الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق وله الحمد في الاولى والاخرة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله واصحابه وكل من تمسك بهديهم واستن بسنتهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا يا رب العالمين وبعد: فمن الافك والكذب الذي يثير حوله زوبعة كبيرة ادعياء السلام ما يسمى بالارهاب, ولااحب ان اضع الاسلام في قفص الاتهام , فهو غني عن التعريف بتسامحه وانسانيته ومدينته الفاضلة التي طالما كان افلاطون يحلم بها والتي لن تتكرر وما تحققت الا في عهد رسول الله وصحابته الذين تبوؤا الدار والايما ن من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة الى آخر الايات الكريمة, ولكني احب ان اسلط الضوء على حقيقة يابى اعداء الاسلام والسلام ان يسلموا بها الاوهي ان دين الاسلام كما هو دين الرحمة والتسامح والاحسان فهو ايضا دين العدل والقوة ضد الجبروت والطغيان, نعم واذا كانوا قد رضوا ان يعطوا لرسول التسامح والمحبة والسلام تلك القوة الخرافية الخارقة حتى يصلب ويتحمل الالام والاوجاع عن البشرية جمعاء منذ بدء الخليقة الى ان تقوم الساعة بزعمهم, فلا اقل من ان يعطوا شيئا من هذه القوة لدين الاسلام حتى يقاوم تداعيات هذا الفداء العظيم والذي يفتح باب الاجرام على مصراعيه من الذي علق على خشبة وتحمل عني خطاياي واعفاني من كافة مسؤلياتي تجاه الجرائم التي يمكن ان اتورط فيها في الماضي والحاضر والمستقبل ؟ كيف لا وقد اعطاني صكا من صكوك الغفران بعد ان قعدت على كرسي الاعتراف امام الآباتي الذي يمثله؟ كيف لا وقد اعطاني مشايخ الضلال صكا آخر اقوى منه بكثير مكتوب عليه قل لا اله الا الله تدخل الجنة ؟ و لم يدركوا ان لا اله الا الله لهاتكاليفهاو تبعاتها وتداعياتها ونتائجها العظام الجسام ومسؤولياتها الضخام الكبار, نعم اجتمع اعضاء كبار لهم وزنهم في احدى الولايات الامريكية في احد الايام ليضعوا حدا لعصابات المافيا الارهابية فتكلم كل واحد منهم عن عقوبة رادعة لم تشف غليلهم ولم يبق الا عضو واحد فلما جاء دوره تحدث عن عقوبات رادعة اعجبوا بها اعجابا شديدا وعلقوا على صدره صليبا ووساما ولم يتمالكوا انفسهم من الدهشة والاستغراب من ذكائه وعبقريته وعانقوه ولكنهم فجاة سالوه من اين اتيت بهذه العقوبة التي ستخفف كثيرا من الممارسات الاجراميةان لم تقض عليها نهائيا فقال من قرآن المسلمين فقالوا اذا لانريدها واصابتهم خيبة امل كبيرة ؟نعم هكذانطق الحسدوالحقدالاسودعلى الاسلام واهله كلمته, وهذه العقوبة الربانية من حكيم خبير الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الذي فصل لنا الايات لتستبين سبيل المجرمين موجودة في سورة المائدة الاية رقم 33,و ثم احب ان اسلط الضوء قليلاعلى آيات الارهاب ؟ مع العلم ان الارهاب ضد اعداء الله مطلوب ومشروع قال تعالى واعدوا لهم الى ان قال ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين الاية , واما قتل النساء والاطفال والشيوخ والابرياءوالفساد في الارض واهلاك الحرث والنسل فقد حذر الله منه وليس لاعداء الله منة ولله الحمدوالمنة وتكفيهم الاية 32 من سورة المائدة في قوله من قتل ومن احياها فليراجعها من احب , فهذا النوع من الارهاب غير مشروع من المسلمين ضداهل الكتابين اليهود والنصارى الا اذا كانوا محاربين ,اما اذا كانوا مسالمين فقد امر الله ببرهم