- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كنز من الكنوز المخبئه بالانترنيت حبيت اشاركه وياكم بعنوان ضبط النفس

  1. #1
    الصورة الرمزية rtm
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    رقم العضوية : 28681

    كنز من الكنوز المخبئه بالانترنيت حبيت اشاركه وياكم بعنوان ضبط النفس




    مشاعر تفقد الثقة بالنفس
    تعتري النفس الإنسانيّة مشاعر سلبية نتيجة بعض العوامل، فتؤدّي إلى اهتزاز ثقة صاحبها بنفسه وفقدانه حالة الاعتدال في تقديمه لذاته، ومن جملة تلك المشاعر ما يلي:

    1 ـ الانزعاج:

    وهو شعور ينتاب الإنسان نتيجة إثارة انفعالات خاصّة في النفس، ويتبع هذا الشعور الإحساس بعدم الراحة والملل والضيق وغيرها من الأحاسيس التي تشلّ طاقة الإنسان وتجعله مقيّداً في دائرة من اللوعة والأسى.

    ويكمن العلاج في أن يرفع الإنسان مستوى وعيه، ليرى أنّ هذه الأمور التي تزعجه، هل تستحق أن تسبّب له إزعاجاً أم أنّها أمور



    [ صفحه 117 ]
    تافهة لا تستحق أن يكون لها شأن سلب راحته.

    فإن كانت هذه المزعجات أموراً تافهة، فالأفضل أن لا يشغل الإنسان نفسه بها، وإن كانت اُموراً يعتدّ بها، فليعلم أن هذا الإزعاج بمثابة الألم الذي يعتري المريض ليدلّه على وجود نقص في جسمه يتطلّب العلاج، فإن تمكّن من علاجه فبها، والإّ فلا سبيل له سوى الصبر والرضا بقضاء الله تعالى وقدره.

    ومن جملة أسباب انزعاج الإنسان من تصرّفات الآخرين هو جهله بهم، إذ يدفعه هذا الجهل أن يتوقّع منهم ما ليس فيهم، لكنّه حينما يواجه الواقع يرى الأمور عكس ما كان يتصوّر.

    في حين أنّ معرفة الإنسان بمستوى وعي الآخرين تدفعه ليلتمس العذر لسوء تصرّفاتهم وتقبّلها بسهولة وعدم الاستياء منها نتيجة لحاظها بأنّها أمر طبيعي ناتج من مستوى وعيهم، ومن ثم رؤية هذه التصرّفات التافهة أمراً لا يستحق الاستياء منه.

    2 ـ الإحباط:

    ينتج هذا الشعور عندما يواجه الإنسان في حياته الفشل والخيبة، ويجد أنّه لم يحصد ثمار ما بذله من مجهود، وأن ما فعله لم يؤدّ إلى النتيجة المرجوة.




    [ صفحه 118 ]
    وينبغي للفرد في هذه الحالة أن يستخدم تفكيره للبحث عن طرق أخرى وسبل جديدة لنيل النتائج المرجوة.

    3 ـ خيبة الأمل:

    يتولّد هذا الشعور نتيجة عدم مراعاة الإنسان لقدرته وإمكاناته حين تحديد أهدافه أو نتيجة الفشل الدائم في نيل الأهداف المنشودة، أو نتيجة تكرار الفشل لنيل المبتغيات المطلوبة، ويصاحب هذا الشعور إحساس بعدم استطاعة تحقيق الهدف المنشود أبداً.

    والعلاج هو أن يسعى الإنسان لإيجاد الانسجام والتواءم بين طموحاته وتوقّعاته وبين قدراته وإمكانياته، وأن يبادر بعد ذلك إلى تقييم ما يريده في الواقع، وأن يبحث دائماً عن خطط أكثر فعالية لنيل وتحقيق ما يريد.

    4 ـ التشاؤم:

    وهو الأخذ بالجانب السيّىء حين تفسير الأمور والظواهر



    [ صفحه 119 ]
    والتصرّفات، وهو شعور ينشأ في النفس نتيجة تراكم الفشل في حياة الإنسان، وضعف النفس من تحمّل الإحباط الدائم.

    وينتج من هذا الشعور توقّع المعاكسات والعراقيل في كلّ خطوة والشكوى على الدوام من الحظ والإقبال واعتبار النفس دائماً ضحية الظروف.

    والتشاؤم مرض خطير لا يستطيع الإنسان المبتلى به أن يتحرّر منه إلاّ باتباع خطوات مدروسة تحقّق له النجاح تلو النجاح، فيعود إلى سلامته من جديد.



    [ صفحه 120 ]


    [ صفحه 121 ]
    الفصل الرابع - انفعالات النفس
    إنّ الانفعالات هي حالات نفسية تسبّبها وتغذّيها بعض العوامل وبعض الأفكار من أجل حثّ النفس وعدّها لاتخاذ موقف معيّن.

    وتكمن أهميّة الانفعالات في امتلاكها الدور الإيجابي والوظيفة الحيويّة التي تتمثّل في حفظ الذات والتهيّؤ للدفاع عن النفس.

    أمهات الانفعالات
    تتجلّى مصاديق الانفعالات في حالات عديدة، يمكننا عدّ الموارد التالية من أهمّ الانفعالات التي تعتري النفس البشريّة:



    [ صفحه 122 ]
    التعجّب:

    هو المفاجأة والحصول المباغت وغير المتوقّع للنفس حين مواجهتها للأغراض التي تبدو لها نادرة.

    الحب:

    هو شعور النفس بالميل نحو الأغراض التي تبدو لها صالحة أو مناسبة، ويسمّى هذا الشعور نحو الأشياء الصالحة بالرغبة، ونحو الأشياء الجميلة بالبهجة.

    الكره:

    هو شعور النفس بالانفصال عن الأغراض التي تبدو لها غير صالحة أو غير مناسبة، ويسمى هذا الشعور نحو الأشياء السيئة بالنفور، ونحو الأشياء البشعة بالاشمئزاز.

