بسم الله الرحمن الرحيم

(الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ) (1:4 الرحمن)
القرآن هو كلام الله المنزل بواسطة رسول الوحي جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بلغة العرب
ويبين سنن الله تبارك وتعالي في الخلق والتشريع والمنهج
الله (لفظ الجلالة غير مشتق أصله ل ه من له كل شئ) أن لهذا الكون آله هو الله له ذات وأفعال وأسماء(الصفات فى حقه أسماء لا يشاركه فيها أحد) وانه وآحد احد صمد ليس كمثله شئ ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون والكون وما فيه فعله مما يوجب ذاته..واحد ليس له شريك فلو كان معه شريك لعلا بعضهم على بعض ولذهب كل آله بما خلق ولفسدت السموات والأرض وابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ..أحد ليس مركب من أجزاء لأنه لو كان مركبا لاحتاج إلى من يركبه..صمد يغير ولا يتغير ويفتقر الكل إليه ولا يفتقر لأحد..ليس كمثله شئ فلو كان له مثل لكان آله أو انفصل عنه وهذا محال..لا يسأل عما يفعل لأنه قدر الكون وما فيه من النشأة إلى الأزل مرة واحدة ثم يقول للشئ كن فيكون ولا يستطيع أنَ يحيط بذلك غيره وهم يسألون لأنه القيوم على أمور عباده بالعدل والرحمه
نزول القرآن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غار حرء وجائه رسول الوحى جبريل عليه السلام وقال له آقرأ فرد ما أنا بقرأ وواضح من الرد أنه رأى مكتوب ومعنى آقرأ أنه إما عرض عليه شئ مكتوب ليقرئه أو سبق أن حفظه شئ ومن المعلوم أنه لم يحفظه شئ أذن عرض عليه مكتوب ليقرئه وقد ورد في الاثر ان رسول الله حين كان يملي الوحى على كتبة الوحي و يقول لهم في بعض الكلمات أرسموها هكذا ولاترسموها هكذا ممايدل علي أنه سمع من جبريل ورأى ما كان يسمع مكتوبا

الغرض من القرآن


(الم.ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) ( 1:2 البقرة) للخبر ثلاثة أطراف الخبر والمُخبِِر والمُخبَر فإذا كان عدم التصديق بسبب الخبر أو المُخبِر سمى ريبه,أما إذا كان بسبب المُخبَر سمى شك ,اى إذا كان عدم التصديق بسبب الخبر أو المرسل كانت الريبة,وإذا كان بسبب المستقبل فهو الشك,والهدى معنى يتعلق بالغاية ووسيلة الوصول إليها ويشمل البيان (التوضيح و الفصل والإظهار ) و التعريف (الأبعاد والخصائص) والدلالة(الحجة بالبرهان)والرشد(كمال نضج العقل والعقل لم يذكر فى القرآن كعضو ولكن ذكر كوظيفة من وظائف القلب وكذا الفقه ) والتقوى لغة الحذر من مواضع السوء وشرعيه إتباع أوامر الله وترك نواهيه
محمد رسول الله
الإنسان خلقه بين الروحي الصرف (الملائكة والجن) والمادي الصرف (جماد ونبات وحيوان) ويتميز تركيب الإنسان فى القرآن إلى روح ووظيفتها المعرفة والارادة بأعمال وسائلها من تدبر وتعقل و تفقه وغيرها وهى مهبط الوحي والالهام وأتصال الملائكة و محل المشاعر و تتعلق بالقلب وترشد النفس للخير والشر والنافع والضار وإذا على القلب ران أوختم أو طبع تشوشة وسائلها أوتعطلة بالكلية والنفس تشبه النفس فى الحيوان وهى محل الوساوس وتأثير الجن ومحل الاحاسيس وتتلقها من وسائل الحس بالبدن و تتعلق بالصدر وتحرك البدن والبدن ينمو ويتغذى من عناصر الأرض

{ قال تعالى ]وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ صُّدُورِ{154}[ آل عمران

قال تعالى]وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً{17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً{18 نوح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الآوهى القلب)(متفق عليه)

والفساد منع الشئ من أدأ وظيفته اوتحويله عنها ويقول الله تبارك وتعالي(مضغة مخلقة وغيرمخلقة) المخلقة الجسد والنفس والغير مخلقة الروح التى نفخها الله تبارك وتعالى في آدم ويرسل بها ملك ينفخها في ذريته وهم أجنة في الرحم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة المكرمة بشبه جزيرة العرب في 12ربيع أول عام الفيل
والموافق 20أبريل عام 571 م ونسبه هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن ألياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويتصل نسبه ب إسماعيل بن أبراهيم عليهما السلام

