[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيام معدودات

إخوتي وأخواتي الكرام أياما معدودات
وها هو شهر الخير قد قضت خيامه ، وانقضت أيامه ، فحق لنا أن نحزن على فراقه وأن نذرف الدموع عند وداعه .

إخوتي

وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا؟؟؟؟؟ كيف لا تجري دموعا على رحيله ؟؟؟؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا ؟؟؟؟ وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟؟؟؟؟ كيف لا نحزن عليه وه شهر الرحمات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟؟؟؟؟ !!!!!!!

إخوتي الكرام

يمضي رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ، يمضي وهو شاهد لنا أو علينا ، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه

إخوتي الصائمين

أياما معدودات ينفض فيها قد قام ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، ف لله كم سجد فيه من ساجد ؟ وكم ذكر فيه من ذاكر ؟ وكم شكر فيه من شاكر ؟ وكم خشع فيه من خاشع ؟ وكم فرط فيه من مفرط ؟ وكم عصى فيه من عاص ؟.

أياما معدودات

ويرحل شهر الصوم ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ، وما أقبح حال المسيئين المفرطين

إنها فرحات أو حسرات ، بشائر للجادين ، وحسرات وعظات للمفرطين ، فيا رب تقبل حسنات المحسنين ، وتجاوز عن سيئات المسيئين .

لكن لا بد لنا من وقفة محاسبة جادة ، لننظر ماذا قدمنا في هذا الشهر المبارك من عمل ؟ وما هي الفوائد التي استفدناها خلاله ؟ وما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟ فمن كان محسناً فليحمد الله وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات والقبول والغفران ، ومن كان مقصرا فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل .

إخوتي تذكروا وأنتم تودعوا شهركم سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، فإن في مرورها وسرعتها وعبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين ............
فبالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ..........
واليوم نودعه بكل أسىً ، فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام ، والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى ، فنغتنم أيام عمرنا قبل فوات الأوان ما دمنا في زمن الإمكان ، قال عمر بن عبد العزيز : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما " ، أخي فإن العبرة بالخواتيم ، فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة ، فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ............ وأخيرا هنيئا لك أيها المقبول وجبر الله مصيبتك أيها المردود

اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام
وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا
أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا
فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين .

آمـــــــــــــيـــــــن يا رب العالـــــميــــــــــــــن[/align]