الحزن الدفين في رثاء ابن جبرين فقـدُ الأحبةِ ينبـوعٌ من الألـمِ *** أعمى العيون، فـلم تغف و لم تنم
والقلبُ يبكي دماً ممـا يكابـدهُ *** والدمعُ من حَزَنٍ قد بات كالحِمَمِ
على فقيد مضـى، والكل يذكره *** أعجوبة الدهر، من للأرض كالديم
ياسائلي عن فقيد الكـون أجمعه *** عمن حروفي به أحلى من النغـم
ذاكم هو الشـيخ (عبدالله) مملكة *** من الخصال اللتي تزدان كالشـمم
كم ميّتٍ قد نساهُ الناسُ قاطبـةً *** مذ فارقت روحـهُ بوابةَ النَسَـمِ
أما ابن جبرينَ فالتاريخُ يذكـرهُ *** والناسُ تعـرفهُ ، نـارٌ على علمِ
نهر من العلـم والأفضال ظاهرة *** و آية في امتثال الفعـل للكلـم
وقمة في دروب الصـبر شـامخة *** من ذا يحـاول أن يرقى إلى القمم
ومعلم للهدى والخـير متضـح *** و موئل المـجد والإحسان والقيم
في الفضلِ و الجودِ نبراسٌ و نابغةٌ *** فالشيخُ أسـطورةٌ في الجودِ والكرمِ
وفي التواضـعِ بزّ النـاسَ كُلهمُ *** من مثله في بلادِ العُربِ والعجـمِ
لا تعجبوا إن علتنـي اليوم أرديةٌ *** من الهمومِ و باتَ الجسم في الألـمِ
فالشـيخ قد ودع الدنيا وفارقها *** من بعد تطهيـره بالداء و السـقمِ
هي الهواتفُ تأتيـني فتُبْكيني ** وسابـلُ الدمْع بالأحـزان يُضنيني
أنَّ الكبيرَ كبيرَ النَّاس ودّعنا ** وغيــَّبَ القبرُ جثمـانَ بن جبرينِ
لقد بكيتُ وفيضُ الدّمْع يغمرُني **أستذكرُ الشَّيخ ، والأشجانُ تُدميني
حتى ترجَّع منَّي الصوتُ منتحباً ** والنَّاس تعْجبُ من حزني وتسليني
تالله ما كان إلاَّ بالهُدى علمـاً ** وما الذي عاشَ في عـلمٍ بمدفـونِ
أما العلومُ فغيْضٌ من فضائلـِـهِ ** كالوردِ مـنْ بينِ أزهارِ البساتينِ
فتارةً فـي المعانـي ينتقـي دُرراً ** وتارةً في متـونِ الحفـظ للدّينِ
قد كان بالفضلِ بين الناس مشتهراً ** بما لـه في المعالـي من مياديـنِ
حتى تبـوَّأ فيهـا رأسَ قمِّتـها ** تبـوَّأَ الـدرِّ تيجـانَ السلاطينِ
ما كنت أحسبُ أنَّ الموتَ يخطفُهُ ** أستغفرُ الله من ظنـِّي وتخْميـني
وقد وجـدتُ بأنَّ الظنَّ منشؤُه ** من آيةٍ هديُها في النفسِ تهَديني
اللهُ خلَّدَ بالإخــلاصِ صفـوتَه **ومَـنْ يخـُصُّ مـنِ الغرِّ الميامينِ
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
أتاني مخبرٌ بوفاة ِ شيخي *** فدَبَّ الحزنُ يسري في وريدي
أفيضي يا عيوني و لْتجُودِي *** على فقدِ الإمامِ ألا فزيدي
إمامٌ قد سعى في كل حينٍ *** وينشر علمه بين الوجودِ
بنشر الخير ِ يسمو كالجبالي *** ودَكَّ بشرحهِ كل السدودِ
أيا جبرينُ يا شيخَ البلادِ *** أيا علماً يلوحُ إلى الرشادِ
قضيتَ العمرَ في طلبٍ وجدّ ِ *** وها قد حانَ وقتٌ للحصادِ
أنرتَ عقولنا وغرست فينا *** بأنَّ العلمَ خيرٌ للعباد ِ
وماتَ الشيخ وارتحلَ الإمامُ *** أيا جبرينُ يا أسد الأسودِ
بكتكَ الأمةُ الغرّاءُ حُزناً *** وسار الدمعُ في شتى الخدودِ
أيا رباه يا ربَّ الوجودِ *** بجودكَ فاجزهِ الأجرَ المزيد ِ
أيا رباه ذا العرشِ المجيدِ *** بعفوكَ فاجزهِ دار الخلودِ
ادخل على هذا الرابط
صوتيات ومرئيات ولقاءات خاصة للعلامة ابن جبرين رحمة الله عليه