إن ذهبَ اللبُ فلا معنى لنان !!!

[أحمد النجار]

[Unload]مروركِ - ك أسعدني كثيراً .. ممتنٌ أنا .. كوني - كن بخير .. أحمد النجار [/Unload][align=center][align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




(( إن لم تكن جزء من الحل كنت جزء من المشكلة ))

دخلت سيدةٌ محلَ بيعِ تُحفٍ وأثريات واشترت سريرَ لويس الرابع عشر وبعد بُرهةٍ عادت به وقالت لصاحبِ المحل :

هذا السريرُ صغير أريدُ سريرَ لويس الخامس عشر !!!!

هذه الطرفة - على قِدمها - إلا أنها تحملُ رسالة مُخيفة تكشف لنا بعض طرائقنا في التعامل مع التاريخ !!!

فالتاريخ قد بات عند معظمنا إما قصصٌ نتسامرُ بها حول نار اليأس عندما يُطبقُ ظلامُ القهرِ بفكيه على بقايا كرامتنا المُنتهكة تحت حذاء راعي بقرٍ معتوه !!!

أو أنه – التاريخ – قد تحول إلى مجرد تُحفٍ وأثريات ندفع فيها الأموال الطائلة في الوقت الذي يستجدي فيه طفلٌ من الأرض الجرداء قطرة ماء !!!

أو ننساه أو نتناساه غرقاً في مشاغلِ الحياة تارة وذوباناً في التوافه من الأمور تارات !!!!

ولكن أن ندرسَ التاريخ, أن نُمحصه, أن نُحلله ونعلله, أن نخرج منه بالحكم والتجارب النافعات, أن نستقي منه الدروس والعبر أو على الأقل ألا نُكرر الأخطاء التي حدثت فيه لأنه وكما يقال:

من لايدرسُ التاريخَ محكومٌ عليه بإعادته !!!

فهذا أمرٌ يكادُ يكون مستبعداً تماماً من ساحة الفكر الإسلامية وحتى وإن وجِدَ فنادرٌ يكون كندرة الزئبق الأحمر !!!

وما أحوجنا - والله – في هذه الأوقات التي نحياها أن نعود للتاريخ كله , أن ندرسه ونحلله , كيف لا وحديثه صلى الله عليه وسلم قد أصبح واقعاً مُعاشاً لايتناطحُ فيه تيسان (( وبالذات عربيان !! ))

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها!! قال: قلنا:يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت)

بربكم ألم يتحقق هذا الحديث بكل تفاصيله الموجعة المؤلمة ؟!!!

قد يسألُ سائلٌ : وماأنا؟ وما قدرتي ؟ وما موقعي من الإعراب في تلك الأحداث الدولية الجسام ؟

هذا السؤال – تحديداً – هو المرحلة النفسية المراد الوصول إليها بالضبط , مرحلة الاهتمام والتي أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن من لم يصل لتلك المرحلة في التعاطي مع أحداث المُسلمين فليس منهم .. حين قال حبيبي وسيدي وقرة عيني:

( من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم )

وهذا هو – تحديداً – ماأردته من كتابة هذا الموضوع ,أردت أن نصل لهذه المرحلة وأن نضبط انفعالنا عند هذه المرحلة ..

فالبعض عندما بلغ هذه المرحلة النفسية الحرجة لم يجد من يوجه انفعالاته النفسية توجيهاً صحيحاً أو الأسوأ من ذلك أن وقع فريسة في يد من سخر طاقته الانفعالية تلك وجعل منه لُغماً بشرياً يلبسُ حزاماً ناسفاً ويُفجر نفسه ,معتقداً أنه بذلك قد أصبح جزءً من الحل !! وماعلم أنه وبفعلته تلك قد أصبح المشكلة نفسها !!! وأنه قبل أن يقتل أو يُدمر عدو الإسلام قتل الإسلام في أعين الكثير وفجر فكرته الرائعة المنطقية العقلانية !!!!

وللأمانة فالجاهلُ في كل موقع هو جزء من المشكلة والواعي هو جزء من الحل..

