عندها عن البحر الأبيض المتوسط .. وما أن انتهيت من قرائة هذا المحيط المعلوماتي وقلبت الصفحة وجدت عنوانا قد اعتلى الصفحة يقول "اللحم الأبيض المتفسخ" .. بعدها اعترتني ضحكات هستيريه عملت جاهدا على أن لا أسمعها جاري وزميلي المرتاح هو الآخر في بيته .. لم أكن أود أن أشرح له نفسي لاحقا وأسبابي التي دعتني للضحك بصوت مرتفع .. وما أن بدأت في قرائة ما كتب عن هذا المتفسخ من اللحم حتى توقفت عن القراءه و شردت بذهني بتساؤل غريب من نوعه .. صرت أتسائل : لماذا تتفوق النساء البيضاوات بشهرة الحسن والجمال على غيرهن من ألوان البشرة المختلفه؟
وعدت نفسي على أن أعمل جاهدا لمعرفة الأسباب مع أمنياتي أن أجدها في المقال الذي ذكرت عندما أقرؤه بشغف في رحلتي الجويه مساء هذا اليوم .. وهل كل ما يتلألأ بالضرورة أبيضا؟
-----------------
سامي
