[align=center]
× استيقـــــــاظ ×
" اصحى يا نايــم ، وحدِّ الدايــم "
كهلٌ يجتر أرجله ، يضيءُ ظلمة الأزقة بسُريْج ..
يرددها مررًا و تكرارًا على ناصية الدور ، أفيقوا فالفجرُ يحيِّــكم
أفيقوا فقد أُحييتم كرة ً أخرى !
، وَ وحدوا الله
..
لا إله إلا الله
بذا استفتح أسلافنا صباحاتهم ، وَ بمثل ذا أدعوكم
أن تستفتحوا معي "رمضان "
، فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبــًا مباركــًا فيه أنْ بلغنا
برحمة ٍ منه رمضان
..
رمضــــان
شمسُ الأعمى وَ البصير ، نور
يراه الأعشى وَ الكفيف تمامــًا كما نراه نحن معشر المبصرين ..
فيا لله ما أعدله ، و ما أكرم شهرهـ
وَ يا لسكراتنا ما أطولها !
يا لقلوبنا ما أسقمها إن نحن آثرنا الظلمة على
النور !
، وَ بدون جهاد تنازلنا عما يسكن رمضان
من حبوةٍ وَ سرور ..
..
رمضان دعوة ٌ لقلوبـ ٍ فترت ، وَ ما عادت الروح منها
كما جُبلت لتعود ، نفحة ٌ إلهية – منة ٌ تمنحُ أفئدتنا العمياء
حواســًا مبصرة ..
" فإنها لا تعمى الأبصار وَ لكن تعمى القلوبُ التي في الصدور "
، فما حالُ قلوبكم ؟!
[glint]**[/glint]
× لسنا وحدنا من نصوم !! ×
يقول مصطفى مؤمن :
لابد للروح من رياضة ولو شهرًا واحدًا ، بعد أحد عشر شهرًا قضاها الجسد المادي
في استكلاب على العيش وانغماس في الهوى ..
الصوم هو الوفاء للجانب السماوي في الإنسان عندما يجعله الجانب الأرضي فيها كليلًا مجهدًا ..
كان لي زوج من طير الهدهد مات واحد منها ، فامتنعت الأخرى عن تناول الطعام والشراب
حتى ماتت صومًا وحبًا ووفاء ..
حدث هذا للطير الذي أراد الله أن يجعله دائما لبني البشر واعظًا ومعلمًا ..
الهدهد الذي قال للملك سليمان " أََحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَأ بِنَبَأ يَقِيْن "
رمضان هو الشهر الذي يربط خمسمائة مليون من بني البشر برباط اجتماعي واحد فيجعل منهم قافلة ممتزجة الروح ، متحدة العقيدة ،
متفقة الفكر متماثلة العيش ..
فالصلاة توجهنا نحو قبلة واحدة ، والصيام يربطنا بالتزامات اجتماعية واحدة ، والحج يجمعنا في مؤتمر إسلامي واحد ،
وصدق الله حيث قال : " إِنَّ هَذِهِ أُمَتُكُم أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ وأَنَأ رَبُكُم فاعبُدُون "
شهر الصوم هو شهر التحرير، تنزع الزواحف في صومها جلدها البالي ،
وتطرح السلحفاة حراشيفها الغلاظ ، ويخفف الجمل ثقل سنامه أبان صومه ،
ويتخلص الإنسان في رمضان من غوائل ماديته وجرائمه ..
أما كرم البلابل فإنها إذا حـُبست في أقفاصها (صامت) وامتنعت عن وضع البيض حتى
لا تورث أفراخها العبودية ..
وصدق الله حيث قال :
"وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم "
فحرية الأفراد ، وحرية الجماعات ، وحرية الشعوب ، ما أحرانا أن نصوم في شهر الصوم
عن خدشها ، ونقوم في شهر القيام على كفالتها .
[glint]**[/glint]
× صيــام أوتوماتيكي ! ×
مادمنا في عصر تتطور فيه المادة بأعجوبة ، فلما لا تتطور ماديتنا
بذاتـِ القدر من العجائبية ، غار البعض من المادة أو هكذا
أظن !
، فالبعض يمتنع عن الطعام وَ الشراب ومحرمات الصوم حتى الغروب
ثم يتناول الإفطار عُقب المغرب كما العادة ، وَ يصوم
عقب أذان الفجر أيضـًا كما هوَ معتاد !
تمامــًا كما لو كان آلة ، وَ الصيام هو الأمر المدخل و الواجب
تنفيذه يوميــًا !!
..
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
هذا الحديث يحتاج إلى وقفة ..
ينبغي أن نتنبه إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اشترط أن الصوم يكون
"إيمانـًا وَ احتسابـًا "
فما معنى أن نصوم إيمانــًا و احتسابــًا ؟!
أولاً : لابدَّ لنا من بيات " النية "
يقول المصطفى عليه الصلاة وَ السلام:
"من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له "
، وَ إيمانـــًا : يعني استسلامـًا للملك سبحانه وتعالى ، يا رب أمرتني أن أصوم فصمت ..
أمــَّـا احتسابـًا فيعني : أن تحتسب الأجر عند الله ..
ولنتذكر قوله عليه الصلاة وَ السلام :
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "
فلمن لم ينوي شيئــًا ..
لا شيء !![/align]
•:*¨`*:• 
[/align]