فما نريده وما نحتاجه ومانصبو إليه هو الوعي

والوصول لمرحلة الوعي السليم الصحيح المبني على قواعد راسخة من معلومات يقينية مؤكدة يحتاج إلى جهد والجهدُ هو الاهتمام الذي قد عناه سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم...

والآن - أحبتي - فلنفتح صندوق أوجاعنا ولنختر منه جرحاً عميقاً ولنحاول أن نطبق عليه فلسفة الوعي والاهتمام

فلنترك جرح العراق - أحبتي – أو أفغانستان أو كشمير أو الفلبين أو السودان أو البوسنة والهرسك أو الشيشان وحتى لنترك ذاك الجرح الدامي القديم العصي على الحل فلسطين ..

ولنترك أيضاً كثيراً من الجراح على المستوى المحلي والعالمي

ولنترك حتى جرح أطفال ليبيا !!!

ولنترك الخلاف المسلح بين الفصائل الفلسطينية

(( كنتُ أدعو بعد صلاة الجمعة وأقول: اللهم أنصر المجاهدين في فلسطين على الصهاينة المحتلين.. والآن – والله- لاأدري بماذا أدعو ؟!!!

اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم أتباعه وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه ))

وأتمنى - ومن كل قلبي - ألا يعتقد معتقدٌ أننا تجاوزنا هذه الجراح استهانة بها أو تقليللاً منها لا ورب البيت , إنما هي جروحٌ واضحة المعالم محددة الأطراف , معظم أهدافها واضحة جلية , ومعظم المعلومات عنها إما أننا نعلمه أو أننا - بإذن الله - سنعلمه ولو بعد حين ..



ولكن - وفي اعتقادي - أن الجرح الغامض المُبهم – ولو على الأقل على مستوى عقلي البسيط – هو جرحُ لبنان !!!


حاولتُ جاهداً أن أفهم بالتحديد مالذي يحدثُ في لبنان ودون جدوى !!!!

استعنتُ - بعد الله - كثيراً بالتفكير المبني على نظرية المؤامرة ودون جدوى !!!

أنا لاأتحدثُ عن الأحداث , فالأحداث من السهل ومن الممكن الوصول إليها حاضراً بحاضر وبأدق التفاصيل , إنما أتحدثُ عما وراء تلكمُ الأحداث ..


من المستفيدُ منها؟ (( بالتأكيد نحن نعلمُ من أكبر خاسرٍ فيها.. صواب.. شعبُ لبنان ))
نحن قد رأينا حرباً أهلية دموية وشرسة ومرعبة كان إطلاق رصاصة البدء فيها- كما قرأت - عام 1975 للميلاد عندما قُتل 27 فلسطينياً على يد جنود من حزب الكتائب الماروني انتقاماً لمحاولة اغتيال بيار الجميل (( زعيم حزب الكتائب )) والذي أُشير فيها بأصابع الاتهام نحو الفدائيين الفلسطينيين..
وبعد ذلك انقسم اللبنانيون إلى معسكرين كبيرين هما

الجبهة اللبنانية:

والتي تضمُ أحزاباً مسيحية (( حراس الأرز - الأحرار - الكتائب - القوات ))

والتي كانت معترضة تماماً على الوجود الفلسطيني في الأراضي اللبنانية

الحركة الوطنية :

والتي تضمُ أحزاباً قومية ويسارية (( التقدمي الاشتراكي - الشيوعي اللبناني – القومي – العمل الشيوعي ))

وهذه كانت تؤيد التواجد الفلسطيني على الأراضي اللبنانية .. وبناء على ذلك فقد عقدت تحالفاً مع منظمة التحرير الفلسطينية

ثم نشبت الحرب !!!!

تدخلت الجامعة العربية حينها وأرسلت 20 ألف جندي (( سوري )) لفض النزاع وحفظ السلام ..

وفشلت تلك القوات تماماً في تحقيق مهمتها المنوطة بها مما أدى لا لبقاء النزاع فقط بل لدخولِ أطرافٍ جديدة فيه مثل منظمة الصاعقة وجيش التحرير الفلسطيني المواليان تماماً لسوريا ..

وطبعاً لم تفوت الأفعى الصهيونية هذا الخلاف فاحتلت جنوب لبنان عام 1978 ودخلت بثقلها في الحرب اللبنانية داعمة سعد حداد صاحب دولة لبنان الحر والذي قد انشق عن الجيش اللبناني وصاحب مجزرتي صبرا وشاتيلا ...