تقوم خصائص المصطفى صلوات الله عليه وسلامه على آمرين الأول أنه بشر يجرى عليه ما يجرى عليهم وثانيهما أنه يوحى إليه برسالة من الله يبلغها للبشر ويجب اتخاذ المصطفى أسوة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر)(الأحزاب) .... (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)(الكهف) وقال(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم اله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين) (فصلت) من بشريته أنه من نسل إبراهيم عليه السلام آبى الأنبياء وأنه ولد يتيم الأب وتربى يتيم الأم وكفله جده ثم عمه وكان يرعى لعمه الغنم ويلقب فى قومه بالأمين وكان يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق وكان له أزواج وذرية وفجاه الوحي فى سن الأربعين فظل يدور بأرجاء مكة ثلاثة عشر سنة يقول لهم قولوا لا اله إلا الله تفلحوا ويتلو عليهم ما نزل من القرآن فيلقى منهم العنت والسفه والإيذاء وما صدقه إلا قليل وفى عام واحد مات عمه هو من كان يصدعنه سفهاء قريش وماتت زوجه خديجة رضي الله عنها فحزن واشتد عليه البلاء فخرج إلى الطائف ليجد السلوى ويدعوا أهلها إلى الإسلام فقابلوه اسواء استقبال وماتت بناته فى حياته إلا السيدة فاطمة الزهراء ومات له ثلاثة من الولد وكان العرب يفتخرون بذكورهم فكان يصبر ويحتسب
ويقول(إنََََََََ العين لتدمع وانَََََ القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا)البخاري وكان حين يشتد عليه الأذى يقول (ما من احد اصبر على الأذى من الله فقد جعلوا له الشركاء وادعوا له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم)البخاري ويقول(إنَ آخى موسى اوذى بأكثر من هذا فصبر)البخاري وكان فى كرمه وحلمه وشجاعته لا يبارى ولا يدانيه احد وكذا سائر شمائله وأخلاقه حتى مدحه ربه فقال(وانك لعلى خلق عظيم)القلم وأما فى مقامه بين الرسل و الأنبياء فان الله تبارك وتعالى جعل أول شرط للخروج من الكفر إلى الإيمان شهادة لا اله إلا الله محمد رسول الله فهو صلوات الله عليه وسلامه حبيبه (قل إنَ كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)الحجر واقسم بحياته(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)الحجر وزاده تبجيلا وتشريف فلم يناديه باسمه(يا ايها النبي يا ايها الرسول) اتبعوا من أحبه فأحبكم ونهى عن أنَََ ينادى اسمه مجردا من وصف النبوة أو الرسالة(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن آمره أنَ تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم)النور هاء آمره قد تكون عائده على الله أو الرسول أو الاثنين ويكون المعنى أنَ من يخالف أمره يعرض نفسه للفتن فى الدنيا أو العذاب الأليم فى الآخرة أو الاثنين وقال(يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إنََ الله سميع عليم .يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا.....)الحجرات1:5الحبط نوع من العشب تأكله البهائم فتنتفخ ويظن صاحبها أنها تسمن ولكنه مرض تموت منه..... وقد جعل الله أمته شهداء على سائر الأمم وجعل الرسول عليهم شهيدا
وأرسل الله تبارك وتعالى رسوله للناس كافة بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا وأوجب على المؤمنين طاعته ظاهرا وباطنا (فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)الحرج ضيق فى الصدر مظنة تضيق دائرة الفعل ويبين الحق تبارك وتعالى قدر عنايته برسوله(واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا)الطور48وقال(ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)الاحزاب56:57 وزكاة فى علمه ولسانه وبصره وفؤاده عرج به إلى سدرت المنتهى حيث منتهى كل شئ وحضرة من ليس كمثله شئ ورأى من آيات ربه الكبرى فانطبق ما رأى مع ما فى فؤاده(ذاكرته)(ما كذب الفؤاد ما رأى)النجم...
واختلاف الناس فى رسول الله مؤمنهم وكافرهم يأتي من أنهم يخلطون بين أمور بشريته وأحوالها وأمور الرسالة وأحوالها فمن يغلوا يرفع من بشريته بما لا يجوز ومن لا يؤمن مكذب برسالته ناظرا إلى بشريته ومن العجيب أنََ اليهود والنصارى يرفعون عزير وعيسى عليهما السلام إلى درجة الإلوهية رغم خروجهما من حيث يولد البشر ويأكلان الطعام ويمشون فى الأسواق ليستجلبا حاجتهما ومن يأكل الطعام يتبرز ويتبول ويتمخط وهذا لا يجوز على الله فضلا عن ان ينفصل عنه شئ فهو احد تبارك فى علاه.....
والبشرية سنة فى رسل الله من أبنا آدم فنجد موسى عليه السلام عندما يغضب يضيق صدره و يثقل لسانه وأخوه هارون أفصح منه كما أنَ السحرة سحروا عينيه و أوجس فى نفسه خيفة وكذا يوسف عليه السلام حينما خشي على نفسه(ربى...إلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)يوسف
اللغة العربية
من المعلوم أنه كانت هناك لغة بين الله تبارك وتعالى وآدم وذرته وزوجه وبينهم وبين الملائكة والجن وأبليس وعندما نزل آدم وزوجه إلى الارض و كثرة ذريتهما وانتشروا فى الارض تغيرة حركات السناتهم فنشاة لغات جديدة لكل منها نمط يشمل مفرداته واسلوب إستخدامها وأنها تلاقحت وتغيرة عبر العصور وأندثر بضعها بالكامل أوصوتا أورسما وبقى بعضها الى يومنا هذا وجاء فى بعض إبحاث المستشرقين أن اللغة العربية أصل اللغات وجاء فى الاثر أنها لغة آهل الجنة