    الفرح:

    هو الشعور بحالة السرور والبهجة وانشراح الصدر، وفيه قوام تمتّع



    [ صفحه 123 ]
    النفس بالخير الذي تصوّره لها انطباعات الذهن على أنّه خيرها.

    الحزن:

    هو الشعور بحالة الانزعاج والهم والغم والانكسار نتيجة الاعتقاد بامتلاك الشر أو السوء أو العيب أو النقص.

    الاعتماد على الانفعالات في التقييم
    لا يمكن بصورة عامة عدّ الانفعالات ميزاناً للتمييز بين الخير والشر، لأنّ هناك العديد من الأشياء الضارة بالجسد والروح تترك انطباعاً إيجابياً في النفس، وفي المقابل أيضاً توجد أشياء نافعة للجسد والروح تكون مزعجة في بداية الأمر.

    فلهذا يجب على الإنسان أن لا يعتمد على انفعالاته في تقييم الأمور ما لم تكن انفعالاته منبثقة من معرفة حقيقيّة تضبطها لئلاّ تحيد عن الصواب، لأنّ الاعتماد على الانفعالات قد يدفع الإنسان إلى إيقاعه في الأخطاء الفادحة وإذلاله والحطّ من شأنه نتيجة اهتمامه بما لا يستحق منه الاهتمام.

    فلهذا ينبغي الالتفات إلى الأسباب التي تثير فينا الانفعال، لئلاّ



    [ صفحه 124 ]
    نكون ضحيّة الانفعالات القائمة على الأسباب والدوافع الخاطئة.

    أقسام الدوافع المثيرة للانفعال
    هنالك دوافع كثيرة تثير حالة الانفعال في النفس، ويمكننا تقسيم هذه الدوافع إلى قسمين:

    1 ـ قد تكون العوامل والأفكار المثيرة للانفعال إيجابية، فتكون النتيجة أن يندفع الإنسان إلى اتخاذ المواقف الصالحة والقيام بالأعمال واتباع الرشد في سلوكه.

    2ـ قد تكون العوامل والأفكار المثيرة للانفعال سلبية وناشئة من قناعات خاطئة، فيؤدّي ذلك إلى استخدام الانفعالات في خدمة الوصول إلى القرارات المنبثقة من الآراء الخاطئة التي لا تستند على المعرفة الحقيقية، أي: في خدمة أمور تافهة لا تستحق أي لون من ألوان العناية والاهتمام.

    ويحفّز هذا النمط من الانفعال صاحبه على ارتكاب أعمال تأخذ بيده إلى أودية الضلال والانحراف.



    [ صفحه 125 ]
    سبل التغلّب على الانفعالات الموهمة
    إنّ أفضل وسيلة لضبط حالة الانفعال الناتجة من الأسباب الخاطئة هي الاستعانة بالإرادة من أجل:

    أولاً: عدم الاستسلام لنتائج الانفعال، وإيقاف العديد من الحركات التي هيأ الانفعال الجسم لها.

    وهذا أقصى ما تقدر عليه الإرادة حين تقوم العوامل السلبية بإثارة الانفعال، لأنّ مسألة إيقاف وإخماد حالة الانفعال على وجه السرعة أمر غير ممكن بالنسبة إلى الانفعالات القويّة والعنيفة، لأنّ بعض الغدد الجسمية تفرز حين الانفعال مواد كيمياوية في الدم من أجل تهيئة الجسم وتعبئته لاتخاذ الموقف المناسب، وهذا ما يجعل حالة الانفعال باقية إلى أن تزول هذه المادة بالتدريج من الدم.

    ثانياً: مواجهة الأسباب السلبية المثيرة للانفعال، لأنّ الانفعالات مشاعر قسرية مستقلة عن الإرادة، وهي أداة بيد الأسباب التي تحرّكها وتوظّفها للوصول إلى مآربها.

    فلهذا ينبغي لكلّ شخص يودّ تحقيق حالة متوازنة في نفسه أن يقوم بإزالة هذه الأسباب السلبية، أو الابتعاد عنها فيما لو لم يتمكّن من



    [ صفحه 126 ]
    إزالتها، أو التحصّن بما يحميه من ضررها فيما لو لم يتمكّن من الابتعاد عنها، ليكون بذلك محصناً من الانفعال مرّة أخرى.

    وبهذا يتمكّن أن يوفّر لنفسه الأجواء المناسبة التي تبعده عن الانفعالات التي تفقد توازنه النفسي.

    ولا يتأنّى ذلك إلاّ بفضل الإرادة القوية، ومن هنا يلزم على الإنسان المبادرة إلى تنظيم أفكاره وضبطها من أجل تقوية إرادته، وبالتالي نيل النجاح في أمر مقاومة انفعالاته والتغلّب عليها بسهولة والتمكّن من السيطرة على سلوكه وتصرّفاته حين هيمنة الانفعال على وجوده.

    لأنّ الشخصيات التي تعاني من ضعف الإرادة تكون دوماً العوبة بيد الانفعالات، ويكون هذا النمط من الناس أصحاب نفوس هزيلة لا تتحرّك إلاّ بما تمليه عليه انفعالاتهم.

    ثالثاً: المبادرة إلى عملية الاسترخاء، وهي عبارة عن إطلاق أعضاء الجسم ومنحها الفرصة المطلوبة للاستراحة والعمل بمرونة.

    وتتطلّب هذه العملية أن يقوم الإنسان بتهدئة فكره وتهدئة تنفّسه وشدّ انتباهه على أن تتم جميع تصرّفاته بصورة هادئة ومتأنية.

    وبهذه العملية يزول من النفس الجزء الأكبر من التوتّر الناشىء من الانفعال، فيتمكّن الإنسان بعدها من إعادة توازنه المفقود والرجوع إلى



    [ صفحه 127 ]
    الحالة الطبيعية التي كان عليها قبل الانفعال، بل قد تمنح هذه التمارين(1)صاحبها الشعور بحالة الهناء والسكون والراحة نتيجة تحرّره من الضغوط الجسدية والنفسية التي كان يعاني منها فيما سبق.

