كيفية علاج المريض بالرُّقْيَة الشرعية ؟

--------------------------------------------------------------------------------

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، إلى حضرة الأخ المكرم .. سلَّمه الله .. فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم (2610) وتاريخ 4/7/1407هـ الذي تذكر فيه ما أصاب والدتك من النسيان بعد إجرائها لعملية المرارة، وطلبك أن ندلك على علاج شرعي لما أصابها .
وأفيدك بأن ما حصل على والدتك إنما هو بقضاء الله وقدره، وعلى المسلم أن يصبر ويحتسب ما عند الله من الأجر - عملاً بقول الله سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ *} [سورة البقرة] ، وقوله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} [سورة التغابن] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" [1]؛ حسنه الترمذي .
ونوصيك بأن تقرأ عليها بفاتحة الكتاب وآية الكرسي و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وغير ذلك من آيات القرآن العزيز. وتكرر ذلك في كل صباح ومساء؛ لأن الله سبحانه أنزل كتابه شفاء من كل سوء؛ كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}[سورة فصلت، من الآية: 44] .
كما نوصيك بالدعاء الصحيح المشهور؛ مثل: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ، اِشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ؛ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا" [2]، و "بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْم اللهِ أَرْقِيكَ" [3]، تكرر هذين الدعاءين ثلاث مرات، وتدعو لها أيضًا بما أحببت من الدعاء سوى ذلك، وكونه مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل .
كما نوصيك بعرضها على الأطباء المختصين ولاسيما الذين أجروا لها العملية لعلهم يجدون لها علاجًا .
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وشفى والدتك مما أصابها، ومتع الجميع بالصحة والعافية. إنه سميع مجيب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .
______________________________ _______________
[1]الترمذي (2396) وقال: «حسن غريب»، وابن ماجه (4031)، وحسنه الألباني، وهو في صحيح الجامع برقم (2110) .
[2]البخاري (5675)، ومسلم (2191).
[3] مسلم (2186).