واللغة العربية تمتاز بخصائص فى ألفاظها وأساليبها قانونها الدقة (الألفاظ تعبر المعاني بالضبط) والوضوح (يسر فهم المقصود) والإيجاز (اقل حروف فى الكلمة وكلمات فى العبارة لتعبير المعنى) والتوافق ( تماثل الصورة الصوتية فى حروفها وكلماتها مع المعاني) وذلك للخفة علي اللسان والأذن والتأثير فى فهم ومشاعر وأحاسيس المتلقي وكأنه يرى صورة وكانت العرب تسمى ذلك أذا كان على مستوى الحرف والكلمة فصاحة وإذا كان على مستوى العبارة والموضوع بلاغة وقد استخدم القرآن قانون العربية للتعبير عن حقائق الخلق والتشريع والمنهج بما اعجز العرب عن أن يأتوا بمثله بيانا واعجز غيرهم أن يأتوا بحقائق تناقض حقائقه . جمع القرآن كان لرسول الله عدد من كتاب الوحي فى مكة والمدينة يملى عليهم ما أوحي اليه من قرأن فيكتبوه علي زعاف النخل والرقاع ( مفردها رق وهي جلود حيوانات مدبوغة ومرققه) واللخاف وهوحجر خفيف وبعض عظام الحيوانات وغيرها ويجمع رسول الله ما كتب عنده ويسمح للصحابة بنسخه وتوفي رسول الله والقران مجموعا عنده مكتوبا علي صحائف من مواد مختلفة يصعب ترتيبها وبعض الصحابة يحفظ القران بالكامل أوبعضه وعندهم بعض سور وآيات القرأن مكتوبة وفي خلافة سيدنا آبوبكر الصديق إتفق مع سيدنا عمر بن الخطاب علي جمع القرآن وترتيبه وفق آخر ترتيب لرسول الله وكلفا الصحابى زيد بن ثابت بجمع القرا ن وترتبيه وكتابته وفي خلافة سيدنا عمر بن الخطاب قام سيدناعمر بن الخطاب بنسخ مصحف له من هذا المصحف ولما أستشهد احتفظة به بنته أم المؤمنين حفص وفي خلافة سيدنا عثمان بن عفان أستاذن أمناحفص في أن يأخذ مصحف عمر ينسخ منه ثم يعيده اليها فكلف الصحابي زيد بن ثابت ويعاونه بعض الصحابة بعمل عدد من النسخ هى ما يعرف بالمصحف العثماني أوالمصاحف بالرسم العثماني والتي بين آيدنا الان
4561) ــ حدَّثنا أبو اليمانِ أخبرنا شعيبٌ عن الزُّهريِّ قال: أخبرَني ابنُ السَّبّاق «أنَّ زيدَ بن ثابتٍ الأنصاريَّ رضيَ الله عنه ـ وكان ممَّن يكتبُ الوَحيَ ـ قال: أرسلَ إِليَّ أبو بكرٍ مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ وعندَهُ عمرُ فقال أبو بكرٍ: إِنَّ عمرَ أتاني فقال: إِنَ القتلَ قَدِ استحرَّ يوم اليمامةِ بالناس، وإِني أخشى أن يَستحرَّ القتلُ بالقُراءِ في المَواطِن فيذهب كثيرٌ منَ القرآنِ إلاّ أن تجمَعوهُ، وإني لأرَى أن تجمعَ القُرآنَ. قال أبو بكرٍ: قلتُ لعمرَ كيفَ أفعلُ شيئاً لم يَفعلهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمرُ: هو واللهِ خيرٌ. فلم يَزَل عمرُ يُراجِعُني فيه حتىٰ شرحَ الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأىٰ عمرُ ـ قال زيدُ بن ثابتٍ: وعمرُ عندَهُ جالسٌ لا يتكلم ـ فقال أبو بكر: إنكَ رجلٌ شابٌ عاقل، ولانَتهِمُك، وكنتَ تكتبُ الوحيَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبَّع القرآنَ فاجمَعْه. فواللهِ لو كَلّفَني نقلَ جبلٍ منَ الجبال ماكان أثقلَ عليَّ مما أمرَني به من جَمْع القرآن. قلتُ كيفَ تَفعَلانِ شيئاً لم يَفْعَلْهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيرٌ فلم أَزَلْ أُراجعُهُ حتى شرحَ اللهُ صدري للذي شرحَ اللهُ له صدرَ أبي بكرٍ وعمر، فقمتُ فتتبَّعتُ القرآنَ أجمعُهُ منَ الرِّقاع والأكتاف والعُسُب وصُدورِ الرجال، حتىٰ وَجدتُ من سورةِ التوبةِ آيَتين مَعَ خُزَيمةَ الأنصاريِّ لم أجدْهما مَعَ أحدٍ غيره {لقد جاءكم رسولٌ من أنفُسِكم عزيزٌ عليه ما عنتم حَريصٌ عليكم} إلى آخِرِهما. وكانتِ الصُحُفُ التي جُمعَ فيها القرآن عندَ أبي بكرٍ حتى تَوَفّاهُ الله، ثم عندَ عمرَ حتى توفاه الله، ثم عند حفصةَ بنتِ عمر»

((وقد كان القرآن كله كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور،
فلم يأمر أبو بكر إلا بكتابة ما كان مكتوبا، ولذلك توقف عن كتابة الآية من آخر سورة براءة حتى وجدها مكتوبة، مع أنه كان يستحضرها هو ومن ذكر معه،
في ” موطأ ابن وهب ” عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر قال ” جمع أبو بكر القرآن في قراطيس، وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ففعل وعند ” موسى بن عقبة في المغازي ” عن ابن شهاب قال ” لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يهلك من القراء طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف
حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ
قال ابن التين وغيره: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك ببعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره كما سيأتي في ” باب تأليف القرآن ” واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك انتهت فاقتصر على لغة واحدة، وكانت لغة قريش أرجح اللغات فاقتصر عليها، وسيأتي مزيد بيان لذلك بعد باب واحد،)) (فتح البارئ)





