[align=center]
.. يتجاور الصمت والموت والحب علي ارضية الحرب في رواية الكاتبة والصحافية اللبنانية مي منسي ¢انتعل الغبار وامشي ¢ والصادرة عن دار رياض الريس في بيروت ، حيث كتبت مي منسي روايتها في زمن سيطرت فيه الحروب والاخبار السوداء علي العالم وتطالعنا الجرائد ونشرات الاخبار بضحايا هذه الحروب التي يذهب فيها الاطفال والابرياء بدءا من الحرب اللبنانية مرورا بمجاعة افريقيا واحتلال العراق ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لبنان فماريا بطلة الرواية التي فقدت صوتها واصبحت بكماء نتيجة المجزرة التي حصلت في بلدتها في لبنان تعمل مراسلة حربية لصحيفة فرنسية تنقل عبر صمتها وقلمها الحالات الانسانية التي تلقيها في البلدان التي تنهشها الحروب والفواجع والتي لم تفكر مطلقا ان تلتقط حذائها عندما كانت تحاول الاختباء من القصف والانفجارات في العراق بل اخرجت ورقة وكتبت عليها : ¢ انتعل الغباروامشي ¢
الرواية أشبه بالسيرة الذاتية مروية بلسان بطلتها ، فصول قصيرة بلا عناوين . طفولة بائسة : فقر ونزوح وإعاقة جسدية ، يقابلها عصامية مبكرة وحب المعرفة وعناد ومقاومة . فقدان الحبيب ، وأب من عصر الجاهلية و... يقابلها صداقات حميمة وصبر . لكن ثمة في الرواية بوح جريء بالعواطف و نزعة إنسانية جميلة ولغة شفافة تنساب فيها الكلمات برقة وعفوية .
من الرواية نقرأ : " كنت في قرارة نفسي بحاجة ماسة إلي الانفراد بدفتري السري ، كلما سنحت الظروف . بيني وبين ورقتي كنت أستعيد حقيقتي ولو مغبشة ، مستقيلة من طبيعتي الأخري ، المواربة ، المتحايلة علي الواقع للفوز برضى الآخرين وعطفهم . هذا الدفتر المخول دون سواه كتم اعترافاتي ، كنت أخبئه نهارًا تحت فراشي وأعود إليه ليلاً حين الكل نيام ، أصب فيه عصارة مكبوتاتي .
كنت أتحول ليلاً إلي شيطان رغبات مقموعة أحررها كتابة بشعور من يقترف الخطيئة بلذة . كنت ، وقلمي منساب برفق من وحيي الخصب ، على اقتناع بأن الوقوع في الحب ينبغي أن يكون علي مثال الحكايات ، لا تحيا فيه المرأة العاشقة إلا إذا ذاقت عذاب الجحيم واحترقت في نعمة اللذة حتى الهلاك " .
و لقراءة المزيد إضغط هنــااا
.. الرواية كانت من ضمن الروايات الست المرشحة لنيل جائزة البوكر الأدبية ( النسخة العربية ) لعام 2007 /2008 وعلى هامش الجائزة كنت قد التقيت بالكاتبة في معرض الكتاب في أبوظبي وهذا إهداء خاص منها إليكم ..
.
.
زاد ( ... ) [/align]