والاحسان اليهم ومشاركتهم في الافراح والاحزان, واكبر فرحة عندنا كمسلمين تاتي في اكبر عيد عند ذبح اكبر شعيرة قربانا لوجه الله واضحية يستحب تقسيمها الى ثلاثة اقسام قسم لمالكيها وقسم للفقراء والمساكين صدقة وقسم هدية لغني او لصديق او جار مسيحي او يهودي ولم يقل صدقة حرصا على كرامتهم ,فاي تسامح اكبر من هذا ان نتشارك معهم افراح العيد وكل ذلك موجود في سورة الممتحنة الاية رقم 9, واما قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا فهل احد من المنصفين والعقلاء يشم هنا رائحة ارهاب مع وجود المظلومين الذين يجب ان ينتصف لهم من ظالميهم وقد اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض اي انه ما شرع الجهاد والقتال الا ليدفع الشر بالخير والباطل بالحق والظلم بالعدل والعدوان بالاحسان لمن احب دون الزام ولو ان ذلك الاحسان افضل, ورحم الله الشيخ الشعراوي في خواطره الايمانية عندما قال هب ان احدا ما من سفهاء الناس صفعك على وجهك والله تعالى يقول فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم اي دون زيادة هل تستطيع ان ترد له صفعته بنفس حجم القوة التي صفعك بها ؟ والاستاخذ منه اكثر من حقك, ولذلك ندبنا رب العزة الى العفو وهو افضل في المجتمعات اذا كانت مسالمة, اما اذا كانت اجرامية فلكم في القصاص حياة وهو افضل, والا هدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا, اين الارهاب في قوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا اي ما عليكم سبيل على الذين كفوا ايديهم ولم يقاتلوكم فلا تعتدوا عليهم, وكل الذين قتلوا من الاعداء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتجاوزون 400 كان اكثرهم مجرمي حرب يستحقون ما حل بهم من القصاص العادل, وكان رسول الله واصحابه وآل بيته يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا لوجه الله لم ينتظروا منهم شكرا على واجب, نعم ذلك الاسير العدو اللدود الذي قتل اطفالا ويتم آخرين ورمل نساء اليوم اصبح ضعيفا في قبضة المسلمين فرحموا عزيز قوم ذل وعفواعند المقدرة واطعموه, ارفع راسك عاليا يا مسلم بدين الاسلام الذي لا يرفع راس من الاديان سواه ولاتستح ان تقول في المحافل الدولية انا مسلم , اين نجد قمة التسامح هذه هل نجدها عند الرجل المسيحي العظيم الذي يرفع الراس الى العلالي نابليون بونابرت؟ والذي قال عن جميع النساء بانهن عاهرات حتى امه؟ نعم هذه هي المسيحية المتصهينة التي تطعن في شرف العذراء البتول اطهر نساء العالمين وتطعن في نسب المسيح عليهما السلام؟ نعم لقد اباد نابليون 10000اسير مسلم وحكم عليهم بالموت حتى يرتاح من اطعامهم؟ ولا ادري ان كان اعتبرهم لقطاء من نساءعاهرات فهو يشك حتى في امه ؟ولاادري ان كان المسيح صلب و تحمل عنهم خطاياهم ان كانت لهم خطايا اصلا؟ نعم ولا احب من هول ما جرى ان اتكلم عن عدد ضحايا الحرب العالمية الاولى والثانية والثالثة في ايامنا والتي ما تزال معلنة على الاسلام واهله بحقد اسود وكراهية لامثيل لها؟ ولااحب ان اعرج على ما كان يحدث في سجن غوانتنامو وسجون العراق والتي ستبقى وصمة عار على جبين من يفتعل الارهاب ثم يتهم اتباع الاسلام؟ ولايخفى على احد ما حدث في هيروشيما وناجازاكي لما اخترع ادعياء السلام القنبلة الذرية واحبوا ان يجربوها على الفئران عفوا اقصد البشر؟ حتى النصارى انفسهم لم يسلموا من الحروب الدينية الطاحنة فبما بينهم بعد ان اغرى الله بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة؟ ولكن الذي يحيرني ويثير دهشتي واستغرابي ان اليهود والنصارى وعلى مدى التاريخ الطويل لم يعرفوا يوما طعم الامن والامان والسلام والراحة الا في ظل الدولة الاسلامية ويتهمونها بالارهاب؟ اين الارهاب في قوله تعالى قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون اي اذلاء؟ واحب ان انبه هنا الى نزول السيد المسيح في آخر الزمان واذا كان المسلمون الان يقبلون بالجزية فلن يقبل عيسى عليه السلام بها واما السيف او الاسلام ولن يكتفي بذلك بل سيقتل الخنزير ويكسر الصليب كما ورد ذلك في الحديث الصحيح, فما قصة هذه الجزية المفروضة على النصارى واليهود في مقابلة الزكاة والصدقة والحق المفروض على المسلمين في المال سوى الزكاة وكلها اعباء كبرى مقارنة بالجزية البسيطة ؟ لقد سماها الله جزية ولم يسمها اسما آخر مع انها شبيهة جدا بالزكاة مراعاة لشعور اليهود والنصارى
ولانه لايريد ان يفرض عليهم شيئا غير موجود عندهم في شعائرهم الدينية او يكلفهم تكاليف تخص المسلمين ولا تخصهم ولااكراه في الدين حتى في هذه الجزئية البسيطة, ولكن هذه الجزية شبيهة بالاقامة التي تفرض على المواطن الغريب في بلد اجنبي الى حد ما, ولا تذهب الى جيوب احد من المسلمين, بل تؤخذ من جميع اهل الذمة لترد على فقرائهم ومساكينهم ومحاويجهم, وسموا اهل ذمة لانهم في ذمة المسلمين وامانتهم لهم ما لنا وليس عليهم ما علينا اذا لم يسلموا, فليس من العدل ان نعفيهم من المصاريف والالتزامات ونتكفل بالانفاق عليهم ونلحق الضرر بفقرائنا ومساكيننا, ونترك الحبل على غاربه لاحبارهم ورهبانهم حتى يكنزوا الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله وياكلوا اموال الناس بالباطل ويصدوا عن سبيل الله, فمن لفقراء اهل الكتاب بعدذلك اذا كنا لانستطيع ان نؤمن رجال دينهم عليهم؟ ولكنني لااستطيع ان اكون ظالما فهذا الكلام لاينطبق على كل اهل الكتاب؟ فمنهم من ان تامنه بقنطار يؤده اليك كما ورد ذلك في سورة آل عمران الاية75ولكن منهم من ان تامنه بدينار لايؤده اليك الا ما دمت عليه قائما اي تقيم عليه دعوى عند القضاء, ولكن الاكثرية من اهل الكتاب لايؤتمنون وخاصة اكثر رجال دينهم ولااقول الكل, وعندنا من مشايخ الضلال ما يكفي؟ واخص بالذكر اليهود بسبب اخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل كما ورد ذلك في سورة النساء, فاهل الكتاب اذا في حماية الدولة الاسلامية وهي حصن حصين لهم ,فاين الغضاضة اذا تنازلوا عن جزء بسيط من اموالهم مقابل حمايتهم, واين الغضاضة اذا كان القرآن قد اعلن ثورة وحربا لاهوادة فيها من اجل مصلحة فقرائهم ومساكينهم ويتاماهم واراملهم ومظلوميهم, لان محمد صلى الله عليه وسلم جاء ليحرر الانسان من استعباد وذل اخيه الانسان له الى عبادة رب العالمين, واما ادعياء السلام فلا يناسبهم هذا الكلام ؟لانهم لايريدون من الناس ان يكونوا سواسية كاسنان المشط؟ بل يريدون ان تستعلي طبقة على طبقة؟ وتكون امة هي اربى من امة؟ ولذلك يكرهون القرآن؟ويكرهون من اعلن ثورة لمصلحة فقراء المسلمين ايضا ومساكينهم ويتاماهم واراملهم ومظلوميهم وحارب مانعي الزكاة في جملة المرتدين؟ وهل يخفى الصديق صاحب رسول الله اول الرجال الذين آمنوا به؟ واذا سلمنا جدلا بانه اغتصب حقا ليس له وهذا محض كذب وافتراء وحاشاه, فقد حفظ حقوقا كثيرة للفقراء والمساكين كانت ستضيع لولا حنكته ودهاؤه رضي الله عنه, فاذا كان الاسلام قد اعلن حربا لاهوادة فيها على اتباعه بسبب الاستهتار في فريضة الزكاة ,او بسبب درهم واحد من الربا ويعادله ان ينكح الرجل امه في نظر الاسلام, واذا كان الاسلام حريصا على الحفاظ على حقوق المظلومين والفقراء وعدم التفريط فيها, فما هو وجه استغرابكم في اعلانه الحرب على راسمالييكم واقطاعييكم ؟الذين يصرفون اموالهم على الكلاب المدللة والمومسات والعشيقات والخموروالحفلات الخليعة الماجنة , ويحرمون فقراءكم ومساكينكم ويتاماكم واراملكم من التمتع بابسط مقومات الحياة ,اذا نفهم من الايات الكريمة ان الله لم يسلط سيفا عليكم ولم يعلن الحرب عليكم الا بسبب ظلم فقرائكم وعامتكم من قبل رجال دينكم, الذين يحلون لكم الحلال ويحرمون عليكم الحرام فتطيعوهم وتلك عبادتكم اياهم ,والاسلام لم يات الى الغرائز والشهوات ليحاربها ويلغيها كما يحاول ان يفعل رهبانكم ويفشلون فشلا ذريعا, ولم يات الاسلام الىالغرائزوالشهوات ليطلقها بشكل اباحي وفوضوي كما يسمح ويسهل ويزين لكم رجال دينكم ويضحكون على عقولكم بصكوك غفرانكم ولايهمهم في حقيقة الامر الا جمع ما تيسر لهم اكله بالباطل من اموالكم, بل جاء الاسلام ليهذب الشهوات ويضبطها على ميزان الهي عادل لايظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون, والمال في نظر الاسلام وسيلة خير لاسعاد البشرية وليس غاية حتى لايتسبب في شقائها, وهو سلاح ذو حدين قديستعمل في الشر, والمفروض شرعا صرفه في وجوه الخير, كان خليفة المسلمين الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه يتعسس في الطرقات ويتفقد احوال الرعية, فوجد مرة شيخا كبيرا يتكفف الناس ليعطونه من الصدقة, فساله من اي اهل الكتاب انت؟ فقال من اليهود, فقال ما الجاك الى الحاجة؟ فقال اكلتم شبابي بالجزية وضيعتموني في شيخوختي؟ فرق له وقال والله ما انصفناك, اذهب الى خازن بيت المال, ففرض له ولامثاله راتبا شهريا, نعم هذا هو عمر الذي رفع راس الاسلام عاليا؟ حتى جاء وقت على المسلمين وفي عهد حفيده عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل من ذاك الفاروق الفاضل؟ لم يجد بيت المال فقيرا محتاجا يسال الصدقة ,نعم لقد حاولتم مرارا وتكرارا ان تلصقوا كل ما يحدث في العالم من ارهاب بدين الاسلام ؟فهل تريدون ان تقنعوني انكم تخافون من ارهاب رباط الخيل المعقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة ؟هل يخوفكم من ارهاب الاسلام هذا الحصان والفرس الذي تستطيعون ان تقتلوا اعدادا كبيرة منه بغارة صغيرة من طائراتكم او دباباتكم او مدفعياتكم اوصواريخكم او اسلحتكم النووية الفتاكة؟ كيف لا وقد قتلتم ملايين البشر في هيروشيما وناجازاكي بقنبلة ذرية بسيطة؟ نعم ان الله سبحانه بعد كل هذا التقدم والتطور والاكتشافات والاسلحة الخطيرة والتي سبقت الى علمه قبل غيره من مخلوقاته, ما زال يريدنا ان نقاتل الاعداء باساليب بدائية قديمة من رباط الخيل ؟لان دين الاسلام يكره الارهاب, ولا يريدان يستاصل شافتكم مهما عاديتموه, بعكسكم تماما يامن لاتريدون ان تقوم للاسلام قائمة, وتريدون ان تقضوا على جميع اتباعه, وتبيدوهم بالاسلحة الفتاكة التي تملكونها, والتي كانت وما تزال اكبردليل على انكم تخلقون الارهاب وتصدرونه الى جميع نحاء العالم