الفاتحة

~§§ الفاتحة(مكية)7 §§~
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهد ِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7
الفاتحة آول سورة في المصحف كتابتاوهى أفضل ذكر لله وكل كلمة منها تمثل موضوع من موضوعات القرآن وهى أفضل الدعاء وبينت آداب الدعاء والطلب بالثناء على الله (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) وحيثيات الطلب (إياك نعبد وإياك نستعين) والطلب (أهدنا الصراط المستقيم)
ومن كان له الحمد والربوبية والرحمة والملك والعبادة والإعانة والنعمة والهدى والإضلال والغضب وليس لأحد غيرة منها شئ أحرى أن يجيب من دعا ه

أول آية فى المصحف كتابتا و تعنى أن ما سوف يتلى هو كلام الله(بسم الله الرحمن الرحيم)


قال تعالى }اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ إنِّي أُلْقِيَ إلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وإنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31){النمل
كاتب هذا الكلام سليمان بلاغا عن الله الرحمن الرحيم
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }النمل 44
طلب التسليم كان لله ولذلك جاءت الإجابة أسلمت مع سليمان لله رب العالمين

وضع سيدنا عثمان بن عفان البسملة فى أول كل سورة للفصل بين السور
عن ابن عباس قال(قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى والى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الرحمن الرحيم ووضعتموها فى السبع الطوال...............)(ابوداود والترمذي واحمد)(ارجع تفسير الطبري)

الحمد لله رب العالمين هي أول آية فى سورة الحمد(الفاتحة) وعند ترقيم المصحف وضعوا ل بسم الله الرحمن الرحيم رقم واحد و للحمد الله رب العالمين رقم اثنان وهذا سبب الخلاف على البسملة .

والحمد تعديد صفات الجمال والجلال والغاية النظرية للإنسان فى خلافته ومحمد صلى الله عليه وسلم الأسوة العملية
( والله علم على الذات العلية (غير مشتق أساسه ل ه من له كل شئ

ورب من التربية وهى الزيادة والنمو وهنا إكساب الشئ سلوكه [خلقاً (إيجاد من عدم) وهداً ( وظيفة الشئ) وجعلا(علاقة) وتكويناُ (مخلوقات تتكامل وظيفيا) وسنتاً (قانون لا يخالف) وتشريعاً (قانون يطاع ويعصى) ومنهجاً ( طريقة أو خطوات عمل) ] . والعالمين جمع عالم (كل طائفة له اشترك) (كل ما سوى الله)
الرحمة ( ما يحفظ ويقي ) الرحمن خالق الرحمة والأرحام ومالكها والرحيم هو من يفيض بالرحمة على غيره
آخر دعاء أهل الجنة (أن الحمد لله رب العالمين) فهي المبتدأ والغاية . (مالك) ملك من له حرية كامل التصريف
ويوم فترة من الزمن(أطلقها العرب على النهار) . الدين الحساب والشأن والسلطان والجزاء وغير ذلك (عمل يرتبط بجزاء وفق شريعة ومنهج ) .
إياك ( نخصك
نعبد (العبادة مظهر العبودية وهى علاقة بين طرفين أحدهما له حرية كامل التصريف والأخر ليس له وتسليم القلب فيما هو خارج مقدور العبد)
نستعين (طلب العون وهو مد بقوة فيما هو داخل مقدور العبد) .
أهدنا(حدد لنا الغاية ووسيلتها) (الهدى تحديد الغاية ووسيلة الوصول إليها ويشمل التعريف والتبيين والرشد والدلالة
وكل منها يرتبط بالأخر ويؤدى إلي الهدي
الصراط (مادي: طريق, معنوي: سبيل)
والمستقيم الشئ لاعوج فيه ولا انحراف .
والمنعم عليهم(النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ورفقائهم) النعمة(اليد والصنيعة وما انعم به ومدح وتصديق وجواب ... وغير ذلك)
وقد بدأت دولة الإسلام بالنبي ثم الصديق أبى بكر والشهداء عمر وعثمان وعلى....
والمغضوب عليهم استحبوا الحياة الدنيا فخرجوا عن تكليفات الدين فكفروا بعد إسلامهم وإيمانهم فطبع على قلوبهم ( والغضب استثارة نوازع العقاب فإذا كان الغضب لله فهو عباده وإذا كان للنفس فهو كبر وأنانية ونفث للشيطان) ويستوجب غضب الله إنكار حق من حقوق الربو بيه جحدا (الجحود إنكار دليل موجود أو التكذيب بغير دليل)
ولا الضالين(الضلال يكون فى الفكر والغواية فى العمل وهو فقد الغاية أو وسيلتها أو الاثنين معا أو خلط حقوق الربوبية بالعبودية وذلك بنسبة ما لله للعباد أو العكس) والضال وسط بين المنعم عليه والكافر ويزول ضلاله بالهدى ويكون كفرا بالإصرار