    الأثر المتبادل بين ضبط الانفعال وتنمية الوعي
    إنّ لكلّ من تنمية الوعي وضبط الانفعال الأثر المتبادل في رفع مستوى الآخر، فمن جهة يترك ارتقاء مستوى وعي الإنسان أسمى التأثير في مساعدة الفرد على ضبط انفعاله، وفي المقابل أيضاً، فإنّ ضبط الانفعال يحرّر العقل من شوائب كثيرة تحجب الإنسان عن الارتقاء في مستوى وعيه.

    وأمّا دور تنمية الوعي في ضبط الانفعال، فهو لأنّ تنمية الوعي تجعل صاحبها قادراً على ربط نشاط الغدد المثيرة للانفعال بأفكار سامية، تعينه على ضبط انفعالاته في الأصعدة التي لا تستحق الانفعال، وصبّ اهتمامه فيما يليق الاهتمام به. وهذا هو الأمر الذي يمنح الإنسان القدرة الكافية لضبط انفعالاته وقيادة نفسه، ومن ثم التغلّب والسيطرة


    --------------------------------------------------------------------------------

    1- تعتبر عملية الاسترخاء جزء من تمارين اليوغا الرياضية، ويتمكّن القارىء أن يراجع الكتب المدوّنة حول هذا الموضوع من أجل كسب المزيد من المعرفة بهذه التمارين التي تلعب دوراً هامّاً في تحرير الجسد من التوتر.



    [ صفحه 128 ]
    على جميع أهوائه ونزعاته بأقلّ قدر من المهارة والمساعي وبذل الجهد.

    ومن ناحية أخرى أيضاً، فإنّ الانفعالات لا يمكنها أن تحمل الإنسان على القيام بأي عمل إلاّ عن طريق إثارة رغباته، والرغبة أمر له صلة وثيقة بمستوى وعي الإنسان.

    فلهذا يكون الانفعال أقلّ قدرة في التأثير على الشخصيات الواعية، لأنّه يكون غير قادر على استفزازهم بإثارة شتّى الرغبات التي لا طائل تحتها. لأنّ الإنسان الواعي يحرّر نفسه من التعلّق بالرغبات التافهة أو الأقل منفعة وهو لا يشغل فكره بما يلهيه عن التوجّه إلى الرغبات السامية.

    وأمّا بالنسبة إلى دور ضبط الانفعال في تنمية الوعي، فإنّ الإنسان الخاضع لانفعالاته يكون شخصية فاقدة لتوازنها الداخلي وانسجامها الكلّي، ويكون صاحب عقلية محرومة من إدراك واستيعاب الحقيقة وعاجزة عن تحقيق الصواب.

    لأنّ الفكر في هكذا عقلية يقفز من فكرة إلى أخرى، ويكون مضطرباً بسبب لعبة الميل والنفور والرغبات المتناحرة، ولكن بفضل ضبط الانفعال يكون الإنسان أقدر على تحقيق الصواب ورؤية الحقيقة بوضوح، ومن ثم يكون أقدر على تنمية وعيه وارتقاء مستواه الفكري.



    [ صفحه 129 ]
    الفصل الخامس - الذات والأنانية
    إنّ الإنسان بطبيعته ينطلق في جميع سلوكه وتصرّفاته وحين تحديد أهدافه وآماله من منطلق حبّ الذات ونيل ما يكفل للذات ضرباً من الإثراء أو التوسّع أو الامتداد.

    ومن المستحيل للإنسان العاقل واللبيب أن يقوم بملء إرادته واختياره إلى التضحية أو الإحسان أو التجرّد من نفسه أو التنازل عن أولويته أو التخلّي عن قيمته أو مصلحته إلاّ في قبال نيل ما هو أفضل ممّا يفقده.

    لأنّ الإنسان بفطرته يميل إلى ما يساعده في تنمية مواهبه وتحقّق إمكانياته وتوكيد حريته والسعي نحو سعادته. ويكون لمستوى وعي



    [ صفحه 130 ]
    الإنسان في هذا المجال الدور الأساسي في تحديد ما هو مهم بالنسبة إليه وما هو لائق لإشباع ذاته وتحقيق سعادته.

    ومن هنا يندفع الإنسان الذي لا يعي إلاّ الحياة الدنيا إلى حبّ الدنيا فقط، لأنّه لا يرى تحقيق ذاته إلاّ فيها، فلهذا يقتصر بحثه عن مصلحته فيها فحسب، لكن الإنسان الأكثر وعياً والأكثر شمولية في النظر إلى الحياة يطلب الآخرة ويطمع في ثواب الله تعالى وجنته، لوعيه بأنّ الخير الذي يناله في الدنيا لا يعد شيئاً بالنسبة إلى خير الآخرة، فلهذا يؤجّل إشباع رغبته في هذه الدنيا الفانية وفق إرادة الله سبحانه وتعالى من أجل نيل ما هو أرقى وأسمى في الآخرة.

    وقد يبلغ الإنسان في وعيه، المستوى الذي يدفعه إلى مرتبة الزهد بالجنّة وعدم الاهتمام بها! والطمع في لقاء الله ونيل رضوانه فحسب، وليس هذا إلاّ نتيجة سمو الوعي، وإدراك هذه الحقيقة بأنّ في لقاء الله ورضوانه سعادة أكبر من الجنّة.

    إذن بصورة عامّة يمكننا القول بأنّ حبّ الذات وإرادة الخير لها هو من أهم الدوافع المحفّزة للإنسان من أجل البحث عن سعادته في شتّى الأصعدة، ومنها أيضاً التوجّه إلى الله سبحانه وتعالى.

