إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى هذا الموضوع كتبته سابقاً وأعيد نشره مرة أخرى حتى تعم الفائدة لعدد أكبر من الذين لم يقرأوه متمنياً أن يستفيد من ما فيه عدد من الإخوان الذين لم يقرأوه في المرة الأولى... شاكراً للجميع


طيف أمي!!
كان يوم بعد المغرب 000 دخلت الى البيت 0000 شيئ ما لا يوحي بخير ... لا صوت بالبيت سوى أنين لا أدري من اين يأتي دخلت الى صالة البيت ... شيئ غريب أمامي .. مجموعة من نساء الحارة ومعهن جدتي وخالاتي جئن لزيارتنا فجأة ... الأمر غريب ليس هناك من يتكلم ... الكل صامت وبعضهن يئن بصوت لا يكاد يسمع... نظرت الى أمي فإذا بها تبكي .... اسودت الدنيا في وجهي... وتساءلت : ما الأمر ؟؟؟!! رددت السلام – السلام عليكم لا أحد يرد حينها أدركت أن شيئ ما قد حصل ... سألت أختي : ( ايش في شو القصة ) أجابتني ... أمي ثم سكتت...
سألتها ثانية : ( إيش مالها ) – ذهبت الى الطبيب تشكو من الم في المريئ فأخبرها بأنها مصابة بالسرطان .. نزل علي الخبر كالصاعقة – هل انت متأكدة من الذي تقولينه – هذا ما أخبرها به الطبيب ولعله يكون غلطان... نظرت الى أمي مره أخرى فهزّت رأسها تأكيداً لكلام أختي ... شعرت أن الدنيا تدور من حولي من شدة وقع الخبر علي.. أصبحت أكلم نفسي ( لا لا أكيد الطبيب غلطان وما عرف يشخص المرض بشكل صحيح).... لم أعرف ماذا أفعل هل أبكي ؟؟ هل أصرخ لكني تمالكت نفسي حتى أخرج من امام أمي ولا أشعرها بحزني ... رجعت الى البيت .. لم اتمالك نفسي حين رأيت عينا أمي قد أغرورقت من البكاء ... بكيت بحرقة لم ولن أبكي مثلها قط !!
كانت ايمانها قوي ولكن وقع الخبر كان شديداً عليها طمنتني وربكت على كتفي كي تخفف من حزني عليها ياااااااااااه كم تمنيت أن لا تنتهي تلك اللحظات وأنا مع أمي ... تمالكت نفسي وقبلت يديها ورأسها و نظرت الى وجهها وإذا قد تغيرت ملامحها من شدة الحزن....
في البداية كانت تأكل اللقمة بصعوبة بالغة ونحن من حولها نأكل بشهية ... ثم اشتد بها المرض وقد تمكن منها ولم تستطع تناول أي نوع من الأكل سوى شرب الماء فقط ... أشتدت حالتها سوءً بعد ان دخلت المستشفى وقرر لها الطبيب عملية لإستئصال الورم من المريئ في ذلك اليوم وقبل إجراء العملية بيوم كان والدي قد أحضر لها قطعتين من الذهب فقالت : ( كمان اسبوع ان شاء الله أكون في البيت والبسه ) دخلت في اليوم التالي الى العملية بعد أن ختمت قراءة القرآن الكريم ...
لكنها خرجت منها الى غرفة العناية الحثيثة ولبثت فيها اثنا عشر يوماً ثم فارقت الحياة الى جوار ربها جعلها الله وايانا من أهل الجنة .... وفي تلك الليلة استيقظت الساعة الثالثة فجراً فإذا بأخي يخبرني بذلك الخبر ( أمي ماتت ) ... كم كانت تلك الكلمة ثقيلة علي تمنيت أن يكون آخر خبر أسمعه ... تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني وأن لا أعيش بعدها لحظة ... إنها أمي لقد ماتت وفارقتنا وتركتنا مع الزمن نصول ونجول بلا أم حانية .. بلا أم تتفقدنا كل ليلة .. بلا أم نلجأ الى حضنها ساعة الفزع .. بلا أم نقبل يدها ونستأنس بها عند وحدتنا ... بلا أم... بلا أم... بلا أم.. تندمت أني لم ابرها كل البر قبل أن تتوفى ولكنه قدر الله ولا أحد غير الله والحمد لله على السراء والضراء ... وفي النهاية أنصح كل من عنده أم أن يبرها أشد البر قبل أن يفقدها ويتحسر على تلك الأيام التي قصر فيها مع أمه ...