تعليق: حقوق الإلوهية (تشمل الذات) لله الحمد والربوبية والرحمة والملك والدين والعبادة والاستعانة والهدى والنعمة والغضب والإضلال

وواجبات العبودية العبادة والاستعانة و طلب الهدى وطوائف المكلفين الإنس والجن وينقسمون إلى منعم عليهم ومغضوب عليهم وضالين وهذا يدل على حرية الاعتقاد وتربية الله للخلق بالرحمة وهذا ما يجب أن يسود بينهم وتشريع العمل والجزاء لله وهو بشرى للطائعين وإنذار للمخالفين فمالك يوم الدين وهو سلطة تحديد الجزاء له حق تقرير شريعة ومنهج الفكر و العمل...
ويبين الحق تبارك وتعالى صفات حمده كي يقتدي بها الإنسان فى خلافته فعلى الإنسان أن يسعى كي يكون المسلم والمؤمن والمحسن والبار والتقى والصادق والأمين وغير ذلك من الأسماء الحسنة ولا يكون المشرك والكافر والمنافق والفاسق والفاجر والضال والمغضوب عليه والزاني والشاذ .. وغيرها من الأسماء القبيحة . اللهم تقبل

التفسير
.
الاجتزاء من نص ووضعه فى سياق نص آخر قد يغير دلالته فالألفاظ فى اللغة يكون له حياة اى مولد وعمر واندثار وتعتريها تغيرات سوء من ناحية مادتها اى حروفها أو من ناحية معناها ومقصودها أو رسمها وقد تعبر عن شئ يدرك بالحواس أو شئ يفهم اى مادي ومعنوي وينقسم المعنى إلى معجمي وهو المعنى الذي يقصد بمادته و يتداول الناس ومعنى أصطلاحى وهو ما يتفق عليه طائفة ومعنى شرعي وهو المعنى الذي قصد فى الكتاب والسنة وحين يستخدم اللفظ فى نص فقد يقصد به بعض معانيه أو كله والكلام لا يفهم إلا فى سياق وإذا اجتزئ منه فأن ذلك قد يؤدى إلى عدم الفهم أو الخطأ . ---- مثال قال أ (خبر) لـ ب قال ج هذا كذب(صدق) لهذا الحدث خمسة أطراف وصف الكذب أو الصدق يصدق على اى واحد منهم أو بعضهم أو كلهم . ( 15إحتمال للمعنى المقصود يتحدد ممابعده وقبله )
أ (1)
الخبر (2)
ب (3)
ج (4)
(5) الصدق (الكذب)

مثال

قال تعالي
( ما ضل صاحبكم وما غوى) وقال(الم يجد ك ضالا فهدى) الضلال هو فقد الغاية أو وسيلتها أو الاثنين والكلام فى الآية الأولى لقوم الرسول بعد
البعثة والكلام فى الآية الثانية للرسول قبل البعثة فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ضلال قومه فاعتزله ولكنه لم يعرف الهدى ووسيلته حتى جاءه الوحي ولذلك لم يرد انه ذهب إلى حراء بعد البعثة.تأتى بعض الإحداث فى القرآن لفئة معينه (إنَ هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه مختلفون )ونحن لا نعرف هذه الاختلافات

خصائص القرآن

مهيمن على ما قبله من الكتب وما فرط من شئ وتفصيل وتبين لكل شئ وما سبقه من كتب جزؤه أو جزء معناه ولا يبطل ما فيه شئ سابق أو لاحق له وعطائه متجدد وهدى و رحمه وشفاء لمن صدق به وله جمال وجلال وما تتوقف فيه العقول يبينه ويفصله وما تتفق فيه أو تستنبطه يشير إليه وقد جعله الله آيات بيينات فى صدور الذين اؤتو العلم وتبنى أحكامه على اليسر ورفع الحرج وتنوع الإنسان بتنوع الزمان والمكان وهو ميسر فهمه حسب إجادة العربية ولله أن يفيض من معانيه على من يشاء وكل ملزم بفهمه ولا يلزم غيره إلا فهما لرسول الله وفصل فى أحكام الزواج والميراث بما لا يدع اجتهاد وهما قوام حياة الإنسان(استمرار النوع وإعادة توزيع الثروة )وربط الآيات الكونية بالتشريعية بما يحقق وحدة المنهج والعظة والاعتبار والتسليم لله فى الخلق والآمر وبين أن للخلق ميزانا وللتعامل بين الخلق ميزانا ولاستخراج الأحكام ميزانا وللحساب والجزاء فى الآخرة ميزانا ويمكن تأسيس الفروض النظرية على حقائقه العلمية وعرض نتائج تجارب هذه الفروض عليه فما كان منها مطابقا كان صحيحا وموثقا ويستند إلى حق وهو ضابط للغة ويبين أخلاق العلماء والمتعلمين وسبب فساد العلم والعلماء والأمم إنَ الله تبارك وتعالى خلق لكل شئ وظيفة فإذا أدى وظيفته كان الصلاح وإذا منع أو حول عن وظيفته كان الفساد

