فقال تعالى "{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنهإِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ "}سورة الصافات
وفي هذا إشارةٌ لطيفةوتذكيرٌ لعباد الله أن يتنبهوا لأهمية الذكر والتسبيح على وجه الخصوص ، فقد وصفالله يونسَ عليه السلام بأنه كان من المُسبِّحين ، أي أنه كان كثير التسبيح قبلوقوعه في هذه الشدة العصيبة والكرب العظيم .
ولأنه كان كثير التسبيح قبل وقوعه في الشدة ، وكان لسانه يألفُ التسبيحَ فإنه بدأ دعاءه في بطن الحوت بالثناءعلى الله وتسبيحه فقال في دعوته المستجابة ما ذكره الله تعالى في موضعٍ آخر منالقرآن الكريم في قوله تعالى ( ... فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَإِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء : 87]
وهذه الدعوة من الدعوات المستجابة كما قال بذلك جمعٌ من أهل العلم ، فقداستنبطوا من الآية التي بعدها أن من دعا بدعوة ذي النون يُستجاب له بإذن الله ،فالآية التي بعدها هي قوله تعالى ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَالْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء : 88]
ففيقوله تعالى ( وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) وعدٌ من الله الذي لا يُخلف وعدهبأنه كذلك يُنجي المؤمنين ؛ قال بعض أهل العلم أي إذا دعوا بهذه الدعوةالمستجابة.
وفي قصة ذي النون من الفوائد العظيمة ما يلي:
- تضمندعاؤه التسبيح فكان سبباً لاستجابة دعائه ، وفي ذلك إشارةٌ إلى أهمية التسبيح وعظيمأجره.
- وفي القصة إشاراتٌ إلى أهمية التعرف على الله في الرخاء ليعرفك فيالشدة فإن يونس عليه السلام كان مُسبِّحا قبل وقوعه في الشدة.
- وفيها فائدةعظيمة في أن التسبيح يكون سبباً للنجاة من كرب الدنيا والآخرة، فهذه الكربة التيمرَّ بها نبي الله يونس كانت في الدنيا ، ولم يكن له ناصرٌ ولا يمكنه الاتصال بأحدفهو في ظُلمات بطنِ حوتٍ متحركٍ في ظلمات لُجج البحر ، انقطعت به الأسباب إلا منخالقه وممن يراه وهو في بطن الحوت ويسمع سره ونجواه.
فلنحرص أيها الإخوة والأخوات على كثرة ذكر الله والتسبيح فإنه سببٌ للخيروالنجاة.
وإن قول( سبحان الله وبحمده) مئة مرة ورد في فضلها ترغيب نبوي كريموهي لا تستغرق من أحدنا خمس دقائق.
في موطأ مالك عن عن أبي هريرة رضيالله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال سبحان الله وبحمدهفي يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
وقد ورد فيفضل التسبيح أحاديث كثيرة منها ما ورد في صحيح البخاري : عن أبي هريرة عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فيالميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده (
فلانتكاسل أيها الإخوة والأخوات عن اكتساب حسناتٍ عظيمة بأمرٍ سهلٍ بسيط ألا وهو تحريكاللسان بالتسبيح وذكر الله ، أسأل الله لي ولكم التوفيق لما يحبه و يرضاه.
أذكركم إخوتي أن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب دعوة مستجابة
أسألكم بالله أن لا تنسوني من دعوة صادقة غفر الله لي ولكم ولى ولدينا ولى من ساعد على كتابة هذا الموضوع وأعان عليه أسأل الله ألا يحرمني وإياه الأجر والمثوبة وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
أخوكم في اللهمحب القرآن