[align=center]


في ثالثِ يومٍ له في سكنه الجديد في القرية قررَ أن يشاركَ رجالها مجلسهم الكائن في وسطها ..

رحبوا به وخصوه بصدرِ المجلس فجلس مرتاحاً وشاعراً بالأمان , لحظاتٌ ودوى صوتٌ جهورٌ خارج المجلس قائلاً :

ياأهلَ القرية , ياأهلَ القرية , ياأهلَ القرية , سيدي غاضبٌ منكم لأنكم أخرتمُ النصفَ عن المعتاد , وهو يحذركم إن لم تؤدوه ليصنعن بكم ماصنعَ بصاحبِ المكتبة ..

صرخَ شيخُ القرية فيهم : ألم يصله النصفُ حتى الآن ؟!!!

أجابَ رجلٌ منهم : اليوم كنتُ سأذهبُ به له ولكن الوقتَ تأخر وسأذهبُ به غداً باكراً بإذن الله ..

ردَ الشيخُ : إياك أن تتأخر عنه ثانية إياك إياك ..

سألَ الساكنُ الجديدُ الشيخَ : عفواً , مالنصفُ وماقصة هذا المنادي ؟!!


أجابَ الشيخُ : هذا رجلٌ يأخذ كل شهرٍ نصف أرزاقنا عنوة وظلماً وتجبراً , ونحن قريةٌ مسالمةٌ ضعيفة لانحب الفتن ولا المشاكل ولا القتال , فنعطيه النصف حتى نسلمَ من شره وأذاه ولا يصيبنا ماأصابَ صاحب المكتبة ..

تجهمَ الساكنُ الجديدُ وسكت !!!

ثم وجه الحديثَ للذي بجواره : وماذا صنعَ بصاحبِ المكتبة ؟

أجابه : لانعلمُ - والله - ماذا صنعَ به !! ولكن لابد أن أمراً مكروهاً جداً قد حلَ به !!!

سأله : وأين تقعُ تلك المكتبة ؟

أجابه : نحنُ قريةٌ أميةٌ لاتقرأ ولاتكتب ولم تكن يوماً عندنا مكتبة !!!

أطرقَ الساكن وغشته الحيرةُ واعتراه الذهول , ثم سألَه بكل اهتمامٍ :

أأسلمُ النصفَ للرجلِ الذي يجلسُ بجوار الشيخِ ليوصله له أم أذهب به بنفسي ؟

!!!!!!

















أحمد النجار [/align]