أحكام ألقرآن

كتاب مختصر النصيحة الكافية للشيخ أحمد زروق مكتبة النجاح ليبيا ( يشتمل القرآن على أمر ونهى وخبر والأمر(وجوبي وندبي) ويطلب إتباعه والنهى (تحريمي وتنزيهي) ويطلب اجتنابه والخبر(تقريري و إعلامي) ويطلب صدقه واعتقاده....والتقريري يشمل ما وقع فيه من التوحيد وذكر ما يوجب العقل إذ ليس للشرع فى ذلك إلا التقرير..و الإعلامي يشمل الإعلام بما يوجب اعتقادا كالعلم باسم الله والذي لا سبيل للقياس فيه (اى اشتقاق أساسه ل ه من له كل شئ) إلى غير ذلك كما يشمل الإعلامي الإعلام بما يوجب اتعاظا كأخبار الأمم السابقة وما وقع لها ولهذه الأم


دراسة في إعجاز كتابة القرآن

للمهندس محمد شملول

لقد شدتني الكتابة المخصوصة للقرءان الكريم والمخالفة للكتابة الإملائية المعتادة وذلك من حيث حذف بعض الحروف من بعض الكلمات القرآنية مثل حذف حرف الألف والياء والواو والتاء والنون واللام ........او زيادة بعض الحروف في بعض الكلمات القرآنية مثل حرف الألف والياء والواو ......او اختلاف الهمزة في الكلمات القرءانية .......... او إبدال بعض الحروف بحروف أخرى .....او وصل بعض الكلمات او فصلها في أماكن مختلفة .......... وقد حاولت بجهدي المتواضع أن أجد أشارات موحية للأسباب التي وراء حذف بعض الحروف او إضافة حروف أخري .او تغير شكل الكلمة القرآنية بإبدال بعض الحروف او وصل الكلمات او فصلها ....وذلك على أساس ان اى حرف فى القرءان الكريم له فائدة سواء وجد او حذف ..... لقد تبين لي بعد التدبر والدراسة ان هناك إعجازا ًرائعا فى كتابة الكلمة القرءانية يتمثل في ان حروف الكلمة القرءانية ترسم صورة صادقة للمعنى المراد سواء بحذف بعض الحروف او زيادتها او إبدالها او وصلها او فصلها .. ........ ان الكلمة القرءانية حينما تحذف بعض حروفها تتلاصق وتقترب اكثر من بعضها ......فيوحى ذلك بصورة المعنى متلاصقة وقريبة ......كما يوحى ذلك بصورة سريعة نظراً لقلة زمن حدث الكتابة الناتج عن حذف بعض حروف الكلمة