    وأمّا الوصول إلى مرتبة وأد حبّ الذات والتوجّه المطلق والخالص إلى حبّ الله عزّ وجل، فذلك لا يكون إلاّ بوصول الإنسان إلى هذه



    [ صفحه 131 ]
    المرتبة من الوعي بأن يدرك أنّه لا يمتلك أيّة استقلالية لنفسه، فتفقد عندئذ محبّته لذاته استقلاليتها، وتتعلّق المحبة الأصلية بالخالق، فيكون الإنسان حينئذ يريد ذاته لله تعالى لا أن يريد الله لذاته.

    الفرق بين حبّ الذات وحبّ الأنا
    إنّ حبّ الذات في الإنسان يختلف تماماً عن حبّ الأنا، لأنّ حبّ الذات غريزة فطرية مغروسة في وجود جميع بني آدم، لكن الأنانية وحبّ الأنا حالة مرضيّة تعتري الأنسان نتيجة ابتلائه برؤية خاضعة للوهم تدفعه إلى توكيد مبدأ الفردانية والتمركز حول الأنانية والنظر إلى الحياة بمنظار المنفعة الخاصّة.

    وإنّ حبّ الذات حالة طبيعيّة، وأنّ البشريّة كلّها تحبّ ذاتها، وهذا لا يعني أن جميع الناس لديهم أنانية، بل الأنانية تعني عدم الاهتمام بشيء سوى محبّة النفس ونيل منفعتها الخاصّة ولو على حساب الآخرين. بينما الإنسان السوي يحبّ ذاته، وفي نفس الوقت يحبّ ويحترم ذات الآخرين ولا يبخل في إرادة الخير لهم، لأنّه لا يرى في الآخر غيراً وندّاً مزاحماً له، بل يرى في الآخر غيراً ومكملاً له، ويرى أنّ في مساعدته للآخرين يحصل على أرقى المراتب والمنازل عند الله سبحانه وتعالى.



    [ صفحه 132 ]
    وأيضاً من فوارق حبّ الذات وحبّ الأنا، أنّ الذي يحبّ ذاته بعكس الأناني لا ينطلق في بحثه عن الخير والصفات المحمودة من منطلق حبّ التفوّق على الآخرين وإحراز الغلبة عليهم، لأنّه يدرك مذمومية طلب العلو في الأرض ويعي قوله تعالى: ( تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الاَْرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )]القصص: 83[.

    وانّما ينطلق غير الأناني نحو الصفات الإيجابية من منطلق حبّ الكمال وحبّ نفس الصفات الإيجابية من دون النظر إلى الآخرين.

    سبل التحرّر من الأنانيّة
    إنّ الأنانية والانغمار في الذات هي صورة من صور تدنّي الوعي والبقاء في جهل الذات، ولا يمكن التخلّص منها إلاّ عن طريق المبادرة إلى كشف القناع عن الذات وإدراك حجمه الحقيقي.

    وتتطلّب عملية اكتشاف الذات أن يحرّر الإنسان نفسه من جميع المؤثرات السلبية التي من شأنها أن تخلّ في رؤيته إلى ذاته.

    وتقوم الشريعة الربانية بمهمة تحديد هذه المؤثرات السلبية وتحدّد للإنسان السبيل لتهذيب نفسه وتطهير وجوده من الشوائب التي تحجب



    [ صفحه 133 ]
    بصيرته عن رؤية ذاته، وتساعده في معرفة السبل العملية لتحرير كيانه من القيود والموانع التي تعترض طريق اكتشافه لذاته.

    وطريق معرفة الذات مليء بالفخاخ، ولا يستطيع الإنسان اجتيازه إلاّ بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والالتزام بما أمره الباري عزّ وجل.

    ويتمكّن الإنسان بفضل معرفته لذاته أن يعرف المسلكية التي تلائمه من أجل انشاء الوفاق مع ذاته ومعرفة ما يوفّر له سلامته وصحته النفسية. وبها أيضاً يتمكّن من صيانة نفسه من الوقوع فريسة تخيّلاته وأحلامه التي تدفعه للمعيشة على هامش الحقيقة.

    وبفضل اجتياز العقبات التي تعتري سبيل وصول الإنسان إلى ذاته، تنكشف الذات أمام صاحبها، وهذا ما يدفعه إلى إصلاحها، لأنّ الإنسان قد يلبس قناعاً أمام الغير فيوهم على نفسه بأنّه على خير، ولكنّه في وحدته مع ذاته لا يستطيع أن يخدع نفسه، فيخلق هذا الأمر في نفسه ألماً يدفعه إلى البحث عن السبيل لمعالجة نفسه.

    ومن هذا المنطلق يتمكّن الإنسان من إصلاح عيوبه وإزالة نواقصه وانشاء حالة الوفاق مع ذاته، وهي الأمور التي بها يصل الإنسان إلى الرؤية البعيدة عن الهوى والأنانية، فيصل عندئذ إلى الحدّ الأعلى من

    الوعي والإدراك للحقيقة.



    [ صفحه 134 ]


    [ صفحه 135 ]
    الباب الرابع - تنمية الوعي الديني


    [ صفحه 136 ]


    [ صفحه 137 ]
    الفصل الأوّل- القلب وعوامل انحطاط الوعي الديني
    إنّ الخطوة الأولى التي ينبغي أن يخطوها الإنسان في سيره التكاملي بعد ارتقاء مستواه الفكري هي تنمية الوعي الديني، لأنّ العلم لا يكفي وحده لتسيير سلوك الإنسان نحو الصلاح، ولكن الوعي الديني قادر على منح الإنسان القوّة الدافعة لتوجيه سلوكه بحيوية ونشاط نحو الأهداف السامية.

    ويرتبط مستوى الوعي الديني بصورة مباشرة بطهارة القلب ونزاهته من الأدران والأمور الشائبة. ولهذا يتحتّم على الطامع في رفع مستوى وعيه الديني أن يجاهد في سبيل تحقيق ما يعينه على تطهير قلبه من جميع الشوائب.

    القلب
    ليس المراد من القلب في هذا المقام القطعة اللحمية المودعة في الجانب الأيسر من الصدر، بل المراد منه باطن الإنسان وهو المكان



    [ صفحه 138 ]
    الذي جُعل موطناً ليتعرّف به العبد على الله عزّ وجل.