وجاء الفرج من عند الله في اجتماع الطائف حيث تم تسوية الأمور تسوية عجيبة مُذهلة (( قد يكون المالُ فيها سيد الموقف ؟!! )) وانتهت الحرب بفضل الله ومنه وكرمه

حتى العماد ميشيل عون والذي رفض الاتفاق برمته تم التعامل معه بمنطق القوة عن طريق الجيش اللبناني والسوري حيث هوجم مقره إذ كان حينها رئيساً للحكومة وانتهت بذلك الحرب اللبنانية تماماً ..

كم كانت تلك الحرب مُفجعة وموجعة ومدمرة ومنهكة !!!!!!

كنتُ في لبنان بعد الحرب فأخبرني أحدهم أن القناصة عندما فرغوا من الحرب باتوا قتلة مأجورين لتصفية حسابات الناس مع بعضهم وأنهم وفي أوقات فراغهم كانوا يتراهنون على أي شخصٍ مار من أمام أعين بنادقهم أين يضع أحدهم الرصاصة في جسده !!!!

وماأن تنفست لبنان الصعداء حتى أطلت الحرب الأهلية برأسها ثانية !!!!!

وكلنا يعرف الأحداث التي تسببت في إطلالة هذا الرأس الخبيث ..

ولكن هل كان اتفاق الطائف حل مؤقتاً ؟!!

هل كانت النار حقاً تحت الرماد ؟!!!

مادور الفلسطينيين في هذه الأحجية الغريبة العجيبة ؟

ماتبرير مايحدث في مخيمات الفلسطينيين في لبنان ؟!!


هل هم جزء من صفقة ما ؟ هل هم كبش فداء ؟!!

مادور إسرائيل هذه المرة في هذه الأحداث ؟ وأي فائدة ستجنيها من وراء كل ذلك ؟ (( لاأتحدث عن الفوائد المكتسبة من الخلافات في الصف الواحد ))

مادور إيران المتمثل في حزب الله في الجنوب ؟ومامصلحة إيران ؟ هل هي حقاً تريدُ أن تساوم أمريكا عن طريق الضغط عليها في لبنان ؟!!

مادور النظام السوري ؟ مامصلحته ؟


مادور الولايات المتحدة الأمريكية ؟ والإتحاد الأوربي ؟

هل هي حربٌ دينية ؟

أم مصالح تضاربت ؟

أم هي أطماع في الكعكة اللبنانية ؟

هل الداء في الداخل أم أنه في الخارج وما يحدث في الداخل مجرد أثرٍ له ؟!!!

إلى أين تتجه لبنان ؟!!

ولماذا لبنان ؟!!!

أو تراها حقاً أن الديمقراطية لاتصلح لنا ؟!!

ألف سؤالٍ وسؤال !!!!!!!!!!!

تكاثرتِ الظباء على خراشٍ *** فما يدري خراشٌ مايصيدُ ؟!!!

[blink]أعترف ُ [/blink]

أعجزني الربط والتحليل والاستنتاج !!!!!!

لم أستطع أن أكون صورة كاملة عن الوضع في لبنان !!!!!!!

فهل أجدُ من يأخذ بيدي ويشرح لي الأمر بالترتيب وأن يوضح لي بالتحديد القضية وأبعادها وسأكون له من الشاكرين ؟


وحتى ذلك الحين أهمسُ في أذن كل سياسي لبناني :

اتقوا ربكم الذي تعبدون ..
واتقوه في لبنان وشعبها ..

واتقوا أن يكتبكم التاريخ بمدادٍ أسودٍ على صفحات الخزي والعار ..

وعودوا للتاريخ لا لتفعلوا كفعل السيدة وتقتنوا سرير لويس الرابع عشر ولكن على الأقل لتتخلوا عن مقولة لويس الرابع عشر الشهيرة (( أنا الدولة )) وتعطوا لبنان مايستحق ..



*
*
*

[msg]إن لم تكن جزء من الحل كنت جزء من المشكلة ..[/msg]

أعتذرُ على الإطالة

كونوا بخير

أحمد النجار [/align][/align]