كما يوحى أيضا فى بعض الأحيان بقلة الشأن نتيجة لتصغير حجم الكلمة وهذا كله طبقاً للسياق و أولويات الموضوع ........ كذالك فان الكلمة القرءانية حينما تزيد بعض حروفها عن الحروف المعتادة سواء نطقت هذه الحروف او لم تنطق ....... فان هذا يوحى بصورة للمعنى كبيرة او صورة متمهلة تحتاج الى التدبر والتفقه .....ويوحى ذالك بطلب التدبر والتفكر والتمهل و نضرب فيما يلي أمثلة لإعجاز كتابة القرءان . .....
أمثلة لحذف حرف الألف من كلمة " صاحب " :-
في الآية 34 من سورة الكهف يقول سبحانه ( وكان له ثمر فقال لصحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا* ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا *وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا * قال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا *...)... بدا مالك الجنتين الحوار مع صاحبه ..... و كانا صاحبين قريبين من بعضهما البعض لدرجة الالتصاق ...... لذا جاءت كلمة " صاحبه " في هذه الآية الكريمة علي هيئة " صحبه " أي بحذف الألف الوسطية لتبين صورة صاحبين متلاصقين ثم تكلم مالك الجنتين و بدأ يكفر بالساعة و بالله سبحانه و تعالي ..... حينئذ تغير فورا ًرسم وكتابة كلمة " صحبه " بدون الف وسطية الي " صاحبه " بألف وسطية لتوحي بنوع من الانفصال فى الصورة ليوضح الانفصال الايمانى رغم رفقة الزمان والمكان ..حيث جاء ذالك في الآية 37 من نفس السورة .......وجاء رد صاحبه ..." أكفرت " ....سببا ًمباشراً للبعد عنه وسبباً لنشوء الألف الوسطية في كلمة صاحبه لتوحى بالانفصال .........ولو تدبرنا كل كلمة صاحب في القرءان الكريم كله لوجدناها تأتى بصورتين مختلفتين أحداهما بدون ألف وسطية والأخرى بألف وسطية .......وفي حالات وجود الألف الوسطية نجد ان هناك نوعاً من الانفصال فمثلاً حينما يتكلم القرءان الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه الكافرين يقول( ما ضل صاحبكم و ما غوى)- ما بصاحبكم من جنة- وما صاحبكم بمجنون .....وكلها تحتوى على الألف الوسطيه الفاصلة غير انه حين يذكر القرءان الكريم سيدنا أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتى كلمة صاحبه بدون ألف لتبين الصحبة الحقيقية والالتصاق الايمانى ( اذ يقول لصحبه لاتحزن ان الله معنا ) سورة التوبة آية 40........ كذلك تأتى كلمة " صاحبة " بمعنى الزوجة بدون ألف علي شكل " صحبة " في القرءان الكريم كله لتبين التصاق الزوجية ......كذلك تاتى اصحاب النار ،و أصحاب الجنة كلها ملتصقة علي شكل اصحب النار و اصحب الجنة لتثبيت الخلود والدوام والالتصاق .
كذلك حين يتكلم القرءان الكريم عن الأبوين الكافرين و الابن المؤمن
فانه يخاطب الابن " وصاحبهما في الدنيا معروفا " حيث جاءت صاحبهما بالف وسطية لتوحى بعدم وجود التصاق ايمانى .........أما حين يتكلم القرءان الكريم في سورة الكهف عن سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح فانه يقول له " ان سألتك عن شىء بعدها فلا تصحبنى " بحذف الألف لوجود الالتصاق الايمانى بينهما ........
كذالك فان حذف بعض الحروف من بعض الكلمات القرءانية يوحي بمعانى متعددة حسب السياق القرءانى لان الحذف يقلل زمن الحدث او زمن الكتابة لذا فانه يمكن ان يوحى بالسرعة فلو تدبرنا كلمة " بسم " في القرءان الكريم كله لوجدنا انها تاتى بشكلين احدهما " بسم " محذوفة الالف مثل بسم الله الرحمن الرحيم - بسم الله مجرها ومرساها –
وتأتى على شكل " باسم " تحتوى على الألف الوسطية مثل " اقرأ باسم ربك الذى خلق "، فسبح باسم ربك العظيم ..
وحذف الألف فى كلمه بسم يوحى بأنه يجب علينا بسرعة الوصول الى الله بأسرع الوسائل والبدء باسم الله بأقصى سرعة اما الحالات التى جاءت فيها "باسم" بالف الوصل فانها جاءت بقصد التسبيح او القراءة وهى امور تحتاج الى التفكير والتدبر و التمهل.........
كذلك فان حذف بعض الحروف من الكلمات القرءانيه يمكن ان يوحى بقلة الشأن وذلك حسب السياق لان انكماش الكلمة يؤدى الى انكماش الصورة وانكماش المعنى ونلاحظ ذلك فى كلام صاحب مالك الجنتين فى سورة الكهف حين يقول له " ان ترن انا اقل منك مالاً وولداً " فجاءت
كلمة " ترن " محذوفة حرف الياء الأخيرة بدلا من كلمة (ترني) اي حذفت ياء ضمير المتكلم واستبدلت الكسرة بدلا منها في مقام التقليل من الشأن وذلك ليوحى بان مالك الجنتين يستصغره ويراه قليل المال وقليل الولد .....
كذلك فان الحذف يوحى ايضاً بالانكماش والتقوقع حسب السياق
فمثلاً حين يتكلم القرءان عن قواعد البيت تاتي بالالف الوسطية الصريحة " و اذ يرفع ابرهيم القواعد من البيت و اسمعيل " لتدل على عمق القواعد .........
غير ان القرءان الكريم حين يتكلم عن القواعد من النساء اى العجائز تاتى القواعد بدون ألف صريحة لتدل على انكماش النساء فى الكبر وهمودهن وقلة حركتهن " والقوعد من النساء " سورة النوراية60 .
كذلك فان الحذف يوحى بعدم الدخول فى التفصيل اما فى حالة وجود الألف فيوحى بنوع من التفصيل فنجد مثلاً كلمة " سموت " وردت في القرءان الكريم كله 189 مرة بدون الفى المد ..........ووردت مرة واحدة فقط " سموات " بالف ...ومن العجيب ان تأتى هذه المرة فى سورة فصلت حيث تم تفصيل السموات وان لكل سماء أمرها وذلك فى الآية رقم 12 ...قال تعالى (فقضهن سيع سموات في يومين وأوحى في كل سماء امرها )...

كذلك نلاحظ ان كلمة ( والدة ) جاءت في القرءان كله بدون الف وسطية على شكل (ولدة) لتوحي بالتصاق الوالدة بولدها في جميع مراحل العمر اما (الوالد) ونظرا لانه يكدح في سبيل لقمة العيش ويضرب في الارض فقد جاء رسم الكلمة بالف وسطية في القرءان كله
كذلك جاءت كلمة (أمهت ) بدون الف وسطية وفي المقابل جاءت كلمة (آباء) بالف وسطية لنفس السبب وفي القرءان كله

كذلك نلاحظ ان كلمة (الحسنات) وردت في القرءان الكريم كله بدون الف وسطية على شكل (الحسنت) لتوحي بان الحسنات تلتصق بالانسان فور عملها اما كلمة (السيئات) فجاءت في القرءان كله بالف وسطية فاصلة لتوحي بانها لا تلتصق بالانسان بشكل فوري وانما يمكن ان يغفرها الله له بالتوبة والعمل الحسن
وقد جاء في القرءان الكريم(ان الحسنت يذهبن السيئات) سورة هود اية 114 حيث يوحي ورود الحسنت بدون الف وسطية وورود السيئات بالف وسطية اي انضغاط كلمة حسنات واتساع كلمة سيئات بان الحسنات القليلة تذهب السيئات الكثيرة (حسنة قليلة تمنع بلايا كثيرة )

كذلك وردت كلمة (شاهد) بالالف الصريحة 4 مرات في القرءان الكريم في الاية 17 من سورة هود والاية26 من سورة يوسف والاية10 من سورة الاحقاف والاية 3 من سورة البروج مثال (وشهد شاهد من اهلها) اية 26 سورة يوسف
غير انه حينما اشار القرءان الكريم الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقد وصفه بكلمة (شهدا) بدون الف وسطية ليوحي حذف حرف الالف بانه صلى الله عليه وسلم ملتصق بنا برسالته وسنته وشفاعته وحديثه الشريف كما اننا نسلم عليه في كل صلاة ( السلام عليك ايها النبي) ونصلي ونسلم عليه كلما ذكر اسمه عليه الصلاة والسلام وقد وردت كلمة( شهدا) بدون الف وسطية 3 مرات فقط في القرءان كله وهي خاصة بالرسول فقط دون غيره في سورة الاحزاب اية45 والفتح اية8 والمزمل اية 15 مثال ( يايها النبي انا ارسلنك شهدا ومبشرا ونذيرا) الاحزاب 45