    وقد شاءت الإرادة الإلهيّة أن تجعل الإنسان حرّاً في اختياره سبيل الهداية أو سبيل الضلال، فلهذا جعل الله عزّ وجل هذا القلب ساحة صراع بين الخير والشر.

    وقد أرشد الباري عزّ وجل خلقه عن طريق رسله على ما يعينهم في تطهير قلوبهم من أجل جعلها مهبطاً لرحمة الله عزّ وجل ومسكناً لتوحيده ومعرفته.

    ومن هذا المنطلق، فالقلب هو محل تطارد بين الخير المتمثل بجنود العقل وبين الشر المتمثل بجنود الجهل وغاية كل منهما التغلّب على الآخر والاستيلاء على القلب.

    وتستمر هذه المطاردة إلى أن يتمكّن أحدهما من الآخر، فيستوطن في القلب ويستولي على الأمور كلّها، فيفقد الآخر مكانه ويقلّ بذلك نشاطه وتحركه، ولكنه مع ذلك لا يتوقف عن عمله، بل يقوم بالهجوم بين الحين والآخر ليزعزع الآخر من مكانه ويحلّ محله.

    وفي هذه المعركة القائمة بين الخير والشر، إن كانت الغلبة للشر والهوى صار القلب مرعى الشيطان ومرتعه، وإن كانت الغلبة للخير والتقوى صار القلب مهبطاً ومستقرّاً للملائكة.

    وللإنسان دور كبير في تغيير معادلة هذا الصراع، لأنّه يتمكّن في كلّ آن أن يوفّر لكلّ من الطرفين الأجواء المطلوبة للتغلّب على الآخر.



    [ صفحه 139 ]
    وأمّا دور الملائكة والشياطين في هذا المجال:

    فإنّ الملائكة بإلهامها وإثارتها للفطرة تعين صاحبها للقيام بالاُمور التي تمنح جبهة الخير قدرة التغلّب على خصمها.

    وأمّا الشياطين فإنّها بوساوسها الباطلة وهواجسها الفاسدة وإثارتها للشهوات والغضب وتثبيطها للعزيمة تعين جبهة الشر وتمنحها قوّة التغلّب على جبهة الخير، ومن ثم تتيح لها فرصة السيطرة على القلب.

    وكلّما يكون الإنسان أنقى في نيّته وسريرته وأفقه في معرفة مسائل الشريعة، يكون في المقابل أقدر على تمييز ما هو إلهام وما هو وسوسة.

    عوامل انحطاط مستوى الوعي الديني
    في خضم الصراع القائم في ساحة القلب بين جبهة الخير وجبهة الشر، يهبط مستوى الوعي الديني لدى الإنسان بمقدار خسران جبهة الخير وهيمنة الشر والباطل على ساحة القلب. لأنّ جبهة الشر تورث القلب أموراً تؤدّي لا محالة إلى انحطاط مستوى الوعي الديني، ومن هذه الأمور:

    1 ـ قساوة القلب:

    -إنّ القلب يفقد اللين نتيجة حرمانه من الاتصال بجنود العقل، فيؤدّي به هذا الأمر إلى الابتلاء بالقساوة نتيجة عشعشة جنود الجهل فيه.



    [ صفحه 140 ]
    وقد قال تعالى: ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَا لِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) ]البقرة: 74[.

    2 ـ العمى وفقدان البصيرة:

    أنّ الله سبحانه وتعالى نور السموات والأرض، والقلب لا يستطيع الإبصار إلاّ بهذا النور، و ( مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور )]النور: 40[.

    ومشكلة القلب الذي قد عشعش فيه الشيطان أنّه محجوب عن النور، لأنّه قد خرج من النور إلى الظلمات، وقد قال تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّـغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَـتِ )]البقرة: 257[.

    ومن هذا المنطلق يصاب القلب بالعمى والحرمان من رؤية الحق، وبالتالي فقدان حالة الوعي في الصعيد الديني، والاندفاع اللاشعوري إلى الجحود وعدم الإيمان.

    3 ـ إصابة القلب بالرين والزيغ والختم والطبع والكن:

    الرين يعني الصدأ وهو ضد الجلاء، والزيغ هو الميل عن الاستقامة، والختم والطبع يعني السد، والكن يعني الحجاب والغشاوة، وكلّ هذه



    [ صفحه 141 ]
    الأمور تصيب القلب نتيجة ابتعاده عن الله عزّ وجل فتؤدي إلى انحطاط مستوى الوعي الديني عند صاحبها.

    وقد جاءت هذه الأوصاف للقلوب المريضة في القرآن، منها:

    ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) [المطففين: 14].

    ( فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) [الصف: 5].

    ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَـرِهِمْ غِشَـوَةٌ ) [البقرة:7].

    (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَيَعْلَمُونَ ) [التوبة: 93].

    ( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ) [الكهف: 57].

    ***

    وكلّ هذه الأمور التي ذكرناها تؤدّي إلى فساد القلب وتمنعه عن أداء مهمّته التي من أجلها خُلق، وتدفعه إلى عدم القيام بالوظائف المنوّطة به، من قبيل: معرفة الله تعالى والإيمان به والخشوع له والالتزام بالتقوى، وهي الوظائف التي جاء ذكرها في القرآن بقوله تعالى:

    ( أوْلَـبِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ا لاِْيمَـنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ ) [المجادلة: 22].

    ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) [الحديد:16].



    [ صفحه 142 ]
    ( ذَا لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَـبِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [الحج:32].

    ومن هذا المنطلق يؤدّي عجز القلب عن أداء مهمّته إلى فساده وبالتالي انحطاط مستوى الوعي الديني لدى الإنسان، فتكون النتيجة الاندفاع إلى الجحود وعدم الإيمان وعدم قبول الحق.

    وقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَـرِهِمْ غِشَـوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَلـهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِى وَقَلْبِهِى وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِى غِشَـوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) [البقرة: 6 ـ 7].

    ( أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَلـهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِى وَقَلْبِهِى وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِى غِشَـوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) [الجاثية: 23].

    (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَايَـتِ رَبِّهِى فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِىَ مَاقَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى ا لْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُواْ إِذًا أَبَدًا ) [الكهف: 57].

    وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا النمط من الناس بقوله: ( وَلَقَدْ ذَرَأْ نَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ ا لْجِنِّ وَالاِْنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَآ أوْلَـبِكَ كَالاَْنْعَـمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أوْلَـبِكَ هُمُ ا لْغَـفِلُونَ ) [الأعراف:179].



    [ صفحه 143 ]
    الفصل الثاني - سبل تنمية الوعي الديني
    إنّ الإنسان ـ كما ذكرنا فيما سبق ـ قادر على تغيير معادلة الصراع القائم بين الخير والشر في قلبه، لأنّه يتمكّن في كلّ آن أن يوفّر لكلّ من الطرفين الأجواء المطلوبة للتغلّب على الآخر.

    وقد أرشد الباري عباده ودلّهم على ما يعينهم في أمر التغلّب على جنود الجهل، والتي تؤدّي بالتبع إلى ارتقاء وعي الإنسان بأمر دينه، ومن هذه الأمور:

    1ـ ذكر الله سبحانه وتعالى:

    إنّ القلب لابدّ أن ينشغل بخاطر ما، فإذا لم يشغله الإنسان بما هو



    [ صفحه 144 ]
    نافع ملأه الشيطان بما هو ضار، وأنّ السبيل الوحيد لطرد الشيطان من القلب هو ذكر الله سبحانه وتعالى وقد قال تعالى:

    ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَـنًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَ نَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَـلَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ ا لْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ا لْقَرِينُ ) [الزخرف: 36-38].

    وقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام): (مَن ذكر الله سبحانه أحيا الله قلبه ونوّر عقله ولبه) غرر الحكم: 3083.

    وعنه(عليه السلام): (أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله) [غرر الحكم:3083].

    والجدير بالذكر أنّ مجرّد الأوراد الظاهرية لا تدفع وساوس الشيطان ما لم تتم عملية تخلية القلب من الرذائل. وقد شبّه بعض العلماء هذا الموقف بأنّ الشيطان مثل الكلب الجائع وأنّ الصفات المذمومة مثل مشتهيات الكلب وغدائه، والذكر يشبه قولك له: اخسأ، ولا ريب أنّ الكلب إذا قرب إليك ولم يكن عندك شيء من مشتهياته فهو ينزجر عنك بمجرد قولك اخسأ، وإن كان عندك شيء منها لم يندفع عنك بمجرد هذا القول.

    فلهذا يتحتّم على مَن يودّ الحصول على ثمرة ذكره لله تعالى أن يلتزم



    [ صفحه 145 ]
    التقوى، وأن يقوم باجتثاث الرذائل من نفسه واستئصالها من وجوده، لينتفع من الذكر ويتمكّن من جعله وسيلة لصدّ الشيطان عن أغوائه، وقد قال تعالى:

    ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـبِفٌ مِّنَ الشَّيْطَـنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) [لأعراف: 201].

    2 ـ التفكّر:

    التفكّر هو سير الباطن في آيات الآفاق والأنفس من أجل اكتساب معرفة الخالق والعلم بقدرته القاهرة وعظمته الباهرة.

    ونظراً لأهميّة التفكّر فإنّ القرآن جاء حافلاً بالآيات التي تحثّ على التفكّر والتبصّر والتعقّل والتذكّر والالتفات إلى النفس وما يحيطها، وتقليب النظر في ملكوت السموات والأرض.

    كما حثّ الباري في محكم كتابه على التأمّل في أحوال الأمم السابقة من أجل اكتساب العبر وعدم التعرّض للأخطاء التي وقعوا بها، لأنّ إعمال النظر في هذا المجال يكشف ظلمة الجهل ويؤدّي إلى تجلّي أنوار العلم، فيوقظ في النفس الإنسانية الرغبة في التزوّد من العلم، ومن ثم الارتقاء في المستوى المعرفي، وبالتالي الوصول إلى أسمى مراتب الوعي



    [ صفحه 146 ]
    الديني، وقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): (التفكّر حياة قلب البصير) ]جامع السعادات: 1/166[.

    كما أنّ الإنسان يتحرّر بالتفكّر وبذكر الله من الغفلة وآثارها السلبية التي منها عمى البصيرة والحرمان من إدراك الحقيقة ورؤية الواقع، وذلك لقوله تعالى حول المغفلين: ( أوْلَـبِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَـرِهِمْ وَأوْلَـبِكَ هُمُ ا لْغَـفِلُونَ ) [النحل: 108].

    وقوله تعالى:

    ( سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَـتِىَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى الاَْرْضِ بِغَيْرِ ا لْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَة لاَّيُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِنْ يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَيَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْاْ سَبِيلَ ا لْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَا لِكَ بِأَنـَّهُمْ كَذَّبُواْ بِــَايَـتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَـفِلِينَ ) [الأعراف: 146].

    3ـ تقوى الله واجتناب الذنوب:

    إنّ الذنوب من شأنها أن تصيب القلوب بالصدأ والغشاوة، بحيث أنّها تتراكم على القلب حتى تصبح ركاماً يحجب القلب عن رؤية الحق والاستماع إلى نداء الحق، وقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام): (ما قست القلوب إلاّ لكثرة الذنوب) [بحار الأنوار: 73/354/60].



    [ صفحه 147 ]
    وقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): (ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله) [اصول الكافي: 2/باب الذنوب ح1].

    ومن هذا المنطلق يعيش القلب الملوّث بالذنوب حالة الحرمان من الوعي الديني وحالة فقدان القدرة على رؤية الحق بوضوح.