كذلك وردت كلمة (الالواح)بالف وسطية 3مرات في القرءان كله وهى خاصة بالواح موسى عليه السلام حيث يوحي وجود الالف الوسطية بان هذه الالواح كانت منفصلة عن بعضها وكل لوح على حدة وذلك في الايات 145 و 150 و154 من سورة الاعراف مثال (وكتبنا له في الالواح من كل شىء)
غير انه حينما ذكر الله سبحانه الواح سفينة نوح عليه السلام جاءت الكلمة بدون الف وسطية (الوح) لتناسب المعنى حيث يوحي عدم وجود الف فاصلة وسط الكلمة ان الواح السفينة كانت ملتصقة ببعضها تمام الالتصاق حتى لا ينفذ منها الماء وهذا ما يؤكد ان حروف الكلمة القرءانية ترسم صورة صادقة للمعنى قال تعالى(وحملنه على ذات الوح ودسر) سورة القمر اية 13

كذلك فان الحذف يوحى بالقرب .....حيث نلاحظ ان حرف النداء "يا" ورد فى القرءان الكريم كله بدون ألف " يقوم - يرب - يصلح - يأيها الناس - يموسى ....وهذا يرسم صورة رائعة للقرب حيث يوحى حذف حرف الألف بكامل القرب وبان النداء لابد ان يكون من قريب ليوحى بالألفة ونرى الإعجاز كاملاً فى حذف حتى حرف النداء من كلمة "يرب" لتكون فقط " رب " – " ربنا " لتوحي بالقرب الكامل كذلك فان حذف حرف الالف يوحي بعدم التوسع في بعض الأمور فمثلاً حينما نتدبر الاية " الطلق مرتان " فى الآية 229 من سورة البقرة نجد ان كلمة الطلق جاءت بدون ألف لتوحى بأنه مازال هناك فى مرتين من الطلاق ارتباط بين الزوجين فى فترة العدة و لتوحى بعدم التوسع فى الطلاق كذلك جاءت مرتان بالألف لتوحي بانفصال كل مرة طلاق ولا يكون الطلاق مرتين او ثلاث دفعة واحدة ......
كذلك نجد ان إبدال بعض الحروف بحروف اخرى فى الكلمات القرءانية وذلك لتغير صورة الكلمة و بالتالى إعطائها معنى صادقاً ونضرب لذلك الامثلة الاتية بصور مختلفة وهى رءا و رأى ، طغا وطغى
نجد كلمة " رءا " وردت 11مرة و أخرها ألف ، ووردت كلمة " رأى" مرتين فقط و أخرها حرف الياء ...
وحين نتدبر المرات التى وردت فيها " رءا " بحرف الألف نجد انها كلها رؤية بصرية " فلما جن عليه اليل رءا كوكبا " ًسورة الانعام :76 - " فلما رءا قميصه قديم دبر " سورة يوسف :28 –ونظراً لان الرؤية بصرية جاءت نهاية كلمة رءا بالألف لتدل على وجود حاجز للرؤية او حدود للرؤية ....

غير انه حين يتكلم القرءان عن رؤية البصيرة النافذة او رؤية الفؤاد
تاتى كلمة " رأى " تنتهي بحرف الياء الذي يوحى بالامتداد وقد جاءت
بهذا الشكل فى موضوعين اثنين من القرءان الكريم خاصتين بالرسول
صلى الله عليه وسلم حينما بلغ السموات العلى وسدرة المنتهى حيث كانت الرؤية الحقة بدون حدود وذلك فى سورة النجم قال تعالى " ما كذب الفؤاد ما رأى " وقال تعالى " لقد رأى من أيت ربه الكبرى " ......
كذلك وردت كلمة " طغا " بالإلف فى نهايتها حينما ذكر الله سبحانه وتعال طغيان الماء المغرق لقوم نوح " انا لما طغا الماء حملنكم فى الجاريه " سورة الحاقه :11 وجاءت بالإلف فى أخرها لتوضح ان طغيان الماء كان لأعلى بامتداد حرف الألف حتى يغرق .....
ووردت كلمه " طغى " فى نهايتها حرف الياء الممتد حينما تكلم القرءان عن طغيان فرعون حيث يوحى ذلك بامتداد طغيان فرعون فى
الاتجاهات العرضيه والجانبية .. " اذهبا الي فرعون انه طغى "......
والقرءان الكريم يحتوى على مئات الأمثلة من هذه الكتابة المخصوصة للكلمات القرءانية التي توضح صورة المعنى المراد وتجعل
الكلمة القرءانية صادقة معبرة . " ومن اصدق من الله حديثاً " ...........
ولقد وفقني الله لدراسة إعجاز كتابة القرءان حيث وضعتها فى كتاب " إعجاز رسم القرءان و إعجاز التلاوة " وقدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وقامت بطباعته دار السلام للطباعة والنشر