    ويكون العلاج في البدء هو التوبة، لأنّها تؤدّي إلى جلاء القلب ممّا ران عليه ونقائه من أنماط الدرن المادي والهوى النفسي وهي كما ورد عن الإمام علي(عليه السلام): (التوبة تطهّر القلوب وتغسل الذنوب) [غرر الحكم: 1355].

    والتوبة هي عملية نفسية بها يتخلّص الإنسان من مشاعر الذنب ويحوّل بعون الله تعالى أفكار العجز واليأس والتشاؤم إلى أفكار ومشاعر الكفاءة والتفاؤل.

    ثمّ تكون بعدها التقوى هي السبيل الوحيد للمحافظة على طهارة القلب وعدم تلوثّه بالشوائب نتيجة تخبّطه في دياجير الفتن والأهواء المضلة.

    وقد ورد عن الإمام علي(عليه السلام): (إنّ تقوى الله دواء داء قلوبكم وطهور دنس انفسكم) [نهج البلاغة: الحكمة: 252].



    [ صفحه 148 ]
    كما أنّ تقوى الله تملء قلب الإنسان بنور الإيمان، وقد قال تعالى:

    ( يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِى يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِى وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِى ) [الحديد: 28].

    وهذا النور شأنه أن يجعل الإنسان قادراً على وضوح الرؤية والتفريق بين الحق وعدم الوقوع في الشبهات، وقد قال تعالى:

    ( يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنْ تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا ) [الأنفال:29].

    والفرقان هو النور الذي يجعله الله عزّ وجل في قلوب المتقين ليهتدوا به إلى سبيل الرشاد.

    وبالمجاهدة في مراعاة التقوى، وطرد الأفكار والهواجس التي تراود الإنسان بشأن فعل أو نزعة لا يقرّها الشرع ولا يأباها الضمير الواعي يتحصّن الإنسان من جميع التيارات السلبية التي تؤدّي إلى قساوة القلب.

    وبذلك يكون تواجد الملائكة في قلبه أكثر من تواجد الشياطين، فيكثر إلهام الملائكة في قلبه، لأنّ الإلهام الملكي يكثر في القلوب الطاهرة التي استنارت بنور الله عزّ وجل، لأنّ الملائكة مخلوقات طيبة وطاهرة لا تبحث إلاّ عن القلوب التي تناسبها.

    وهذا ما يرفع مستوى وعيه الديني الذي يدفعه إلى الإيمان والالتزام بمبادىء الشريعة الربانيّة.




    [ صفحه 149 ]
    والجدير بالذكر أن الوعي الديني خاضع في قرارة الإنسان للزيادة والنقصان، وهو قد يعلو فيصل تارة الأوج والذروة، وينحدر تارة أخرى متضائلاً نتيجة إصابته بالفتور والتراخي بعد الجد والجنوح إلى الكسل وإيثار الدعة والراحة.

    فلهذا ينبغي لكلّ فرد أن يراقب نفسه دوماً، ليعرف مستوى درجة وعيه الديني في الزيادة والنقصان، لينظر ماذا خالط قلبه من شوائب أدّت به إلى هذا التسافل والانحطاط، فيندفع إلى تطهيره وأزالته من القلب.

    4 ـ الالتزام بالأعمال العبادية:

    إنّ العمل يأخذ بيد صاحبه من عالم التصوّر إلى عالم الواقع وبهذا يزداد النظر اتّقاداً والفكر نفاذاً والإدراك توسّعاً، وبهذا أيضاً تنفتح أمام بصيرة الإنسان منافذ تمنحه قدرة الاطلال على مدركات في غاية الفساحة والامتداد.

    ومن هنا فإنّ الوعي الناتج من اقتران النظر بالعمل يكون أغنى وأعمق من الوعي الناتج من النظر المنفصل عن العمل. لأنّ الإنسان



    [ صفحه 150 ]
    باشتغاله العملي يندمج بكلّ وجوده مع الواقع الذي يبحث عنه، فينقطع عن جميع الموانع التي تقف دونه، أو على الأقل يقلّ سلطانها عليه.

    ومن هنا يتخلّص الإنسان من الاختلال في التوجّه إلى فهم واستيعاب الواقع، لأنّ التنوير للنظر بواسطة العمل يفتح أمام الفرد آفاق رحبة تسدّد عقله وتساعده على الرؤية الواضحة للحقائق، وتصون حركة فكره من أخطار الانحراف ودخول الشبهات. وبصورة عامّة فإنّ التعلّم يكون أدوم وأثبت إذا تم من خلال العمل.

    وينطبق هذا الأمر أيضاً على مسيرة توجّه الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، فالعلم النظري أو المخزون الذهني ليس إلاّ مقدمة ترشد الإنسان إلى السلوك والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى.

    وليس للعلم قيمة وشرف إلاّ على قدر تعلّقه بالعمل، لأنّ الإنسان لا يتمكّن من تطهير قلبه وتنقية سريرته إلاّ عن طريق المجاهدة في اجتناب المحرمات التي تلوث القلب، والمبادرة إلى الأعمال العبادية التي تدفعه للتوجّه بكلّ وجوده إلى الباري عزّ وجل، والتي تؤهّل قلبه للانفتاح على الله سبحانه وتعالى.

    وبمقدار عناية الفرد بالأعمال العبادية تكون طهارة القلب، وبمقدار طهارة القلب يتمكّن الإنسان من الوصول إلى معرفة الله سبحانه وتعالى، وبمقدار هذه المعرفة يحصل الإنسان على المحبة الإلهيّة، وبمقدار هذه المحبة يكون الإنسان مندفعاً إلى ذكر الله تعالى والانس بلقائه، وبمقدار ذلك تزول الحجب عن ا لبصيرة فينال الإنسان أسمى مراتب الوعي الديني.

    ومن هذا المنطلق لا يمكن الوثوق بعلم من لا عمل له، ولا يمكن الوثوق بمَن يدّعي المعرفة وهو قليل العمل، لأنّ مَن يترك الاشتغال بالأعمال العبادية والنوافل والمستحبّات يكون أقرب إلى الانحراف والتأثّر بالشبهات. لأنّ العقلية المبتنية على العلوم النظرية المنفصلة عن العمل تكون عقلية غير محصّنة من أخطار الانحراف وغير مسدّدة وغير مستنيرة بنور العبادة، فلهذا تتلقفها الأهواء ويعبث بها الشيطان بسهولة نتيجة حرمانها من الصيانة الربانية.

    5 ـ توفير الأجواء المناسبة:

    للأجواء الصالحة التي تحيط بالإنسان دور كبير وأثر بالغ في تحفيزه نحو معالي الأمور وأشرف الغايات وأسمى القيم، لأنّها تترك أبلغ التأثير على الإدراكات التي تحرّك الإرادة نحو تنمية الخصال الحميدة في الإنسان.

    وفي المقابل أيضاً، فإنّ الأجواء المليئة بالأفكار الفاسدة والمفاهيم الخاطئة والاتجاهات الضارة تستغل فرصة غفلة الإنسان فتغزو فكره وقلبه بتياراتها السامة التي إذا اخترقت وجود الإنسان عشعشت تلقائياً في ذهنه وتسرّبت من دون إرادته إلى قلبه، ولا تلبث أن تثير فيه مشاعر سلبية تزعزع إرادته وتجره بالتدريج مع التيار إلى مستنقعات الرذيلة.

    فلهذا ينبغي لمَن يودّ تنمية وعيه الديني أن يتجنّب من جهة البيئة الفاسدة التي حثّ الباري عزّ وجل على الابتعاد منها، بقوله تعالى:

    ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَـتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِى حَدِيث غَيْرِهِى وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَـنُ فَلاَتَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّـلِمِينَ ) [الأنعام: 68].

    ( فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إلاَّ ا لْحَيَوةَ الدُّنْيَا * ذَا لِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّن ا لْعِلْمِ ) [النجم: 29 ـ 30].

    ومن جهة أخرى، عليه أن يوفّر لنفسه الأجواء المعنوية المناسبة التي تمدّه بالغذاء المعنوي المطلوب، والتي تمنحه القوّة لاجتياز جميع العقبات التي تعتري سبيله نحو التكامل.

    ولهذا ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على معاشرة الأشخاص الصالحين وسماع قصصهم، والصداقة مع الذين يحرّضون على الفضيلة وقراءة القرآن والأحاديث الشريفة ومطالعة الكتب النافعة وزيارة الأماكن التي توفّر لمَن يحضرها المناخ الملائم لنمو الفضائل وتساهم في تعميق قيم الخير في النفس.

    وفي ظل هكذا أجواء يتمكّن الإنسان من التسلّط الأكثر على النفس والانتصار على أنماط الهوى والغلبة على وساس الشيطان، وبالتالي من تطهير قلبه ورفع مستوى وعيه الديني.

    6 ـ التغلّب على الأهواء:

    الهوى هو الميل والرغبة إلى شيء، ومن طبيعة هذا الميل أنّه يصدّ الإنسان عن الحق، ويؤدّي به إلى حالة الحرمان من الإدراك الصحيح، لأنّ من طبيعة الهوى أنّه يفسد العقل ويعيقه عن حركته السليمة ويحجبه بأغشية كثيفة ويقيّد حرّيته في البحث عن الحق ويدفعه لصياغة المبرّرات من أجل خدمة مآربه، فيشلّ قدرته على الإدراك السليم لحقائق الأشياء.

    كما أنّ الهوى يلوّث القلب بأدرانه ويحجبه عن تلقّي الأنوار المعنوية التي بها يبصر الإنسان سبيله إلى الله سبحانه وتعالى، وبهذا يصاب الإنسان بالعمى والانحطاط في مستوى وعيه الديني، ومن ثم يحرم من الهداية ويقع في أودية الضلال.

    وقد قال تعالى: ( أفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَلـهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَـوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) [الجاثية: 23].

    وأيضاً قال تعالى: ( وَلاَ تَتَّبِعِ ا لْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) [ص: 26].

    فلهذا ينبغي لمَن يستهدف تنمية وعيه الديني أن يقوم بإقصاء رغباته وأهوائه النفسية عن ساحة قلبه وساحة فكره، وأن يطهّر قلبه من نوازع الأهواء وأن يحرّر نفسه من تبعيتها، ليتمكّن من جهة أن ينال أسمى مراتب الوعي الديني، ومن جهة أخرى أن يصون فكره من الوقوع تحت تأثير الأهواء، فيطمئن إلى نتائجه الفكرية ويزداد عنده الأمل في صحّة فهمه للحقائق.

  2. #2
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array



    [align=center]000
    00
    0





    جوزيتِ خيرا






    [/align]
    [align=center]

    لزيارة موقعي اضغط على الصورة

    اللهم من أرادني بسوء فأشغله في نفسه، اللهم إني ادرأ بك في نحره واعوذ بك من شره ،
    اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي،
    اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني
    إلا ما كتبت لي وإن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني 0 [/align]

  3. #3
    الصورة الرمزية mouffaq
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    رقم العضوية : 7542
    الاقامة : سوريا
    المشاركات : 6,494
    هواياتى : الإنترنت وكرة القدم
    My SMS : الحمد لله على نعمة الإسلام
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 583
    Array



    [align=center]

    مشكووورة أختي rtm

    بارك الله فيكي

    بس لو كنتي اختصرتي منها وعطيتينا النبذة

    والله الوقت هال أيما أغلى شيء

    بارك الله فيكي

    موفق

    [/align]

  4. #4
    الصورة الرمزية rtm
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    رقم العضوية : 28681



    شكراجزيلا على مروركم اسفه على اطالته للموضوع بس ما عرفت شو اختصر لان شفت الافكار متسلسه ومتابعه ان شاء الله يعجبكم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حوار اربع فتيات في السوق
    بواسطة قلب الورد في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-11-2007, 06:01 AM
  2. مفاتيح في تربية وبناء النفس ...
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-11-2006, 06:33 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط